عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في لبنان جلسة استثنائية لها في دار الطائفة في فردان ببيروت الاربعاء، لمناقشة الاحداث الدامية التي يتعرّض لها أبناء طائفة الموحدين الدروز في جرمانا وأشرفية صحنايا في سوريا، ترأسها رئيس المجلس شيخ العقل للطائفة الشيخ سامي ابي المنى، وشارك فيها النائب السابق وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، وعدد من النواب: الحاليين والسابقين وشخصيات ومشايخ درزية.
وبالمناسبة، قال الشيخ أبي المنى “نلتقي اليوم وعلى عجلة من أمرنا لنواجه تحديات مستجدة لم تكن بالحسبان، حصلت في سورية الشقيقة ومع اهلنا الموحدين الدروز الأخوة الأشقاء، الذين تربطنا واياهم صلة الدين والدم والقربى والعروبة والهوية، الهوية الاسلامية العربية”، وتابع “نلتقي علّنا نتدارك ما هو أسوأ وقد تشاورنا مع وليد بك صاحب الرؤية الثاقبة في أنه لا يمكن ان تمر هذه الحوادث التي حصلت دون ان نلتقي ونصوّب الأمور”.
واكد الشيخ أبي المنى ان “ما حصل كان مشروع فتنة والفتنة أشد من القتل، هو مشروع فتنة بأن يسجل صوتٌ مشبوه كلاماً يسيء الى النبي عليه الصلاة والسلام، ومتى كنا نرضى ان نسيء الى النبي الى رسول الاسلام الى خاتم النبيين صلوات الله عليه وهو من اتى برسالة السلم والرحمة”، وأضاف “متى كان الموحدون الدروز لينالوا من نبيهم ويسيئوا الى انفسهم والى دينهم، هذا امر مرفوض وقد تبين ان التسجيل مركّب من اصحاب الفتنة، لكن هذه الفتنة وهذا التسجيل جرّ الى ما وصلنا اليه فكانت السجالات وكانت التجاذبات والتوترات، وارض سورية خصبة ربما، في ظل هذا الواقع المتغير”.
من جهته، قال النائب السابق وليد جنبلاط “سألخّص بعض النقاط المطلوبة من أجل وأد الفتنة، سوف أنطلق من كلمة حفظ الإخوان. حفظ الأخوان يكون كيف؟ بإهانة النبي محمّد؟ بإهانة الإسلام؟ اي بإهانتنا نحن؟ ليس بهذه الطريقة نحفظ فيها الإخوان”، وتابع “لذلك لا بد من نفي الامر كما فعل سماحة الشيخ سامي أبي المنى، لا بد من موقف واضح وصريح لإدانة هذا الموقف اللّا مسؤول من أي كان الذي تجرّأ وأهان النبي محمد والإسلام”، واكد ان “حفظ الإخوان يكون بالدعوة إلى التهدئة وإلى الحوار ودعوة السلطة السورية بأن تقوم بتحقيق شفّاف يتبيّن من خلاله كيف وقعت الحادثة على مشارف جرمانا، حفظ الإخوان يكون في الاتصال المباشر مع القيادة السورية، وإنّني على استعداد لأن أذهب إلى دمشق مجدّداً، وأن أتحاور معهم، وأن نضع أسس لمطالب الدروز الذين هم جزء من الشعب السوري، حِفظ الإخوان يكون برفض التدخّل الإسرائيلي”.
وقال جنبلاط إن “ما يجري اليوم من خلال الشيخ موفق طريف وأتباع الشيخ طريف، يريدون توريط بني معروف في لبنان وسوريا في حرب لم تنتهِ ضد المسلمين”، وتابع “إذا كان أحد منكم يظن أنّ هذا المشروع الإسرائيلي مختلف عما أقول فهو واهم”، واضاف “أقلية صغيرة يراد منها محاربة كل المسلمين، وتعلمون في هذا العجز العربي، سنُتّهم بأنّنا جنود عند الجيش الإسرائيلي وتكون حرب بلا هوادة لا أول ولا آخر لها”، واوضح ان “الذي يظن بأنّ إسرائيل تستطيع أن تخسر شيء فهي لا تخسر، بل ستستخدم الدروز ولا تبالي”، واكد “حفظ الإخوان يكون بإسكات بعض الأصوات في الداخل التي بدأت تستنجد بإسرائيل، هنا أتوقّف عند زيارة المشايخ إلى مقام النبي شعيب. أحترم مقام النبي شعيب، لكن لست موافقاً في هذه اللحظة على هذه الزيارات المتكرّرة”.
من جهة ثانية، تلقى الشيخ أبي المنى اتصالا هاتفيا من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب حول المستجدات الحاصلة.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام