الرئيس الصيني يحذر من وضع خطر وفيروس كورونا يصل اوروبا وأستراليا – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الرئيس الصيني يحذر من وضع خطر وفيروس كورونا يصل اوروبا وأستراليا

فيروس

حذر الرئيس الصيني شي جينبينغ من أن الصين تواجه “وضعا خطرا”، عازيا ذلك إلى “تسارع” انتشار وباء الالتهاب الرئوي الفيروسي الذي أودى ب 41 شخصا رغم تعزيز الإجراءات المتخذة في سبيل كبحه.

وبدءا من الإثنين، لن تتمكن وكالات السفر الصينية من بيع حجوزات فنادق أو تنظيم رحلات جماعية، وفق ما أعلن التلفزيون الصيني. تزامنا، أرسل الجيش الصيني إلى ووهان أطباء عسكريين وعاملين آخرين في المجال الطبي، إضافة إلى الشروع ببناء مستشفى ثان. وكثفت الصين مبادراتها عبر منع حركة السير في مركز الوباء وإعلان حالة انذار قصوى في هونغ كونغ واتخاذ اجراءات منهجية في وسائل النقل في شمال وجنوب البلاد، في محاولة لمنع تفشي الفيروس الذي وصل حاليا إلى أربع قارات.

وأكد شي جيبينغ خلال اجتماع للجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي (تتألف من سبعة أعضاء وتدير البلاد) ان الصين يمكنها “الانتصار في المعركة” ضد فيروس كورونا المستجد، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية. وأضاف “من الضروري ازاء وضع خطر لوباء يتسارع (انتشاره) تعزيز القيادة المركزية” مؤكدا ان بوسع الصين ان “تربح المعركة”.

وينتشر الوباء بسرعة في الصين، مع تسجيل 1300 إصابة بينها 41 حالة قاتلة حتى السبت، مقابل 830 إصابة بينها 26 قاتلة في اليوم السابق. وأعلنت فرنسا مساء الجمعة عن ثلاث إصابات مؤكدة لديها قدمت على أنها الأولى في أوروبا.

من جهتها، أبلغت أستراليا السبت عن أربع إصابات على أراضيها، لدى أشخاص عادوا مؤخرا من الصين. وسجلت إصابات في ست دول آسيوية وتم تأكيد وجود إصابة ثانية في الولايات المتحدة.

غير ان فحص الحالات الاولى تشير الى ان نسبة الوفيات بهذا الفيروس الذي أطلق عليه 2019-ان كو في من فصيلة كورونا، ضعيفة. وقال الخبير لدى منظمة الصحة العالمية الفرنسي يزدين يندانباناه وهو من تكفل بالحالات المسجلة في فرنسا، ان نسبة الوفيات “هي حتى الان دون 5 بالمئة”. وأضاف “بشكل عام المرضى (المصابون بهذا الفيروس) هم بوضع أقل خطورة من مصابي سارس” الذي كان خلف 774 وفاة في العالم في 2002-2003 مع نسبة وفيات بلغت 9.5 بالمئة.

شوارع مقفرة

ودخلت الصين في السنة القمرية الجديدة، وهو عام الجرذ، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد الذي بدأ في كانون الأول/ديسمبر من مدينة ووهان التي وضعت تحت الحجر الصحي. وفي يوم رأس السنة، لا ألعاب نارية ولا رقصات تنين إنما بدت شوارع المدينة الواقعة في وسط الصين مقفرة. وكان نادرا عبور بعض المارة الذين ارتدوا أقنعة واقية للاحتماء وهو أمر بات إلزاميا في هذه المدينة، وفق ما أفاد فريق وكالة فرانس برس في المكان.

وعند حدود منطقة الحجر الصحي، على بعد عشرين كيلومترا نحو شرق وسط المدينة، أرغمت سيارات كانت تحاول عبور مركز دفع رسوم الطرق السريعة، على أن تستدير وتعود أدراجها. وقال شرطي لفرانس برس “لا أحد يمكنه الخروج”.

