الأربعاء   
   03 09 2025   
   10 ربيع الأول 1447   
   بيروت 22:53

جلسة فكرية لمناقشة كتاب «المواطنة»: السيادة قوام الانتماء الوطني

نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت جلسة فكرية نقاشية بعنوان «السيادة قوام المواطنة»، خصصت لقراءة كتاب «المواطنة: تحدي النظرية والتطبيق – لبنان نموذجاً» لمؤلفه الدكتور بلال اللقيس، بمشاركة نخبة من الشخصيات السياسية والإعلامية والفكرية، وذلك في قاعة ملتقى بجريدة السفير في بيروت.

طرحت المداخلات مقاربات معمقة حول مفهوم المواطنة في لبنان وعلاقته بالتنوع والهوية والسيادة، مع ربط هذه النقاشات بالتحديات الإقليمية، ولا سيما الأوضاع التي يواجهها الفلسطينيون في غزة. كما تم التطرق إلى إشكالية المواطنة اللبنانية باعتبارها أساس السيادة والهوية، في وقت يشهد فيه لبنان أزمات سياسية واجتماعية متفاقمة، مع ربط بعض المشاركين هذه الإشكالية بالصراع الإقليمي والدولي على المنطقة، ما جعل النقاش أكثر حساسية وعمقاً.

قدّم الجلسة الدكتور علي قصير، الذي رأى أن النقاش بين المفكرين والسياسيين والإعلاميين كشف أن لبنان لم يبلغ بعد مرتبة المواطنة الحقيقية، وأنه يعيش بين خدعة المواطنة وتوظيفها لمصالح داخلية أو خارجية.

وأكد الصحفي غسان جواد أن لبنان يمثل التنوع والتعدد، وأن أي مساس بأي مكوّن يُعدّ افتئاتاً على الهوية اللبنانية الجامعة، كما أشار إلى ضرورة مواجهة المشروع الصهيوني كأداة استعمارية ضد شعوب المنطقة، ورأى أن صمود محور المقاومة بقيادة إيران ضرورة لحماية الهوية والانتماء.

بدورها، رأت نقيبة المرئي والمسموع في لبنان، رندلي جبور، أن لبنان يعيش في أحسن الأحوال خدعة المواطنة، وفي أسوأها تجارة تُستثمر لمصلحة العصبيات أو الأطراف الخارجية، وهو ما يتفق مع توصيف الباحث السياسي والمؤلف الدكتور بلال اللقيس لأزمة المواطنة اللبنانية.

من جهته، اعتبر أمين سر الحزب الديمقراطي اللبناني، نزار زاكي، أن المواطنة ليست شعاراً عاطفياً، بل مشروعاً سياسياً وأخلاقياً وإنسانياً متكاملاً، بينما تطرق المستشار الثقافي الإيراني في لبنان، السيد كميل باقر، إلى إشكالية الجمع بين المواطنة والانتماء الوطني من جهة، وولاية الفقيه كأرضية عقائدية وسياسية من جهة أخرى، موضحاً أن ولاية الفقيه ليست مشروعاً إيرانياً أو قومياً فارسياً أو مذهبياً، بل مشروع حضاري إنساني يقدم حلولاً واقعية لبناء عالم أفضل، ولا يتعارض مع الانتماءات الوطنية أو الهويات المحلية، بل يعززها.

وأكد صاحب الكتاب، الدكتور بلال اللقيس، أن الانتماء الديني يعزز الانتماء الوطني ولا يتعارض معه، داعياً إلى ترشيد الواقع اللبناني بدلاً من نقضه بالكامل، مشدداً على أن السيادة هي الركيزة الأساسية للمواطنة، وأن المواطنة والسيادة ليستا مجرد هوية شكلية، بل فعل مقاومة ووجود.

واختتمت الجلسة بمداولات مستفيضة من الباحثين والمشاركين وأصحاب الرأي، مع التركيز على تعزيز مفهوم المواطنة والسيادة في لبنان.

المصدر: موقع المنار