الثلاثاء   
   24 06 2025   
   28 ذو الحجة 1446   
   بيروت 15:02

العميد جوني لموقع المنار : إيران ردّت اعتبارها..وأمسكت بزمام المبادرة

رأى العميد الركن المتقاعد حسن جوني أن” الردّ الإيراني على الضربة الأميركية الأخيرة جاء متماثلًا في الشكل والمضمون، بل حتى في عدد المقذوفات، حيث استُخدمت ست قنابل أميركية مقابل ستة صواريخ إيرانية، في إشارة واضحة إلى أن إيران لا تبحث عن التصعيد، بل عن تثبيت معادلة ردع متوازنة”.

وقال جوني في تصريح لموقع المنار إن: “الطرفان لا يريدان التصعيد. إيران أرادت ردّ الاعتبار بعد العدوان، وأميركا بدورها أعلنت أنها ضربت وانتهى الأمر. ما نشهده حاليًا هو استراتيجيات خروج من الحرب، خصوصًا أن الشرق الأوسط لا يحتمل صراعًا طويل الأمد، وبشكل خاص الكيان الإسرائيلي”.

وشرح العميد جوني أن إيران قادرة على تحمّل الاستنزاف أكثر من “إسرائيل”، لعدة أسباب، أبرزها قدرة الشعب الإيراني على الصبر والتحمّل، مقارنة بما وصفه بـ”هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية”، إلى جانب الفارق الجغرافي الهائل بين الطرفين، والذي يمنح إيران هامشًا أوسع في الحركة والتمركز.

وأضاف: “بينما تحتاج الطائرات الأميركية والإسرائيلية إلى مسارات طويلة للتزود بالوقود وتنفيذ العمليات، يستطيع الإيراني الضغط على زر إطلاق الصاروخ، ويصل الهدف… هذه المعادلة تفرض واقعًا مختلفًا في كلفة الاستنزاف”.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، مساء امس، عن تنفيذ عملية صاروخية نوعية استهدفت قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، في إطار عملية أُطلق عليها اسم “بشائر الفتح”، جاءت بتوجيه مباشر من المجلس الأعلى للأمن القومي وتحت إشراف مقر “خاتم الأنبياء (ص)”.

وجاء في البيان العسكري الصادر عن القوات المسلحة الإيرانية، أن الهجوم نُفذ تحت الشعار المقدس: “يا أبا عبد الله الحسين (ع)”، تأكيدًا على الطابع العقائدي والدفاعي للرد الإيراني، ووفاءً لدماء الشهداء ومواقف الشعب المقاوم.

وأضاف البيان أن قاعدة العديد المستهدفة تُعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في غرب آسيا، وتضم القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية، وهي ما وصفه البيان بـ”أهم أصول الجيش الإرهابي الأمريكي” في المنطقة.

وأكدت القوات المسلحة أن هذه الضربة تمثل رسالة واضحة إلى واشنطن وحلفائها، بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تسمح مطلقًا بأي مساس بسيادتها الوطنية أو أمنها القومي، وأن كل اعتداء سيُقابل برد أعنف، مشددة على أن “عهد الضرب والفرار قد انتهى إلى غير رجعة”.

واتهم البيان الإدارة الأمريكية بأنها تنفذ أجندة صهيونية خبيثة، معتبرًا أن الاعتداءات الأمريكية امتداد مباشر للمخططات الصهيونية، مضيفًا أن القواعد الأمريكية في المنطقة لم تعد مصدر قوة، بل أصبحت نقاط ضعف مكشوفة وكعب أخيل للنظام الأمريكي العدواني.

وفي سياق الحديث عن فاعلية الضربات الإيرانية على “إسرائيل”، أوضح جوني أن إيران تنفّذ مناورة صاروخية مدروسة وفعّالة، أظهرت نتائج ملموسة منذ بداية الرد. فبحسب المعطيات الميدانية، أكثر من 60% من الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافها بدقة، ما يُعد فشلًا للمنظومات الدفاعية الإسرائيلية رغم إعلانها حالة الاستنفار القصوى.

وأشار إلى أن تنويع الصواريخ الإيرانية المستخدمة، بين طرازات مثل “خيبر شكن”، و”عماد”، و”قدر”، ساهم في إرباك منظومات الدفاع الإسرائيلية، التي تواجه صعوبة في تحليل مسارات الصواريخ المختلفة وتوقيت اعتراضها، نظرًا لاختلاف سرعتها ورؤوسها الحربية وآليات تشغيلها.

وأكد جوني أن” هذا التنوع لم يقتصر على الأنواع الصاروخية فقط، بل شمل أيضًا تنوع الأهداف، بحيث استُخدمت بعض الصواريخ لضرب أهداف حساسة بدقة عالية، مثل محطات الكهرباء والمنشآت الحيوية، فيما وُجّه بعضها نحو مناطق لا تتطلب دقة شديدة”.

ويرى جوني أن إيران تعتمد استراتيجية استنزاف ذكية تقوم على ضربات متواصلة ومنسقة، بهدف إدخال العدو الإسرائيلي في حالة إنهاك طويلة الأمد، مشددًا على أن هذه الضربات ليست فقط عسكرية، بل تؤثّر بشكل كبير على الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي تتفاعل بقلق كبير مع تصاعد الضربات وتعقيداتها.

وختم بالقول: “المشهد يميل إلى الخروج من هذه الحرب، أو على الأقل إلى تثبيت قواعد اشتباك جديدة، وقدرة إيران على ضبط الإيقاع حتى الآن تُشير إلى أنها تُمسك جيدًا بزمام المبادرة”.

المصدر: موقع المنار

محمد علوش