الصحافة اليوم 29-1-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 29-1-2024

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 29-1-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

جريدة الاخبارالرياض وباريس تبتزّان لبنان: انتخاب رئيس أو ضربة إسرائيلية!

يحلّ شهر شباط، مشوباً بالتشاؤم، حيال المرحلة الثالثة التي من المفترض أن يدخلها العدو الإسرائيلي في غزة، في مقابِل عدم وضوح السيناريو المفترض تنفيذه على الجبهة الشمالية مع لبنان، سيّما أن عمليات المقاومة من حيث التخطيط والتنفيذ وكثافة النيران، تُبقي احتمالية توسيع الحرب قائمة. وهذه هي الزبدة التي نقلها وزراء الخارجية الأوروبيون الذين زاروا بيروت والتقوا القيادات السياسية إضافة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون، فضلاً عن الموفدين الغربيين والعرب العاملين على خط بيروت – تل أبيب.

وكانَ لافتاً في الساعات الماضية، ارتفاع منسوب التهديدات التي تتناقلها وسائل إعلام عبرية وعربية، مستندة إلى معلومات تحدّثت عن تحركات عسكرية إسرائيلية فعلية حصلت في شمال فلسطين المحتلة، إذ «تمّ نقل عدد كبير من الآليات إلى المنطقة الحدودية، كما تمّ نقل لواء غولاني الذي خرج من قطاع غزة إلى الحدود مع لبنان».

واذا كان الكلام يركّز الآن على جبهة الجنوب، على اعتبار أنها مُقبلة على سخونة قد توازي العدوان على غزة، فإن الأمر يعزّزه فشل كل محاولات «خِداع» المقاومة بطروحات سياسية مقابل تعليق مساندة الفلسطينيين، وهو ما يجعل العدو أكثر ميلاً إلى تنفيذ عملية واسعة.

وفي المعلومات، أن الضغط على لبنان في الأيام الأخيرة، حملته رسائل غربية وعربية بأعلى صوت وأعلى مستوى مقارنة مع الأشهر الماضية.

وترافقت هذه الرسائل مع مواقف داخلية تتبنّى هذه التهديدات التي تُكال من مختلف الشخصيات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، علماً أن ما شهدته الجبهة أخيراً من متغيّرات سيدخل حكماً في حسابات قادة العدو قبل إقدامهم على مغامرة جديدة في لبنان.

ما الذي استجدّ؟

يؤكد مطّلعون على الاتصالات، أن المفاوضات غير المباشرة لا تزال على حالها المجمّد بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في غزة، كاشفة أن التحذيرات المتناقلة، سرّبها بعض السفراء العرب وهي تصبّ في خانة الضغط على لبنان، ولأجل استثمارها في مكان بعيد عن الجبهة مع العدو، وتحديداً في الملف الرئاسي.

ويكشف هؤلاء أن «بعض التسريبات، تربط، وبشكل غير مفهوم، موضوع الضربة الإسرائيلية بحل عقدة الملف الرئاسي، من دون فهم ماهية هذا الربط»، مشيرة إلى رسالة واضحة تحدّثت عن «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في شهر آذار على أبعد تقدير وإلا ستكون هناك حرب إسرائيلية على لبنان».

وبحسب المصادر فإن هذه الرسالة، وردت تزامناً مع حراك اللجنة الخماسية المعنيّة بالملف اللبناني، والتي تحاول منذ فترة الإيحاء بوجود مبادرة إقليمية – دولية مستجدّة من أجل التوصل إلى حلّ في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

السعودية وفرنسا تخشيان صفقة أميركية وتطلبان من حلفائهما المشاركة في الحملة ضد حزب الله

وفي هذا الإطار، تقاطعت معلومات أكثر من مصدر مطّلع، حول «تنسيق فرنسي – سعودي يجري بمعزل عن بقية دول اللجنة الخماسية الأخرى، ويحمل توجهاً يدفع في اتجاه معادلة رئاسية جديدة قوامها انتخاب قائد الجيش جوزف عون مقابل تسمية تمام سلام رئيساً للحكومة».

ويتردّد أن هذا المقترح «تقدّمت به الرياض ودعمته باريس، التي كانت في البدء مؤيّدة لانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية»، غير أنها «عادت ورأت في الصيغة الوسطية الحلّ الأمثل، وهو ما تقترحه الرياض».

أما بشأن ربط الرئاسة بالتهديدات الإسرائيلية، فإن الأمر برأي جهات سياسية «محاولة جديدة في إطار إقناع حزب الله بالتنازل في ملف الرئاسة، بمعزل عن تطورات الجنوب، ويمكن وصفها بالابتزاز السياسي»، حيث «وجدت الرياض وباريس في هذا التوقيت الحساس فرصة لفرض ما تعتبرانه إنجازاً سياسياً لصالحهما، وبما يقطع الطريق على أي تسوية يُمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية لاحقاً في لبنان وتكون نتيجتها لصالح حزب الله وفريقه»، مؤكّدة أن «الكلام الداخلي الذي يتبنّى التهديدات ويشيعها يفعل ذلك بإيعاز من بعض السفراء في لبنان، دعماً لهذا الطرح».

وتلفت المصادر إلى أن «بقية دول الخماسية،وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية لا تتبنّى هذه المعادلة حتى الآن، وإن كان قائد الجيش هو مرشحها الجدي والوحيد».

وعليه، تبدو هذه المعادلة إلى الآن، تسير في طريق مسدود، بسبب «التباين الكبير بين أعضاء الخماسية على إدارة الملف اللبناني، وهو ما ظهر في حركتهم في بيروت، رغمَ تلبيتهم دعوة السفير السعودي وليد البخاري إلى اجتماع في دارته في اليرزة، و لتي لم يكُن بالإمكان رفضها».

