تتواصل التحضيرات للجولة الرابعة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية، وسط مشهد انتخابي يتسم بتقدّم لوائح التنمية والوفاء المدعومة من حزب الله وحركة أمل، وارتفاع ملحوظ في عدد البلديات التي تُحسم بالتزكية، في مؤشر على توافق سياسي وشعبي واسع.
جبل عامل الثانية: مشاريع تنموية ومناخ من الالتزام الشعبي
في قرى وبلدات جبل عامل الثانية، تتوالى إعلانات لوائح التنمية والوفاء وسط أجواء شعبية تعكس دعمًا ثابتًا لخيار المقاومة والتنمية. وقد ترافق إطلاق اللوائح في عدد من البلدات مع افتتاح مشاريع خدمية وتنموية.
في جبشيت، أُطلقت اللائحة بحضور إمام البلدة الشيخ عبد الكريم عبيد، الذي اعتبر أن “العمل البلدي باب من أبواب خدمة الناس، وهو طاعة لله”، مؤكدًا أن “كل من يستطيع أن يقدّم شيئًا للناس ولا يفعل فهو آثم”. وتخلّل المناسبة افتتاح مكتبة عامة وحديقة عامة وحقل طاقة شمسية لتشغيل آبار المياه.
أما في كفر رمان، التي تشهد منافسة انتخابية محدودة، فقد أعلن رئيس اللائحة عبد الله فرحات أن الفريق البلدي المقبل يواجه تحديات مزمنة أبرزها ملف النفايات، وتحسين البنية التحتية المائية، وتنظيم العمل البلدي في ظل الأزمة المالية.
وفي النبطية الفوقا، أُطلقت لائحة “التنمية والوفاء” بتأكيد متجدد على الالتزام بخدمة الناس، “أكرم وأشرف الناس”، كما وصفهم المشاركون.
قضاء بنت جبيل: التزكية عنوان المرحلة
في قضاء بنت جبيل، يتكرّس مشهد التزكية والوفاق على نحو واسع، مع إعلان فوز 11 بلدية من أصل 36 حتى الآن بالتزكية، من بينها 10 بلديات فازت فيها لوائح التنمية والوفاء، أبرزها بلدات يارون، مارون الرأس، وعيناثا.
ومع اقتراب موعد إقفال باب سحب الترشيحات مساء الجمعة، يُتوقع أن تنضم بلدات جديدة إلى لائحة الفائزين بالتزكية، لا سيما في ظل استمرار المساعي الهادفة إلى تشكيل لوائح توافقية تضم مرشحين منفردين، وتفادي المعارك الانتخابية.
وبحسب المعطيات، فإن غالبية اللوائح المنافسة للوائح “التنمية والوفاء” إما غير مكتملة أو تقتصر على مرشحين أفراد، ما يسهّل الوصول إلى صيغ وفاقية في الساعات الأخيرة.
رغم مناخ التزكية البلدي، تسجّل الانتخابات الاختيارية حيوية لافتة، خصوصًا في مدينة بنت جبيل، حيث يتنافس أكثر من 100 مرشح على 14 مقعدًا اختياريًا، في مقابل إحجام نسبي عن الترشح للمجالس البلدية، بسبب رغبة غالبية القوى في تغليب التوافق.
وفي هذا السياق، فاز مختار حي البركة في بنت جبيل بالتزكية، بينما تستعد الأحياء الأخرى لخوض معارك محدودة.
حتى اللحظة، فاز أكثر من 40 مجلسًا بلديًا بالتزكية في محافظتي الجنوب والنبطية من أصل 109 بلديات، مع ترجيحات بارتفاع هذا العدد بشكل ملحوظ في الساعات المقبلة.
ويُجمع المراقبون على أن هذا التوجّه يعكس إرادة شعبية وسياسية واضحة لتجاوز المرحلة بأقل قدر من التوتر الانتخابي، وإيصال مجالس قادرة على مواجهة التحديات الخدمية والمالية.
مع دخول الجولة الرابعة من الانتخابات البلدية والاختيارية أيامها الحاسمة، تتعزّز مؤشرات الوفاق والتزكية في قرى الجنوب، مدفوعة بحضور متماسك للثنائي الوطني، وحرص من الأهالي على خدمة الشأن العام بعيدًا عن الاستقطاب، في لحظة وطنية حسّاسة تتطلب تضافر الجهود في إدارة الشأن البلدي والخدمي.
عشرات البلديات جنوب نهر الليطاني تفوز بالتزكية مع إقفال باب الترشيح في الجنوب والنبطية
مع إقفال باب الترشح لخوض السباق الانتخابي في محافظتي الجنوب والنبطية منتصف ليل الأحد، وصل عدد البلديات التي فازت بالتزكية إلى 38 بلدية من قرى ومدن جنوب نهر الليطاني. وهي المنطقة التي راهن العدو الإسرائيلي طويلاً على كسر إرادة شعبها وقلب الطاولة على المقاومة ومشروعها، فجاء قرار أهلها بتزكية عشرات لوائح “الثناء الوطني والتنمية والوفاء” ليعكس حجم التوافق الوطني والإجماع الشعبي.
ولا يزال الباب مفتوحاً أمام المزيد من التزكيات، وسط استمرار التوافقات التي تبرز على مستوى مختلف الأقضية. وتستمر الأجواء الاجتماعية والأمنية في هذه المناطق بشكل مستقر.
وفي الجانب الأمني، توجه الرسالة دائماً بأن العدو الإسرائيلي لا يستطيع كسر إرادة اللبنانيين، خصوصاً أبناء الجنوب الذين يشاركون بقوة في التزكيات المدعومة من قبل القوى الوطنية. حتى الآن، شاركت اللوائح المدعومة في مئة وتسع بلديات جنوب نهر الليطاني، مع العمل الدؤوب على زيادة عدد التزكيات.
وبحسب آخر المتابعات، بلغ عدد البلديات التي فازت بالتزكية حوالي 40 بلدية، مع إمكانية زيادة هذا العدد تبعاً للمستجدات.
وتعكس هذه النتائج جهود التعاون الوثيق بين حركة “أمل” وحزب الله لإنتاج توافق واسع، وتعاون الأهالي وأبناء المقاومة مع أهل مناطقهم لإرساء الوحدة والتوافق في هذه البلديات.
وما يميز هذه الجولة هو وجود توافق في بلديات كبيرة ومهمة مثل ميس الجبل والطيبة، التي تعتبر من البلديات الكبرى ضمن المدن، حيث تمت التسويات فيها أيضاً. وهناك نحو عشر بلديات أخرى تحضر للتزكية، واللجان تعمل على إنهاء إجراءاتها.
ويعود هذا النجاح إلى التعاون الأخوي العميق والمسؤول بين الحزب وحركة أمل، حيث يتحمل الأهالي مسؤولياتهم بكل وعي، لدرجة أن بعض المرشحين ينسحبون من أجل مصلحة بلديهم ووحدتها.
وفي ظل عمل اللجان الانتخابية التابعة لحركة أمل وحزب الله على التوافق وجمع أطياف القرى تحت شعار الوحدة والتزكية، تستمر التحضيرات لخوض السباق الانتخابي صباح السبت المقبل، والذي سيشكل محطة هامة لتجديد الوفاء لأهل المقاومة والشهداء.
المصدر: موقع المنار