الصحافة اليوم 12-11-2021 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 12-11-2021

الصحافة اليوم

تناولت الصحف الصادرة في بيروت اليوم الجمعة في 12/11/2012، العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وركزت على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالأمس في يوم الشهيد، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي.

جريدة الاخبارالأخبار
نصر الله: لن نتنازل للرياض

أقفل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، الباب أمام التنازل للسعودية في الأزمة التي افتعلتها على خلفية تصريحات الوزير جورج قرداحي. حزب الله لم يوافق على إقالة الأخير، ويرى أن المصلحة الوطنية توجب عدم التنازل الذي لا تلاقيه الرياض بإيجابية، بل تطالب بالمزيد. كذلك يرفض الحزب التفاوض باسم اليمنيين، إذ يمكن السعودية حل مشكلتها معهم بوقف الحرب ورفع الحصار وبدء المفاوضات السياسية.

لا تنازل للسعودية التي بعدما أخذت «ألِف» إقالة وزير الخارجية السابق شربل وهبة، انتقلت إلى «باء» المطالبة بإقالة وزير الإعلام جورج قرداحي. وفي حال نالت مرادها، ستطالب وتطالب حتى تصل إلى «الياء». بهذه العبارة يمكن تلخيص موقف حزب الله الذي عبّر عنه أمينه العام السيد حسن نصرالله، من الأزمة التي أكّد أن النظام السعودي افتعلها مع لبنان بذريعة تصريح لقرداحي عن حرب اليمن، يسبق تعيينه وزيراً. في خطابه بمناسبة «يوم الشهيد»، أمس، بدا نصرالله كمن يقول لمحمد بن سلمان إن مسؤوليتك أنت أن تحل الأزمات التي تفتعلها، وليس من واجبنا أن نقدّم لك سلّماً للنزول عن الشجرة. فبالنسبة للذريعة السعودية التي تعتمدها لمعاقبة لبنان، والمتمثلة باتهام حزب الله بقيادة عمليات «أنصار الله» العسكرية في اليمن، ردّ السيد نصرالله بنفي ما وصفه بـ«الأوهام»، ناصحاً السعوديين بأن «الحل في اليمن يبدأ بوقف إطلاق النار ورفع الحصار، وبدء مفاوضات سياسية». وفي هذا السياق، نفى ما تردد في الأسابيع الماضية عن المفاوضات السعودية- الإيرانية في بغداد، وتحديداً لجهة القول إن طهران قالت للرياض إن الملف اليمني بيد حزب الله، أو السيد حسن نصرالله تحديداً.

خطاب السيد أمس حمل تعبيراً عن قرار بعدم الرضوخ للإملاءات الخارجية، منتقداً الذين طالبوا الوزير قرداحي بتقدير المصلحة الوطنية وتقديم الاستقالة، «فمَن قال إن المصلحة الوطنية تكمن في الخضوع للمطالب الخارجية؟». في الوقت عينه، كانت لغته هادئة، وأكّد أن الحزب لا يريد التصعيد مع السعودية ولا مع أي دولة خليجية.

ووصف نصرالله رد فعل السعودية على تصريحات قرداحي بأنه «مبالغ فيه جداً، لأن هناك سياسيين ومسؤولين أميركيين وأمميين قالوا ذات كلام قرداحي ولم يردّ السعوديون، إضافة إلى قيام أفراد بشتم النبي محمد ومع ذلك لم تقدم السعودية على قطع العلاقات مع الدول التي حمت هؤلاء الذين شتموا، إضافة إلى جانب آخر يتعلق بصداقة السعودية مع اللبنانيين فهل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه؟». وأضاف: «حملات الشتم لم تتوقف ضد سوريا منذ 15 عاماً، ومع ذلك لم تقف سوريا ضد القرار الأميركي الذي سمح بمرور الغاز المصري والكهرباء الأردنية في أراضيها»، مؤكداً «أن هذا التصرف هو عنوان الصديق، مثلها في العلاقة مع إيران التي لم تمنن لبنان بما قدمته وساندت من خلاله لبنان وبخاصة في دعمها لطرح الاحتلال الإسرائيلي».

وأعلن أن حزب الله رفض إقالة الوزير قرداحي، «لأن السعودية لم تقابل لبنان بأية إيجابية عندما تمت إقالة الوزير شربل وهبي». وبرأيه، فإن «السعودية تبحث عن حجة لتفتعل أزمة مع لبنان»، لأن ذلك جزء من المعركة مع مشروع المقاومة في لبنان»، مذكّراً بالدور السعودي التحريضي ضد المقاومة في حرب تموز 2006.

لا مقايضة بين ملفي انفجار المرفأ ومجزرة الطيونة التي ارتكبها حزب القوات اللبنانية

وتوقف عند ما قالته السعودية من أسباب مشكلتها مع حزب الله، وتحديداً اتهام الحزب بالهيمنة على لبنان. بالنسبة للأولى، قال نصرالله إن حزب الله هو «أكبر حزب سياسي في لبنان، ولكن نحن غير مهيمنين على لبنان، لا بل هناك من لديه تأثير في مفاصل الدولة أكبر من تأثيرنا». وأعطى أدلة على قوله هذا بمسائل كالتحقيق في انفجار المرفأ، قائلاً: «ما هو هذا الحزب الذي يهيمن على القرار في لبنان، والذي لا يستطيع أن ينحّي قاضياً عن ملف نعتقد أنه يعمل بشكل استنسابي ومسيّس. كذلك الأمر بالنسبة لسفن المازوت من إيران، أين هيمنتنا على الدولة في وقت نأتي بالمحروقات عبر سوريا وننقله لنحو 200 كيلومتر لأن الدولة اللبنانية ترفض استقبال هذه السفن في منشآت النفط. ومِثلها في مطالبتنا بالتوجه شرقاً مع الحفاظ على علاقات مع الغرب، أو بتفعيل العلاقة مع سوريا».