ويبدو إلى الآن أيضاً، امتعاض السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون التي يُنقَل عنها كلام تنتقد فيه محاولات البخاري تنصيب نفسه في موقع قيادة اللجنة، وهو أمر ترفضه الولايات المتحدة، وقد لمّحت إليه جونسون خلال الجلسة مع البخاري وباقي أعضاء اللجنة، مشدّدة على أن الكلام في الملف الرئاسي مع القيادات اللبنانية «يجب أن يقتصر في الفترة المقبلة على عناوين عامة من دون الدخول في أسماء».

وقد وصفت مصادر مطّلعة الموقف الأميركي بـ «الواقعي»، إذ إن «ما نقله معه الموفد الرئاسي عاموس هوكشتين من لبنان إلى إدارته كان حاسماً لجهة أن الحزب ليس في وارد النقاش بملف الرئاسة حالياً، ولا يريد ربطه بالملف الساخن مع إسرائيل، وبالتالي فإنّ أي طرح هو في حكم الساقط».

وقائع سيناريوات لعمليات عسكرية ضدّ حزب الله جنوبيّ الليطاني: من رفح إلى لبنان.. رحلة العدوّ بحثاً عن إنجاز ضائع!

ابراهيم الأمين

المؤشرات المتعلقة برغبة العدوّ في توسيع نطاق عملياته تشير الى أنه لا يفكر في قطاع غزة فقط.

وإلى جانب الرأي القائل بصعوبة فتح العدوّ جبهات جديدة، فإن المعضلة الأساسية تكمن في أنّ قيادة الاحتلال لا تجد نفسها اليوم في موقع المستعد للنزول عن الشجرة، وأن التعبئة السياسية والشعبية والعسكرية قائمة دون توقف لأجل القيام بالمزيد.

وبينما ينتظر العالم نتائج الاتصالات الجارية بشأن هدنة طويلة في غزة، فإنّ طبول الحرب تقرع في القطاع لأجل تحقيق إنجاز لم تظهر صورة له بعد، أو البحث عنه في مكان آخر، ويقصد به الحرب على لبنان.

وتتدافع التسريبات عن عمليات عسكرية نوعية على الحدود مع مصر أو في جنوب لبنان خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

إلى رفح در

منذ وقت غير قصير، يجري الحديث عن أحجية محور فيلادلفيا، وبعدما جرى الحديث عن محاولة تقدّم قامت بها قوة إسرائيلية باتجاه المنطقة، لكنها تعرّضت لنيران المقاومة.

على الأثر، ركزت الاتصالات على أن مصر ترفض سيطرة قوات الاحتلال على هذه المنطقة، أو حتى استخدام الأراضي المصرية لتنفيذ عملية تهدف الى إخضاع كل الحدود للإشراف الكامل لجيش الاحتلال.

وعلى هامش البحث، أبدت مصر استعدادها لإعادة بناء الجدار الفاصل وفق مواصفات تتناسب مع الطلبات الإسرائيلية، لكن القاهرة لا تريد أن يتدخل الإسرائيليون في العملية من أصلها، وترفض أيّ حضور لإسرائيل في الإشراف على الخط الحدودي.

وبرغم وجود مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في تلك المنطقة، والتجمعات الكبيرة القريبة من معبر رفح، فإن قوات الاحتلال عادت للحديث عن «عملية إلزامية» في تلك المنطقة.

وبحسب مداولات جرت بمشاركة جهات غربية، فإن الإسرائيليين يبرّرون حاجتهم الى العملية الكبيرة في هذا المحور بأسباب عملياتية؛ منها:

أولاً: أن جيش الاحتلال يملك دلائل على وجود عمليات تهريب قائمة الآن بين مصر وغزة.

وأنها عثرت على أسلحة جديدة في مناطق القتال، وأنها أسلحة هرّبت خلال الحرب، وأن طبيعتها ونوعيتها تشيران الى أنها ليست من صناعة قوى المقاومة في القطاع، حتى تخزينها لا يتمّ وفق مواصفات قوات المقاومة.

وبحسب ما تسرّب، فإن إسرائيل تتحدث عن مدافع وقذائف وبعض الأسلحة المتوسطة.

لا يستبعد المهوّلون ارتكاب العدوّ جريمة ضدّ مدنيّيه واتخاذها ذريعة لحرب مدمرة ضدّ لبنان

ثانياً: أن لدى المستوى الأمني في إسرائيل تقديراً بأنّ كل الإجراءات المصرية التي اتخذت لم تقضِ بصورة تامة على شبكة الأنفاق التي توصل القطاع بسيناء، وأن تقديرات العدوّ تشير الى أن العثور على أنفاق طويلة تربط بين غزة وسيناء لن يكون أمراً مفاجئاً، وأن لدى قوات الاحتلال تقديراً قوياً بأن قيادات المقاومة قد تكون انتقلت مع الأسرى الى غرف خاصة في أنفاق موجودة في منطقة سيناء.

ثالثاً: أن إسرائيل تريد إجراءات ميدانية تسبق أيّ بحث في اليوم التالي، وهي لا تثق بكل الإجراءات التي تقوم بها مصر.

وتريد وضعاً يتيح لها الوثوق بعدم تحول هذه المنطقة الى مركز دعم للمقاومة في غزة، وأن على المصريين ملاحقة مجموعات مسلحة تعمل في سيناء وتوفر الدعم للمقاومة. وهو أمر ينفيه المصريون، ويقولون إن العمليات التي حصلت هي أعمال فردية لا تعكس وجود تنظيمات، وإنها جاءت كردّة فعل على ما يجري في غزة.

