الصحافة اليوم 09-07-2016: ايرلوت في لبنان لاختبار فرص التفاهم – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 09-07-2016: ايرلوت في لبنان لاختبار فرص التفاهم

الصحف المحلية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 09-07-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت لبيروت الاثنين والثلاثاء المقبلين..

السفير
إبراهيم لـ«السفير»: وثائق آمنة.. ويصعب تزويرها
جواز السفر «البيومتري» بيد اللبنانيين قبل نهاية تمّوز

جريدة السفيروتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “بعد أكثر من 18 عاماً على بدء العمل بجوازات السّفر «البيومتريّة» عالمياً، والتي كانت ماليزيا السباقة في إطلاقها في آذار 1998، لن يمر شهر تموز الحالي، الا ويكون لبنان واللبنانيون على موعد مع «الباسبورات» الالكترونيّة وبمواصفات أمنيّة عالية جدا.

ووفق المعلومات التي توافرت لـ «السفير»، فان جواز السفر «البيومتري» سيكون بيد مقدّمي الطلبات قبل نهاية هذا الشهر، وذلك بعد أن أجرت المديرية العامة للأمن العام اختبارات بينها الحصول على نسخ تجريبيّة، منذ مطلع تموز الحالي، ترافقت مع الانتهاء من الخطوات التنفيذيّة بالنسبة لاستصدار الجوازات «البيومتريّة» التي سيتمّ تصنيعها وتجميعها في مصانع ومطابع خارجيّة متخصّصة في مجال الأوراق والمستندات الأمنيّة، وعلم أنه تمّ استلام الدّفعة الأولى التي شملت مليون جواز سفر «بيومتري».

هذا الانجاز النوعي للأمن العام يحمل بصمات وزير الدّاخلية نهاد المشنوق الذي لم يكن وعده كمن سبقه الى الوزارة، بل كان شريكا في القرار والاسراع في انجاز دفتر الشروط بسرعة قياسية وصولا الى «خطف» حصة الأمن العام من هبة المليار دولار السعودية التي قرر السعوديون استردادها، بعدما كان الأمن العام قد «فاز» بحصته منها، لمصلحة جواز السفر «البيومتري».

ومن المؤكد أن عمليّة إنجاز هذه الجوازات وطباعتها ستتخذ طابعا مركزيّا وتحديداً في مركز إصدار الوثائق «البيومتريّة» الذي تمّ استحداثه لهذه الغاية في المديرية العامة للأمن العام في بيروت وهو مركز «يتمتّع بمواصفات أمنيّة عالية، على أن يتمّ تسليم الجوازات في مكان تقديم الطلب» حسب المعنيين في الأمن العام.

أمّا الإنجاز الثاني فهو مباشرة الأمن العام بإصدار وثائق سفر «بيومتريّة» للاجئين الفلسطينيين وجوازات مرور «بيومتريّة» أيضاً لفئة قيد الدّرس ومكتومي القيد، ناهيك عن جوازات «بيومترية» خاصة (للديبلوماسيين وغيرهم).

وإذا كان لبنان بخطوته هذه يتماشى مع توصيات المنظمة العالمية للطيران المدني لضمان الاعتراف الدولي بجوازات سفره، إلا أنّ الأمن العام يحاول في الوقت نفسه ألّا يكبّد اللبنانيين رسوماً وأعباء إضافيّة، ما يعني بقاء جوازات السفر الحاليّة (غير «البيومتريّة») صالحة للاستعمال إلى حين انتهاء صلاحيّتها وحتى بعد إطلاق مشروع الجوازات الجديدة.

لكنّ، ووفقا للضباط المعنيين، يمكن لأي مواطن أن يختار إذا كان يريد إبدال جواز سفره من الأنموذج الحالي بجواز «بيومتري» بعد أن يدفع رسم الاستحصال على الجواز الجديد.

وسيبقى العمل بالرسوم نفسها التي كان معمولاً بها لاستصدار الجواز القديم (60 ألف ليرة لمدّة سنة و300 ألف لمدّة خمس سنوات)، على أن تكون مهلة إنجازه مماثلة لمهلة إنجاز الجوازات القديمة (3 إلى 4 أيّام)، مع إمكان الاستحصال على واحدٍ فوريّ بواسطة دائرة العلاقات العامّة حيث يستوفى عنه بدل رسم إضافي (حوالي 100 ألف ليرة لبنانية).

وكما الأمر بالنسبة للمهل والرسوم، فإنّ الوثائق المطلوبة لن تتغيّر عن تلك التي كانت معتمدة سابقاً (طلب جواز سفر، هويّة أو إخراج قيد فرديّ، صوة شمسيّة ملونّة غير مسحوبة عن صورة سابقة، وجواز سفر قديم في حال الإبدال)، مع فارق وحيد هو إلزاميّة التقاط صورة الوجه لصاحب الجواز وبصمات أصابع اليد العشرة الكترونياً مباشرةً في مراكز الأمن العام الإقليميّة. أما عمليّة سحب جوازات السّفر الحاليّة، فستتم تدريجياً ووفق خطّة زمنيّة تحدد لاحقاً، لا سيّما في ما خصّ اللبنانيين المقيمين في الخارج والذين سيستمرّ منحهم جوازات سفر من الأنموذج الحالي (القديم) إلى حين الانتهاء من تأمين التجهيزات والبرامج اللازمة للسفارات والبعثات اللبنانيّة في الخارج.

وهذا ما يشير إلى سبب الإبقاء على صلاحيّة تأشيرات الدّخول إلى الدول (حتى تنتهي صلاحيّتها) بغض النّظر عن جواز السّفر الذي تمّ منح التأشيرة على أساسه، مّا يعني عدم تأثير إصدار الجوازات الجديدة بأي شكل من الأشكال على التأشيرات الممنوحة للبنانيّين المقيمين أو المغتربين الذين ستبقى أيضاً جوازاتهم صالحة دون الحاجة لإبدالها.

ويسمح الحصول على الجوازات «البيومترية» للبنانيين بالاستفادة من مميّزات تقنيّة متطوّرة ومجرّبة ومعتمدة من قبل معظم الدّول، ومن تسهيلات للاستحصال على تأشيرات دخول في الدول التي تعتمد جواز السفر نفسه، كما ان الأشخاص حاملي جوازات السّفر «البيومتريّة» يحظون بتسهيلات هامّة في مطارات دولهم، وأحياناً في المطارات الأجنبيّة (بحسب الأنظمة المعتمدة فيها)، لجهة سرعة إنجاز إجراءات التفتيش والعبور وإمكان الاستفادة من بوابات العبور الالكترونيّة (e – gates).

والأهمّ من ذلك، «أنّ الدوّل بدأت بتقديم تسهيلات أكبر بما خصّ التأشيرات والهجرة إذا كانت جوازات السّفر تحتوي على التعرّف على الهويّة بالاستدلال البيولوجيّ وفقاً لمواصفات منظّمة «الإيكاو»، وفق المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم.

أمّا في الشكل، فان تصميم الجواز الجديد جاء مستمدّاً من تاريخ لبنان ومعالمه السياحيّة من مختلف المناطق اللبنانيّة، مع اعتماد تدرّجات ألوان تعطيه جماليّة خاصّة مع أشكال فنيّة حديثة، ورسوم تجريديّة بطريقة عصريّة لأبرز أهمّ المعالم السياحيّة، على حد تعبير الضباط المعنيين.