وعن اليمن وموقف حزب الله من الحرب فيه، قال نصرالله: «موقفنا واضح منذ سبع سنوات عندما أيدنا الشعب اليمني، فلماذا القصة الآن؟ إنها قصة مأرب ونتائج الحرب هناك، هذه الحرب التي فشلت بعد كل سنوات الحرب على الشعب اليمني. فتداعيات سقوط مأرب ستشمل المنطقة والسعودية تعرف ذلك». وعبّر عن رفضه «احتمال أن يكون الضغط علينا كي نضغط على أنصار الله (الحوثيين) في اليمن»، نافياً «الخبر الذي قيل عن أن الإيراني طلب من السعودي في بغداد أن يقوم حزب الله بهذه المهمة»، ومشدداً على رفضه «التفاوض نيابة عن اليمنيين وهذا أيضاً موقف إيران». وكشف أنه «مطّلع على محاضر جلسة الحوار السعودي الإيراني في بغداد، والتي لم يؤتَ فيها على ذكر ما أشيع».

وأكد الأمين العام لحزب الله أن مشكلة السعودية في لبنان أن حلفاءنا لم يأخذوا البلد إلى حرب أهلية، وهم قسمان: جزء عاجز عن جر البلد إلى حرب أهلية، وجزء يرفض الحرب الأهلية. لكن على رغم ذلك، السعودية استمرت بالسعي إلى إشعال الحرب داخل لبنان، سواء بعد حرب تموز 2006، أو عندما خطفت الرئيس سعد الحريري عام 2017، أو اليوم.

وختم السيد نصر الله بالقول: «نحن نريد التهدئة، وأطالب اللبنانيين بالصبر، ونحن صبرنا وضغطنا على جروحنا ونريد السير بالطريق الصحيح، ونحن منفتحون على المعالجات الهادئة، وهذا ما قمنا به في حادثة خلدة، ومثلها في مجزرة الطيونة التي ارتكبها حزب «القوات اللبنانية» تصميماً وتحضيراً واستجلاباً لعناصر من خارج منطقة عين الرمانة». وأكّد عدم وجود أي مقايضة بين ملفي الطيونة والمرفأ، لافتاً إلى أن أهالي الشهداء في المرفأ كعوائل الشهداء في الطيونة، «ونحن سنتابع القضيتين لأنها مسألة أخلاقية ووطنية نلتزمها».

نصرالله بدأ خطابه بالتشديد على أهمية الإنجازات التي حققها شهداء المقاومة، وشهداء الدول العربية، في مواجهة العدو الإسرائيلي، لجهة «تحرير الأرض وتحرير الأسرى والحماية والردع وهي مستمرة، ومنها مواجهة المشروع الأميركي التكفيري في المنطقة الذي انتصرنا عليه ومنع الحرب الأهلية التي لا يزال يجري التخطيط لها».

كذلك من أهم الإنجازات التي تحدّث عنها، «منع الإطباق الأميركي الكامل على لبنان، على رغم النفوذ الأميركي الكبير فيه، لكن منعناه من الهيمنة الشاملة على لبنان. وكل ما يحتاجه هو رفض الإملاءات السياسية، كما في قضية ترسيم الحدود البحرية، لأن المنطقة هناك تحتوي على ثروة نفطية وطنية». ونوه بعدم خضوع الدولة «إلى الآن»، للإملاءات الأميركية في مسألة ترسيم الحدود، «والسبب هو استناد لبنان إلى قوة المقاومة القادرة على ردع العدو ومنعه من أن يمد يده إلى ثروة لبنان وأي حبة تراب».

جريدة البناءالبناء

السيد نصرالله يرسم خرائط الصراع

كتب المحرر السياسي
رسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في كلمته بمناسبة يوم الشهيد، خرائط الصراع التي تحيط بلبنان، وفي قلبها مقاربته لما سمي بالأزمة في العلاقات السعودية- اللبنانية، متابعاً ما بدأه بقراءته لمرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان وخط التراجع الاستراتيجي الأميركي، مضيفاً ما ترتب على سفن كسر الحصار من تداعيات عبر عنها الأميركيون علناً بالتراجع عن حلقات من سلسلة عقوبات قانون قيصر والسماح باستجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري عبر سورية إلى لبنان، ليشير إلى مسار يحتاج للمراقبة والتدقيق عنوانه إعادة نظر أميركية بخط التصعيد، بعدما اكتشفت أن لا جدوى سياسية من هذا التصعيد بوجه المقاومة والسعي لإضعافها، والنتيجة الوحيدة هي الحاق الأذى بلبنان واللبنانيين وفي الطليعة منهم حلفاء واشنطن، وعلى خلفية التراجع والمراجعة على مستوى واشنطن، قلق إسرائيلي شامل وجودي وسياسي وعسكري واستراتيجي وآني، والنواة الصلبة التي تتكوكب عليها العناصر المسببة لهذا القلق هي المقاومة وقوتها المتنامية، ومعادلات الردع التي صنعتها، وصولاً لصواريخها الدقيقة، مؤكداً أن المعادلة التي تثير رعب قيادة كيان الاحتلال ونخبه هي معادلة الجليل، التي أكد أنها قائمة وتتمدد وتنمو كل يوم.

وفقاً لهذين العاملين، تراجع ومراجعة في واشنطن، وقلق في تل أبيب، رسم السيد نصرالله صورة المشهد في المنطقة، خصوصاً ساحتي الاشتباك الكبيرتين، سورية واليمن، ففي سورية نصر بائن تأتي زيارة وزير خارجية دولة الإمارات العربية لها اعترافاً بهذا النصر، بعد إنفاق مئات مليارات الدولارات العربية لإلحاق الهزيمة بسورية، وفي اليمن تسارع بتحقيق نصر كبير يكفي ما قاله عنه معاون وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد شنكر، الذي استعاد نصرالله كلامه عن اعتبار النصر في مأرب نهاية الحرب، وهزيمة كبرى لواشنطن والرياض، موضحاً من موقع العارف، أن نصر سورية سوري على رغم شراكة الحلفاء، وأن نصر اليمن يمني حيث لا شراكة لأحد.