وبمعزل عمّا تؤول إليه الاتصالات، أو حتى نتائج أيّ عملية تقوم بها إسرائيل في هذه المنطقة، فإن الباب سيفتح أمام مقاربة جديدة للجانب المصري، لأنّ أيّ وجود لقوات إسرائيلية في تلك المنطقة سيفتح «شهيّة» كل المجموعات التي سبق أن جرى تفكيكها أو احتواؤها، وربما تكون النتيجة خلق حالة فوضى في تلك المنطقة التي ألزمت الجيش المصري بعمليات واسعة وغير مسبوقة لأجل ضبطها قبل سنوات.

..أو لنجبيَ الثمن شمالاً

على أن المداولات هذه لا تقف عند حدود رفح، بل هي تطاول سعي إسرائيل الى تحقيق نتائج في أيّ مكان ممكن.

وينقل في هذا السياق عن مسؤولين إسرائيليين قولهم أمام شخصيات أميركية وأوروبية إن تل أبيب تبدو مضطرّة أيضاً إلى شنّ عملية ضد حزب الله.

وأن الأمر يرتبط بعوامل كثيرة، ليس أوّلها ملف المستوطنين النازحين. ويعرض أمنيون من عواصم غربية لأسباب أخرى، مثل أن جيش الاحتلال يجد في الحرب ضد حزب الله، فرصة لتوجيه ضربة الى جهة ربما تعمد بعد وقت الى تكرار عملية 7 أكتوبر بقوة أكبر، وأن إسرائيل لم تعد تقبل أيضاً بالإجراءات القائمة الآن في جنوب لبنان، وهي تريد تغييراً كبيراً في إدارة المنطقة التي يشملها القرار 1701، أي الواقعة جنوبيّ نهر الليطاني، وأن ما أظهرته المواجهات الجارية منذ الثامن من تشرين الأول الماضي أن حزب الله لديه، الى جانب الآلاف من العناصر، ترسانة من الأسلحة الثقيلة التي لا يمكن وضعها في المنازل، أو اعتبارها أسلحة فردية، وأن المنشآت العسكرية لحزب الله في الجنوب كبيرة وتمتد على مساحة منطقة جنوبيّ نهر الليطاني.

وبحسب هؤلاء، فإن جيش الاحتلال، الذي سبق أن استجاب لطلبات أميركية وأخرى أوروبية بعدم توسيع الحرب مع لبنان، يجد نفسه اليوم مضطرّاً إلى القيام بخطوة عملانية، ما دام ليس هناك في الأفق مع يشير الى قدرة الوسطاء السياسيين على إيجاد الحل المناسب له.

والذي يتم اختصاره، بجعل المنطقة كلها خالية من المسلحين والأسلحة، وأن تقوم قوات اليونيفيل بعمليات فحص وتفتيش في كل المنطقة من دون أيّ إعاقة، وإلغاء كل هذه المظاهر.

ويريد العدوّ أن يبدأ الأمر من خلال منع حزب الله من العودة الى النقاط التي كان موجوداً فيها قبل الحرب، سواء التي صارت واضحة على أنها نقاط عسكرية أو تلك التي كانت قائمة تحت عنوان جمعيات بيئية.

الدعاية الصهيونية تجرّ أذيال الخيبة: الهزيمة بأوضح تجلّياتها!

منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) 2023، يحاول العدوّ الاسرائيلي بكل ما أوتي من قوّة ومقدّرات كسب معركة الرأي العام. وها هو على أبواب الشهر الرابع من عدوانه الهجمي على القطاع، يجرّب أساليب تضليلية جديدة علّه يستعيد شيئاً من صورته المحطّمة على امتداد العالم

يمكن القول إنّ الدعاية الإسرائيلية في عدوان غزة 2023 ستدخل التاريخ على أنّها الأضخم في تاريخ الكيان الصهيوني، والأشدّ كثافة وقدرة على الانتشار، وأنّها الموجة الدعائية التي شهدت أكثر المحاولات لتطوير أطروحات وأساليب جديدة. لكن في الوقت نفسه، سيُنظَر إليها على أنّها موجة بروباغندا تهاوت بسرعة كبيرة.

رغم ما حققته من نجاح في الأسابيع الثلاثة الأولى من حرب الإبادة، لا تزال بروباغندا الاحتلال تتلقّى ضربات متلاحقة في الوقت الذي تستمرّ فيه محاولات إنعاشها، إمّا داخلياً (عبر اعتماد وابتكار أساليب جديدة) أو خارجياً (المساعدات التي تتلقاها إسرائيل من عمالقة السوشال ميديا مثلاً).

في مرحلة نجاحها، ركّزت الدعاية الإسرائيلية على مجموعة من الأطروحات المرتكزة إلى التضليل والأخبار الكاذبة (قطع رؤوس الأطفال، اغتصاب النساء…) التي عبّرت عنها برسائل ومضامين دعائية، مركّبة «بنائياً»؛ أي إنّ كلّاً منها يخدم الآخر، وهي في أغلبها أصول تاريخية للدعاية الصهيونية، أبرزها:

الترويج للسردية الشهيرة القائمة على أنّ إسرائيل «ضحية»، وشيطنة الفلسطينيين والمقاومة، و«التفوّق الأخلاقي والإنساني» الإسرائيلي، وإضفاء «الشرعية» على الارتكابات الصهيونية.

هذا ما تؤكّده مصادر عدّة، من بينها ورقة بحثية بعنوان «الدعاية في الحرب على غزة 2023: كيف خسرت إسرائيل سرديّتها؟» نشرها رئيس برنامج الصحافة في «معهد الدوحة للدراسات العليا»، باسم الطويسي، في 31 كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي.

لكن بعد انقضاء الأسابيع الثلاثة الأولى من العدوان، وتحديداً لحظة ارتكابها المجزرة الشهيرة في «مستشفى المعمداني» في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، بدأت إسرائيل تتلقى الضربة تلو الأخرى على صعيد تشكيل الرأي العام.

لا شكّ في أنّ هذا الحدث شكّل نقطة انعطاف محورية في هذا الصدد، إلى جانب التوحّش الإسرائيلي عموماً والاستهداف المباشر للمدنيين ومشاهد التدمير المروّعة وتفاقم الوضع الإنساني نتيجة الحصار.

كلّ هذه العوامل، دفعت الجمهور حول العالم إلى طرح أسئلة كبرى حول الصورة الحقيقية لقوات الاحتلال، والسياق الذي تقع فيه الأحداث، إلى جانب أسئلة حول جذور الصراع وأخرى عن «شرعية» ما يحصل على الأرض، ما وضع العدوّ في مأزق كبير.

هكذا، بدأت بذور سردية جديدة مناقضة لتلك الصهيونية تتشكّل، ما انعكس على نتائج استطلاعات رأي أجريت في الولايات المتحدة وأوروبا، اعتباراً من الأسبوع الرابع من الحرب الإبادية.

وفقاً لمجلة «تايم» الأميركية، أظهرت الأرقام تراجعاً في تأييد إسرائيل، ولا سيّما في صفوف الشباب (وخصوصاً الجيل زي) الذين يستقون معلوماتهم بشكل أساسي من العالم الافتراضي.

وعلى رأس القائمة طبعاً تيك توك، وX التي بقيت تتمتّع (إلى حدّ ما) بهامش حرية أكبر مقارنةً بمنصات ميتا، حتى 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لدى زيارة مالكها إيلون ماسك الأولى إلى الكيان الصهيوني أثناء العدوان. واليوم، يُغرقنا الغرب بتقارير تحاول تفسير «كيف خسرت إسرائيل الحرب الإعلامية».

تُجمع غالبية التحليلات على أنّ «حماس» تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كأداة أساسية لـ «تشكيل الرأي العام ونشر رسالتها»، بما في ذلك نشر مقاطع فيديو وصور لعمليّاتها وآثار العدوان على غزّة، فضلاً عن مواجهة المزاعم الإسرائيلية والتأثير على الرأي العام الدولي.

إضافة إلى ذلك، يرى المحللون والمراقبون أنّ المقاومة الفلسطينية استخدمت السوشال ميديا لحشد مؤيديها وإبراز أجندتها السياسية، فيما كان العالم الافتراضي «ساحة مهمّة في إستراتيجية الاتصال الخاصة بها» في الفترة الماضية.
نتيجة توصّل إليها كثيرون، أعقبت اعتماد إسرائيل على الـ «حاسبارا» (كلمة عبرية ملطّفة لبروباغندا) التي تشير إلى جهود الديبلوماسية العامة الإسرائيلية ومحاولاتها تشكيل السردية حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وتشير مقالات وآراء طُرحت أخيراً إلى أن هذه الجهود فشلت في إقناع الجماهير العالمية. ويُعزى الفشل إلى عوامل عدّة، بما في ذلك استخدام مغالطات ومفارقات واضحة، وعدم القدرة على تقديم رواية مقنعة عمّا يحدث على الأرض، وتأثير التكنولوجيا الناشئة التي تتيح للعالم أن يشهد حقائق الصراع، في ظلّ زيادة الاعتماد على «صحافة المواطن».

إضافة إلى ذلك، تشير المقالات إلى أنّ تكتيكات الـ «حاسبارا» كانت غير فعالة إلى حد كبير في مواجهة موجة التضامن العالمي مع غزة.

شكّلت مجزرة «مستشفى المعمداني» نقطة تحوّل كبيرة

هكذا، عمد العدوّ إلى توسيع حربه ضد غزة، عبر توظيف إستراتيجيات مختلفة. على سبيل المثال، أفاد من قوّة منصات التواصل لاستمالة الآراء والتفاعل مع الجماهير في جميع أنحاء العالم وتمرير سرديّته (الأخبار 7/12/2023).

في طليعة هذه الحرب الرقمية الإسرائيلية، سلّط مدير «القسم الرقمي» في «وزارة الخارجية» الإسرائيلية، ديفيد سارانغا، الضوء على الأهمية الإستراتيجية للمجال الرقمي في الحرب الحالية التي يخوضها الكيان العبري.

برأيه، يكمن الهدف الأساسي ليس فقط في «مكافحة المعلومات الخاطئة» لكن أيضاً في الوصول إلى قاعدة جماهيرية منوّعة على مستوى العالم، وإيصال وجهة نظر إسرائيل بشأن الوضع الحالي، وفقاً لما ذكر لـ «جيروزاليم بوست». هكذا، يعمل القسم الرقمي على تشكيل الخطاب وحشد الدعم الدولي، مدركاً أن الفوز في حرب الرأي العام في غاية الأهمية.

القسم الذي يعمل بلغات عدّة، يتعاون مع السفارات الإسرائيلية لمواءمة السردية مع مشاعر السكان المحليين. وشغّلت الوزارة كذلك إعلانات (تحتوي صوراً تثير المشاعر والتعاطف ضد «وحشية» المقاومة تجاه الجنود الصهاينة) على السوشال ميديا شوهدت أكثر من أربع ملايين مرّة. كما أطلقت الوزارة حملة إنفوغرافيك افتراضية لمواجهة خطاب الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، من دون أن ننسى المؤتمرات الصحافية اليومية لمسؤولين عسكريين إسرائيليين يتطرّقون فيها إلى أخبار الجبهة، وقد استحالت مع الوقت مادّة للسخرية والتندّر من الناشطين.