إبراهيم: لمكافحة التزوير
وبرغم أن مشروع جوازات السفر «البيومتريّة» قد أقرّ في مجلس الوزراء خلال العام 2014، إلا أن وضعه على سكّة التنفيذ لم يكن سهلاً على المديريّة العامّة للأمن العام. فهي، وبعد أن أمّنت ميزانيّة «البيومتري» من الهبة السعوديّة التي بلغت مليار دولار، عملت على وضع دفتر الشّروط الفنيّة للمشروع وتلزيمه، وصولاً إلى ربط كافّة مراكز الأمن العام الإقليميّة بالمقر المركزيّ.

هكذا، سيكون من الصعب تزوير جوازات السّفر الجديدة، خصوصا بعد إلقاء القبض في السنوات الأخيرة على العديد من شبكات تزوير جوازات السفر القديمة، على اعتبار أنّ هذا الجواز يمثّل الطريقة الوحيدة التي تربط وثيقة السّفر بحاملها حتّى أن عمليّات التزوير اذا حصلت سيكون من السهل كشفها، كما يكشف اللواء إبراهيم لـ «السفير»، مشيرا إلى أنّ المديريّة اعتمدت تقنيّات مجرّبة وموثوقة ويمكن التّعويل عليها لتحديد الهويّة.

ويتضمّن الجواز «البيومتري» عناصر أمنيّة لمكافحة التزوير غير متوفّرة في جوازات السّفر العاديّة وتحديداً التخزين الآمن والمشفّر للمعلومات المتعلّقة بحامله على الرقاقة الالكترونيّة مع وجود إمكانيّة للتأكّد أنّه صادر فعلاً عن بلد الإصدار (Authenticity) وإمكانيّة التأكّد أن المعلومات المخزّنة على الرقاقة هي صحيحة ولم يتمّ التلاعب بها أو تغييرها بطريقة غير مصّرح بها (Integrity).

ومن المقرر أن يطبق الأمن العام البرامج المطلوبة عالمياً من خلال تقنيّة التعرّف على الوجه (الاستدلال البيولوجيّ الأوّلي) القابل للتشغيل والمتبادل عالمياً، ثمّ الوسيلة الثانويّة، أي بصمات الإصبع.

وبالنسبة للواء إبراهيم، فإنّه من إيجابيّات هذه الجوازات، «استدراك وقوع الحوادث المخلّة بالأمن، لا سيّما منها المرتكبة من قبل المسافرين المشبوهين الدّاخلين إلى غير دولهم أو المقيمين في غير دولهم»، لافتاً الانتباه إلى أنّ «الأسماء والألقاب ليست كافية لضمان أنّ حامل وثيقة السّفر هو الشخص نفسه الذي تمّ إصدار تلك الوثيقة له. وبالتالي، فإنّ الطّريقة الوحيدة التي تربط الأشخاص بصورة غير قابلة للنّقض بوثائق سفرهم هي تضمين هذه الوثائق السّمات البيولوجيّة لأصحابها بطريقة آمنة غير قابلة للعبث أو التلاعب واعتماد الاستدلال البيولوجي في جوازات السّفر لتعزيز إثبات الهويّة».

وفي المحصلة، يعوّل الأمن العام على فعاليّة هذه الجوازات التي لم تسجّل مشاكل أساسيّة تذكر منذ وضعها في التّداول عالمياً لتلامس عتبة الـ450 مليون جواز «بيومتري». وقد خضعت الجوازات «البيومتريّة» اللبنانيّة لكافّة الاختبارات والتجارب المعتمدة عالمياً بشأن متانتها وموثوقيّتها وديمومتها، وبالتالي ضمان حسن الصلاحية لمدّة 10 سنوات على الأقلّ ضمن ظروف الاستعمال الطبيعي للجواز، مع تجنّب تعمّد ثنيها أو لويها أو تعريضها لدرجات حرارة أو رطوبة عالية، كونها تحتوي على رقاقة الكترونيّة.

ما هو جواز السفر البيومتري؟
جواز السّفر البيومتري أو «e- passport» هو جواز سفر مقروء آلياً ومعزّز الكترونياً بالقدرة على التعرّف على الهويّة بواسطة الاستدلال البيولوجي، والمقصود بذلك استخدام التقنيّات البيومتريّة رقاقة الكترونيّة لا تلامسيّة (Contactless Chip) تستعمل كوسيط لتخزين البيانات الشخصيّة لحامل جواز السّفر الكترونياً على الجواز، بما في ذلك صورة الوجه وبصمات الأصابع، مع الإشارة هنا إلى أن عمليّة تخزين المعلومات على الرقاقة الالكترونيّة تتمّ بطريقة آمنة ومشفّرة ومحميّة من أي تغيير غير مصرّح به، بالإضافة إلى تضمّنه عناصر أمنيّة لمكافحة التزوير غير متوفّرة في جوازات السفر العاديّة.
النهار
الأمم المتحدة قلقة من “اضمحلال” المؤسّسات
ايرولت ينقل انفتاحاً إقليمياً على تسوية داخلية

صحيفة النهاروتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول “اذا كان الجمود السياسي الداخلي طبع الأسبوع الجاري باستثناء تركيز بعض الأضواء على تحرك لافت قام به رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون في عيد الفطر وأدرجته الأوساط المراقبة في اطار السباق الرئاسي، فإن الاسبوع المقبل مرشح لخرق هذا الجمود انطلاقاً من مجموعة محطات ديبلوماسية وداخلية تبدأ بزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت لبيروت الاثنين والثلثاء المقبلين. وعلى تفاوت التقديرات اللبنانية التي تسبق زيارة ايرولت التي ستتميز بالمروحة الواسعة من اللقاءات التي سيعقدها مع ممثلي جميع القوى الداخلية فإن التحرك الفرنسي لا يبدو منفرداً في ابراز القلق المتصاعد حيال لبنان وازمته السياسية – الرئاسية، اذ سبقت هذه الزيارة أمس الاحاطة التي قدمتها المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ الى مجلس الأمن في جلسة مغلقة في نيويورك والتي اتسمت بأهمية لجهة عرض الواقع اللبناني عموماً وتناولها تداعيات الازمة السياسية خصوصاً.

وأفاد مراسل “النهار” في نيويورك علي بردى ان كاغ طلبت من مجلس الامن تقديم مزيد من الدعم الى الجيش اللبناني باعتباره “ضرورة لا ترفاً”، لافتة الى ان الهجمات الارهابية على بلدة القاع هي “مثال على السياق الامني المقلق” في البلاد. وصرحت كاغ لـ”النهار” بان رسالتها الأساسية تعبر عن “القلق من هشاشة لبنان و(امكانات) زعزعة استقراره”، لكنها تحدّثت عن “احترام كبير لدور الجيش اللبناني وكل الأجهزة والعمل النموذجي الذي تقوم به”. واذ أكدت انها طلبت مزيداً من الدعم للجيش، أبدت “قلقها من اضمحلال مؤسسات الدولة واختلال وظيفتها وعدم قدرتها على اتخاذ القرار”، داعية الى “تسوية سياسية” من طريق “التنبه لأهمية اجراء انتخابات عامة في الوقت المناسب ولكن بالتأكيد قبل أيار من السنة المقبلة”.

وجددت دعوتها الى احترام تنفيذ القرار 1701، طالبة عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان في الخريف المقبل وأبرزت خصوصاً “أهمية ان يعمل المجتمع الدولي مع ايران والسعودية تحديدا للمساعدة على حل الخلافات السياسية” في لبنان.

ايرولت
أما في ما يتعلق بزيارة ايرولت لبيروت، فأوضح مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان مهمة وزير الخارجية الفرنسي ستتركز على التحذير من مغبة استمرار ازمة الفراغ المؤسساتي وتداعياتها الاقتصادية والمالية وسط تزايد أعداد اللاجئين السوريين وارتدادات الوضع الاقليمي على الوضع الأمني في لبنان. وستكون الأزمة السياسية البند الأول في محادثات الوزير مع اللاعبين السياسيين والاقتصاديين، اذ سيطلب وضع حد للازمة المؤسساتية والإفادة من المناخ الاقليمي الجديد بعد التقارب الروسي – التركي – الاسرائيلي لسد الفراغ الرئاسي. ومع ان ايرولت لا يحمل مبادرة أو أفكاراً محددة لحل الأزمة، فإن ثمة تعويلاً فرنسياً على قدرة باريس على الكلام مع جميع الأطراف في الداخل والخارج. ومن المقرر ان يجتمع رئيس الديبلوماسية الفرنسية مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء تمّام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل والمسؤولين السياسيين بمن فيهم المرشحان الرئاسيان العماد عون والنائب سليمان فرنجية.

وفي ظل المحادثات التي أجراها ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مع المسؤولين الفرنسيين أخيراً،أشارت مصادر ديبلوماسية فرنسية الى ان الطرفين لا يعارضان حصول تسوية سياسية في لبنان، كما ان ظريف تحدثت مع ايرولت عن انفتاح ايراني للتوصل الى اتفاق سياسي لبناني ينهي الأزمة المؤسساتية. وقال ايرولت خلال محادثاته مع الطرفين انه لا ينبغي ان ننتظر نهاية النزاع في سوريا لوضع حد للأزمة اللبنانية. كما سيكون للوزير الفرنسي لقاء مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للبحث في الشأن الاقتصادي والمالي، علماً ان باريس ترى ان الأزمة الاقتصادية باتت أكثر اثارة للقلق.

وعلمت “النهار” من مصادر وزارية في بيروت ان مدير مركز الأزمات الفرنسي سفير فرنسا السابق في لبنان باتريس باؤلي الموجود في لبنان حالياً بحث مع المعنيين في عدد من المشاريع التي تهدف الى الانماء المتوازن بين مجمل المناطق اللبنانية والمجتمعات المضيفة للاجئين السوريين واللاجئين أنفسهم.

وتأتي هذه الخطوة الفرنسية في إطار برنامج زيارة وزير الخارجية الفرنسي للبنان والتي ستتمحور بحسب المصادر على النقاط الآتية:
1 – الموضوع الرئاسي، وسيحمل المسؤول الفرنسي تمنيات رئيسه للبننة الاستحقاق خشية أن يتأخر طويلاً بفعل تعقيدات المنطقة.
2 – اللاجئون السوريون وضرورة إستيعابهم بشكل أو بآخر الى حين بروز معطيات تمهد لعودتهم الى ديارهم.
3 – دور فرنسا في تسليح الجيش اللبناني في ضوء إلغاء الهبة السعودية.
4 – مواجهة الارهاب وإستعداد فرنسا لمساعدة لبنان مع التشديد على الأمن الوقائي في مطار بيروت حرصاً على أن يكون مطاراً دولياً.
الأخبار
غاز لبنان: إسرائيل شفطت الثامن والحق ليس على الطليان

صحيفة الاخباركما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “كثيرة هي أسرار الغاز وألغازه. معظمها من النوع المحظور. بعضها القليل يتركه المعنيون خارج صفة التابو. لكنه يكفي للتأشير إلى ما خلفه من لجج أعمق من مكامن الغاز نفسه. ملف الغاز اللبناني مثلاً، تحرك أواخر ايار الماضي.

فجأة طبعاً. كما يكون كل شيء مفاجئاً في المجتمعات المحكومة بآليات التحكم عن بعد. فجأة وصل إلى بيروت رجلان آتيان من واشنطن. دانييل غلايزر الشهير. وآموس هوكستاين منافسه على الشهرة عندنا. الأول جاء على طريقة صائدي الجوائز في أفلام الأكشن الأميركية. معه اسم واحد: حزب الله. جاء ليشرح ويفسر ويسهب في أن إدارته جادة وجدية في اضطهاد الحزب – المقاومة، حتى النهاية. أما هوكستاين فجاء وفي جعبته نصيحة واحدة أيضاً، لكن من نوع آخر: إذهبوا إلى استخراج غازكم بسرعة. وكيفما كان. من دون التوقف أو التعثر عند تفاصيل من هنا أو اعتبارات من هناك. أطلقوا آلية استثمار ثرواتكم البحرية بسرعة. ولا تدعوا أي عائق تقني أو سياسي أو قانوني يعيق ذلك.

لماذا جاء الرجلان معاً؟ سؤال سيظل جوابه ضمن خانات المحرم. أقله في المرحلة الراهنة. علماً أن الجواب موجود في أذهان كثيرين ومعروف من قبل المسؤولين. هل هي ثنائية عصا غلايزر وجزرة هوكستاين؟ ربما. لكن الغاية الفعلية من جدلية ملاحقة حزب الله مالياً حتى خنقه من جهة، ومطالبة لبنان بأن يكون بلداً نفطياً غنياً مالياً من جهة أخرى، تظل أبعد من حسابات الأميركي ومصالحه المباشرة. وقد تكون أقرب إلى حسابات قريبة من لبنان، ومن مكامن غازه تحديداً…

في شكل متزامن مع سمفونية غلايزر ــ هوكشتاين، كان الطليان، جيراننا المتوسطيون، يحققون تقدماً غازياً كبيراً في جوارنا. في مصر سيطروا على القطاع عبر شركة ENI الإيطالية. والشركة نفسها شغالة في قبرص أيضاً. هكذا صار الإيطالي مسيطراً إلى حد كبير على المشهد الغازي للحوض المتوسطي. يكفي إنجاز اتفاق بين مصر وقبرص وإيطاليا أو أي طرف أوروبي آخر، حتى تكتمل سلسلة السوق. من المصدرين المصري والقبرصي إلى أوروبا عبر هذه الجزيرة، ليصير هذا الخط متحكماً في قسم ملحوظ من طرق نقل الطاقة إلى الدول الغربية.

