الجمعة   
   18 07 2025   
   22 محرم 1447   
   بيروت 07:42

عدوان صهيوني على دمشق والاشتباكات متواصلة في السويداء

شن سلاح الجو الصهيوني هجوماً على العاصمة السورية دمشق، بعد أن توعد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس الحكومة السورية برفع مستوى الردود إذا «لم يتم استيعاب الرسالة»، وسحب القوات السورية من السويداء.

وأعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارة على بوابة الدخول إلى مجمع الأركان العامة التابع للنظام السوري في دمشق، مشيراً إلى «مواصلة متابعة التطورات ضد المدنيين الدروز بجنوب سوريا وشن هجمات بناء على توجيهات سياسية».

وأفادت وسائل إعلام سورية بأن سلسلة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية على دمشق وسط تحليق لطائرات الإستطلاع الإسرائيلية في أجواء المنطقة، فيما كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت معلومات حول احتمال إطلاق صواريخ نحو هضبة الجولان على خلفية الأحداث في سوريا.

وفي حصيلة أولية، اكدت وزارة الصحةالسورية استشهاد شخص وإصابة 18 جراء الغارات .

وتواصلت لليوم الرابع على التوالي، المواجهات العنيفة في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بين قوات الجيش السوري والأمن الداخلي من جهة، ومجموعات محلية درزية من جهة أخرى، وذلك في ظلّ تصاعد ملحوظ في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة.

بالتزامن، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أن الجيش دفع بسريتين إضافيتين إلى الحدود مع سوريا، في تعزيزات تأتي بعد إرسال سرية مماثلة يوم الثلاثاء.

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، عن تنفيذ غارة جوية استهدفت مجمع هيئة الأركان العامة للجيش السوري، معتبراً أنها “رسالة موجهة للنظام بشأن أحداث السويداء”، حسب تعبيره.

وفي بيان رسمي، قال جيش الاحتلال إنه “يواصل متابعة الأوضاع في الجنوب السوري، لا سيما في المناطق ذات الغالبية الدرزية”، مشيرًا إلى أنه “يتعامل مع المستجدات وفق تقديرات أمنية وسياسية، ويُبقي قواته في حالة تأهب تحسبًا لأي تطورات محتملة”.

تحذيرات أممية من انهيار الخدمات ونداء لخفض التصعيد

على الصعيد الإنساني، حذّرت تقارير أممية من انهيار وشيك للخدمات الأساسية في محافظة السويداء، حيث تشهد المستشفيات ضغطًا هائلًا، وتعاني شبكات الكهرباء والمياه والتعليم من تعطّل واسع. وأعلنت الأمم المتحدة أن نائبة المبعوث الخاص، نجاة رشدي، موجودة في سوريا، وتدعو إلى خفض التصعيد وفتح قنوات الحوار بين جميع الأطراف المعنية.

ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ما لا يقل عن 169 شخصًا، وإصابة أكثر من 200 آخرين في محافظة السويداء، منذ اندلاع الاشتباكات يوم الأحد الماضي. وأكدت الشبكة أن الحصيلة تشمل مدنيين، من بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى أفراد من الطواقم الطبية.

من جهتها، أدانت الدولة السورية الانتهاكات والتجاوزات التي طالت أهالي السويداء، مؤكدة التزامها بمحاسبة كل من يثبت تورطه. وفي بيان رسمي، قالت إنّها “تابعت باهتمام بالغ الانتهاكات المؤسفة التي طالت بعض المناطق في محافظة السويداء مؤخرًا”، مضيفة أن “هذه الأفعال الإجرامية وغير القانونية، لا يمكن القبول بها تحت أي ظرف، وتتعارض مع المبادئ التي تقوم عليها الدولة السورية”.