في الأزمة مع السعودية وتداعياتها اللبنانية، أكد السيد نصرالله عدم الرغبة بالتصعيد، ولا باستمرار الأزمة التي وصفها بالمفتعلة محاولاً البحث عن تفسير لها، مستعرضاً الفرضيات المتداولة، نافياً ما نسب للمفاوضات بين إيران والسعودية في العراق حول دعوة إيرانية لمراجعة حزب الله بخصوص اليمن، قائلاً إنه اطلع على محاضر الاجتماعات، ولبنان وحزب الله لم يرد ذكرهما في المفاوضات على الإطلاق، معتبراً أن الحديث عن هيمنة حزب الله كذبة، مقدماً قضية القاضي بيطار مثلاً صارخاً، حيث لم ينجح من يفترض أنه الحزب المهيمن على الدولة بتنحية قاض يعتبره مسيساً واستنسابياً، على رغم محاولاته على مدى شهور ولجوئه للمسارت القضائية والحكومية، رافضاً الدعوة لاستقالة أو إقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، واضعاً الاعتبار السيادي أولاً في أي مقاربة للملف، مضيفاً، أن أول الوهن كان في استقالة الوزير شربل وهبي، داعياً للصمود بانتظار رؤية مصير محاولات التهدئة، داعياً القيادة السعودية إلى العقلانية والتفكير بهدوء بجدوى تصعيد لا جدوى منه، وأن تذهب إلى وقف النار وفك الحصار لوقف الحرب التي آن لها أن تتوقف.

وأكَّد السيد نصرالله خلال كلمة له بمناسبة «يوم شهيد حزب الله» أن السعودية افتعلت أزمة مع لبنان، ورفضنا استقالة أو إقالة وزير الإعلام. سائلاً: «إذا استقال وزير أو أقيل، فهل يحصل هذا الأمر في دولة سيدة وحرة وكريمة وشريفة؟ وهل تُحلّ المشكلة كما قال كثير من اللبنانيين في استقالة وزير»؟ وسأل أيضاً «من طالب وزير الإعلام أن يقدّم المصلحة الوطنية؛ فهل المصلحة الوطنية في استجابة في كل ما يطلبه الخارج؟»، وأضاف «المطالب والشروط السعودية لا تنتهي في لبنان وهل المصلحة الوطنية في الخضوع والإذلال»؟ ولفت إلى «أنَّ سورية التي نقول عنها أنها صديقة لبنان لم تُقدم على خطوة ضد بلدنا على رغم شتمها خلال 16 سنة، ولم تقف عائقاً دون وصول الغاز والكهرباء إلى لبنان على رغم الحملات والشتائم والاعتداءات»، مضيفاً «إيران كذلك واصلت استعدادها لتقديم المساعدة ولم تمنن أحداً على رغم الحملات ضدها والشتائم خلال 16 سنة».

ورأى السيد نصرالله أن «الأزمة التي افتعلتها السعودية هي جزء من المعركة مع المقاومة ومع مشروع المقاومة في لبنان، وهي خلال كل السنوات الماضية ومنذ عام 2006 والسعودية موجودة في هذه المعركة». وكشف أن السعودية تريد من حلفائها في لبنان أن يخوضوا حرباً أهلية، ومشكلتها مع حلفائها في لبنان أنها تريد منهم خوض قتال مع حزب الله لمصلحة المشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة».

وأوضح أن حجّة السعودية بافتعال أزمة مع لبنان بسبب هيمنة الحزب افتراء كامل وكذب محض. وتابع: «كيف لحزب ميهمن «يخابط» منذ عام ولا يستطيع تنحية قاضٍ عن ملف يعمل فيه باستنسابية وتسييس؟»، وأضاف «هل نحن حزب مهيمن في وقت لا نستطيع إيصال سفن المازوت إلى الشواطئ اللبنانية؟».

وكشف بأنَّ «القصة في اليمن هي قصة مأرب والحرب العدوانية عليها ونتائج هذه الحرب؛ فبعد سبع سنوات من الحرب وإنفاق مئات المليارات نتيجتها كانت الفشل»، وشدَّد على أن تداعيات مأرب ستكون كبيرة جداً في اليمن والمنطقة والسعودية تدرك ذلك، إضافةً إلى أن الأميركيين أنفسهم أكدوا أن سقوط مأرب هي هزيمة مدوية للسعودية التي بدورها تدرك ذلك”.

كما كشف السيد نصرالله أن “المفاوضات السعودية الإيرانية لم تتطرّق إلى لبنان من أي زاوية كانت”، ذاكراً أن “السعوديين طلبوا من الإيرانيين التدخل في موضوع اليمن، والإيرانيون قالوا لهم أن يتفاوضوا مع اليمنيين”. وتوجَّه للسعودية موضحاً أن الانتصارات في اليمن صنعها قادة يمنيون وعقول يمنية ومعجزات يمنية ونصر إلهي، لافتاً إلى أن خلاص الرياض من موضوع اليمن ليس عبر العقوبات على حزب الله أو على لبنان أو أي طريق آخر بل بوقف إطلاق النار والحصار.

