انتخابات بلدية واختيارية في صور وصيدا وجزين وسط مشاركة متفاوتة ومنافسات محلية حادة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

انتخابات بلدية واختيارية في صور وصيدا وجزين وسط مشاركة متفاوتة ومنافسات محلية حادة

انتخابات جنوب لبنان

شهدت محافظة الجنوب، التي تضم أقضية صور وصيدا وجزين، يوم الأحد استحقاقًا انتخابيًا ديمقراطيًا تمثّل بإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في عدد من بلداتها وقراها، وسط مشاركة متفاوتة بين المناطق، وتنافس محلي اتخذ طابعًا إنمائيًا وعائليًا في غالبية الدوائر، مع بروز حضور سياسي واضح في بلدات محددة.

وجرت العملية الانتخابية وسط أجواء هادئة نسبيًا، وبتنظيم إداري وأمني لافت، حيث توزعت صناديق الاقتراع على عشرات المراكز في مختلف الأقضية، فيما رُصد إقبال متفاوت بين فترة الصباح وساعات بعد الظهر، خصوصًا في البلدات التي شهدت منافسة فعلية بين أكثر من لائحة.

نشاط انتخابي مكثف في قضاء صور مع حضور قوي للائحة “التنمية والوفاء” وتجدد العهد مع تضحيات الشهداء

يشهد قضاء صور، الواقع جنوب لبنان، حركة انتخابية نشطة ومكثفة في مختلف بلداته وقراه، وسط أجواء تنظيمية وأمنية مستقرة، ما يعكس حرص الأهالي على المشاركة الفاعلة في الاستحقاق البلدي والاختياري. ويضم القضاء 65 بلدية، فازت 39 منها بالتزكية في الانتخابات الأخيرة، ما يدل على توافق نسبي في بعض المناطق، بينما شهدت 18 بلدية منافسة انتخابية فعلية.

من بين هذه البلديات التي جرت فيها انتخابات فعلية، تشهد 10 بلديات غياب لائحة “التنمية والوفاء”، في حين تنافست اللائحة في 8 بلديات أخرى بشكل قوي وفعّال، ما يعكس التأييد الكبير للثنائي الوطني المتمثل بحركة أمل وحزب الله في هذه المناطق.

ويأتي هذا التأييد القوي نتيجة العمل الميداني المستمر الذي يقدمه الثنائي الوطني، إلى جانب الدعم المعنوي والميداني الذي يقدمه جرحى المقاومة، الذين شاركوا بشكل مباشر في هذا الاستحقاق الانتخابي، بالإضافة إلى وجود مندوبين يمثلونهم في مراكز الاقتراع، مما يؤكد استمرار الالتزام بخط المقاومة والتضحيات التي قدمها الشعب في سبيل الدفاع عن الأرض والكرامة.

وقد أكد المشاركون في العملية الانتخابية خلال جولتهم في مراكز الاقتراع على تمسكهم بالعهد والوفاء للأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله، مجددين البيعة له، والتزامهم بمواصلة النهج الذي رسمه في مقاومة الاحتلال وتحقيق السيادة الوطنية.

تضم مراكز الاقتراع في قضاء صور عدة أقلام انتخابية، وتتفاوت أعداد أعضاء المجالس البلدية بحسب كل بلدة، كما تتوفر مقاعد للمخاتير الذين يلعبون دوراً مهماً في التمثيل المحلي وتسيير شؤون المجتمع. ويتنافس في هذه البلديات عدد كبير من المرشحين الذين يسعون لنيل ثقة الأهالي والمساهمة في تطوير الخدمات المحلية وتعزيز الاستقرار الاجتماعي.

من جهة أخرى، تحظى العملية الانتخابية بتغطية أمنية محكمة من الجيش اللبناني والقوى الأمنية، التي تواكب سير العملية الانتخابية للحفاظ على النظام ومنع أي محاولة لعرقلة الانتخابات، وقد شهدت هذه المناطق حتى الآن هدوءاً كاملاً دون تسجيل أية حوادث أو اشكالات.

ويعبر الأهالي في قضاء صور عن اعتزازهم بتضحيات الشهداء التي كانت ولا تزال منبعاً لقوة الصمود والاستمرار في الدفاع عن القضية الوطنية. ويؤكدون أن المشاركة في هذه الانتخابات هي تجديد للعهد مع دماء الشهداء ووفاء لقيم المقاومة، والتزام برفض كل ما يهدد الأمن والاستقرار في منطقتهم.

هذا وتعكس نتائج هذه الانتخابات حضوراً وازناً للائحة “التنمية والوفاء”، وهو ما يعكس توجهات الناخبين ورغبتهم في المحافظة على مكتسبات المنطقة ودعم مسيرة المقاومة والصمود.

جزين تشهد معركة انتخابية بطابع سياسي… وحراك شعبي لافت في بلدات القضاء

تواصل العملية الانتخابية البلدية والاختيارية في مدينة جزين وقضائها، وسط أجواء سياسية مشحونة ومشاركة شعبية متفاوتة من منطقة إلى أخرى، في ظل منافسة حادة بين اللوائح المتنافسة، ولا سيما لائحة “القدامى والنهوض” التي تتألف من 18 مرشحًا معظمهم من أصحاب الخبرات الإنمائية، وتضع في صلب أولوياتها ملفات الخدمات والمياه.

المعركة في مدينة جزين لا تُقرأ من زاوية بلدية فقط، بل تحمل أبعادًا سياسية، نظرًا لكون المدينة تُعد معقلًا تقليديًا للتيار الوطني الحر، الذي سبق أن خسر في دورات انتخابية نيابية سابقة، حيث فَقَدَ تمثيله في المدينة بعد خسارة مقعدين نيابيين، ما يجعل هذه الانتخابات محطة مفصلية في محاولته لاستعادة حضوره الشعبي.

في جولة ميدانية على مراكز الاقتراع في المدينة، التي يبلغ عددها 19 مركزًا، لوحظ حراك كثيف ومؤشرات إلى استنفار انتخابي واسع النطاق، وسط حضور بارز للمنتمين والتيارات الحزبية، في محاولة لإعادة ترسيخ التوازنات السياسية المحلية.

المشهد الانتخابي يختلف بين مدينة جزين وبلدات القضاء. فبينما تتمتع المدينة بثقل سياسي واضح، تشهد القرى المحيطة – وغالبيتها ذات غالبية مسيحية – تنافسًا انتخابيًا محمومًا. وفي المقابل، برزت مشاركة واضحة في بلدة عرمتى ذات الغالبية الشيعية، التي قدّمت 11 شهيدًا، ما يضفي طابعًا وجدانيًا على مشاركة أبنائها في هذا الاستحقاق.

بحسب مصادر ميدانية، سجّلت نسبة الاقتراع في عرمتى حتى ساعات ما بعد الظهر 31%، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالاستحقاقات السابقة. وأفاد مندوبون من داخل أقلام الاقتراع أن المشاركة النسائية كانت لافتة، وسط ازدحام أمام صناديق الاقتراع في بعض الأقلام.

التفاوت في نسبة المشاركة يعود، بحسب شهود عيان، إلى التحديات اللوجستية التي تعيق حركة الناخبين، أبرزها الوضع الأمني العام والخشية من التوترات على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، بالإضافة إلى الازدحام على الطرقات، لا سيما بالنسبة للناخبين القادمين من مناطق بعيدة كبيروت والنبطية والبقاع.

رغم كل المعوقات، شدد ناخبون على أهمية المشاركة في العملية الانتخابية، خصوصًا في ظل غياب أي مرشح توافقي أو تسوية مسبقة، ما يجعل التصويت واجبًا لا مفر منه لتقرير مستقبل المجالس المحلية.

وفي جولة على بعض الأقلام، لوحظ حضور لافت للناخبات في فترات ما بعد الظهر، وسط تقديرات بأن تشهد الساعات الأخيرة من اليوم الانتخابي ارتفاعًا إضافيًا في نسب الإقبال، قبل إغلاق صناديق الاقتراع وبدء عمليات الفرز.

الاستحقاق البلدي في جزين وقضائها يتجاوز حدوده المحلية، ليشكّل مؤشرًا على المزاج الشعبي العام واتجاهات الرأي في بيئة تتشابك فيها المعطيات السياسية مع الانتماءات الحزبية والتوازنات الطائفية.

الزهراني يسجل حضورًا شعبيًا لافتًا… وعدلون تدخل سباقًا ثلاثي اللوائح في الانتخابات البلدية

شهدت منطقة الزهراني في قضاء صيدا يومًا انتخابيًا ناشطًا تميز بإقبال شعبي واسع، تلبيةً لدعوات أطلقها عدد من كبار المسؤولين والقادة، من بينهم رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ووزير الداخلية أحمد الحجار، إلى جانب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذين شددوا جميعًا على أهمية المشاركة الكثيفة في هذا الاستحقاق الديمقراطي.

وقد لبّى أبناء الجنوب هذه الدعوات، فتوجهوا بكثافة إلى صناديق الاقتراع المنتشرة في قرى الزهراني، حيث جرت الانتخابات في 11 بلدية من أصل 18، بعدما حُسمت 7 بلديات بالتزكية.

وتفاوتت طبيعة التنافس بين بلدات الزهراني، فغلب عليها الطابع الإنمائي والعائلي، فيما برز الحضور السياسي في عدد محدود من القرى، لا سيما بلدة أنصار، التي شهدت مواجهة انتخابية بين لائحة “التنمية والوفاء” المدعومة من الثنائي الوطني، ولائحة غير مكتملة مدعومة من المجتمع المدني.

وفي هذا السياق، برزت بلدة عدلون كإحدى أبرز ساحات التنافس، إذ خاضت معركة انتخابية بلدية عبر ثلاث لوائح مكتملة، ما جعلها ثالث بلدة في القضاء تشهد هذا القدر من التعددية والمنافسة.

اللقاءات الميدانية التي أُجريت مع ناخبين ومندوبين في عدد من البلدات أكدت على ثبات خيار المقاومة في الوجدان الشعبي، بوصفه الضمانة الأولى التي مكّنت الجنوب من الحفاظ على أمنه وإجراء الانتخابات، رغم الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وآخرها تلك التي طالت مناطق في النبطية والإقليم.

لم تُسجّل أي حوادث أمنية تُذكر في قرى الزهراني الثماني عشرة، في حين جرى التعامل سريعًا مع بعض الإشكالات الإدارية على الأرض، ما ساهم في الحفاظ على وتيرة سلسة للعملية الانتخابية رغم الاكتظاظ في بعض المراكز.

وقد شهدت فترة بعد الظهر ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة الإقبال، خصوصًا بين فئات الشباب والنساء، ما أضفى حيوية إضافية على المشهد الانتخابي.

المصدر: موقع المنار