السيد ابراهيم امين السيد في تكريم خامه يار: مشكلة الأميركيين أنهم لا يريدون دولة على شاكلة النموذج الإيراني – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

السيد ابراهيم امين السيد في تكريم خامه يار: مشكلة الأميركيين أنهم لا يريدون دولة على شاكلة النموذج الإيراني

السيد ابراهيم امين السيد

أقامت قيادة حزب الله في منطقة البقاع حفل تكريم للمستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار، في قاعة مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك، برعاية رئيس المجلس السياسي للحزب السيد إبراهيم أمين السيد، وفي حضور الوزير السابق الدكتور حمد حسن، مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر، مسؤول قطاع بعلبك يوسف اليحفوفي، رؤساء بلديات واتحادات بلدية، وفاعليات ثقافية واجتماعية.

استهل الحفل الدكتور خضر نبها، مرحبا بالمحتفى به “في مدينة الشمس والمقاومة بعلبك، وفي شهر آذار مع تفتح زهر اللوز، وحيث يبرعم الورد بمناسبات تتزاحم فيه. فقد عرفنا الدكتور خامه يار لطيفا مؤدبا مهذبا صادقا، طيب السريرة، مجاهدا وباحثا ومتواضعا، ويتمتع بروح النكتة الهادفة، إنه رجل في وجهه مزيج من تعب وطمأنينة، عبر عنها في كتابه الأخير الذي صدر قبل أيام، جرح وزيتون”.

واعتبر السيد ابراهيم أمين السيد أنه “من الطبيعي جدا، ومن الحب والوفاء أن يكرم الحاج عباس في بعلبك، لأن أول مكان حط فيه رحاله كرسول للثورة الإسلامية في إيران كان بعلبك، وكان من جملة الرسل الذين جاؤوا لنصرة لبنان وللتعاون مع المقاومة في لبنان في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وهو أحد المؤسسين للمقاومة الإعلامية عبر صوت المستضعفين، وعمل مع كوادر المنطقة الإعلامية للقيام بمسؤولية الإعلام في المقاومة، والتكريم هو شيء قليل بالنسبة الى ما قدمه”.

وقال: “الدبلوماسية تعني فن الوصول إلى الآخر، وصنع الصداقة مع الآخر، أو تحويل الآخر من عدو إلى صديق، والدبلوماسية هي البحث في المشتركات الإنسانية، ومن نافل القول البحث عن المشتركات الدينية. وهناك 3 دبلوماسيات، الدبلوماسية السياسية التي تتعلق بعلاقات الدول وصداقاتها، ومصالح الدول السياسية والاقتصادية وما شابه”.

وأضاف: “أما الدبلوماسية الثقافية فهي أوسع من الدبلوماسية السياسية وتتطلب خبرة أعلى، للبحث عن المشتركات الثقافية في المجتمعات، فالتعريف بفكر الإمام الخميني وببيان الجمهورية والثورة الإسلامية للعالم هو موضوع ثقافي، يخاطب النخب الثقافية والعلماء والمفكرين والمبلغين والباحثين والكتاب والجامعات والمحركات الثقافية، فالنخب الثقافية من أهم المؤثرين في المجتمعات، والمعيار هو العلاقة مع هذه النخب الثقافية، فإذا كان لهم حضورهم ووجودهم الفاعل في المجتمع فنحن بخير، وإذا كان دورهم مهمشا في المجتمع، فهذا يطرح علامات استفهام”.

وتابع: “في الدبلوماسية الثقافية يسجل للمستشارية الثقافية الإيرانية عموما، وللدكتور خامه يار خصوصا دوره وفاعليته وثقافته، وفهمه لأهمية الثقافة وللعمق الفكري للجمهورية الإسلامية، وهو يحسن نقل تجربة الجمهورية إلى الآخرين. والبحث عن المشتركات الثقافية هي خطة سياسة وفكر وإجراءات ومسؤولية. ومن يبحث عن المشتركات سواء بين المسلمين، أم المشتركات بين المسلمين والمسيحيين او المشتركات بين الناس، لا يجوز له أن يطرح الخلافات او الترويج للخلافات والصراعات، مع الإشارة إلى أن عمق ما يطرح في الثقافة ليس بعيدا عن الدين، وعندما نتناقش ونتحاور في الموضوع الثقافي في مواجهة الإلحاد والفساد والاستكبار والظلم والاستبداد والقمع والتعسف، نعرف ان المشتركات بحسب الإحصاء العام والجدول القرآني تفوق نسبة 80 % يبقى نسبة 20 % لها علاقة بالالتباسات والخلافات، فلماذا تظهر الخلافات، مع ان نسبتها ضئيلة”.

وأردف: “الدبلوماسية الثالثة هي الدبلوماسية الشعبية أي دبلوماسية الأخلاق والقيم الإنسانية، فالذي لديه القيم والأخلاق، تسبقه أخلاقه إلى الآخر ويدخل معه إلى قلب وعقل الآخر ثقافته وفكره، والناجح ليس الذي يتحدث ويقدم النظريات، بل الذي يستطيع فتح قلوب وعقول الآخرين، وهذا له علاقة بالشخص وبالكاريزما، بقيمه وأخلاقه وتواضعه، وبمحبته للناس. نحن أبناء مدرسة أهل البيت وعلينا الاقتداء بهم، فالإمام الحسين كان يبكي على الذين قتلوه في كربلاء لأنهم سيدخلون جهنم بقتله، والمبدأ القرآني في غاية الوضوح، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، لذا لا نريد أن نحمل فقط العقول، وإنما يجب أن نحمل القلوب أيضا”.