وفي سياق ذلك لفت سفراء وخبراء في العلاقات الدبلوماسية لـ”البناء” إلى أن “ردة الفعل السعودية على تصريح وزير، غير معهودة في العلاقات الدبلوماسية بين الدول”، مشيرة إلى الكثير من التصريحات المسيئة التي صدرت من دول ضد دولة أخرى، لكن لم تتخذ هذه الاجراءات بل تم احتواؤها بالطرق الدبلوماسية ولم ترق إلى مستوى الأزمة، مذكرة بوصف الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيس الروسي فلادمير بوتين بـ”القاتل”، فاكتفى بوتين بالرد على الرئيس الأميركي من دون سحب السفير الروسي من واشنطن ولم تقطع موسكو العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، خصوصاً أن المسؤول الذي أدلى بتصريح في الحالة اللبنانية لم يكن في موقع المسؤولية ولم يعبر عن موقف الحكومة ولا الدولة اللبنانية بل عن موقفه الشخصي”، ويضيف الخبراء: “إذا كان منطق الحساب والعقاب بمفعول رجعي عن موقف ما هو الحاكم في العلاقات الدولية، لكان أغلب سفارات الدول مغلقة ولما كان هناك نظام للعلاقات الدولية”.

وفي مجال آخر أكد السيد نصرالله جازماً بأنَّ “كل ما قيل عن مقايضة بين ملف مرفأ بيروت وبين ملف الطيونة ليس صحيحاً على الإطلاق والمطلوب الوصول إلى الحقيقة والعدالة في الملفين”.

وشدد الأمين العام لحزب الله على أن “المناورات الإسرائيلية تعكس الخوف من اقتحام لبنان للمستعمرات في الجليل”. وقال: “إذا دخلت المقاومة إلى شمال فلسطين والجليل فستكون لذلك تداعيات كبيرة جداً على كيان الاحتلال”، مشدداً على أن المناورات الإسرائيلية تعكس فرضية المخاوف من أن “المقاومة ستدخل إلى الجليل”. وبيّن أن الهيمنة الأميركية على لبنان ما زالت قائمة وموجودة على مستويات عدة، مشيراً إلى أن لبنان يتعرض لضغوط منذ سنوات وهي تضاعفت خلال إدارة ترامب، وما تمكّن حزب الله من إنجازه حتى الآن هو منع الهيمنة الأميركية الكاملة وهذا ببركة إنجازات الشهداء.

وفي ملف ترسيم الحدود قال السيد نصرالله: “الأميركيون يضحكون على لبنان بما يسمى تسوية خط هوف. لبنان هنا يستند إلى قوة دماء الشهداء وقوة الأحياء فينا والمقاومة القادرة على ردع العدو ومن خلفه من أن يمد يده على حبة تراب أو ثروة لبنانية”.

ووصف مصدر سياسي خطاب السيد نصرالله بـ”الهادئ والموزون والحكيم، لا سيما أنه وضع النقاط على حروف الأزمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان وحدد حقيقتها وخلفياتها وأبعادها، ولم يحمل الخطاب تصعيداً بالنبرة والعبارات التي تتهجم على السعودية كما كان البعض يشيع ويشتهي لتعميق الأزمة أكثر، لكن السيد نصرالله تقصد الحفاظ على الهدوء والاكتفاء بمطالعة تستند إلى الوقائع والأدلة والمقارنة الموضوعية حملت رسائل للسعودية بأن ضغوطها وإجراءاتها ضد لبنان لن تجدي نفعاً ولن تحل الأزمة وليست الطريق الصحيحة لإيجاد مخرج لمأزقها في اليمن”، ويضيف المصدر: “ورسالة أيضاً للبنانيين الذين يتعرضون لكمٍ هائل من الأضاليل وتشويه الصورة والضغوط النفسية والمعنوية وللتهديد بإجراءات أكثر إيلاماً، لذلك اتسم الخطاب بالهدوء والتروي لكي لا يقدم ذريعة للسعودية للذهاب إلى تصعيد جديد بإجراءاتها ضد لبنان”. رسائل السيد نصرالله قد تمهد بحسب المصدر للسعودية طريق التراجع عن إجراءاتها القاسية التي اتخذتها وعن شروطها والبدء بالحوار لحل الأزمة، وشدد المصدر على أن “لبنان لم يعد بإمكانه التضحية بوزيره لارتباط ذلك بالسيادة والكرامة الوطنية”، ودعا المصدر إلى “وضع خريطة طريق للحل انطلاقاً من إيجابية السيد نصرالله وتوضيحه حقيقة الأزمة، تبدأ بوقف الحملات الإعلامية التي تزيد توتير الأجواء وترفع منسوب الاحتقان بين الدولتين الشقيقتين وتضر بمصلحة الطرفين، ومن ثم إعلان موقف من الحكومة اللبنانية يوضح حقيقة تصريح قرداحي ويؤكد عمق ومتانة العلاقات بين الرياض وبيروت وتفتح الباب أمام وسيط ثالث لترطيب الأجواء ثم تتراجع المملكة عن إجراءاتها الدبلوماسية والاقتصادية بحق لبنان ثم تعيد سفيرها وتعود العلاقات إلى طبيعتها”.

لكن المصدر توقع أن يطول أمد الأزمة بين لبنان والسعودية كون الأخيرة وضعت نفسها في “الزاوية” ولا تستطيع النزول عن الشجرة بعد السقف الذي بلغته من المواقف والإجراءات والتهديدات، وأي تنازل منها يعد انكساراً لها وهكذا بالنسبة للبنان فأي خطوة تراجعية ستهدد وحدة الحكومة وتنتهك سيادته وتمس بالاستقرار الداخلي، إلا في حال تدخلت دولة ثالثة ضمن مبادرة وحلول توافقية تحفظ سيادة وماء وجه الطرفين”.

وأثناء خطاب السيد نصرالله غرد السفير السعودي لدى ​لبنان​ ​وليد البخاري​ رداً على الأمين العام لحزب الله من دون أن يسميه، قائلاً: «الحق كل لا يتجزأ، فهناك فرق شاسع بين نفي الواقع وبين محاولة تبريره والافتئات عليه».

