قراءة في نتائج الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان.. شعب المقاومة على العهد والتيار يفجر المفاجآت – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

قراءة في نتائج الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان.. شعب المقاومة على العهد والتيار يفجر المفاجآت

الانتخابات البلدية - حارة حريك
حسن خليفة

في قلب جبل لبنان، حيث تمتزج الصلابة الجغرافية مع تعقيدات السياسة، أفرزت انتخابات البلديات مشهدًا أقرب إلى لوحة موزاييك متداخلة الألوان، لا يخلو من الرموز والدلالات. فالناخبون لم يُدلوا بأصواتهم فحسب، بل عبّروا عبر الصناديق عن صدق وفائهم للنهج المقاوم.

أكد مسؤول منطقة جبل لبنان في حزب الله، الحاج بلال داغر، لموقع المنار أن فوز لوائح “الوفاء والتنمية”، التي جرى العمل عليها، جاء نتيجة جهد حثيث بالتعاون مع القوى الوطنية والعائلات، لا سيما فئة الشباب، في تجسيد وحدة الصف وتقديم نموذج إنمائي بلدي يُسهم في إعادة تفعيل العمل البلدي في مختلف أقضية محافظة جبل لبنان.

كان الثنائي الوطني (أمل – حزب الله) على تماس مباشر مع الأهالي في البلدات الخمس، ومنها كيفون والقماطية اللتان فازتا بالتزكية. وفي قضاء الشوف، سُعِيَ إلى تحقيق التوافق مع القوى الأخرى في بلدات الجية، الوردانية، وجون، إلا أن ذلك لم يُثمر، ولكن شعب المقاومة قال كلمته، وحسم النتيجة لصالح الثنائي الوطني وحلفائه.

في إقليم الخروب، بدا المشهد – بحسب مسؤول منطقة جبل لبنان في حزب الله – عروبيًا مقاومًا، يحمل رسائل واضحة لكل من يعنيه الأمر، مفادها أن أهالي الإقليم لم يبدّلوا خياراتهم الوطنية. واعتبر أن المقاومة، بكل تفرّعاتها، باتت ممثّلة بشكل واسع في إقليم الخروب، وأن البلدات التي شهدت معارك انتخابية قاسية بالمعنى السياسي، انحازت في النهاية للوائح التوافقية، وللوائح التي ضمّت مكوّنات المجتمع المتنوّع في الإقليم.

أما على صعيد البلدات المسيحية، فقد أثبت التيار الوطني الحر أنه حاضر بقوة، ولا يمكن لأي جهة أن تخرجه من الساحة اللبنانية، رغم كل محاولات التهويل والتضليل. فقد طغى المشهد الإعلامي على الواقع الفعلي في الساحة المسيحية، لكن المفاجأة كانت في حضور التيار الوطني الحر وتيار المردة، ودورهم البارز ولمساتهم في عدد من البلديات، لا سيما تلك التي دعموا فيها بعض المرشحين، حيث فاز معظمهم.

في الساحة الدرزية، اعتبر الحاج بلال داغر أن التوافق بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني أرخى بظلاله الإيجابية على البلدات الدرزية، ما انعكس على سير العملية الانتخابية التي خلت من المعارك المحتدمة، واقتصرت على منافسة ديمقراطية مع بعض المرشحين. وفي أقضيي الشوف وعاليه، برز التنافس العائلي بشكل ملحوظ، مع تسجيل بعض المفاجآت في النتائج.

النتائج، إذًا، ليست نهاية القصة، بل بدايتها. فالبلديات، كما يُفترض، تمثّل سلطة الناس اليومية. ومن هنا، فإن مسؤولية الفائزين اليوم مزدوجة: ألّا يخيّبوا الظن، وألّا يكرروا أخطاء من سبقهم. أما المواطن، فقد بات يمتلك وعيًا مختلفًا، ولن يصبر طويلًا على وعود لا تجد طريقها إلى التنفيذ.

المصدر: موقع المنار