ومنعت القطارات والطائرات بشكل مبدئي من مغادرة المدينة منذ الخميس. وبالإضافة إلى ووهان، صارت عمليا كل مقاطعة خوبي مقطوعة عن العالم، ما يرفع عدد السكان المعزولين إلى أكثر من 56 مليون نسمة، ما يوازي حوالى سكان دولة جنوب إفريقيا.

وفي صيدلية في وسط المدينة، استقبل الزبائن موظفون يرتدون بزات واقية للجسم وقفازات. وفي أحد المتاجر القليلة التي لا تزال مفتوحة، كان موظفون يملأون الرفوف بعلب الأقنعة الواقية والمطهرات. وقال زبون “الناس يحاولون الاحتماء”، وأعرب عن اطمئنانه لمواجهة الوباء، وقال إن “الحكومة تمسك بزمام الأمور، ليس هناك مشكلة”.

مستشفيات مكتظة

وأرسل الجيش الصيني إلى المنطقة المحظورة ثلاث طائرات أنزلت مساء الجمعة 450 طبيبا عسكريا وعاملين آخرين في المجال الطبي لدى بعضهم خبرة في مكافحة وباء سارس، المماثل لفيروس كورونا المستجد، وكان أودى ب 650 شخصا في الصين القارية وهونغ كونغ بين عامي 2002 و2003. ومع اكتظاظ المستشفيات. بوشر في ووهان ببناء مستشفى ثان يتوقع أن تنتهي أعمال بنائه في غضون 15 يوما، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية.

وسجلت جميع حالات الوفاة جراء المرض باستثناء اثنتان، في ووهان أو في مقاطعة خوبي الكبيرة التي تضمها وتماثل مساحتها مساحة سوريا. خارج هوبي، أعلنت السلطات فرض إجراءات للكشف عن الإصابات في جميع أنحاء البلاد. وأفادت لجنة الصحة الوطنية أنه سيتم وضع محطات للكشف عن الإصابات وسينقل الركاب الذين لديهم أعراض التهاب رئوي “فورا” إلى مركز صحي.

ترامب يهنئ بكين

وفي مدن صينية أخرى، ألغيت احتفالات العام الجديد خصوصا في بكين، وبدت العاصمة ومطاعمها خالية تماما. وأغلق عدد كبير من المواقع السياحية التي تلقى إقبالا كبيرا على غرار المدينة المحرمة وهي القصر الإمبراطوري القديم، وأقسام من سور الصين العظيم، بغية تقليص مخاطر العدوى.

في هونغ كونغ حيث سجل وجود خمس إصابات، أعلنت حالة إنذار قصوى ما أدى إلى إلغاء سباق ماراثون وإغلاق المدارس، وفرض على كل مسافر وافد من الصين القارية الإجابة على استمارة طبية.

في الخارج، أعلن عن أول ثلاث إصابات في فرنسا وهم في مستشفيات في باريس وبوردو في جنوب غرب البلاد. وأشارت وزارة الخارجية إلى أن باريس “تعتزم” تأمين حافلات ليتمكن الفرنسيون الموجودون في ووهان من مغادرتها. في الأيام العادية، هناك حوالى 500 فرنسي مسجل في القنصلية في ووهان.

وتم تأكيد وجود إصابة ثانية في الولايات المتحدة حيث أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بجهود بكين لمحاولتها احتواء انتشار الفيروس. وكتب ترامب على تويتر “الصين تعمل بجد لاحتواء فيروس كورونا، الولايات المتحدة تقدر حقا جهودهم وشفافيتهم”، مبديا قناعته بأن الأمور “ستسير على ما يرام”.

ولدى انتشار وباء سارس في مطلع الألفية الثالثة، اتهمت الصين خصوصا من جانب منظمة الصحة العالمية بأنها لم تبلغ عن أولى حالات إصابة، الأمر الذي فاقم الأزمة. هذه المرة، امتنعت المنظمة الأممية حتى الساعة عن إعلان “حال الطوارئ الصحية الدولية”.

المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية