في بروكسل… حول النازحين والحصار – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

في بروكسل… حول النازحين والحصار

مؤتمر بروكسل
احمد شعيتو

يظهر مجددا ان سياسة الدول الغربية بالضغط والحظر ضد سوريا والاستغلال السياسي لأزمة النازحين وعرقلة عودتهم هي سياسة متواصلة حالياً.. خلال مؤتمر بروكسل بعنوان “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” برزت مواقف اوروبية تناقض المناخات العربية الايجابية تجاه سوريا، ومواقف تدلّ أن تسهيل عودة النازحين الى بلدهم ليست السياسة الاوروبية في هذه المرحلة.

فالمؤتمر -وإن عُقد تحت لافتة دعم الشعب السوري- ، حمل تعنتاً في سياسة الحصار الغربي على سوريا وشعبها من اجل المزيد من الضغوط على دمشق، واستمرار استغلال وتوظيف ورقة اللاجئين، رغم تحقق الامن في معظم الاراضي السورية وانتهاء الحرب عليها ورغم ما يحمله تواجد النازحين بأعداد ضخمة من عبء على الدول المضيفة لا سيما تلك التي تعاني ازمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة مثل لبنان.

وقد اكد وزير خارجية الإتحاد الأوروبي جوزف بوريل إن الاتحاد الأوروبي لن يقيم علاقات دبلوماسية مع دمشق وسيُبقي على “عقوباته” ولن يدعم عودة السوريين إلى بلدهم ما لم تكن “طوعية” وآمنة وخاضعة لمراقبة مجموعات دولية. وقال “لم تتغير سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا ولن نقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع النظام السوري ولن نبدأ العمل على إعادة إعمار البلاد حتى يكون هناك انتقال سياسي، وهو أمر لم يحصل حتى الآن”.

جوزيب بوريل

أما مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غير بيدرسون فقال خلال المؤتمر “نحن عند منعطف” بشأن سوريا لكن “أسباب النزاع وعواقبه لم يتمّ تناولها بشكل كامل بعد”.

مطالب الدول المضيفة

بالمقابل اكدت الدول المستضيفة للنازحين السوريين خلال المؤتمر على ضرورة العمل لحل ازمة النازحين وعودتهم موضحة ما يتركه النازحون من اعباء. وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب أن “أزمة النازحين اليوم تُؤثر على الوضع السياسي في البلد ما يُهدّد النموذج اللبناني، والنزوح السوري يُؤثّر على الاقتصاد والبيئة، ووفق البنك الدولي لبنان يتكبّد قرابة الـ5 مليار دولار سنوياً نتيجة استضافة النازحين. العودة حق للسوريين، ونطالب الشركاء الدوليين بالعمل معنا لإعادة النهوض ومساعدة لبنان بما يصبّ في مصلحة الشعبين اللبناني والسوري، إذ إن هناك خطرا من توترات بين اللبنانيين والنازحين السوريين وارتفاع العنف، بسبب الأزمة والصراع للحصول على وظائف”.


وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية ترد على الاتحاد الاوروبي

وزير الشؤون الاجتماعية في لبنان هكتور حجار اطلق ردا قويا على مواقف بوريل التي ظهرت في بروكسل وقال حجار “بنبرة متعالية، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مجددا خلال “مؤتمر دعم سوريا والمنطقة” في بروكسل أن الاتحاد الأوروبي لن يختار مسار التطبيع مع النظام السوري وبالتالي عودة النازحين السوريين إلى بلدهم غير ممكنة حاليا، كما وعد الدول المضيفة بدعم مادي”.

حجار

اضاف ” لا بدّ بالتذكير بأن الحلّ السياسي المنتظر للقضية الفلسطينية مضى عليه ٧٥ عاما ولا يزال الفلسطينيون مشتّتين فى كل أصقاع الارض. سيدي الكريم، لقد إستقبل لبنان النازحين السوريين برحابة صدر وتحمّل وزرهم أكثر من 12 عاماً وهم يشكّلون أكثر من ٣٠% من السكان في لبنان”.

تابع حجار “نحن نحترم خياركم الإنساني وعملنا على أساسه خلال السنوات ال 12 المنصرمة ولكن نتيجته لم تكن جيّدة لا على النازحين السوريين ولا على المجتمع اللبناني المضيف لهم. أما بالنسبة لخياركم السياسي، لقد أثبت فشله منذ 12 عاماً، ولكن نحن مستعدون لدعمهإذا ما قررتم إستقبال حوالي 7 ملايين نازح سوري في أوروبا، على أن تعيدونهم إلى بلدهم عند بلورة حلّ سياسي واضح للأزمة السورية ومقبول بحسب مقاييسكم”!.

560 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المضيفة

في هذا الوقت تعهّد الاتحاد الأوروبي بتخصيص 560 مليون يورو (600 مليون دولار) لمساعدة الدول المجاورة لسوريا على تحمل تكاليف استضافة اللاجئين السوريين.
ووصف 3 مسؤولين في الأمم المتحدة الاحتياجات في سوريا بأنها ضخمة، وقالوا إن عُشر التمويل المطلوب فقط هو الذي تم تأمينه حتى الآن لمشروعات عام 2023 لمساعدة السوريين في الداخل، والنازحين منهم في المنطقة.

وجاء ذلك في بيان مشترك لكل من مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر.

وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 14 مليون سوري فروا من منازلهم منذ 2011، ولا يزال نحو 6.8 ملايين من النازحين داخل سوريا التي يعيش فيها كل السكان تقريبا تحت خط الفقر. ويعيش نحو 5.5 ملايين لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.