كيان العدو | الليكود يتراجع : لن يتم الوفاء بالاتفاقات – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

كيان العدو | الليكود يتراجع : لن يتم الوفاء بالاتفاقات

حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو
علي علاء الدين و ابراهيم عبدالله

مكالمة هاتفية شغلت الساحة الداخلية الصهيونية مظهرة حجم الخلافات الداخلية في الكيان الصهيوني ، مع اقتراب موعد عرض حكومة بنيامين نتنياهو على الكنيست لنيلها الثقة، يوم الخميس المقبل، مع ما تحمله في جعبتها من تعديلات قانونية حسّاسة تطال قضايا الدين والمجتمع في الكيان، ومن بينها الجيش الصهيوني

توتر بين كوخافي ونتنياهو
المكالمة الهاتفية التي أجراها رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الصهيوني، أفيف كوخافي، مع رئيس الحكومة الجديد، بنيامين نتنياهو كانت متوترة بحسب ما أشارت القناة 13 الصهيونية ، وسُمع فيها “صراخ” كوخافي، الذي حذَّر من أن “التغييرات المتفق عليها (في الاتفاقات الائتلافية) تقوِّض التراتبية القيادية في الجيش، وتقوِّض سلطة قائد القيادة الوسطى ومسؤولية الجيش الاسرائيلي في مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) … كما ستضر بمكانة إسرائيل الدولية” و نقلت تقارير صهيونية عن مصدر مطّلع قوله إنّ كوخافي هو الذي بادر إلى إجراء المكالمة الهاتفية، حيث أعرب لنتنياهو عن قلقه العميق من التطاول على الجيش الصهيوني ومن المسّ بعناصره وأضافت التقارير أنّ كوخافي كان يقصد بصورة أساسية مسألتي تعيين منسّق أنشطة الحكومة في المناطق (الفلسطينية المحتلّة)؛ وصلاحيات بن غفير على سرايا حرس الحدود في الضفة الغربية.

نتنياهو وكوخافي
وطلب كوخافي أيضاً من نتنياهو، وفقاً لتقارير، الحصول على توضيحات تتعلّق بصلاحيات أُخذت من الجيش الصهيوني، وأُعطيت لرئيس حزب قوّة يهودية إيتمار بن غفير؛ ورئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئل سموتريتش. كما طلب كوخافي أيضاً الحصول على تصريح علني من نتنياهو حول هذا الموضوع.

وبعد الإعلان عن المكالمة، أفادت تقارير صهيونية أنّ نتنياهو ألمح لكوخافي أنّ “ليس كلّ ما وُقِّع في الإتفاقات الإئتلافية سيُطبّق”. الأمر الذي كان عضو الكنيست من الليكود، دافيد بيتان، قد أشار إليه علانية، قبل الإعلان عن المكالمة الهاتفية، حيث قال: “لن يتمّ الوفاء بجميع الإتفاقات، ومن ضمنها مسألة أراضي يهودا والسامرة (الضفة الغربية)”، مضيفاً بأنّ “سموتريتش ليس قادراً على تغيير الوضع بشأن البناء في المستوطنات”.

رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش
رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش

وهاجم سموتريتش كوخافي في تغريدة له في موقع تويتر، وقال إنّ كوخافي يُدخِل “التسييس الصارخ” إلى الجيش الصهيوني، لافتاً إلى أنّ من يريد الحفاظ على الجيش موحداً كجيش للشعب، خارج السياسة، عليه أن يسنّ “قانون تبريد” لـ 10 سنوات على الأقل لرؤساء الأركان، قبل انخراطهم بالعمل السياسي. وردّ وزير الأمن بني غانتس على سموتريتش، ورأى أنّ رئيس الأركان ليس جندياً مبتدأ، لافتاً إلى أنّ “محاولة تهديده هي أمر مقلق وخطير”.

اعلاميا
حظي الإعلان عن المكالمة التي جرت بين كوخافي ونتنياهو يوم الخميس الماضي، باهتمام كبير في وسائل الإعلام الصهيونية، فكانت عنواناً أوّلاً في نشرات الأخبار الرئيسة ، وفي عناوين الصحف وفي هذا الإطار، قال مُعلّقون إنّ المكالمة لم تكن للتهدئة، بل كانت إستثنائية، بعد أن بادر إليها كوخافي، ورسم خلالها خطاً أحمراً واضحاً أمام نتنياهو.

محللون صهاينة
محللون صهاينة (صورة من الارشيف)

وأشار مُعلّقون إلى أنّه في الجيش الصهيوني يوجد مصطلح شائع بين الجنود الذي يوشكون على إنهاء خدمتهم هو “أسَك”، ومعناه أنّ الجندي الذي يقترب موعد تسريحه، يتصرّف بصورة مختلفة، و”يسمح لنفسه بإرخاء الحزام والإستراحة”. إلا أنّ كوخافي، الذي لم يتبقّ له إلا ثلاثة أسابيع فقط كي يتسرّح، لا يوجد عنده “أسك”، وهو قرّر أن لا يسكت بعد أن رأى بن غفير وسموتريتش يحاولان، خطوة تلو أخرى، أخذ أجزاءٍ من الجيش الذي يرأسه ومن المفترض أن ينقله إلى خلفه عمّا قريب.

ولفت مُعلّقون إلى أنّ التعديلات المطروح إدخالها على الجيش الصهيوني، ستقوّض السلسلة القيادية في الجيش ، فالتنازلات التي يقدمها نتنياهو لسموتريتش وبن غفير ستلحق الضرر في أداء الجيش في المناطق (الفلسطينية المحتلة).

وخلص مُعلّقون إلى أنّ خطوة كوخافي مقابل نتنياهو ليست مضرّة له، في حال أراد الدخول إلى الساحة السياسية بعد انتهاء فترة التجميد الملزمة له. إذ ستكون “جزءً من إرثه، وما سيذكرونه من آخر ولايته، حقيقة أنّه لم يخشَ من الوقوف أمام نتنياهو”.

اخيرا فان الخوف من تداعيات الحكومة الجديدة لا يقتصر فقط على الجيش الصهيوني والذي اعتبر ان نتنياهو يقوض صلاحياته بشكل كبير بل وصل أيضا الى الجهاز القضائي حيث دعا قادة عسكريون سابقون الى الدفاع عن الجهاز القضائي في الكيان وبحسب موقع والا العبري الالكتروني فان أن 1197 من أفراد الأطقم الجوية والقادة الذين خدموا في القوات الجوية وجَّهوا رسالة إلى كبار أعضاء الجهاز القضائي من رئيسة المحكمة العليا، إيستر حيوت، والمستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارة، والمستشارة القانونية للكنيست ، أعربوا فيها عن دعمهم لهم، وحذروا من تدمير الديمقراطية في الكيان الصهيوني على أيدي الحكومة الجديدة معتبرين ان القضاء هو خط الدفاع الاخير بوجه تدمير الديمقراطية .

المصدر: موقع المنار