لكنّ كلّ الجهود الإسرائيلية الحثيثة لم تفلح في تخطّي عقبات أساسية متمثّلة في العمل الجبّار الذي تقوم به حسابات تتصدّى بسرعة البرق للدعاية الصهيونية عبر تقديم الحقائق وتبديد أي معلومات مضللة. وفي هذا الإطار، لا بدّ من الإشارة إلى المشهد الإعلامي المتغيّر الذي يهيمن عليه الإعلام البديل وصحافة المواطن، وخصوصاً في ظلّ الظروف غير الإنسانية التي يرزح تحتها القطاع، والرقابة والتضييق الصهيوني المفروض على العمل الصحافي ودخول المراسلين الأجانب، فضلاً عن الاستهداف المتعمّد للعاملين في مهنة المتاعب الذي سجّل حصيلة شهداء غير مسبوقة.

أمام هذا الواقع، يبدو أنّ العدو الذي يجرّ أذيال الخيبة، يحاول حفظ شيء من ماء وجهه عبر شرائه أخيراً مجموعة من الأدوات التكنولوجية التي تعمل ضمن منظومة واحدة (راجع مقال الزميل علي عواد في مكان آخر من الصفحة)، بهدف تضخيم سرديّته على منصات التواصل.

أميركيون يسيطرون على الشبكة الثابتة والإنترنت

شبكة الاتصالات الثابتة والإنترنت ساقطة بالكامل بيد شركة أميركية تُدعى ACUATIVE، أصحابها وأبرز مديريها إسرائيليون. حصل ذلك قبل سبع سنوات، بعد عقدٍ أبرمته وزارة الاتصالات مع الشركة التي حصلت على «داتا» تخوّلها التجسّس على المستخدمين وتحديد عناوينهم. العقد – الفضيحة عاد إلى الأضواء، بعدما شهدت الشبكة أخيراً سلسلة اختراقاتٍ ولّدت شكوكاً كبيرة بأنّ العدو يستخدم هذه الداتا في حربه الاستخباراتية الحالية وعملياته الأمنية في لبنان

يُفترض أن يدعو رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النائب إبراهيم الموسوي أعضاء اللجنة النيابية للاجتماع، بعد غدٍ الأربعاء، لمناقشة مسألة الأمن السيبراني، انطلاقاً من الخروقات التي طاولت أنظمة مطار بيروت ومواقع رسمية أخرى، والاتصالات التي تجريها استخبارات العدو على شبكتَي الهاتف الثابت والخلوي من أرقام لبنانية حقيقية، للحصول على المعلومات أو لتوجيه تهديد. وسيُدعى إلى الاجتماع قادة الأجهزة الأمنية ورئيس هيئة «أوجيرو» عماد كريدية. وعلمت «الأخبار» أن الاجتماع سيركّز على العقد مع ACUATIVE، وأن الموسوي سيطلب من وزير الاتصالات جوني القرم تأمين نسخة من العقد الذي بخضع للسرية حتى الآن.

التركيز على هذا العقد (راجع «الأخبار» الإثنين 9 تموز 2018) نابع من الريبة التي تثيرها تفاصيل إبرامه. ففي عام 2017، وقّع وزير الاتصالات آنذاك جمال الجراح عقداً بالتراضي مع ACUATIVE المتخصّصة في شبكات الخدمات الرقمية، لإجراء تدقيق تقني ميداني في البنية التحتية لشبكة الإنترنت، وإعداد دراسة تحليلية حول تجهيزاتها. الاتفاق لم يُسجّل في الدوائر المختصّة في وزارة الاتصالات، ولا يملك أحد في «أوجيرو» أو الوزارة نسخة عنه. وبموجبه حصلت الشركة على معلومات سرية وخرائط هندسية وكلمات السر وبيانات التشغيل والنظم العملانية والبرمجيات، وهي معلومات تسمح لها بالدخول إلى نظام البريد الإلكتروني الداخلي ومعرفة آليات عمله ومضمونه الصادر والوارد، ومعرفة عناوين وكلمات السر لجميع العلب الهاتفية البريدية الإلكترونية للعاملين في الهيئة. كما حصلت على حقّ الولوج إلى مختلف المعدات والأجهزة التقنية والتجهيزات والحواسيب والمقسمات التقنية العائدة إلى شبكة الإنترنت، وإلى جميع البرمجيات والهندسيات المرتبطة بها، وإخراج جميع المعطيات والمعلومات التي تجمعها أثناء عملها من لبنان وإرسالها إلى مركز التحليل والدراسة العائد إليها في الولايات المتحدة، في وقت لم توقّع الشركة ما يلزمها بالحفاظ على سرية المعلومات.

يومها اعترض موظفون في مديرية المعلوماتية في «أوجيرو» على تسليم «داتا»، وقالوا إنها تعرّض الشبكة لخطر القرصنة، وتكشف أسرارها، وإنّ ما تطلبه الشركة من معلومات لا يحقّ لها الحصول عليه، وإنه ليست هناك مهمّة تحتاج إلى كل هذه التفاصيل. وهو ما يتطابق مع رأي خبراء في الاتصالات، أكّدوا لـ«الأخبار» أنّ «ما تمتلكه الشركة من بيانات، يخوّلها معرفة عناوين المستخدمين، والتجسّس عليهم وتعقّبهم، مستبعدين حاجتها إلى هذا الكمّ من المعلومات التفصيلية لإجراء أي دراسة كانت».

«الأمن السيبراني» أمام لجنة الاتصالات النيابية بعد الخروقات الأخيرة للشبكات من إسرائيل وجهات مجهولة

عام 2019، عقدت لجنة الإعلام والاتصالات جلسات لمناقشة الأمن السيبراني، حضرها ممثلون عن الأجهزة الأمنية وعدد من الوزارات، وشُكّلت لجنة برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، وضعت مجموعة توصيات لم يُنفّذ منها شيء، رغم أن المعطيات الأمنية يومها أكّدت هشاشة الأمن السيبراني وأنّ مستوى الحماية المعمول به متدنٍّ جداً. ومنذ خمس سنوات، طُوي الملف، ولم يُعلن عن نتيجة دراسة ACUATIVE وخُلاصاتها، قبل أن يُعاد فتح النقاش حولها من باب الخروقات الحالية للشبكة، والتي لم تتوصل التحقيقات لغاية اليوم بشأنها إلى نتيجة حاسمة. إلا أن وجود مثل هذا الانكشاف، برأي مختصّين في القطاع، «يفترض أن يشكل نقطة ارتكاز في التحقيقات القائمة».

تجدر الإشارة إلى أن القضاء لم يتحرّك في حينه للتحقيق بشأن تعريض أمن البلد للانكشاف، كما لم يقم مجلس النواب بدوره. وهو أمر أثار الريبة كون أصحاب الشركة والمديرين النافذين فيها، يحملون الجنسية الإسرائيلية، كما لم يؤخذ رأي مكتب مقاطعة إسرائيل في لبنان عن إمكانية التعاون معها.

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدام الشبكة الهاتفية الثابتة في اتصالات تجريها مع مواطنين لبنانيين لأغراض أمنية. وتبيّن أن وحدة أمنية تابعة للاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال تستخدم عملاء لبنانيين، سواء من الذين كانوا في عداد ميليشيات أنطوان لحد، الذين فرّوا الى كيان العدو عقب التحرير عام 2000، أو آخرين يتم تجنيدهم لغرض التواصل مع لبنانيين من مناطق معينة. ويحتاج العدوّ الى متحدّثين بلغة عربية واضحة وبلكنة لبنانية، وحتى بلكنة بعض المناطق في المحادثات التي يجرونها مع مواطنين منتحلين صفة عناصر أمنية أو مراكز دفاع مدني، ويستهدفون جمع معلومات من أشخاص أو منازل. ولم تتمكن الجهات الرسمية من اتخاذ الإجراء التقني الذي يحول دون قدرة العدوّ على استخدام الشبكة الثابتة، علماً أن العدوّ يفضّلها على الشبكة الخلوية التي لا تساعده في مهمته، كونها تبقى أقلّ ثقة من قبل متلقّي الاتصالات.

اللواء:

صحيفة اللواءتصعيد الجنوب: رسائل نارية وفشل الوساطة الألمانية

الخماسية عند بري غداً.. والراعي يعارض ثقافة الموت.. وإضراب الإدارة مع جلسة الزيادات

مع اقتراب نهاية شهر كانون الثاني، تكون الحرب العدوانية الاسرائيلية، على قطاع غزة واستتباعاً عند الحدود الجنوبية، والقرى اللبنانية المنتشرة على طول هذه الحدود، تقترب الحرب من إنهاء شهرها الرابع، في ظل حركة دولية- عربية للتوصل الى هدنة طويلة تقود الى وقف النار، تمهيداً لانهاء الحرب، عبر هدنة الصفقة المرتقبة حول الاسرى، طغت على السطح التهويلات او التهديدات الاسرائيلية عن التحضير لعملية عسكرية واسعة داخل الاراضي اللبنانية، والكشف عن تدريبات ومناورات لجنود لواء غولاني الآتين من غزة الى الحدود الشمالية لهذه الغاية..

كل ذلك، وسط استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على المنازل والحقول والمؤسسات التجارية.

وأرادت، حسب المصادر المعنية، المقاومة بعث رسائل بالنار الى الجيش الاسرائيلي، انه ما ينتظره ليس على نحو ما هو متوقع، وأن ضربات الصواريخ الدقيقة مثال حيّ على ذلك.

وفي اطار المفاوضات لابعاد مخاطر الحرب عن الجنوب، كشف النقاب عن اجتماع عقد بين نائب مدير المخابرات الالمانية الذي اتى الى بيروت في اطار مهمة محددة، ونائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول امكان تحقيق هدنة او وقف لاطلاق النار في الجنوب بمعزل عما يجري في غزة.

وحسب هو معلن، فإن الاجتماع لم يفضِ الى أية نتيجة، وبقي حزب الله على موقفه من انه من غير الوارد لديه البحث بوقف للنار على الجبهة الجنوبية بمعزل عن وقف الحرب في غزة.

اللجنة الخماسية

ووسط متابعة الاجتماعات المتواصلة على مستوى مسؤولي الأجهزة الامنية والدبلوماسية والوسطاء التي تعقد في باريس بهدف التوصل الى صفقة تبادل اسرى جديدة، تعيد الاعتبار للنشاط الدبلوماسي والسياسي لانهاء الحرب، ودخول مفاوضات حول الحلول الممكنة لما بعد الحرب، تتجه الانظار محلياً، الى حراك سفراء اللجنة الخماسية العربية- الدولية، واللقاء المرتقب غداً او ما بعده مع الرئيس نبيه بري للتنسيق ما بين عمل اللجنة الرامي الى التوفيق ما بين القوى السياسية المتباعدة رئاسياً، وايجاد صيغة تكامل بين التحرك الخماسي ومجلس النواب، لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وانهاء الشغور في قصر بعبدا.

