شركات تتجسس على موظفيها الذين يعملون من المنزل بسبب كورونا – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

شركات تتجسس على موظفيها الذين يعملون من المنزل بسبب كورونا

وصلت رسالة عبر البريد الإلكتروني من رئيس العمل. وكان فحوى الرسالة التي تلقاها موظفو شركة “اكسوس فاينانشيال انكوبوريشن” القابضة بولاية كاليفورنيا، الأمريكية، الذين يعملون من المنزل (Home Office)، هو: “نحن نراقبك! نلتقط نقراتك على لوحة المفاتيح الخاصة بك. ندخل على جميع المواقع التي تزورها. نأخذ لقطة للشاشة (سكرين شوت) كل 10 دقائق أو نحو ذلك، “إذن، قم بعملك، وإلا نالك العقاب”.

وجاء في الرسالة التي كتبها غريغوري جارابرانتس، الرئيس التنفيذي لـ “اكسوس فاينانشيال انكوبوريشن”، التي تمتلك مصرف “اكسوس بنك”، يوم 16 آذار/مارس الجاري، والتي اطلعت عليها وكالة بلومبرغ للأنباء: “رأينا أفرادا يستغلون بدون وجه حق المرونة في تدابير العمل، بشكل أساسي عبر الخروج في عطلات. وإذا لم يتم انجاز الأعمال اليومية، سيتعرض (الموظفون) لإجراءات تأديبية قد تصل إلى الفصل من العمل.”

وقد يحق للشركات أن تضع عيناً لا تغمض على موظفيها ما دامت تكشف لهم علنا عن أنها تفعل ذلك. وبالطبع، كان يجرى استخدام سبل المراقبة الرقمية من خلال أجهزة الكمبيوتر الشخصي داخل المكتب، ولكن الأمر يبدو انتهاكاً للخصوصية لكثير من الموظفين عندما يطلب منهم وضع برامج بعينها على أجهزتهم لمراقبة كل تحرك لهم وهم في منازلهم. وأعرب الموظفون في عدة شركات مختلفة عن شكواهم بسبب حدوث تجاوزات، ولكن كثيرين منهم لا يتمتعون بالخبرة اللازمة في مجال العمل عن بعد (العمل من المنزل) وما يقدم هذا من إغراءات، مثل أخذ غفوة في منتصف النهار، أو الذهاب لإحضار الأطفال من المدرسة.

ويبرر أرباب العمل تجسسهم بالقول إنّ أعمال المراقبة التي يقومون بها تحد من حدوث أي تجاوزات أمنية، والتي قد تكون تكلفتها باهظة، كما أنها تساعد على استمرار دوران عجلة العمل.

وبسبب ممارسة الكثيرين في أنحاء العالم للعمل من المنزل في ظل تفشي فيروس كورونا القاتل، ارتفعت بقوة معدلات استخدام برمجيات المراقبة. وتضاعف عدد الطلبات الواردة لشركة “اكتيف تراك” بثلاثة أمثال خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب وكالة بلومبرغ نقلاً عن الرئيسة التنفيذية للشركة، ريتا سيلفاجي.

يمكن لبرامج المراقبة أن تشكل طريقة يضمن من خلالها أصحاب الأعمال المزيد من المرونة بالنسبة لموظفيهم في إحداث موائمة بين عملهم وجوانب أخرى من حياتهم. كما أنها قد تسمح للمدراء بتحديد القطاعات التي تعاني من الاكتظاظ بالموظفين، أو تلك التي تعاني نقصاً وتحتاج المزيد منهم.

 

المصدر: dw.com