أرسلت الشركة الإيطالية إلى بيروت أكثر من موفد ووسيط وصديق. حملوا جميعاً رسالة واحدة إلى المسؤولين اللبنانيين: الوقت ينفد بسرعة بالنسبة إليكم. أمامكم سنتان أو ثلاث سنوات على أبعد تقدير. إن لم تصبحوا خلال هذه الفترة حاضرين في سوق الغاز الفعلية في الحوض الشرقي للمتوسط، فستبقون خارجها إلى الأبد، أو إلى أمد بعيد بشكل مؤكد. إذا أسرعتم، يصير غازكم ثروة مستقبلية قابلة للتسعير بمئتي مليار دولار. أما إذا لم تفعلوا، فسيتحول غازكم ــ عند استخراجه بعد عمر طويل ــ لمجرد الاستهلاك المحلي فقط. تصبح قيمته مساوية تماماً لكلفة قوارير غاز منازلكم لا غير. مليار دولار بهامش بسيط صعوداً أو نزولاً. ففي وقتكم الضائع هذا، سيكتمل استخراج الغاز المصري الوفير أصلاً، وكذلك القبرصي. ويرتبطان معاً. وتتجسد سكة تسويقهما في الغرب. وستنخفض كلفة استخراج الغاز الصخري حول العالم، ويكمل الاقتصاد الدولي ركوده. وبالتالي يتواصل تراجع الأسعار كما الحاجة إلى الطاقة، فيما تتقدم بشكل مواز عمليات الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة…

أكثر من ذلك، نقل الطليان إلى اللبنانيين كلاماً آخر تحذيرياً. على هامش تشجعيهم، تذكروا فجأة: بالمناسبة، نسينا أن نحذركم بأن اسرائيل بدأت الاستخراج. لا بل أصابت أحد مكامن غازكم. ما تسمونه بلوك 8 صار اسرائيلياً. طبعاً لم يعتدوا عليه عند سطح البحر. ولم يبلغوا مكمنه بواسطة الحفر الأفقي. لكنهم أصابوا مكمناً ضمن منطقتهم الخالصة، يشترك مع البلوك 8 اللبناني في المكمن الجوفي العميق. فخذوا علماً بذلك.

الذين يعرفون شركة ENI، يدركون أننا نتكلم عن عملاق يعمل في نحو 80 بلداً. موازنتها توازي أكثر من ثلاثة أضعاف الناتج اللبناني، وأرقام أعمالها تساوي عشرة أضعاف موازنة الدولة اللبنانية. أكثر من ذلك، الذين يعرفون من هم وكلاء الطليان عندنا، ومن هم ممثلوهم الحصريون، يدركون أن قدرتهم على الإقناع كبيرة…

لكن كل ذلك لا يكفي. فالمسألة تحتاج إلى غطاء أكبر في السياسة والأمن الإقليميين والدوليين. هنا جاء دور موسكو. في لحظة مذهلة من التقاطعات، صارت موسكو فعلاً واجب الوجود في معادلة الغاز اللبناني. فهي على علاقة جيدة مع واشنطن. لا بل شريكة لها في تخصيب الحل السوري. وهي شريك غير معلن في مثلث التقاطع الغريب العجيب، مع تركيا واسرائيل. وهي أصلاً محطة غاز دولية أكثر مما هي دولة اقتصادية فعلية، كما ظل خبراء الاقتصاد الأميركي يعيرونها، حتى زمن قريب. هكذا اكتملت الدوافع والأسباب. فدخل الروس على الخط، أمنوا في السياسة ما كان ناقصاً من قدرة إقناع لدى الطليان في الاقتصاد وملحقاته.

المهم أن العملية انطلقت. ما تبقى تفاصيل أكثر مما سبق. وبعضها قد لا يخلو من شياطين، بالمعنى الحرفي لا المجازي. تماماً مثل ثنائية غلايزر – هوكستاين الشيطانية.
اللواء
السعودية تجدّد الإلتزام بلبنان.. وأجندة حافلة لإيرولت الإثنين
برّي يصف لقاء عون «بالمعايدة».. والنفط بند سجالي

جريدة اللواءبدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “مر قطوع عيد الفطر السعيد، بسلام وخير، من الناحية الأمنية، ونجحت الإجراءات التي اتخذت في توفير مناخات من الثقة سمحت للمواطنين بقضاء عطلة العيد بحيوية، نغصتها ضيق الظروف المعيشية، وأفق البطالة المستشرية، لكنها حفلت بحركة انفتاح لم تشهدها السنوات الماضية، فشاهد اللبنانيون في العيد رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون في عين التينة ودار الفتوى معايداً وداعماً للاتفاق النفطي، وباعثاً برسالة تقارب وانفتاح على تيّار «المستقبل»، في وقت كان رئيسه الرئيس سعد الحريري يمضي عطلة العيد في المملكة العربية السعودية، ويؤدي الصلاة إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الحرم الملكي.

والأبرز كان مشاركة الرئيس تمام سلام في صلاة العيد في الحرم الملكي في أوّل أيام العيد إلى جانب الملك سلمان.

وكان الرئيس سلام الذي غادر بيروت بعد ظهر الثلاثاء الماضي، تناول طعام الفطور إلى مأدبة الملك السعودي، وقدم التعازي إليه بضحايا الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في المدينة المنورة وجدة والقطيف.

وقال رئيس الحكومة ان المملكة ستبقى قبلة المسلمين ورائدة الاعتدال والوسطية وحاملة لواء التضامن العربي والإسلامي. وأكد ان المملكة العربية السعودية ستنتصر بوحدة أبنائها وقوتها على الإرهاب الظلامي والذي لا يمت للاسلام ولا للمسلمين بأية صلة.

وقرأت مصادر مطلعة، في لفتة الملك سلمان تجاه الرئيسين سلام والحريري، ان المملكة لن تتخلى عن لبنان، وهي لن تسمح بإضعاف مؤسساته أو إلحاقه بأي محور، وهي متمسكة ايضا بدعم القوى اللبنانية التي تعمل من أجل انتصار مشروع الدولة وحماية انتماء لبنان العربي، والتمسك بالدستور المنبثق عن اتفاق الطائف، وأن دعم قوى الاعتدال في لبنان من شأنه ان يُعزّز الاستقرار، ويمنع العاملين ضمن محاور معروفة من تحقيق مآربهم.

وتوقعت مصادر قريبة من السراي الكبير ان يعود الرئيس سلام إلى بيروت في غضون الساعات القليلة المقبلة، إذ من المتوقع ان يشهد الأسبوع الطالع برنامجاً دبلوماسياً وحكومياً حافلاً:

1- فالاثنين سيستقبل الرئيس سلام رئيس الدبلوماسية الفرنسية جان مارك ايرولت الذي ينقل رسالة تضامن واهتمام مع لبنان من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سواء في ما خص مواجهة أزمة النزوح السوري المتفاقمة ومتابعة الاجراءات المالية اللبنانية في ما خص قانون العقوبات الأميركي، فضلاً عمّا آلت إليه الاتصالات الدبلوماسية على صعيد الملف الرئاسي المترنح.

وعليه، فإن محادثات أيرولت التي تستمر يومين ستشمل رسمياً الرئيسين نبيه برّي وسلام ووزير الخارجية جبران باسيل، وروحياً البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يلتقيه الثلاثاء في إطار العلاقة التقليدية بين بكري وباريس.

وقال مصدر كنسي لـ«اللواء» ان أهمية اللقاء تنبع من ان الملف الرئاسي سيكون الأبرز، حيث سيضع أيرولت البطريرك الماروني في ما آلت إليه اتصالات الاليزيه لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، كما ان الراعي سيضعه في أجواء ما توفّر لديه من معطيات أثناء زيارته الحالية للولايات المتحدة، إضافة إلى الجهود التي يبذلها الكرسي الرسولي في روما.