وكشف مقربون من السعودية لـ»البناء» عن إجراءات تصعيدية جديدة ستتخذها المملكة على المستوى الاقتصادي تحديداً»، وأفيد أمس بأن التأشيرات الصادرة ستقتصر عن سفارة المملكة في بيروت على الحالات الإنسانيّة فقط. كما أفيد عن توجه سعودي وخليجي إلى دراسة رفع قضايا أمام القضاء الدولي في شأن الودائع في المصارف اللبنانية، إضافة إلى تجميد استثمارات وشركات لبنانية في الخليج ودول أوروبية.

على صعيد الأزمة الحكومية التي افتعلها المحقق العدلي في تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار، أشارت أوساط ثنائي أمل وحزب الله لـ»البناء» إلى أن «المساعي مستمرة على خط تفعيل عمل الحكومة، لكن لم تصل إلى خواتيم إيجابية حتى الساعة في ظل استمرار الانقسام في المواقف بين الرئاسات والقيادات السياسية والتي تنعكس على الوزراء»، مشيرة إلى «أن انعقاد مجلس الوزراء لا يتعلق بأزمة استقالة أو إقالة الوزير قرداحي التي باتت وراء ظهر جميع الأطراف لقناعتهم بأنها لا تحل الأزمة ولا تعيد العلاقات مع السعودية إلى طبيعتها، بل إن تفعيل الحكومة مرهون بإيجاد الحل لقضية البيطار». وتخوفت الأوساط من الانقسام والتشظي الوطني الهائل في مختلف المسائل المصيرية، مضيفة: «لا موقف موحداً من قضية المرفأ ومن أداء القضاء والأزمة مع السعودية وملف ترسيم الحدود والإصلاحات والتدقيق الجنائي والتفاوض مع صندوق النقد الدولي…». وتخوفت من أن تكون الحكومة قد تحولت إلى تصريف أعمال مبكر، لا سيما أنها لا تجتمع ولم تتخذ أي قرارات على المستويات الاقتصادية والمالية والخوف الأكبر أن تكون مهمتها تقتصر على تقطيع الوقت حتى الانتخابات النيابية والتي إن لم تحصل فسنتجه إلى انفجار سياسي اجتماعي اقتصادي وربما أمني بسبب الفراغ الدستوري الذي سيحل بالبلاد».

ولم تستبعد مصادر اقتصادية انفجار الوضع الاجتماعي بين لحظة وضحاها في الشارع بسبب انعكاس الأزمة السياسية وتعطيل الحكومة والضغوط الاقتصادية الخارجية على لبنان، ما تسبب بارتفاع ملحوظ في سعر صرف الدولار الذي لامس 23 ألف ليرة للمرة الأولى بعد تأليف حكومة ميقاتي، ولفتت المصادر عبر «البناء» إلى أن «كارثة اقتصادية بانتظار لبنان بعد تحليق سعر الصرف وتدني قيمة الرواتب بالليرة وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية وأغلب الخدمات، لا سيما فاتورة مولدات الكهرباء التي عادت إلى التقنين القاسي والاستشفاء، ما سيدفع بالمواطنين إلى الشارع»، وعلمت «البناء» من مصادر معنية بملف الدواء أن «وزارة الصحة بالتنسيق مع مصرف لبنان ووزارة المال يتجهون إلى رفع الدعم شبه الكلي عن الأدوية ما سيرتب ضغوطاً إضافية على كاهل المواطن الذي يئن جراء تردي الأوضاع إلى حد لا يطاق». وتساءلت المصادر عن دور ومسؤولية الوزراء في ضبط ارتفاع سعر الصرف والأسعار؟ وعزت سبب هذا الارتفاع بسعر الصرف إلى أسباب سياسية إضافة إلى طلب مصرف لبنان من شركات استيراد النفط تأمين نسبة 10 في المئة من الدولارات ما دفع بهؤلاء لتأمينها من السوق السوداء ما أدى إلى ارتفاع سعر الصرف»، وتوقعت المصادر مزيداً من الارتفاع إلى حدود 25 ألف ليرة وأكثر في ظل عدم وجود أي مقومات اقتصادية للجم هذا الارتفاع وتحديد سقف له.

وفيما أفيد بأن وزارة الطاقة ستصدر جدول أسعار جديد للمحروقات اليوم قد يلحظ ارتفاعاً إضافياً بصفيحة البنزين والمازوت وقارورة الغاز، أعلنت وزارة الاقتصاد عن «خفض بسيط في وزن ربطة ​الخبز بما يبقي سعرها ضمن الهامش المقبول».

وعقد اجتماع أمس في وزارة الطاقة والمياه برئاسة الوزير وليد فياض وتم البحث في قرار حاكم مصرف لبنان المتعلق بتسديد 10 في المئة من ثمن المحروقات بالدولار الأميركي»، وأكد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، في بيان أن «الاجتماع كان إيجابياً»، وقال: «لا مشكلة في المحروقات التي هي متوافرة في كل المحطات المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة».

بدوره أكد وزير الطاقة والمياه وليد فياض بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا أن «لا أزمة محروقات وهي متوافرة في السوق». وقال: «لم أعد بـ12 ساعة إنما بأكثر زيادة ممكنة لتغذية شبكة كهرباء لبنان ليتوافر له قدراً أكبر من الكهرباء ونحن نحاول وضع التعرفة الأقل والأكثر عدالة». وأشار فياض إلى أن «مواقف الدول العربية هي مؤازرة للبنان سواء العراق سورية مصر والاردن ونعمل معاً لتتميم الأمور بخير».

وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن التحاور يقفُ عند حدود قناعاتٍ وطنيةٍ وشخصية لا يحيد عنها أبداً، وأبرزُها استقلالية القضاء ومن خلاله حمايةُ الدستور والمؤسسات، وصون انتماءِ لبنانَ العربي والحفاظ على علاقاتِ الأخُوَّةِ مع الأشقّاء العرب، وفي مقدَّمِهم المملكةُ العربية السعودية، مشدداً على أن مفهومَ الدولة يقومُ على قاعدة أن يتخلّى الفردُ أو المجموعةُ طوعاً عن بعضِ ما هو حقٌّ له أو لها في الأصل، من أجلِ المصلحةِ العامة التي تمثل بالضرورة”.

بدوره، رأى رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود أن “القضاء لن يتردد لحظة في تشريف موجبات القسم الذي التزم به مهما صعبت المهام ومهما عظمت التضحيات، لذا مطلوب من الجميع من دون استثناء من سياسيين وزعماء وقياديين ومقامات عدم استباحة القضاء وعدم إقحامه في تجاذباتهم، لأن من التزم القضاء باسم الشعب اللبناني كله سيبقى عصياً على أي طائفية أو فئوية أو عصبية أو استنسابية”.

على صعيد مسار المعركة القضائية الدائرة في قصر العدل في ملف تحقيقات المرفأ، تقدم وكيل النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل أمام محكمة التمييز بدعوى مخاصمة الدولة عن القضاة نسيب إيليا، مريام شمس الدين وروزين حجيلي.

صحيفة اللواءاللواء

الهوة تتسع بين الحكومة وحزب الله.. والملفان عالقان!
عون: 82٪ من اللبنانيين فقراء.. ولا أزمة محروقات لكن التهاب بالأسعار

هدأت على جبهة بعبدا- عين التينة، وراحت ذيول الاشتباك تتفاعل، بوصفها جولة من جولات نهاية عهد الرئيس ميشال عون، فيما نأى حزب الله بنفسه عن «إشتباك الحلفاء»: حركة أمل والتيار الوطني الحر، من خلال التركيز على البعد الإقليمي والدولي لوضعية لبنان، واعتبار ان «الدولة رفضت الخضوع للإملاءات الأميركية في مسألة ترسيم الحدود» على حدّ تعبير الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.

ومع ان المسائل الخلافية ما تزال عالقة، سواء في ما خص التحقيقات القضائية في انفجار المرفأ وحوادث الطيونة- عين الرمان- الشياح، أو الإفراج عن «جلسات مجلس الوزراء» المتوقفة على خلفية عدم إقالة المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، الذي اعترف السيّد نصر الله بعدم استطاعة تغييره، فيما أكّد الرئيس نجيب ميقاتي التمسك به كمحقق عدلي.

ووصفت مصادر سياسية اطلالة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، بانها استيعابية بمجملها، و موجهة لمحازبيه وجمهوره تحديدا، لطمانتهم، بأن لا انعكاسات محتملة على الحزب، جراء التطورات المتسارعة بالمنطقة، لاسيما بعد نتائج الانتخابات العراقية التي ادت الى خسارة القوى التابعة لايران وفوز القوى المناهضة لها، ما شكل انتكاسة قوية للنفوذ الايراني بالعراق، ثم استتبعت بالمحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والتي انعكست سلبا على المليشيات التابعة لايران، وهي المتهمة بتنفيذها.

اما الحدث الثاني الذي تناوله نصرالله باقتضاب، ودون الخوض بتفاصيله، فهو زيارة وزير الخارجية الاماراتي الى سوريا بعد طول انقطاع، ومحاولته وصف هذا الحدث بانه جراء الانتصار الذي حققه النظام السوري وحلفاؤه بحربهم، ضد المواطنين السوريين، في حين انه تجنب الخوض بمؤثرات هذا وارتداداته المستقبلية على وجود الحزب بسوريا ولبنان مستقبلا.

واشارت المصادر الى ان دفاع نصرالله عن مواقف وزير الإعلام جورج قرداحي ضد المملكة العربية السعودية، ومحاولته الايحاء بانها ليست السبب وراء ردة الفعل السعودية، انما تهدف الى ابلاغ من يعنيهم الامر بشكل غير مباشر، ولاسيما رئيسي الجمهورية والحكومة، بأن الحزب يرفض مجددا، اقالة او استقالة قرداحي مجددا، ولا ان يضحى به ككبش محرقة، لاجل حل الأزمة مع المملكة والدول الخليجية الاخرى وهذا يعني استمرار مراوحة الازمة المستجدة مع المملكة مكانها.

سياسيا، راوحت الامور السلبية مكانها من دون حلول او مخارج للأزمات السياسية والقضائية والمعيشية والصحية، بينما اتجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى تحميل السعودية مسؤولية ما وصفه «إفتعال ازمة مع لبنان»، ولو انه دعا الى التهدئة والى ترك معالجات العلاقة مع المملكة للدولة. بينما قال رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي من طرابلس «صحيح أنني أتعاطى بإيجابية وانفتاح مع التحديات مهما كان حجمُها، وأعطي النقاش والحوار مداه الأقصى، لكنَّ الصحيح أيضًا أنّ التحاور يقفُ عند حدود قناعاتٍ وطنيةٍ وشخصية لا أَحيد عنها أبدًا، وأبرزُها إستقلالية القضاء ومن خلاله حمايةُ الدستور والمؤسسات، وصونٍ انتماءِ لبنانَ العربي والحفاظِ على علاقاتِ الأخُوَّةِ مع الأشقّاء العرب، وفي مقدَّمِهم المملكةُ العربية السعودية».

