الصحافة اليوم 14-05-2018:الحريري يثأر لخسارته… من تيار المستقبل – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 14-05-2018:الحريري يثأر لخسارته… من تيار المستقبل

الصحف المحلية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 14-05-2018 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها موضوع تصاعد الأنباء عن تغييرات في وضع تيار المستقبل مع حملة إقالات ‏واستقالات، كان أبرزها خروج نادر الحريري من دوره البارز إلى جانب الرئيس الحريري، ضمن ما وصفته ‏مصادر متابعة بعملية فكّ وتركيب تأتي ترجمة لقرار الرئيس الحريري الوجود والحضور لإدارة ملفاته بنفسه ‏بعد تجربة الإدارة عن بُعد وبالواسطة التي أثبتت فشلها في الانتخابات‎.

الأخبار

 ليلة الانقلاب الأبيض: الحريري يثأر لخسارته… من تيار المُستقبل

الاخباركتبت صحيفة “الأخبار ” تقول : طرقَت رياح التغيير أبواب تيار المُستقبل. فجأة، وبشحطة قلَم، وضع الرئيس سعد الحريري الجميع أمام سلوك ‏سياسي ــــ تنظيمي غير مألوف في بنية حزب (تيار) لبناني جديد. مشهد المحاسبة لطالما كانت القاعدة الزرقاء ‏متعطشة إليه، ليس ربطاً بموسم الانتخابات الحالية ونتائجها الصادمة، بل منذ انتخابات عام 2009 ومن ثم كل ‏المحطات اللاحقة سياسياً وتنظيمياً‎.

بالنسبة إلى الحريري، تكفي النتائج التي حققها التيار الأزرق في دوائر عدّة في الانتخابات النيابية الأخيرة، من ‏أجل إطلاق دينامية للمحاسبة تعتمد إلى حد كبير على قراءته وتقويمه هو شخصياً، وليست محصلة تقويم هيئات ‏حزبية‎.

شعر الرجل بأن تيار المُستقبل تحول إلى بيئة حاضنة لذوي المصالح. كوادر تمسك بمفاصل حزبية تسوّق ‏لعناوين تخدمها هي، ولا تخدم التيار. غياب المرجعية الناظمة والافتقار الى الإدارة المركزية أديا إلى اتساع حجم ‏نفوذ بعض الظواهر المناطقية، وبالتالي ازدياد حالة التشظي في الأطراف. تورّط العديد من هؤلاء في ارتكاب ‏الأخطاء، أحرق مراكب العودة إلى اكتساب ثقة الناس ومحبّتهم‎. ‎هؤلاء اتبعوا استراتيجية مراكمة المغانم ‏الشخصية ولو أنهم كانوا يغرفون من الرصيد الشعبي لرئيسهم، فكانت النتيجة الانتخابية هزيمة كبيرة في الساحة ‏السنية (خسارة عشرة مقاعد سنية من أصل 27 مقعداً‎).

مساء أول من أمس، كانت ليلة الانقلاب على كل هؤلاء. تقمّص رئيس تيار المُستقبل شخصية الأمير محمّد بن ‏سلمان. إقالات بالجملة لمنسقين ومنسقيات ومسؤولي ماكينات وموظفين إداريين وتنظيميين. اسمٌ تلوَ آخر، ‏تساقطوا كحجارة “الدومينو”. بعضهم أصبحَ معروفاً، وآخرون لم يُعلن عنهم. هذه الإجراءات هي ردّة فعل على ‏إدارة المعركة الانتخابية التي كانت مناطة بمعظمهم، كّل بحسب منطقته أو قطاعه أو مهمته. صحيح أن ‏الاعتراضات على أداء معظم هذه الأسماء كانت سابقة للاستحقاق الأخير، غيرَ أن الحريري فضّل إمراره تمهيداً ‏لاتخاذ إجراءات موجعة لاحقاً‎.

كان لافتاً للانتباه، أن اتخاذ قرار إقالة الهيئات والمنسقيات والماكينات لم يحصل بالتنسيق مع الأمين العام لتيار ‏المستقبل أحمد الحريري (بحسب مقربين من الأخير) ولا بالتنسيق مع ابن عمته، مدير مكتب رئيس الحكومة ‏وساعده الأيمن نادر الحريري. تعمد الحريري إهمال صلاحيات “الأمين العام” ومدير مكتبه، معتبراً أن الأمر ‏‏”يعود له وحده”. قرّر حلّ هيئة الانتخابات والماكينة الانتخابية المركزية ومنسقيات بيروت والبقاعين الغربي ‏والأوسط والكورة وزغرتا‎.