ورأى أن “بعض الخبثاء يحاولون طرح الصراع مع إيران، وكأنه صراع بين القومية العربية مقابل الفارسية، ولا يتحدثون عن إسلامية إيران. بالمقابل إيران تبحث عن المجتمعات التي تشبهها، المثقفة، المبدعة، الحضارية، التي لها امتداد تاريخي إنساني، لذا للإيرانيين عشق للبنان، لمصر، لسوريا، للعراق، للأردن، ولأي بلد عربي يتمتع بحضارة، لأن إيران ضربت حضارتها في عمق التاريخ، لذا من الطبيعي أن يتواءم ويتلاءم الإيرانيون مع المجتمعات المتحضرة والتي لها تاريخ”.

واعتبر أن “مشكلة الآخرين مع إيران هي مشكلة الدول غير المتحضرة، والتي ليس لديها ثقافة أو أي إبداع علمي أو ثقافي أو حضاري او إنجازات في الميدان الصناعي وما شاكل، معيار الدول هو معيار التقدم، فإيران دولة غنية ولكنها ليست أغنى دولة ورغم العقوبات والحصار، لديها حوالى 5000 عالم نووي بعمر الشباب ولديها الكثير من الإنجازات العلمية وأطلقت بالأمس أحد أقمارها الاصطناعية إلى الفضاء، ويوجد دول عربية هي من أغنى دول العالم بثرواتها المادية، ولكنها تفتقر إلى الأنجازات العلمية والإبداعية. وبالمقابل لبنان دولة فقيرة وأفقروها أكثر ودمروها، والدولة اللبنانية للأسف تستجدي المساعدات الغذائية والعينية والمادية، ومع ذلك حجم الإبداع والعلم والتقدم والثقافة في لبنان قياسا إلى عدد سكانه، يعتبر من الدول الأولى في العالم”.

وختم السيد ابراهيم أمين السيد: “مشكلة الأميركيين أنهم لا يريدون دولة على شاكلة النموذج الإيراني في القوة والتقدم العلمي، والمواقف الداعمة للمقاومة ولحركات التحرر في العالم، والدليل أن الدول الحليفة للولايات المتحدة الأميركية لا نراها تمثل التقدم والعلم والثقافة أو الصناعة، إنهم يأخذون منها الأموال والثروات”.

بدوره رأى خامه يار أن “هذا التكريم لم يكن لشخص أو لإنجازات حققناها سويا، وإنما هذا التكريم للثقافة، وللدور الثقافي الذي يدل على عمق المعرفة والرؤية لدى الأخوة في قيادة المنطقة. فالثقافة هي البنى التحتية لإنجازاتنا ولمستقبلنا ولأجيالنا، وهي التي تحفظنا مقاومة وحضارة وتاريخا. فالجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تبق لمدى أكثر من أربعة عقود رغم الحروب المفروضة عليها والحصار والعقوبات، بسبب منظومتها الصاروخية او ثروتها، ولكنها صمدت بسبب ثقافتها وحضارتها المتجذرة في التاريخ، فالإيرانيون استقبلوا المسلمين بسبب المبادىء والقيم والثقافة التي حملها الإسلام، وأكملوا هذه القيم وساهموا في بناء الحضارة الإسلامية”.

وأكد أن “التطور التكنولوجي في المجال العسكري وامتلاك إيران المنظومة الصاروخية والعسكرية ليس الهدف، بل هو الدرع الواقي للحفاظ على هذه الثقافة والقيم”.

وقال: “أنا لبناني الهوى، عشت لسنوات طويلة مع هذا الشعب المجاهد والمقاوم، ولي تاريخ عريق من الخبز والملح والعشق والمحبة مع الأهل في لبنان”. وتابع: “نحن بحاجة إلى ثقافة المقاومة أكثر من حاجتنا إلى سلاحها، لأن هذه الثقافة هي التي تحافظ على المقاومة وسلاحها”.

واستعرض خامه يار مسيرته في لبنان منذ “أول زيارة قبل الاجتياح الإسرائيلي للقاء السيد عباس الموسوي في بعلبك والشيخ راغب حرب في جبشيت، ناقلا لهما رسالة من بعثة الحج للإمام الخميني، للمشاركة في مؤتمر عن الحج الإبراهيمي. ومن ثم كانت التجربة في إذاعة الإسلام صوت المستضعفين التي عشت خلالها مع هذه المدينة آلامها وأفراحها والاعتداءات الإسرائيلية عليها وانتصاراتها وصمود أبنائها، وحملت خلال تولي مهمة المستشارية الثقافية رسالة محبة وثقافة إلى كل اللبنانيين، فهذه تعاليم الإسلام ورسالة الجمهورية الإسلامية التي أحملها إلى الجميع”.

وقدم السيد أمين السيد والنمر درعا لخامه يار تقديرا لجهوده، كما قدم منتدى الفكر اللبناني درعا تكريمية للمحتفى به.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك