انفوغراف | الذكرى الـ36 لمعركة الشجاعية التي خطّت انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

انفوغراف | الذكرى الـ36 لمعركة الشجاعية التي خطّت انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي

qqZfP

السادس من تشرين الأول/ أكتوبر للعام 1987، كانت فلسطين المحتلة قبل 36 عاماً على موعد مع نقطة تحول كبرى في مسيرة العمل الجهادي، حيث قرر ثُلةٌ من المقاومين الأبطال، من أقمار حركة الجهاد الإسلامي تنفيذ “معركة الشجاعية” لتكون شعلة الانتفاضة الأولى، والإعلان رسمياً عن يوم ولادة حركة الجهاد الإسلامي .

d3zUO

حي الشجاعية، كانت البداية وكان اللقاء الأوّل، حيث التقت مجموعة جهادية فذة من أبطال حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على دوار الشجاعية وهم (محمد الجمل ، سامي الشيخ خليل ، زهدي قريقع، أحمد حلس) وكان قد سبقهم مصباح الصوري شهيداً قبل ذلك بأيام ، وجهاً لوجه مع جنود العدو ورجال مخابراته، واشتبكوا معهم بعد شهور من الملاحقة والمطاردة التي أثخنت الاحتلال وعملائه.

فارتقى الشهداء إلى علياء المجد مسطرين أروع آيات العز والفخار. فتوزع دمهم على جداول وأنهار فلسطين معلنا بدء فيضان وطوفان الثورة المباركة، وليتفجّر بعدها بأيام قليلة بركان الانتفاضة الأولى عام 1987م.

وتُعتبر معركة الشجاعية، شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى “انتفاضة الحجارة”، ومفجرة الثورة العسكرية الإسلامية ضد الاحتلال.

المحرّر خالد الجعيدي ورفيق درب شهداء معركة الشجاعية في الأسر، قال: “إن معركة الشجاعية البطولية تعتبر من العمليات النوعية في تلك المرحلة الهامة في تاريخ قضيتنا الفلسطينية، والتي كانت بداية للانتفاضة الأولى»، مؤكداً أن هذه المعركة استطاعت بهمّة أبطالها أن تكسر نظرية الأمن الصهيوني؛ بعد عملية الهروب الكبير لهؤلاء الأبطال من سجون الاحتلال.

وأضاف الجعيدي إن “تلك الكوكبة من الشهداء الذين كان شعارهم في تلك الفترة “الله والجنة” هم أبطال بحق، ونحن عايشناهم في السجون وخارجها، هم شباب ربَّانيون، متميزون بانتمائهم ودينهم وأخلاقهم وحبِّهم لفلسطين”،لافتاً إلى أن ما كان يميزهم أنهم كانوا يتحلون بالانتماء الحقيقي للفكرة، وكان الشعار لديهم هو أن الموت في سبيل الله أسمى الأمنيات، ولذلك أكرمهم الله بنجاح المعركة ونعمة الشهادة.

البداية من هنا

البداية كانت عندما رسم أقمار الجهاد خطة للهروب من سجن السرايا المركزي بمدينة غزة الذي كان تابعاً لقوات الاحتلال في حينه أثناء احتلالها لقطاع غزة، حيث استعد المجاهدون الأبطال للقاء الله عز وجل فكانوا رهباناً بالليل، لِحاهم تقطر دموعاً من خشية الله وطمعاً في الشهادة والجنة.

كانت ليلة عيد لليهود تقام فيه الحفلات يتخللها الشرب والسُكر، وبعد القيام في ليلة كثيفة الضباب قرَّر المجاهدون الهروب، وقاموا بفتح ثغرة بإحدى نوافذ حمام السجن، وقفزوا منها واحداً واحداً على سطح الطابق الأول لورشة تقف فيها سيارات لضباط الاحتلال، وقفزوا منه إلى الأرض، وقطعوا المسافة جرياً حتى الكافتيريا التي كان يتناول فيها الجنود الصهاينة طعامهم، إلى أن وصلوا إلى سور الكافتيريا وقفزوا فوقه بعد أن مرُّوا من أمام ضباط الاحتلال دون أن يروهم حيث كان لطف الله ورعايته يحفُّانهم حتى تمكنوا من الهرب.

بعد أن تمكن هؤلاء الأبطال من الهرب وطعن أمن الاحتلال في مقتل؛ حاول العدو بشكل مستميت وباستخدام كافة الأساليب الوصول إليهم لما يشكلونه من خطر كبير على أمن الاحتلال بعد تنفيذهم لأخطر العمليات العسكرية والنوعية .

موعد مع الشهادة

اجتمع هؤلاء الأبطال وأخذوا عهداً على أن يعلموا العدو الصهيوني دروساً في المقاومة والثبات، وتعاهدوا على الجهاد والقتل في سبيل الله، ومضوا بخطا واثقة نحو الجنة في طريقهم لتنفيذ عملية استشهادية، فتصدت لهم قوة صهيونية خاصة في منطقة الشجاعية في الـ 6 من تشرين الأول/ أكتوبر ودار حينها اشتباك عنيف بين المجاهدين وقوات الاحتلال؛ ما أدى إلى مقتل ضابط مخابرات صهيوني يدعى “فيكتور أرجوان” وإصابة آخرين.

وبعد أن أصابت رصاصات العدو أجسادهم الطاهرة ابتسموا وكبَّروا بأعلى صوتهم معلنين عهدهم فرحين بوعد الله، فأطلقوا مزيداً من رصاصاتهم نحو جنود الاحتلال، إلى أن قبَّلت دماؤهم أرض فلسطين الزكيّة، وأشعلوا شموعهم وأضاء نورهم الطريق للملايين، لتكون دماؤهم مرحلة جديدة من الجهاد والنضال.

المصدر: وكالة فلسطين اليوم