وسياسياً، سيكون للوزير أيرولت لقاءات في قصر الصنوبر مع رؤساء وممثلي الأحزاب اللبنانية.

والملفت، وفقاً لزيارة الضيف الفرنسي اللقاء مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والذي وفقاً لدبلوماسي فرنسي يبعث برسالة اهتمام للاستقرار المالي والنقدي في لبنان، في ضوء التقارير التي تتحدث عن ضغط التباطؤ النمو الاقتصادي على الليرة اللبنانية، مع الأخذ بعين الاعتبار التداعيات غير السليمة للعقوبات الأميركية على «حزب الله» والتي تنعكس بشكل أبو بآخر على مجمل الوضع اللبناني.

وفي ضوء الصورة التي نقلها وفد جمعية المصارف إلى وزراء المال في دول الاتحاد الأوروبي.

2 – ويرأس الرئيس سلام، حكومياً، جلستين لمجلس الوزراء، الأولى استثنائية الثلاثاء وتتعلق بالملف المالي، والثانية عادية يوم الخميس تتعلق بجدول أعمال وزّع على الوزراء ويتضمن نقل اعتمادات وشؤوناً إدارية وتسويات وظيفية ومعالجات.

تجدر الإشارة إلى أن التمديد لشركتي الخليوي لم يبت في الجلسة الماضية، ومن الممكن أن يدرج على جدول الأعمال مجدداً.

التفاهم النفطي
3 – وفي ما خص الاستحقاق النفطي، فان الملف المطروح يستدعي أولاً جلسة للجنة الوزارية المكلفة بهذا الموضوع قبل ادراجه على مجلس الوزراء، وفي ضوء بروز معالم تجاذبات محلية، فضلاً عن متابعة دبلوماسية دولية صامتة لتقصي الخلفيات والمسببات الفعلية لبروز الاتفاق بين الرئيس بري والنائب عون على هذا الموضوع.

وطمأن رئيس لجنة الاشغال والطاقة النيابية محمّد قباني إلى أن الملف يسير بخطى ثابتة وإيجابية، مشيراً إلى أن هذا الملف كبير والخير الذي سينتج عنه أكبر من اي محاصصة، فلبنان بلد صغير وطول شاطئه نحو 220 كيلومتراً، وبالتالي أينما تم التنقيب عن النفط والغاز فان خيره سيعم كل لبنان، ولا داعي للافراط في الكلام عن محاصصات وتقاسم الجبنة، فهذا صيد في غير موقعه.

وكشف قباني أن الدراسات التي قامت بها شركة أميركية تدعى «تي.جي.اس» والتي كانت تعمل سراً على مسح المنطقة الجنوبية، أثبتت أن هناك احواضاً مشتركة مع إسرائيل، وقد تبين لنا في اجتماع اللجنة الذي انعقد في 28 حزيران الماضي أن خط الأنابيب بين قبرص واليونان غير عملي، وبالتالي فإن الممر الإلزامي للتصدير هو تركيا، وهذا ما يفسّر اسراع الإسرائيليين الى الاتفاق مع الأتراك على أعلى المستويات. ولفت إلى أن الرئيس برّي كلفه تقديم اقتراح قانون للتنقيب عن النفط في البر، وهو ما اعمل عليه، وآمل أن يكون جاهزاً بعد أسبوعين.

وأعلن قباني أن الأمر الطبيعي المنتظر هو أن يدعو الرئيس سلام اللجنة التي يرأسها وتضم عدداً من الوزراء الى اجتماع لتحضير المناخ لجلسة مجلس الوزراء والاتفاق على تفاصيل المرسومين قبل طرحهما على الطاولة مع القانون الضريبي الذي أعده وزير المال علي حسن خليل، على أن يحال المشروع الى مجلس النواب، متوقعاً ان يدعو بري الى اجتماع طارئ للهيئة العامة لإقراره، وربما يكون اقتراح قانون التنقيب عن النفط في البر قد جهز، فيدرج على جدول الاعمال ايضا.

تجدر الإشارة إلى أن المرسوم الأوّل يعنى بتقسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان إلى عشرة بلوكات، فيما المرسوم الثاني يتعلق بملف التلزيم ودفتر الشروط الذي سيعطى للشركات الراغبة في تقديم عروضها للمشاركة في التنقيب واستخراج النفط والغاز.

عون في عين التينة ودار الفتوى
ولا يمكن فصل زيارة التهنئة التي قام بها عون إلى كل من عين التينة ودار الفتوى بحلول عيد الفطر، عن المشهد المستجد في البلاد، الذي شكل علامة من علامات المناسبة.

ومن الملفت لاهتمام القوى السياسية، ما قاله رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» «اننا جربنا عواقب عدم إنجاز اتفاق، فكان لدينا وضع سيء، ورأينا تداعيات الوضع الاقتصادي، إضافة إلى العجز في الموازنة»، مضيفاً: «اذا كان لا بدّ من ان نعطي دفعة جديدة للخروج من هذه الأزمة، وهذه امنيتنا»، متمنياً انتخاب الرئيس في وقت قريب.

كما اتصل النائب عون بسفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري مهنئاً بالعيد ومستنكراً التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المملكة، معلناً عن التضامن معها في مواجهة الإرهاب.

وفي ما خص زيارة عون إلى عين التينة، فقد تقاطعت مصادر المعلومات على انه أثناء وجود النائب عون في دار الفتوى لتقديم التهاني للمفتي عبداللطيف دريان بالفطر السعيد، أجرى اتصالاً بمكتب الرئيس برّي في عين التينة الذي سبق وأعلن عن اعتذاره بعدم تقبل التهاني، معربا عن رغبته بزيارة الرئيس برّي الذي رحب بمجيء عون، واصفاً الزيارة بأنها كانت للمعايدة أكثر من كونها سياسية مع انها حظيت بمباركة الاتفاق النفطي وتناولت قانون الانتخاب الذي يجري الاعداد له.

وأوضحت مصادر نيابية في تكتل «الاصلاح والتغيير» لـ«اللواء»، ان حصر اللقاء بين عون والرئيس برّي بالملف النفطي فقط يقلل من أهميته، مشيرة إلى ان البحث بينهما تناول سلسلة مواضيع سياسية واقتصادية وإنمائية، من دون تحديد، لكنها أوضحت انه بالنسبة إلى الملف الاقتصادي، فقد جرى التأكيد على أهمية تمرير مراسيم النفط وكيفية تحويلها إلى مجلس الوزراء، كما جرى البحث في اقتراح قانون يتعلق بموضوع الكهرباء، وأن الرجلين اتفقا على السير بخطة الكهرباء التي أقرّتها الحكومة سابقاً وحالت عراقيل دون تنفيذها بما تتضمن من إنشاء معمل جديد في الذوق ومعمل دير عمار الثاني.

ولاحظت المصادر ان ما يحصل من خطوات داخلية تقرب رئاسة الجمهورية من العماد عون، لكن المسألة لم تبت بعد، إذ ان هناك حاجة للمزيد من الأخذ والرد، مشيرة إلى ان تحرك عون مستمر، لكن ما من لقاء محدد بينه وبين الرئيس الحريري، وإن كان هناك من يعمل على قيام تواصل بينهما.