الراعي و«ثقافة الموت»

سياسياً، وفي موقف، من شأنه ان يفاقم الانقسام الداخلي العامودي والأفقي حول الحرب في الجنوب فقد نقل الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد رسائل عن اهالي القرى الحدودية جاء فيها: «نعيش ضغوط الحرب النفسيّة وتسحق أعصابنا أهوال الغارات اليوميّة وأصوات القذائف المدويّة. وأطفالنا محرومون من وسائل الترفيه ولا يتلقون تعليماً مدرسيًا منتظمًا إلا عن بُعْد بسبب الإقفال القسري لمدارسنا الذي فرضته الحرب الحالّية. ويتابعون: «بإمكانكم أن تتصوّروا مدى الفشل والفوضى والإخفاق والقلق الذي يترتّب على هذا الواقع المرير، وتداعياته على المستقبل التعليميّ والنفسيّ لأولدنا… ويضيفون: اسمحوا لي اقولها بالفم الملآن- ليس تخليًّا عن القضايا الوطنيّة ولا العربية، بل انطلقًا من صدقي مع ذاتي- أرفض أن أكون وأفراد أسرتي رهائن ودروعا بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة، ولثقافة الموت التي لم تجرّ على بلادنا سوى الإنتصارات الوهميّة والهزائم المخزية.

إضراب الإدارة العامة

حكومياً، يعقد مجلس الوزراء جلسة هذا الاسبوع، بعد الفراغ من مناقشة واقرار الموازنة العامة، للبحث في جدول اعمال متناقل بالبنود، لاسيما البنود المرحَّلة من السنة الماضية، وتتعلق بالزيادات المقترحة على الرواتب والأجور ومعاشات التقاعد.

وعشية الجلسة المتوقعة غداً الثلثاء دعت رابطة موظفي الادارة العامة في لبنان الى الاضراب العام والشامل، مع تنفيذ وقفات احتجاجية تصعيدية امام الادارات العامة، واقفال هذه الادارات، بدءاً من الثلاثاء 30 ك2 (2024) لغاية 9/2/2024 ضمناً، وفي ضوء المستجدات، ليُبنى على الشيء مقتضاه.

صواريخ دقيقة في الميدان

ميدانياً، واصلت المقاومة الاسلامية توجيه الضربات الموجعة لتجمعات العدو ومواقعه وثكناته العسكرية.

فبعد ظهر امس، اعلنت المقاومة عن استهداف «انتشار لجنود العدو الاسرائيلي في ثكنة راميم ومحيطها، وكذلك موقع بركة ريشا وحققت اصابات مباشرة، فضلا عن ثكنة «معاليه غولان» بصواريخ «فلق1».

من جانبها اسرائيل، هاجمت مقاتلات معادية قرى زبقين وحولا. كما شنت مسيَّرات غارات على المنطقة الواقعة بين بلدات راميا وعيتا الشعب والقوزح وأطراف بلدة زبقين، كما استهدف القصف المعادي المنازل وسط الضهيرة الفوقا.

حيان.. على الطريق وفسحة عند الكورنيش

بدءاً من بعد ظهر اليوم، يتأثر لبنان والحوض الشرقي للمتوسط بمنخفض جوي مصحوب بكتل هوائية باردة آتية من تركيا.

وأطلقت الأرصدة الجوية على المنخفض الجديد اسم «حيان (Hayan)»، حاملاً معه امطاراً غزيرة ورياحاً شديدة، وعواصف رعدية.

ومن الممكن ان تلامس الثلوج مستوى دون الـ1000م.

وكان الانفراج النسبي افسح المجال امام المواطنين للخروج من «حبسة الطقس» للتفسح قليلاً، والاستفادة من الشمس المشوبة بالمطر والغيوم، عند كورنيش المنارة.

البناء:

البناءالمنطقة على شفا حرب إقليمية في ضوء الحديث عن احتمال ضربة أميركية لإيران‪

عملية للمقاومة العراقية ضد القوات الأميركية في الأردن: 3 قتلى و34 جريحاً‪

بايدن يتهم جماعات مدعومة من إيران ويعد بالرد انتقاماً… والبنتاغون يحقق

كتب المحرّر السياسيّ

طغت العملية التي نفذتها المقاومة العراقية ضد القوات الأميركية وتداعياتها، على ما عداها من أحداث كبرى على جبهات القتال في غزة وحدود لبنان والبحر الأحمر، فقد أعلنت القيادة الأميركية الوسطى عن تعرّض قواتها في شرق الأردن على الحدود مع سورية لغارة من طائرة مسيّرة انتحارية أدّى انفجارها إلى مقتل 3 جنود أميركيين وجرح 34 آخرين، ولاحقاً أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن العملية، ووضعها في إطار ما سبق وتعهدت به لجهة مواصلة عملياتها ضد القوات الأميركية رداً على مشاركتها في العدوان على غزة، ولحين توقف هذا العدوان من جهة، وطلباً لانسحاب القوات الاميركية من العراق من جهة أخرى. واعتبرت المقاومة العراقية أن كل القوات والمصالح الأميركية في المنطقة هي أهداف مشروعة لعملياتها حتى تحقيق هذين الهدفين المعلنين.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير دفاعه لويد أوستن، أن واشنطن سوف ترد على العملية وأنها سوف تنتقم لدماء جنودها، واتهم بايدن جماعات مدعومة من إيران بالوقوف وراء العملية، بينما قال البنتاغون إنه يستكمل تحقيقاته لمعرفة هوية منفذي العملية.

المنطقة أمضت ليلتها في حال توتر مع الخشية من أن تنجح حكومة بنيامين نتنياهو بتوريط الأميركيين بالمزيد من الانخراط في الحرب الفاشلة التي يخوضها جيش الاحتلال، فيأتي الرد الأميركي على العملية باستهداف مواقع إيرانية، كما قالت بعض التحليلات الأميركية العسكرية.

وقالت مصادر متابعة لأوضاع المنطقة وطبيعة عمل محور المقاومة، إن الرد الأميركي هو الذي سوف يقرّر اتجاه المواجهة، واللجوء الأميركي للتصعيد يعني عدم وجود نية للانسحاب من العراق وسورية، ويعني أن الكلام المعاكس كان لذر الرماد في العيون والخداع، والتفكير بتوجيه ضربة لإيران هو علامة تصعيد كبير قد يجرّ المنطقة الى حرب إقليمية يسعى إليها بنيامين نتنياهو، لدمج حربه الفاشلة بحرب أميركية تضيع فيها هزيمته وتصغر.

