بعلبك الهرمل.. الاستفتاء الحاسم! – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

بعلبك الهرمل.. الاستفتاء الحاسم!

بعلبك
احمد شعيتو


“لم تكن البلديات ولن تكون  مكاناً لتحقيق مكاسب حزبية” كما قال نائب الامين العام لحزب الله بعد نتائج انتخابات البقاع .. هذا المفهوم ليس كلاما عابرا بل جسدته الافعال التي تتماثل مع منطلقات حزب الله سواء في العمل البلدي او السياسي او المقاوم، اذ ان حزب الله لم يسعَ من وراء اي ترشيح بلدي او تشكيل لوائح الى اي مكسب حزبي او ارتقاء سلم سلطوي ودلت التجارب على انه ليس حزبا متعطشا للسلطة بل الى تحقيق خدمة وانماء من اي ميدان كان وبأي وسيلة كانت كما قال الامين العام السيد عباس الموسوي “سنخدمكم باشفار عيوننا”، وكما شكل هذا السيد امثولة لخدمة الناس ومتابعة همومهم.

وليس البقاع وحده شاهدا على ان حزب الله لم يركب موجة الانتخابات البلدية قبل وبعد التحرير من اجل تحقيق شعبية هي محققة او الفوز بتقدير من الناس هو حاصل عليه مسبقا بل ان من يقدم الدماء ضمن منظومة الحزب والمقاومة للدفاع عن الانسان اللبناني -ايّ انسان كان- والى اي تأييد ومفاهيم واحزاب وعائلات انتمى فلن يبخل في خدمة الناس سواء من داخل او الدائرة البلدية والاختيارية او من خارجها.
بالمقابل، فأهل الجنوب الذين عايشوا الاعتداءات الصهيونية لسنوات لم يبخلوا على لوائح يدعمها حزب الله بالصوت فهم شعب المقاومة واهله ، وبالامس كان اهل البقاع وشرق لبنان على الموعد فوفوا حق الوفاء وهم الذين عايشوا الاعتداءات الارهابية ولم يكونوا ليتمكنوا من الانتخاب بل حتى من العيش بسلام لولا دماء الجيش والمقاومة على الحدود الشرقية التي ردعت الخطر التكفيري لذا كان الوفاء اضافيا هذه المرة وهم الاوفياء لخط المقاومة منذ انطلاقتها.
دخولا الى اجواء الانتخاب البلدي فهي قد حملت رسائل هامة حول بيئة المقاومة وحول تأييد خط المقاومة وحزب الله وحلفائه وحول الرغبة في تكرار تجربة الانماء المقاوم وتوسيعه وتعضيده فكانت النتائج باهرة على اكثر من صعيد في بعلبك الهرمل والبقاع الغربي. وهنا نسجل ما يلي:

-نسبة الاقتراع كانت الاعلى في المناطق التي شهدت تنافسا بين حزب الله وحلفائه ولوائح اخرى
-منطقة بعلبك الهرمل شهدت على اعلى نسب الاقتراع فاذا قارناها ببيروت التي لم تتخط 20 بالمئة فهي في بعض قرى بعلبك تخطت 60 بالمئة فتكون الدلالة واضحة هنا
-منطقة الهرمل ورغم انها لم تتضمن تنافسا حاميا كان الاقبال الانتخابي فيها جيدا
-فازت كامل لوائح حزب الله والتي حملت عنوان التنمية والوفاء وعددها 60
-فاز حزب الله في مدينة بعلبك وفي بريتال التي كانت للمنافسة فيهما ابعاد سياسية وهذا مؤشر كبير
-من دون حادث يُذكر أقفلت مراكز الإقتراع في مدينة بعلبك على مشاركة اكثر من 50% اثر منافسة بين لائحة التنمية والوفاء ولائحة بعلبك مدينتي.

النائب علي المقدادوفي حديث لموقع المنار وضع عضو تكتل بعلبك الهرمل النائب علي المقداد ما حصل تحت عنوان عريض “انتصرت المقاومة مرة اخرى”، بان يذهب الناس بهذه الحشود وبهذه النسبة من المقترعين للقول للمقاومة نحن معك سواء انمائيا او سياسيا .

ويضيف: نسبة النجاح في البلدات والمدن التي كانت متبناة من حزب الله او من تحالف حزب الله وحركة امل كانت شبه كاملة بما فيها بعلبك وبريتال وكانت اللوائح كاملة.
يعتبر المقداد في قراءته للنتائج ان “هذا يدل ان هناك قرارا جماهيرا شعبيا ان يصوت الناس للمقاومة وقيادتها وتحالف حركة امل وحزب الله في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان”.
يقارن النائب علي المقداد مع نسبة الاقبال في بيروت فيقول “فرق شاسع مع نسبة الاقبال ببيروت فاهل البقاع اغلبهم ليسوا من سكان البقاع وتحملوا مشقة الذهاب دون تأمين نقل منظم وكثر منهم تكبدوا السفر وصوتوا في البقاع بنسبة  اكثر من 50 بالمئة وهي نسبة مرتفعة اما في بيروت فالمراكز اقرب ونسبة المشاركة لم تتعد 21 وهذا ان دل على شيء يدل على الاستفتاء الجماهيري لخيار المقاومة والدفاع عن لبنان بوجه التكفيري والاسرائيلي خيار ينمو كل يوم”.. “الناس اوفياء واثبتوا ان الصوت ليس اغلى من التضحية” ختم المقداد.

هذا الفوز الكبير الذي حققته لوائح المقاومة عبر الشعب المقاوم الوفي ليس بجديد على اهل المقاومة ولكن حمل دلالات اضافية في ظل التطورات التي شهدها لبنان في السنوات الاخيرة كما حمل بعدا شعبيا وسياسيا كبيرا يقابل انخفاضا جليا في شعبية بعض التيارات السياسية الاخرى كما حصل في بيروت. هذا الفوز يعني انطلاقا بدفع قوي ومسؤولية  اضافية يضعها حزب الله على عاتقه في نهجه المقاوم والدفاعي عن لبنان وفي الخدمة والتنمية وفاءً لأهل الوفاء.

المصدر: موقع المنار