وفي تقدير مصدر نيابي من كتلة «المستقبل» لـ«اللواء» ان زيارة عون لدار الفتوى صبيحة أوّل أيام العيد، كانت للتهنئة فقط، وإن كان الهدف منها تسويق نفسه اسلامياً للرئاسة الأولى، لكن المصدر توقع ان لا تكون للزيارة أية نتائج عملية، أقله على صعيد فتح أبواب «المستقبل» امامه، مشيراً الي ان النائب سليمان فرنجية ما يزال مرشّح «المستقبل» للرئاسة الأولى.

ووصف عضو الكتلة النائب عمار حوري أمل عون بالوصول إلى رئاسة الجمهورية «بالاحلام»، مشيراً إلى ان الطموح حق للجميع، لا سيما المسيحيين، لكن الوصول إلى الرئاسة موضوع آخر.

ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب محمّد الحجار في تصريح لـ«اللواء» ان حركة عون بلا بركة لسببين، الأوّل ان حليف الجنرال أي «حزب الله» لن يحرك ساكناً في موضوع الرئاسة طالما ان إيران لم تعطه الاذن لذلك. مؤكداً انها ترفض إطلاق سراح الرئاسة، والثاني هو ان «حزب الله» لم يتحرك بإتجاه أي من المرشحين أي العماد عون والنائب فرنجية للاتفاق على واحد منهما، وبالتالي لم يؤمن النصاب. وأشار إلى ان حزب الله ربط إنجاز الاستحقاق الرئاسي بالمصلحة الإيرانية.

وذكر الحجار بمبادرات «المستقبل» للبننة الاستحقاق واستخدام كل وسيلة ومحاولة لتأمين الوصول إلى انتخابات رئاسية، معلناً ان حزب الله يملك مصلحة في إبقاء الوضع على ما هو عليه بغية الوصول إلى عقد جديد بدلاً من العقد الحالي الذي لم يعد يناسبه.

جبهة القلمون
ميدانياً، شهدت جبهة القلمون السورية اشتباكات بين جبهة «النصرة» و«احرار الشام» من جهة والجيش السوري و«حزب الله» من جهة ثانية.

وفيما نفت أوساط حزب الله ان يكون لدى جبهة «النصرة» اسرى من الحزب، كذلك نفى الجيش السوري، فإن جبهة «النصرة» نشرت فيديو لمراسل القلمون يظهر صوراً لما وصفته «عناصر حزب الله اللبناني وقوات رئيس النظام السوري».

ووفقاً لما نشره المراسل، وهو الناطق باسم «النصرة» على موقع «تويتر»، فإن الصور تتضمن أيضاً «عملية اقتحام لحاجز الصفا»، وهو أكبر حاجز عسكري في القلمون الغربي، ووصف المراسل الهجوم الذي شُنَّ فجر الخميس على الحاجز بـ«غزوة حاجز الصفا»، حيث تمّ أسر 14 مقاتلاً بينهم لبناني واحد. لكن «حزب الله» أكّد استعادة الموقع الذي لم يكن للحزب أي تواجد فيه، وهو يخص الجيش السوري.
البناء
بدأت معركة حلب بالسيطرة على الكاستيلو… وداعش يختبر اليورانيوم المنضب
حردان لسعاده: حزبك باقٍ… وباقون على عهد مقاومتنا للاحتلال والإرهاب
عون لمدّ الجسور… وفرنسا تنصب مجسّاتها لاختبار فرص تفاهم سعودي إيراني

صحيفة البناءصحيفة البناء كتبت تقول “إذا كانت واشنطن تريد دليلاً على سقوط رهانات الأشهر الأربعة الماضية فها هي تحصد الفشل في حملتي «قوات سورية الديمقراطية» و«جيش سورية الجديد» على داعش في الرقة والبوكمال، وإذا كانت تريد دليلاً على سقوط رهانات حليفيها السعودي والتركي على توظيف الهدنة لتغيير موازين شمال سورية، فها هي حملة النصرة بعد استقدام آلاف المقاتلين وتزويدها بمعدات جيش كامل تفشل في إحداث تغيير يُحسب له الحساب، ويمسك الجيش السوري بزمام المبادرة معلناً بدء معركة حلب بسيطرته بعد معارك ضارية كبّد خلالها الجماعات المسلحة عشرات القتلى وتدمير عشرات الآليات، على عنق حلب الذي يمثلة ممرّ الكاستلو الرابط بين أحياء بني زيد وبستان الباشا وصلاح الدين التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة بحريتان وعندان وأعزاز وصولاً لتركيا، ومع إحكام السيطرة على الكاستلو تدخل معارك شمال سورية مرحلة جديدة، لا مكان فيها للرهانات والأوهام، ولا بديل للأميركي والتركي على الأقلّ عن التوجه نحو موسكو لتسريع التفاهمات والتموضع على الخطوط الجديدة في الحرب على سورية، خطوط تفتح باب تمييز مَن يريد الخروج من خنادق النصرة، والانضواء في العملية السياسية المسقوفة باحترام السيادة السورية وأول معاييرها الوقوف تحت مظلة الدستور وارتضاء تسوية يكون إطارها حكومة موحّدة تعمل وفقاً للدستور وضمن إطار احترام وارتضاء الصلاحيات التي حدّدها لرئيس الجمهورية الشرعي والدستوري، لحين وضع دستور جديد وإجراء انتخابات على أساسه بعد تحرير سورية من الإرهاب ورفع العقوبات عنها، وتطبيع مكانتها الدولية والعربية، وإلا فسيكون جنيف بنسخته المكرّرة مجرد منصة للعمل السياسي وليس إطاراً للحلّ السياسي.

في هذه اللحظات الفاصلة تتواصل الاتصالات بين موسكو وواشنطن لوضع اللمسات على التفاهمات، بينما يجري التحضير للقاء آخر الشهر يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب أردوغان.

تنظيم داعش الذي يدرك أنّ التفاهمات تعني اقتراب لحظة سيطرته على بعض الجغرافيا المهمة في سورية والعراق، أطلق العنان لسلسلة ردود بدأت بتفجيرات الأردن وتلتها تفجيرات مطار اسطنبول وبعدها تفجيرات القاع في لبنان ليتوّجها في السعودية، وتأتي التفجيرات النوعية في العراق، وخصوصاً تفجير حي الكرادة الذي أجمع الخبراء على طابعه النوعي والفريد، حيث حصد قرابة الخمسمئة ضحية يتمّ الإعلان عنهم تباعاً، وتقول مصادر عسكرية إنّ التفسير الوحيد لهذا المستوى من القتل دون مستوى موازٍ من التدمير، هو استخدام اليورانيوم المنضب، الذي يسعى داعش إلى امتلاكه منذ زمن، ويبدو أنه أراد عملية الكرادة، إعلاناً مدوياً عن بلوغ هذه اللحظة، والمعلوم أنّ هذا النوع من التفجيرات لم يعرفه العراق إلا مع القنابل المشابهة التي ألقاها الأميركيون فوق مدنه وبلداته، وخصوصاً تفجير ملجأ بغداد الذي سقط فيه وحده قرابة الألف ضحية قبيل سقوط بغداد.