عادت اللجنة الخماسية لتشغيل محركاتها الرئاسية من جديد، من خلال حراك سفرائها في بيروت الذين قرروا بعد اجتماعهم في اليرزة الانطلاق في جولة سياسية لبنانية تبدأ برئيس المجلس النيابي نبيه بري الثلاثاء أو الأربعاء ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتشمل كل الأفرقاء السياسيين الأساسيين المعنيين بالاستحقاق الرئاسي.

وتقول أوساط سياسية مطلعة على أجواء النشاط الديبلوماسي الخماسي أن ما يقوم به السفراء يصبّ في إطار حراك ممثلي دولهم تجاه إحداث تقدم ما في سياق المواقف المحلية اللبنانية والنجاح في إيجاد نقاط مشتركة بين المكونات السياسية، خاصة أن هناك اقتناعاً عربياً وغربياً بضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي الذي يستدعي أولاً التركيز على ما يجمع بعيداً من طموحات الأسماء التي يمكن القول إنها أفشلت المبادرة الفرنسية التي أدرك واضعوها أن النجاح لم يُكتب لها لأنها رفضت من القوى المسيحية الأساسية على وجه الخصوص.

وتعتبر الأوساط أن حراك الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين تراجع خطوة إلى الوراء ومرد ذلك أن الوقت لم يحن بعد للوصول لتسوية شاملة من الجنوب إلى الرئاسة وأن كل ذلك سيبقى مؤجلاً إلى حين وقف إطلاق النار في غزة، كما تبلغ من المعنيين اللبنانيين. وتقول الاوساط إن ما يهم دول الخماسية هو إنهاء الفراغ في قصر بعبدا وإعادة الانتظام إلى المؤسسات وتفعيل عمل السلطات.

وتقول مصادر سياسية إن المساعي التي تقوم بها دول الخليج من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو من أجل حماية لبنان وتعزيز الاستقرار فيه وتحصين جبهته خوفاً من أي تطور أمني غير متوقع.
وأشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّه “كم يؤسفنا أن نرى شعبنا في حالة الذل والفقر والتقهقر الاقتصادي، ولا عجب فدولتنا المبتورة الرأس، أصبحت بمقدراتها الكبيرة فريسة الفاسدين المعتدين عليها والعاملين بكل وسعهم على عدم انتخاب رئيس للجمهورية، لكي يخلو لهم الجو، والوقت الطويل لقضم مالها ومؤسساتها وإشاعة حالة من الفوضى تسمح للنافذين تمرير ما هو غير شرعي”.

ميدانياً، استهدفت غارة إسرائيلية حربية أطراف بلدتي مروحين ورامية. ودوت صفارات الإنذار في كريات شمونة في إصبع الجليل عند الحدود اللبنانية الفلسطينية.

كذلك قام العدو الاسرائيلي بتمشيط بلدة كفركلا بالأسلحة الرشاشة، وكان شنّ طيرانه الحربي غارة بالصواريخ استهدفت أطراف بلدة زبقين في منطقة العاصي.
واستهدف القصف المعادي المنازل وسط الضهيرة الفوقا.

كما أغار الطيران المعادي على منزل في حولا من دون وقوع إصابات وعلى أرض زراعية، في حين تعرضت أطراف شيحين وطيرحرفا لقصف مدفعي معاد من عيار 155 ملم، وسط تحليق للطيران الاستطلاعي في الأجواء لا سيما فوق الضهيرة والناقورة والساحل الممتد بين صور والناقورة والقليلة. ودوت صافرات الإنذار في مقر اليونيفيل في الناقورة.

واستهدف القصف المدفعي بلدتي شيحين ويارون، وأشارت المعلومات عن سقوط صاروخ من طائرة حربية معادية في حولا إلا أنه لم ينفجر.

في المقابل، استهدف ‏‏‏‏‏‌‏‌‌‌‏حزب الله انتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في ثكنة راميم ومحيطها بالأسلحة الصاروخية وحقّق فيها إصابات مباشرة. كما استهدف بالصواريخ جنود العدو الإسرائيلي شرقي موقع بركة ريشا وحقق إصابات مباشرة، كما استهدف انتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة هونين بصاروخ بركان، تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في موقع تل شعر بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات.

وشدد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد على أن “المقاومة في لبنان تصدّت للعدو الإسرائيلي وقالت بالواقع العملي وفي الميدان إياك أن تخطئ الحساب وإياك أن تحوّل جنونك من مكانٍ إلى مكان باتجاه لبنان لأن ما ينتظرك فيه هو المقابر”.

وقال: “نحن جاهزون للمواجهة إلى أبعد مدى وإذا رأى العدو حتى الآن جزءاً بسيطاً من بأسنا فنحن جاهزون لأن نريه كل بأسنا”. وأضاف أن “العدو ومن معه يستحضر الخيبة نتيجة فشله في تحقيق أهدافه في غزة ويأتي محاولاً التنمر والتمثيل مهولاً علينا بالحرب الشاملة في لبنان لتحقيق شروطه التي تطمئن المستوطنين في الشمال حتى يعودوا إلى مستوطناتهم”.

وقال: “أن نطمئن أهلنا الذين نزحوا من قراهم أولى عندنا من أن تطمئن مستوطنيك. لن يكون أمن على حساب أمننا ولن يكون هناك تفاهم دولي وإقليمي لا يلحظ استقرارنا وسيادتنا وحقنا في أرضنا وفي التموضع الذي نحن الذين نقرّره ونختاره».

المصدر: صحف