أدان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم الذي استهدف مدينة كلوقي في ولاية جنوب كردفان، والذي نفذته قوات الدعم السريع، وأسفر عن عشرات القتلى من المدنيين، معظمهم أطفال.
وقالت مفوضة إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي حاجة لحبيب إن ما جرى في كلوقي “يمثل جريمة حرب واضحة”، مشددة على أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية محظور تمامًا بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأضافت لحبيب أن “العنف المفرط ضد السكان يتطلب مساءلة عاجلة”، داعية أطراف النزاع إلى احترام التزاماتها القانونية وحماية المدنيين.
أفاد مدير محلية كلوقي بأن ضحايا القصف ارتفعوا إلى 80 قتيلاً، بينهم 46 طفلاً، وسط استمرار المعارك وتحذيرات أممية من تدهور الوضع الإنساني.
وأوضحت وزارة الخارجية السودانية أن الهجوم تضمن قصف روضة أطفال ومستشفى ريفي بصواريخ من طائرة مسيرة، وتابعت القوات القصف أثناء محاولة الأهالي إنقاذ المصابين، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 80 قتيلاً و38 جريحاً، ووصفته الوزارة بأنه “سابقة لم يعرف العالم لها مثيلا”.
ذكرت شبكة أطباء السودان أن قوات الدعم السريع تحتجز أكثر من 100 أسرة في ظروف بالغة الخطورة، بينهم أطفال ونساء حوامل، مع تعرض بعض النساء للضرب والإهانة، معتبرة أن ذلك يمثل “خرقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني”.
وحذر المدير الإقليمي لمفوضية اللاجئين في شرق وجنوب أفريقيا، مامادو ديان بالدي، من استمرار الحصار وتأثيره على آلاف المدنيين، مشيراً إلى حاجة المفوضية إلى “موارد عاجلة وإمكانية وصول آمن إلى المحتاجين”.
قال فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن المفوضية وثقت منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول “مقتل 269 مدنياً على الأقل بسبب الغارات الجوية والقصف والإعدامات الميدانية في شمال كردفان”، مؤكداً أن هذه الانتهاكات تمثل “تكرارًا لسيناريو الفظائع التي شهدتها الفاشر”.
وتشهد ولايات كردفان الثلاث معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في وقت يسيطر فيه الأخير على معظم ولايات دارفور، بينما يحافظ الجيش على سيطرته على الولايات الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم، وسط تحذيرات من نزوح واسع جديد بعد أن تسبب النزاع منذ أبريل 2023 بمقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.
المصدر: وكالة الأناضول