في قلب السعي للتهيّؤ لزمن التفاهمات تستعدّ فرنسا لحجز مقعدها في الملف الرئاسي اللبنانية عبر زيارة وزير خارجيتها إلى بيروت في محاولة لتشغيل المجسّات واختبار فرص تفاهم سعودي إيراني يقدّم التغطية للتقدّم في الملف الرئاسي، بعدما جرى التمهيد الفرنسي بلقاءين مع كلّ من وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف وولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، وداخلياً يبدو التهيؤ لزمن التفاهمات مشابهاً مع مدّ الجسور الذي بدا أنّ العماد ميشال عون أراده مع عيد الفطر، خصوصاً بزيارته لرئيس مجلس النواب نبيه بري التي جاءت تتويجاً للتفاهم الذي توصل إليه الرئيس بري ووزير الخارجية جبران باسيل حول ملف النفط والغاز.

في قلب هذه اللوحة الدولية والإقليمية والسورية واللبنانية أحيا القوميون ذكرى اغتيال مؤسس حزبهم أنطون سعاده، وتحدّث رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، مؤكداً في يوم الوفاء والفداء أنّ الحزب الذي آمن سعاده ببقائه باقٍ ويتجذّر في وجدان شعبه ويتقدّم الخطوط الأمامية، حيث رأى سعاده مهامه الكبرى، وفي طليعتها مقاومة المشروع الصهيوني وحماية وحدة النسيج الاجتماعي في مواجهة مخاطر التفتيت، وهذا معنى المعركة مع الإرهاب، مؤكداً البقاء على العهد لسعاده والشهداء في خيار المقاومة للاحتلال والإرهاب.

عدم تشريع قانون انتخابي يعني تأبيد النظام الطائفي
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان «أن الحزب نجح من خلال المؤتمر العام للحزب الذي عقد في 11 و12 حزيران الماضي أن يثبت قدرته على إنجاز استحقاقاته الداخلية في الظروف الصعبة والدقيقة محافظاً بذلك على ميزته باحترام إرادة القوميين الاجتماعيين بوصفهم مصدر انبثاق السلطة».

وشدّد حردان في بيان بمناسبة الثامن من تموز يوم الفداء والوفاء ذكرى استشهاد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده على أن الحزب يتطلّع إلى أن يتلمّس لبنان باب مغادرة أزماته السياسية والاقتصادية البنوية، وأن تتشكل إرادة جامعة تنحو باتجاه قيام دولة مدنية ديمقراطية قوية. ورأى حردان أنّ الشروع في الوصول إلى دولة مدنية يمرّ عبر تشريعات وطنية، وفي مقدّمها تشريع قانون انتخابي يجعل من لبنان دائرة واحدة واعتماد النسبية والانتخاب من خارج القيد الطائفي، وكلّ تشريع يخالف هذا الاتجاه هو محاولة لتأبيد النظام الطائفي، تتحمّل مسؤولياتها القوى الطائفية التي تريد إبقاء الدولة خاضعة للمُحاصصة الطائفية والمذهبية، مصالح ونفوذاً. وأكد أنّ نظاماً طائفياً موغلاً في الفساد، حوّل المواطنين من رعايا دولة الى رعايا طوائف، لن يغيّر جلده، ولن ينتخب رئيساً للبنان، لأنه يستفيد راهناً من الفراغ وتعطيل عمل المؤسسات، ولن يحمي اقتصاداً ينهار بفعل المديونية والصفقات، ولن تتفتق عبقريته ليجد حلاً لأزمة النفايات برغم ما تخلفه من روائح وأمراض، ولن يذهب باتجاه رسم سياسة سياحية مزدهرة، تحلّ محلّ السياحات الأمنية وغيرها التي تخرّب البلد، وتضرب منظومة القيم الاجتماعية. ورأى أنّ نظاماً طائفياً يرعى الاختلاف على الثوابت والخيارات، لا يستطيع أن يشكل طوق نجاة للبنان واللبنانيين، ولا يستطيع أن يحمي لبنان من الخطر الصهيوني، ولا حتى أن يحرّر الأجزاء التي لا تزال محتلة منه، هو نظام مستمرّ في الحياة بشهادة رعاته الدوليين، وليس بإرادة اللبنانيين.

إيرولت في بيروت الاثنين
تنشغل الساحة اللبنانية الأسبوع المقبل يومي الاثنين والثلاثاء، بزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان كلود ايرولت لبيروت عشية الجلسة 42 لانتخاب رئيس الحمهورية الأربعاء المقبل وجلسة اللجان المشتركة لإقرار قانون الانتخاب في اليوم نفسه.

وفي برنامج ايرولت لقاءات مع رئيسَي المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة والحكومة تمام سلام في السراي ووزير الخارجية جبران باسيل في قصر بسترس، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في مكتبه في الضاحية الجنوبية والبطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، وسيجتمع بعدد من القيادات السياسية في قصر الصنوبر.

المهمة تقتضي لقاء حزب الله
وأشارت مصادر مطلعة لـ «البناء» الى «أن شكل المهمة التي يطرحها الدور الفرنسي وطبيعتها تقتضي لقاءات مع كل الأطراف السياسية بما فيها حزب الله»، لا سيما أن «باريس تعتبر أنها الجهة الدولية القادرة على الحديث مع جميع الأطراف وحثهم لانتخاب رئيس خوفاً من عدم الاستقرار وسوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية»، لافتة في الوقت نفسه إلى «أن الجانب الفرنسي ليس في وارد طرح مفاجآت في الملف الرئاسي، والهدف من الزيارة الإعلان أن فرنسا ما زلت موجودة في لبنان وتملك نفوذاً على الساحة اللبنانية».

وأشار قطب سياسي بارز إلى أن ايرولت عاد بعد لقائه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كل على حدة، بخلاصة أن «لا ممانعة إيرانية ولا ممانعة سعودية بأن تحصل الانتخابات الرئاسية»، مشيرة الى أن «الوزير الفرنسي سينقل الى المعنيين في لبنان، حث الأطراف الإقليمية والدولية على انتخاب الرئيس، وسيؤكد أن المشكلة لبنانية داخلية وأن الحلّ يجب أن يكون من خلال اتفاق اللبنانيين».

وأشار القطب السياسي إلى «أن لا تعديل جوهري في الموقف الإيراني الذي سمعه ايرولت من ظريف ومفاده أن الملف الرئاسي يبحث مع اللبنانيين، وهم الذين يقررون، وفي الوقت نفسه تبلغ تأكيد طهران أنها لا تمانع في المساعدة على اكتمال جو التوافق بين اللبنانيين وتدعم خيارهم».

سلمان لا فيتو سعودي على عون!
وعلمت «البناء» من القطب السياسي «أن سلمان أبلغ وزير الخارجية الفرنسي أن لا فيتو سعودي على العماد ميشال عون، لكن المفارقة تكمن أن الأطراف اللبنانية القريبة من الرياض ترفض انتخاب الجنرال عون رئيساً، وبالتالي فإن السعودية تعرقل بطريقة غير مباشرة».

وأشار الى أن آوان الرئاسة لم يحن بعد، لا سيما أن فريق الرئيس سعد الحريري لا يزال في تصريحاته يؤكد التمسك بترشيح الوزير سليمان فرنجية، وفي ذلك رسالة ضمنية لحزب الله، إضافة إلى أن لقاء الرئيس الحريري بالملك سلمان مؤشر جديد قديم على تمسك السعودية برئيس تيار المستقبل في المرحلة المقبلة، وأنه سيلعب دوراً أساسياً لجهة قيادة التصعيد ضد حزب الله.

