التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق

جرمانا

ارتفعت حصيلة القتلى جرّاء التصعيد المسلح بين قوات من وزارتي الدفاع والداخلية، إلى جانب عناصر رديفة من جهة، ومسلحين محليين من أبناء الطائفة الدرزية من جهة أخرى، في صحنايا وجرمانا ومناطق أخرى جنوب سوريا في محافظة السويداء، خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلى 74 شخصاً من الجانبين.

وبحسب المصادر، انتشرت وحدات من وزارة الدفاع داخل البلدة بحثاً عن مطلوبين ومصادرة للأسلحة، بعد أن أُغلقت جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى منطقة أشرفية صحنايا، بدءاً من منطقة المعامل وحتى أوتستراد درعا ومحيط موقف الطيارة.

ويأتي الإعلان عن هذه الحصيلة في وقت يسود فيه هدوء نسبي في المناطق التي شهدت مواجهات خلال الأيام الماضية.

وتوصل محافظو ريف دمشق عامر الشيخ، والسويداء مصطفى البكور، والقنيطرة أحمد الدالاتي، وعدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية، إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية.

وقال محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، خلال كلمته في الاجتماع: “نحن على مسافة واحدة من جميع أبناء سوريا، والحفاظ على الأمن مسؤولية الجميع”، مؤكدًا في الوقت ذاته عدم التسامح أو التهاون مع أي إساءة للمقدسات الدينية، وعلى رأسها النبي الكريم (ص).

وأشار الشيخ إلى أن مجموعات خارجة عن القانون تسللت إلى الأراضي الزراعية في منطقة أشرفية صحنايا، واستهدفت التحركات المدنية والأمنية، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين ومن عناصر الأمن العام.

وأفادت إدارة العمليات العسكرية السورية، يوم الأربعاء، بأن اشتباكات عنيفة دارت بين أبناء العشائر والدروز على طريق دمشق–السويداء، قرب قرية “بُراق”. وأوضحت أن الاشتباكات اندلعت إثر محاولة مجموعات من الدروز العبور إلى منطقة صحنايا التي تشهد توترًا واشتباكات.

من جهته، أعلن مسؤول أمني في منطقة الكسوة قرب دمشق عن إغلاق طريق دمشق–درعا، وطريق دمشق–السويداء، بسبب وجود مجموعات مسلحة خارجة عن القانون في أشرفية صحنايا.

وشهدت بلدة أشرفية صحنايا، ذات الغالبية الدرزية في ريف دمشق، اشتباكات مسلحة عنيفة بين مقاتلين دروز ومسلحين موالين للحكومة، أسفرت عن مقتل 11 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات، وفقًا لبيان رسمي صادر عن وزارة الصحة السورية.

وتأتي هذه المواجهات في سياق تصاعد التوترات الطائفية التي اندلعت مؤخرًا في منطقة جرمانا المجاورة.

وذكرت مصادر محلية أن مجموعات مسلحة تابعة لوزارة الدفاع السورية حاولت اقتحام البلدة ليل الثلاثاء–الأربعاء، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع مقاتلي “حركة رجال الكرامة”، الذين تصدوا للهجوم مستخدمين الأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط ضحايا من الجانبين، من بينهم الشيخ وجدي الحاج علي، أحد الكوادر البارزين في الحركة.

واتهم مصدر أمني سوري مجموعات من أشرفية صحنايا بمهاجمة حاجز أمني وإطلاق النار على مدنيين، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين. في المقابل، نفت مصادر درزية محلية هذه الرواية، مؤكدة أن الاشتباكات جاءت ردًا على محاولة قوات الأمن السيطرة على البلدة.

وفي تطور مفاجئ، أعلن الكيان الإسرائيلي تنفيذ ضربة جوية استهدفت ما وصفته بـ”مجموعات متطرفة” كانت تخطط لمهاجمة الدروز في المنطقة. وقال بيان مشترك لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس إن “إسرائيل لن تسمح بتهديد الطائفة الدرزية”.

وترجع جذور الأزمة إلى اشتباكات اندلعت في جرمانا عقب تداول تسجيل صوتي منسوب لشيخ درزي يتضمن إساءة للنبي محمد (ص)، وهو ما نفاه الشيخ المعني واصفًا التسجيل بـ”المفبرك”. وقد أسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل 14 شخصًا قبل أن تمتد إلى أشرفية صحنايا.

ومع استمرار الاشتباكات وتدخل أطراف إقليمية، يحذّر مراقبون من تحول الأزمة إلى مواجهة طائفية أوسع، لا سيما بعد ورود تقارير عن استهداف مناطق درزية أخرى، من بينها قرية “الدور” في ريف السويداء.

في غضون ذلك، شنّ الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء، غارات على منطقة أشرفية صحنايا، ما تسبب في موجة نزوح للأهالي. وذكرت وسائل إعلام محلية وقوع عدد من الإصابات جراء تلك الغارات.

وفي السياق ذاته، أوضحت مديرية الأمن العام في ريف دمشق أن عملياتها “تهدف إلى ضبط الأمن والاستقرار وتأمين حياة المدنيين”، مضيفة أن “القوات تواصل ملاحقة العصابات الخارجة عن القانون في أشرفية صحنايا”.

المصدر: مواقع