من جانبه واصل السفير السعودي في لبنان وليد البخاري إطلاق المواقف الرمزية الهادفة فكتب على حسابه عبر «تويتر» بعد كلام نصر الله: «الحقُّ كُلٌ لا يتجزَّأ… فَهُناكَ فَرْقٌ شاسِعٌ بَيْنَ نَفْيِ الواقِعِ وَبَيْنَ مُحاولةِ تبريرهِ وَالإفْتئاتِ عليه!. في هذه الاثناء، ذكرت بعض المعلومات ان وزير خارجية تركيا مولود جاووش اوغلو يصل الى بيروت ليل الاثنين المقبل، ويبدأ لقاءاته الرسمية الثلاثاء، ثم يفتتح اعتبارا من الاربعاء مشاريع انجزتها شركة «تيكا» التركية في لبنان ابرزها مشروع للطاقة الشمسية في الضبية وآخر في طرابلس.

ميقاتي: المصلحة العامة

في كلمة القاها خلال رعايته احتفال مئوية نقابة المحامين في طرابلس قال الرئيس ميقاتي: إن مفهومَ الدولة يقومُ على قاعدة أن يتخلّى الفردُ أو المجموعةُ طوعًا عن بعضِ ما هو حقٌّ له أو لها في الأصل، من أجلِ المصلحةِ العامة التي تمثل بالضرورة وفي نهاية المطافِ مصلحةً للجميع من دون استثناء. أما المنطقُ المبنيُّ على المناداةِ الدائمة بالحقوق الخاصة، للفَرْدِ أو للجماعة، فهو منطقٌ غالباً ما يؤدّي إلى توتير الأجواء وتعطيل المؤسسات، ولا يأتلفُ قطعاً مع مفهوم الدولة التي تتجسَّدُ فيها، كشخصيّةٍ اعتباريّةٍ واحدةٍ موحَّدة، حقوقُ جميع أبنائها.

اضاف: من هنا دعوتُنا، أن تكون المئوية الثانية مئويةَ النظامِ العام، والانتظامِ الكامل في نهجٍ سياسيٍّ واضح المعالم والمبادئ، يلتزم قواعدَ الديمقراطية الصحيحة وأُسُسَ بناءِ الدولة العصريّة ذات السلطة الواحدة التي لا ازدواجيةَ فيها. دولةٌ تجعلُ على رأسِ اهتمامَاتِها حمايةَ سيادةِ الوطن وضمانَ سلامةِ أرضِه وشعبِه ومؤسساته، واحترامَ القواعدِ والاستحقاقاتِ الدستورية، وصَوْنَ مصالحِ المواطنينَ المقيمين والمغتربين، والمحافظةَ على انتماءِ لبنانَ العربي، وبناءَ أفضلِ العلاقاتِ مع الأشقاءِ في المنطقة والأصدقاء في العالم. دولةٌ تكرِّسُ استقلالَ القضاء وتعملُ على توفير حاجات المرفق القضائي الماديةِ والمعنوية، لكي يتولّى إحقاق العدالة باسم الشعبِ اللبناني، استنادًا إلى ضمائر القضاة ونصوص القانون فقط، ومن دونِ تدخُّلِ أحدٍ أيًّا كانت صفتُه وموقعه».

وتمنى ان «تكون المئوية الثانية مئويةَ النظامِ العام، والانتظامِ الكامل في نهجٍ سياسيٍّ واضح المعالم والمبادئ، يلتزم قواعدَ الديمقراطية الصحيحة وأُسُسَ بناءِ الدولة العصريّة ذات السلطة الواحدة التي لا ازدواجيةَ فيها. دولةٌ تجعلُ على رأسِ اهتمامَاتِها حمايةَ سيادةِ الوطن وضمانَ سلامةِ أرضِه وشعبِه ومؤسساته، واحترامَ القواعدِ والاستحقاقاتِ الدستورية، وصَوْنَ مصالحِ المواطنينَ المقيمين والمغتربين، والمحافظةَ على انتماءِ لبنانَ العربي، وبناءَ أفضلِ العلاقاتِ مع الأشقاءِ في المنطقة والأصدقاء في العالم. دولةٌ تكرِّسُ استقلالَ القضاء وتعملُ على توفير حاجات المرفق القضائي الماديةِ والمعنوية، لكي يتولّى إحقاق العدالة باسم الشعبِ اللبناني، استنادًا إلى ضمائر القضاة ونصوص القانون فقط، ومن دونِ تدخُّلِ أحدٍ أيًّا كانت صفتُه وموقعه.

من جانبه، رأى رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود «ان السلطة القضائية تجد سبب وجودها في حريتها واستقلالها، وأنها تفقد مبرر وجودها وتفتقده عند حصول أي استتباع او عند تحقق أي تأثير أو خوف، وهذا ما لا نقبل به، فهي تعي ووعت تماما المهام الوطنية والقضائية الملقاة على عاتقها».

نصر الله: أين المصلحة الوطنية؟

بالتوازي، قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة في يوم الشهيد: اننا نريد التهدئة في ما يتعلق بالأزمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان. وقال نصرالله: نحن أيدنا موقف وزير الاعلام بعدم الاستقالة او الاقالة لان اول الوهن كان بإستقالة وزير الخارجية الاسبق شربل وهبي وهذا كان خطأ لان السعودية قابلت هذه الخطوة بمزيد من السلبية.المطالب السعودية لن تنتهي في لبنان ومن طالب وزير الاعلام بتقديم المصلحة الوطنية نسأل ما هي المصلحة الوطنية؟ هل هي إذلال وانتقاص سيادة لبنان؟ وأعلن نصر الله أن «المفاوضات السعودية- الإيرانية لم تتطرق إلى لبنان من أي زاوية كانت، والمسألة السعودية هي في اليمن».

وقال: نصرالله أن «أي لبناني منصف يعلم ان موضوع هيمنة «حزب الله» على الدولة هو أمر غير صحيح، ونحن لا ننكر أننا جهة مؤثرة ونحن اكبر حزب في لبنان واقول ان لدى الاحزاب الاخرى تأثيراًً أكبر في الادارات والمؤسسات اللبنانية. وكشواهد على مدى تأثير «حزب الله» على الدولة هو اننا ومنذ ما يقارب السنة نحاول تنحية قاضٍ عن ملف يعمل بشكل مسيس واستنسابية ولم نستطع تغيير هذا القاضي.

