السبت   
   28 06 2025   
   2 محرم 1447   
   بيروت 23:11

غزة | واشنطن تشيع “أجواء تفاؤلية” عن قرب إبرام اتفاق وقف إطلاق نار

بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة قد يتم التوصل إليه الأسبوع المقبل، قالت هيئة البث في كيان العدو إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “عقد جلسة أمنية مصغرة لمناقشة قضية الحرب في غزة وجهود استعادة المحتجزين”، حسب تعبير الهيئة، ومن المتوقع أن يعقد نتنياهو جلسة إضافية اليوم السبت.

وأضافت الهيئة نقلاً عن مصادر مطلعة أن “ضغوطاً من الوسطاء تمارس للدفع نحو مفاوضات غير مباشرة بين “إسرائيل” وحماس في المستقبل القريب”.

ونقلت عن مصدر صهيوني قوله إن “”إسرائيل” مستعدة للمفاوضات غير المباشرة، لكن يجب أن تكون في إطار مقترح ويتكوف”، حسب قوله.

وفي السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن “الخلاف بين “إسرائيل” وحماس ما زال يتعلق بمسألة وقف الحرب”.

يأتي ذلك في وقت أظهر فيه استطلاع لصحيفة معاريف أن 59% من الصهاينة يؤيدون إنهاء حرب غزة والتوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى مقابل وقف القتال والانسحاب، مقابل 34% يؤيدون استمرار القتال مفترضين أن الضغط العسكري سيؤدي لعودة الأسرى.

وأعرب 48% من الصهاينة عن اعتقادهم أن استمرار الحرب في غزة خلفه أسباب سياسية، فيما يرى 37% أن استمرار الحرب يأتي لاعتبارات أمنية.

هذا وذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لإقناع نتنياهو بالموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث نقلت مجلة نيوزويك عن مصدر مطلع على المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، أن التوصل لاتفاق في القطاع “ممكن جداً”، وأن ترامب “يبذل قصارى جهده لإقناع الإسرائيليين بأن الوقت مناسب الآن بعد أن انتهوا من قضية إيران”، حسب تعبير المجلة.

وأوضح المصدر أن ترامب “غير مهتم بهدنة مؤقتة ويسعى إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة ووقف دائم لإطلاق النار”.

زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى واشنطن

وبحسب إعلام العدو، تهدف زيارة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو المقررة الشهر المقبل إلى الولايات المتحدة الأميركية إلى “تطبيع العلاقات مع سوريا وإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس”، وفقا لما أوردت القناة 12 الإسرائيلية.

وبحسب القناة نفسها، فإنه “ثمة تفاؤل حذر لدى واشنطن بشأن صفقة تطبيع شاملة وتوسيع نطاق “اتفاقيات أبراهام”، إلى جانب التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة”.

وفي الجانب الإسرائيلي، وبحسب القناة “هناك إدراك بأن مفتاح توسيع اتفاقيات التطبيع لن يتحقق إلا من خلال الالتزام أمام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإنهاء الحرب على غزة، إذ أن هناك إمكانية لتوسيع محدود في “اتفاقيات أبراهام” والتوصل إلى اتفاق مع سورية فقط، لكن نتنياهو مهتم بصفقة شاملة تضم أيضا السعودية ولبنان وإندونيسيا وماليزيا”، حسب زعم إعلام العدو.

ومن جانبه، يفضل مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، “اتفاقا شاملا يشمل صفقة تبادل أسرى وتوسيع اتفاقات التطبيع، ومن المتوقع أن يضغط على قطر أيضا بعد صياغة مقترح الاتفاق”، حسبما أفادت القناة 12 الإسرائيلية.

يأتي ذلك فيما تنتظر عائلات أسرى صهاينة رداً من إدارة ترامب بشأن إمكانية لقائه الأسبوع المقبل، التي على حد تعبيرها “ترامب هو من يستطيع الضغط على الوسطاء وحماس، وكذلك على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى صفقة شاملة، رغم معارضة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير”.

وفي الأثناء، تلقت عائلات أسرى صهاينة رسائل من مسؤولين أميركيين، مفادها بأنهم” يسعون إلى اتفاق بشكل أوسع يتضمن صفقة شاملة وإنهاء الحرب على غزة”.

ترامب: اتفاق بغضون الأسبوع المقبل

وكان ترامب قد قال في تصريحات صحفية بالبيت الأبيض أمس الجمعة “غالباً ما أسأل عن غزة وقد تحدثت مع بعض الأشخاص المنخرطين في الملف.. هناك وضع مروع في غزة ونعتقد أنه بغضون الأسبوع المقبل سيتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار”.

تأتي توقعات ترامب في وقت لم تظهر فيه أي مؤشرات على تحقيق تقدم في المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال. وقال متحدث باسم مكتب المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إنه ليس لديهم أي معلومات للكشف عنها سوى تصريحات ترامب.

وكان ويتكوف قد ساعد مستشاري الرئيس السابق جو بايدن في التوصل إلى اتفاق بوساطة قطرية ومصرية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح محتجزين قبل أن يتولى ترامب منصبه بفترة وجيزة في يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الاتفاق انهار في مارس/آذار بعد تنصل العدو ورفضه استكمال المراحل المتفق عليها.

ويشنّ كيان الاحتلال حرب إبادة في غزة بدعم أميركي، خلفت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ،معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ودمار واسع وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

الخارجية القطرية: نرى فرصة للتوصل إلى “هدنة في غزة”

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن “الوسطاء يتواصلون مع “إسرائيل” وحركة حماس، للاستفادة من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل هذا الأسبوع، من أجل الدفع باتجاه هدنة في قطاع غزة”، حسب قوله.

وقال الأنصاري، في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” إنه “إذا لم نستغل هذه الفرصة وهذا الزخم، فستكون فرصة ضائعة من بين فرص كثيرة أُتيحت في الماضي القريب. لا نريد أن نشهد ذلك مرة أخرى”.

وقال الأنصاري، في إشارة إلى الهدنة السابقة التي شهدت إطلاق سراح عشرات الرهائن من الأسرى الصهاينة لدى حماس، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال الإسرائيلي “لقد رأينا الضغط الأميركي، وما يمكن أن يُحققه”، حسب تعبيره.

وأكد “نعمل عن كثب لضمان ممارسة المجتمع الدولي ككل، وخصوصًا الولايات المتحدة، الضغط المناسب، لضمان جلوس الطرفين حول طاولة المفاوضات”.

المصدر: مواقع إخبارية