اقتحامات حدودية من الجولان المحتل باتجاه سوريا

في تطور ميداني موازٍ، اقتحم مئات الدروز في الجولان السوري المحتل، صباح الأربعاء، الحدود مع سوريا، استجابة لدعوات أطلقتها مشيخة عقل الطائفة الدرزية، عقب تصاعد حدة الاشتباكات بين الفصائل الدرزية المحلية وقوات الحكومة السورية في السويداء.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مئات من أبناء الطائفة الدرزية تجاوزوا الحدود باتجاه سوريا، ما استدعى تدخلًا عاجلًا من جيش الاحتلال، الذي أرسل قوات من “حرس الحدود” لتأمين المنطقة.

وتجمّع المئات من أبناء الجولان عند السياج الحدودي، وشوهدت مركبات تنقل عددًا منهم إلى داخل الأراضي السورية، فيما أعلن جيش الاحتلال أنه يعمل على إعادتهم.

كما أعلن عن رصده محاولات تسلل لعشرات السوريين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي السياق ذاته، عزّز جيش الاحتلال، يوم الأربعاء، انتشاره على الحدود السورية، بإضافة سريتين عسكريتين ليصبح العدد الإجمالي ثلاث سرايا، وذلك تحسّبًا لاقتحام جماعي محتمل من قبل دروز الجولان.

ووفق ما نقلته إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر عسكرية، فقد جرى نشر سريتين إضافيتين، إحداهما من حرس الحدود والأخرى من لواء غولاني، إلى جانب السرية المتمركزة مسبقًا، معززة بقوات من الشرطة العسكرية.

وفي اليوم السابق، تمكنت قوات الاحتلال من إعادة عشرات الدروز الذين اجتازوا الحدود نحو سوريا.

المرصد: ارتفاع حصيلة القتلى إلى 248 في السويداء

أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، يوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة القتلى جراء الاشتباكات العنيفة في محافظة السويداء إلى 248 قتيلًا منذ اندلاع المواجهات يوم الأحد.

وتوزّعت الحصيلة كما يلي: 64 مقاتلًا درزيًا، 28 مدنيًا بينهم 21 قُتلوا “بإعدامات ميدانية على يد عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية”، بالإضافة إلى 138 عنصرًا من وزارتي الدفاع والأمن العام، و18 مقاتلًا من البدو.

واندلعت الاشتباكات على خلفية حادثة خطف بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنة، ما أدّى إلى تصعيد ميداني كبير. ووفق ما أفاد المرصد وسكان محليون، فقد تدخلت القوات الحكومية لاحقًا إلى جانب البدو ضد المسلحين الدروز، في محاولة لفضّ الاشتباكات، وانتشرت في مدينة السويداء يوم الثلاثاء.

وأفادت شهادات من السكان وشبكات إخبارية محلية بوقوع عمليات إعدام ميدانية طالت مدنيين، إلى جانب أعمال حرق ونهب لمنازل ومتاجر في المدينة ومحيطها.

وشهدت مدينة السويداء، صباح الأربعاء، قصفًا متقطعًا واشتباكات عنيفة، حيث أفاد المرصد السوري بسقوط قذائف مدفعية وقذائف هاون بشكل مكثف منذ ساعات الفجر، في حين تحدثت شبكة “السويداء 24” عن استهداف عنيف للأحياء والمناطق المحيطة.

وزارة الدفاع: المجموعات الخارجة عن القانون خرقت اتفاق التهدئة

من جهتها، اتهمت وزارة الدفاع السورية ما سمّتها “مجموعات خارجة عن القانون” بمهاجمة قواتها داخل المدينة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع أن “قوات الجيش تتابع الرد على مصادر النيران داخل المدينة”، داعية الأهالي إلى “الالتزام بمنازلهم”.

تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي بعد أقل من شهرين على اندلاع مواجهات مماثلة قرب العاصمة دمشق، بين فصائل درزية وقوات الأمن السوري، والتي أسفرت عن مقتل 119 شخصًا، وتوسعت تداعياتها لاحقًا لتطال محافظة السويداء.

المصدر: مواقع