الكيان المؤقت وقطاع غزة : فشل صهيوني و تصعيد تحت السيطرة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الكيان المؤقت وقطاع غزة : فشل صهيوني و تصعيد تحت السيطرة

تصعيد
علي علاء الدين

 

خاض الكيان المؤقت مساء الثلاثاء، جولة جديدة من تبادل إطلاق النار “الموزون” مع قطاع غزة، وذلك بعد استشهاد الشيخ الأسير خضر عدنان، أحد مسؤولي حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، إثر قيامه بإضراب عن الطعام استمر 87 يوماً. وواكب المسؤولون الصهاينة  الأمر بإجراءات عديدة، حيث عقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، جلسات تقدير وضع بمشاركة كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين.

 

موضوع ذات صلة

بالفيديو: المقاومة الفلسطينية ترد على استشهاد الاسير خضر عدنان برشقات صاروخية

 

أبدى وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي امتعاضهم من أداء الحكومة الحالية، فرأوا أنّها تواصل سياسة الحكومة السابقة – الاستيعاب. كما دعوا إلى ترميم الردع وجعل “غزة تهتز”.

وعلى المستوى العسكري– الأمني، صدرت أيضاً تصريحات عالية النبرة بأنّ الجيش الصهيوني سيردّ وسيعمل بصورة حازمة من أجل إعادة الهدوء. ومع ذلك أشار مسؤولون إلى أنّه ينبغي الردّ بـ”صورة موزونة” لا توصل إلى عملية عسكرية واسعة.

 

اجتماع

 

مواقف المستوى الرسمي

واكب المسؤولون الصهاينة  تطوّر الأحداث الأمنية على جبهة قطاع غزة بإجراءات عديدة، حيث عقد رئيس الحكومة ، بنيامين نتنياهو، مساء أمس، جلسة تقدير وضع في قاعدة غليلوت في تل أبيب، بحضور وزير الأمن، رئيس الأركان، رئيس مجلس الأمن القومي، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش (أمان)، نائب رئيس الشاباك، المستشار العسكري لرئيس الحكومة، قائد المنطقة الجنوبية في الجيش ، رئيس شعبة العمليات في الجيش ، ورئيس لواء الأبحاث في “أمان”. وأفادت تقارير عبرية أنّ وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، لم تتمّ دعوته إلى الجلسة، على الرغم من أنّه المسؤول عن متابعة قضية خضر عدنان، كون مصلحة السجون تابعة لأمرته.

موضوع ذات صلة

الكيان المؤقت | هل ستطيح الجولة الاخير في غزة بحكومة نتنياهو

 

وكان وزير الأمن يوآف غالانت قد عقد أيضاً جلسة تقدير وضع مع رئيس الأركان بعد إطلاق الصواريخ من القطاع، وقال بعدها إنّ “كلّ من يحاول المسّ بمواطني إسرائيل، سيندم”.

وفيما أفادت تقارير عبرية أنّ مصر تولّت مهمة نقل رسائل بين الكيان وحركة الجهاد الإسلامي، من أجل البحث في إمكانية تسليم جثمان الشهيد خضر عدنان، مقابل عدم حصول تصعيد، أكّد مسؤول رفيع المستوى أنّه لم يَجرِ أيّ نقاش في المستوى السياسي أو وسط كبار مسؤولي المؤسّسة الأمنية والعسكرية، خلال الليلة الماضية، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 

 القبة الحديدية

 

فعالية القبة الحديدة

أُثيرت في الكيان المؤقت تساؤلات حول مدى فعالية القبة الحديدية، التي اعترضت 4 صواريخ من أصل 22 صاروخاً (26 بحسب تقارير أخرى) في الصلية الأولى التي أُطلقت من قطاع غزة. إذ على الرغم من أنّ المتحدّث باسم الجيش الصهيوني قال إنّ المنظومات كشفت 16 صاروخاً موجّهاً نحو مناطق مفتوحة، فلم يتمّ إطلاق صواريخ اعتراضية نحوها، إلا أنّ تقارير إسرائيلية تساءلت عن سبب سقوط صواريخ في موقف بناء، ووسط شارع بين منزلين.

وأفادت التقارير أنّه سيجري تحقيق داخل الجيش بشأن أداء القبة الحديدية، لاسيّما أنّ إطلاق الصواريخ حصل في وقت كانت فيه كلّ المنظومة مستنفرة. وأضافت تقارير أنّ 4 صواريخ سقطت في مناطق مبنيّة كان يفترض أن يتمّ اعتراضها.

 

 

قدّم عدد من الخبراء الصهاينة تقديرات تتعلّق بالجولة الأخيرة لإطلاق النار المتبادل بين الكيان وقطاع غزّة، فرأى اللواء احتياط يعقوب عميدرور أنّ الإضراب عن الطعام ليس طريقاً للبدء بيوم قتالي، داعياً لتوجيه ضربة قويّة إلى قطاع غزة، ليفهموا أنّ ما يقومون به له ثمن باهظ. وحذّر عميدرور من أنّ ما يحصل هو “تغيير في المعادلة”.

 

صواريخ فلسطينيية

 

بدوره، أشار المتحدث السابق باسم الجيش الصهيوني، العميد احتياط رونين منليس، إلى أنّه “بمعان كثيرة، الكيان وقع في كمين استراتيجي”، فهي نفّذت هجوماً صغيراً جداً في قطاع غزة من أجل إنهاء الحدث، وتلقّت في وضح النهار قصفاً عنيفاً منسقاً مع حركة حماس. وأضاف منليس أنّ هذا الأمر لم يحصل منذ وقت طويل، وهو يفرض على الكيان تنفيذ رد مغاير لما فعله. ووصف منليس ما جرى بالحادث الاستثنائي، وأشار إلى أنّ “إستراتيجية إسرائيل في السنتين الأخيرتين للفصل بين حماس والجهاد الإسلامي وصلت اليوم إلى دفنها، وهي فشلت في السابق، والآن أيضاً”.

 

وعلى المستوى الإعلامي، رأى مُعلّقون أنّ إسرائيل عادت إلى المعضلة المعروفة، كيف ترد على القصف من غزة من دون الانجرار إلى تصعيد؟ وأشاروا إلى أنّ حصول رد مهم إزاء غزة لم يكن أمراً مطلوباً فحسب، بل كان فرصة أُهدرت لترميم الردع الذي تضرّر. وحذّر مُعلّقون من أنّ أيّ مواجهة عسكرية مستقبلاً ستكون متعدّدة الساحات.