سياسة مدّ الجسور
وبانتظار الزيارة الفرنسية، شكّلت زيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون إلى دار الإفتاء وعين التينة واتصاله بالسفير السعودي علي عواض عسيري محور متابعة، لا سيما لقاءه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان التي حملت دحضاَ لتسميته برأس حربة مواجهة السنة في لبنان.

وأكدت مصادر متابعة لـ «البناء» «أن العماد عون بلحظة انفتاح على الآخر، يمارس سياسة في هذه الفترة قاعدتها الأساسية مد الجسور حيت يستطيع». وأشارت الى ان الجنرال عون لن يُفلت أي مناسبة تجاه السنة لها طابع اجتماعي خاصة مع الاطراف الاسلامية في الداخل، وما هي أبعد من الداخل، بعدما لبس لبوس المعادي لهم بالفطرة في المرحلة الماضية وشُيطن في إطار العلاقة مع السنة». ورأت المصادر «أن فرصة عيد الفطر لم يفوّتها لا سعودياً ولا دريانياً او حريرياً، حيث يستطيع ضمن سياسة يعتمدها على قاعدة الجسور بمساحة يعتبر أنها مؤاتية له في الأشهر الثلاثة المقبلة لإحداث خرق داخلي في منظومة علاقاته باتجاه الرئيس نبيه بري بالدرجة الأولى». وشددت المصادر على «أن معبرية الرئيس نبيه بري لطموح أي رئيس كائناً من كان على المستوى الدستوري والنيابي والسياسي هي معبرية حتمية. على هذا الأساس يحاول الجنرال عون نسقاً جديداً استدراكياً ربطاً بالمرحلة الماضية آملاً بالتراكم إذا نضجت لحظة ما داخلية تستطيع أن تخرق الاعتبارات الخارجية المعقدة، أو أن تستقبل اعتبارات خارجية إيجابية، ففي حال تحركت الأمور يتحرك الجنرال على هذا الاساس، على قاعدة موجودة في البلد وحاكمة حتى إشعار آخر، قاعدة ميشال عون رئيساً او استمرار الفراغ.

المياه جارية انسيابياً بين عون وبري
وقال عضو تكتل التغيير والإصلاح الوزير السابق سليم جريصاتي لـ «البناء» «لا يجب تحميل زيارة العماد عون لدار الفتوى أو لعين التينة أكثر ما تحتمل، بالتأكيد يحرص الجنرال على التواصل دائماً مع كل أطياف الشعب اللبناني والقيادات الروحية والسياسية، فكيف إذا كان الأمر يتعلّق بعيد الفطر وبالتالي زيارته الى دار الإفتاء لم تكن الأولى وليست المرة الأولى التي يقابل بها المفتي دريان أما زيارته الى عين التينة فتندرج في إطار التهنئة بعيد الفطر، لكن من الطبيعي أن تحل المواضيع السياسية الداهمة عندما يحل العماد عون ضيفاً في أي لقاء أو يستضيف أي مسؤول».

واعتبر ان كل ما قيل وكتب من تحليل مستفيض حول ما دار في عين التينة من حديث بدأ بالنفط وانتهى بالاستحقاق يبقى تحليلاً، مما لا شك فيه أن الزيارة بحد ذاتها تؤكد ان المياه جارية انسيابياً بين العماد عون والرئيس بري، وان الرجلين يحرصان ان تبقى مميزة، ومن المعيب ان يربط ملف النفط ملف المرسومين بالملف الرئاسي، فملف النفط كان يجب أن ننتهي منه منذ سنوات حين وضع مشروع المرسومين التقنيين. وبالتالي فإن الخلاف التقني بين حركة أمل والتيار الوطني الحر منذ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، حل، بعد أن توافرت معلومات وضمانات معينة، بعد تواصل الرئيس بري مع مسؤولين أميركيين وروس، سهلت مسألة تحديد البلوكات. ولفت جريصاتي إلى «أن هذا الاتفاق نزه العلاقة من بعض الشوائب التقنية». وتابع «في الأمور الاستراتيجية فليخبرنا أحد أين يكمن الخلاف مع الرئيس بري؟ فرئيس المجلس أكد أن العماد ميشال عون أقرب ما يكون الى قانون انتخاب يعتمد صيغة لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النظام النسبي». وأضاف «من الطبيعي أن يؤكد التسيير الإيجابي النفطي على صفاء العلاقة ولا يعكرها لكن ربطها بحقنا المشروع والميثاقي لرئاسة الجمهورية أمر معيب». وسأل جريصاتي المعرقلين الذن انتفضوا دفاعاً عن الحكومة، هل هي موجودة لنختزلها؟ مشيراً إلى أن الرئيس سلام طلب الاتفاق تقنياً بين عين التينة والرابية قبل عرض المراسيم على مجلس الوزراء والقرار النهائي لمجلس الوزراء».

ضغط دولي لتجديد دم المؤسسات
وأكد مصدر مطلع لـ «البناء» في 8 آذار هناك بعض الإشارات الإيجابية وبعض المعطيات المحلية والإقليمية التي من شأنها ان تسرّع في هذا الاستحقاق. وذكر المصدر بالضغط الدولي على وزير الداخلية والحكومة أدّى الى إجراء الانتخابات البلدية وعدم اللعب بالاستحقاق على عكس ما كان يتمنى البعض، واليوم هذا الضغط الدولي يرغب ألا يمدد لمجلس النواب وأن تذهب الديمقراطية الى حد تجديد المجلس النيابي، فهناك حرص على تجديد دم المؤسسات، للمحافظة عليها بالحد الادنى».

ولفت المصدر إلى «أن إجراء الانتخابات النيابية في أيار يعني أن الحكومة ستصبح مستقيلة، عندها نكون امام فراغ رئاسي وإجرائي، وسيكون على مجلس النواب الجديد انتخاب رئيس للجمهورية».

وشدّد المصدر على أن الوضع الأمني الإرهابي والوضع المالي والاقتصادي من جراء قانون العقوبات الأميركي وجراء قوانين أخرى، وتعاظم حجم الدين والهندسات المالية الجديدة لمصرف لبنان لإعادة تكوين احتياطه من العملات الأجنبية. كل هذه العوامل تفترض تكوين السلطة». وأكد العماد عون هو المفتاح إذا دخل في قفل الأزمة صار عندنا رئيس وتكوّنت السلطة». ولفت إلى «أن المتصارعين الإقليميين على الساحة اللبنانية في الملف الرئاسي باتوا مقتنعين أن تجنيب لبنان الإرهاب يفترض اعادة تكوين السلطة، فضلاً عن مساعٍ فرنسية بموافقة اميركية والموقف الروسي المتميز من أمور كثيرة».

اللجنة النفطية تجتمع الأسبوع المقبل
إلى ذلك، تجتمع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف التنقيب عن النفط برئاسة الرئيس تمام سلام الأسبوع المقبل لتذليل ما تبقى من نقاط عالقة بعد اتفاق عين التينة الرابية التقني تمهيداً لإدراج مرسومَي النفط على طاولة مجلس الوزراء الخميس، إذا انتهى اجتماع اللجنة الوزارية إلى تفاهم على تخصيص جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء لإقرار قانون الضرائب الذي أعدّه وزير المال علي حسن خليل.

المصدر: صحف