82% فقراء

حياتياً، وحسب الرئيس عون، استناداً إلى دراسة اعدتها منظمة «الاسكوا» فإن 74٪ تقريباً من سكان لبنان هم في حالة فقر، ليرتفع العدد إلى 82٪، لجهة الصحة والتعليم والخدمات العامة. وطالب عون ديفيد بازلي David Beasley المدير التنفيدي لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) ان يوفق البرنامج في عمله للوصول إلى هدف مساعدة 1،6 مليون لبناني في شهر أيار المقبل.

وخلال اللقاء، اكد السيد بيزلي ان برنامج الأغذية العالمي (WFP) مصمّم على استمرار تقديم المساعدات للبنان وهي على نوعين: نقدي وعيني، معرباً عن الأمل في زيادة المساعدات لتشمل 800 الف لبناني خلال الشهرين المقبلين بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية والبنك الدولي، مقدرا ما سوف يتم إنفاقه شهرياً بين 60 و65 مليون دولار، ولافتاً الى انّ الأتصالات مستمرّة مع الدول المانحة لزيادة مساهماتها المالية، ما يمكّن من زيادة المساعدات.

تغذية أكثر

وفي السياق الكهربائي، وضع وزير الطاقة والمياه وليد فياض الرئيس عون في نتائج زياراته إلى كل من مصر، والعراق، وسوريا والأردن لجهة استجرار الغاز والكهرباء، معربا عن أمله في الوصول إلى نتائج إيجابية في الأشهر المقبلة، بما يؤمن زيادة في تغذية الكهرباء للبنانيين، مستبعداً حصول أزمة محروقات، موضحا انه لم يعد بـ12 ساعة تغذية، بل «بأكثر تغذية ممكنة لتأمين كهرباء بسعر أقل من أسعار المولدات الخاصة، التي أصبحت فواتيرها عالية جدا»، مشددا على وجوب تركيب عدادا، ليعرف المواطن حجم استهلاكه.

على صعيد المحروقات، كشف عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس ان جدولا جديدا لأسعار المحروقات سيصدر صباح اليوم، ويشهد ارتفاعا في أسعار البنزين والمازوت، تمشيا مع ارتفاع سعر البرميل عالميا، وما يطلبه مصرف لبنان من الشركات لجهة تأمين 10٪ من الدولار من السوق السوداء.

دعوى ووقفات دعم واحتجاج

قضائياً، تقدّم وكيل الوزيرين السابقين المدعى عليهما في الملف غازي زعيتر وعلي حسن خليل أمس، بدعوى مداعاة الدولة ضد رئاسة الغرفة رقم 12 في محكمة الاستئناف، أي رئيسها القاضي نسيب إيليا ومستشارتاه القاضيتان ميريام شمس الدين وروزين الحجيلي، أمام محكمة التمييز.

الى ذلك، نظّمت جمعية أهالي ضحايا انفجار المرفأ امس، اعتصاماً أمام قصر العدل في بيروت، أكدت خلاله على دعم المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، وإدانة العرقلة الحاصلة في التحقيقات والضغوط التي يتعرّض لها القضاء من قبل بعض الأحزاب والسياسيين. فكان شعار «لا للتسييس، لا للتطييف، لا للتمييع»، مع التشديد على مطالب الحقيقة والعدالة والمحاسبة. فأجمعت كلمات المشاركين على ضرورة مواكبة مسار التحقيق الذي وضعه بيطار، للوصول إلى الحقيقة، وسوق المتّهمين «مهما علا شأنهم إلى المحاكمة». كما أنّ الاستنكار الأكبر هو للتعطيل الحاصل في التحقيقات، من خلال الإجراءات التي يتبّعها بعض المدعى عليهم في الملف.

وتلا جورج كدميان باسم الجمعية، بياناً أكد من خلاله، أن «التعسف باستخدام الحق الممنهج الذي يقوم به المتهمون من خلال تقديم دعاوى رد بشكل يومي متناسين أن هناك ما يفوق 229 شخصاً قتلوا ظلماً ما هي إلا وقاحة وإفلاس.»

ميدانياً أيضاً، تجمّع المئات من أهالي عشائر عرب خلدة وذوي المعتقلين من أبنائهم جراء أحداث خلدة، أمام مقر المحكمة العسكرية في المتحف، وذلك للتضامن مع المعتقلين والمطالبة بإطلاقهم واعتقال مسلحي «حزب الله» الذين هاجموا العشائر وأطلقوا النار بغزارة على منازلهم أثناء تشييع جثمان علي شبلي قاتل الطفل الشهيد حسن غصن، ورفع المعتصمون شعارات تطالب بالعدالة مؤكدين «أن الظلم لن يدوم».

تزامنا،ً نفّذ أهالي موقوفي عين الرمانة وقفة في محيط المحكمة العسكريّة للمطالبة بمحاكمة عادلة للموقوفين من أبنائهم، الذين تم اعتقالهم على خلفية اجتياح متظاهري «حزب الله» و»حركة أمل» لمنطقة عين الرمانة والطيونة خلال مسيرة إقالة القاضي طارق بيطار عن التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت». وإذ رفع الأهالي شعارات تطالب بالإفراج عن أبنائهم واعتقال مئات المسلحين الذي هاجموا منطقة الطيونة بالأسلحة المتوسطة والقذائف الصاروخية، وتم إخلاء سبيل 4 من الموقوفين في الملف.

649696 إصابة

صحياً، سجلت ​​وزارة الصحة في تقريرها اليومي اصابة 914 شخصاً بفايروس «كورونا» و5 حالات وفاة ليرتفع العدد التراكمي إلى 646629 مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2021.

المصدر: صحف