أن يجِد رئيس الحكومة نفسه أمام هكذا خيار تنظيمي ــــ إداري، في ظل ظروف داخلية وخارجية ضاغطة، ليسَ ‏أمراً عابراً. تدابير وإجراءات أملتها أصوات ناسهِ. خلال “احتفال النصر” في بيت الوسط، يوم الجمعة الماضي، ‏علَت صرخات الجموع في الباحة. طالب هؤلاء بوجوب محاسبة بَعض من هم في التيار، وخصوصاً المنسقين ‏الذين كانوا يتبلّغون الاعتراضات ولا يبذلون الحد الأدنى لتبديدها أو معالجتها، أو لمجرد نقلها إلى القيادة المركزية. ‏شعَر الحريري بأنه خُدعَ، وأن ما نقِل إليه عن نبض الشارع لم يكن صحيحاً. لم ينتظر أحداً يحمل إليه هذه المرة ‏اقتراحات محددة، كما كان يجري سابقاً… حمَل سيف المحاسبة، وبدأ ورشة التطهير‎.‎

مصادر في بيت الوسط، أكدت لـ”الأخبار” أن الحريري عاش حالة من الصدمة غير مسبوقة منذ لحظة إعلان ‏نتائج الانتخابات. وما زاد الطين بلة، مسلسل الاتهامات داخل التيار. والأهم انفضاح أمر عدد من الكوادر ممن ‏عمِلوا في الانتخابات لمصلحة خصوم الحريري، وتحديداً لرئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي في ‏بيروت، والرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس وبعض خصوم التيار في البقاعين الغربي والأوسط‎.

تقول المصادر إن منسقية طرابلس ستشهد قريباً “نفضة عن بكرة أبيها”، بعدما تبيّن أن العاملين فيها وعلى رأسهم ‏ناصر عدرة “لا يعملون شيئاً سوى الطبل والزمر”. وكشفت المصادر أن الحريري تلقى تقارير أمنية تفيد بأن ‏أشخاصاً في الماكينة الانتخابية عملوا لمصلحة ميقاتي، وجيّروا أصواتاً مستقبلية له في صناديق الاقتراع. أما في ‏عكار، فقد تبين أن من بين الذين “سيحالون الى التقاعد المبكر في التيار، أمين سرّ هيئة الإشراف والرقابة في ‏منسقية المنطقة محمد مراد وشذا الأسعد الشابة العكارية التي عيّنها الحريري عضواً في المكتب السياسي للتيار، ‏بالإضافة إلى منسق عام عكار خالد طه وسامر حدارة، على أن يحلّ خالد الزعبي مكان مراد، وزياد عدرا محلّ ‏الأسعد، يضاف إليهما وسيم المرعبي ونجاح الرفاعي‎”.

أما في البقاع الغربي، فقد حمّلت المصادر المسؤولية الأساسية للوزير جمال الجراح. تقول إن نتائج هذه المنطقة ‏شكّلت صدمة كبيرة للحريري. فالجراح ادعى بأن عبد الرحيم مراد لن يستطيع حصد أكثر من 9 آلاف صوت ‏تفضيلي “في أفضل الأحوال”، كما سوّق الجرّاح للمرشح محمد القرعاوي بحجة قدرته على تجيير ثلاثة آلاف ‏صوت إضافي للائحة. وقد أتى تسويق الجراح للقرعاوي على حساب القادري، فيما حصد مراد أصواتاً تفضيلية ‏قريبة لما حصّله القرعاوي والقادري معاً. أما المفاجأة الكبرى، بحسب المصادر، فكانت “في حصد مراد حوالى ‏ألف صوت سنّي من بلدة المرج، مسقط رأس الجراح. فيما ذهب حوالى 3 آلاف صوت لمصلحة مراد، من درب ‏القادري، نتيجة النقمة على القرعاوي، ولا سيما بعد التسريبات التي تحدثت عن قربه من النظام السوري‎”.

أما في البقاع الأوسط، فقد حمّلت مصادر مستقبلية بارزة مسؤولية “الهريان” كما وصفته، للمنسق الأسبق للتيار ‏أيوب قزعون، وهو من المقربين من الجراح. قزعون الذي عيّن عام 2007، وارتبط اسمه بالكثير من الملفات ‏داخل التيار وخارجه، ربطت المصادر نفسها أفعاله برفض الحريري ترشيحه في المنطقة. حاول قزعون إفشال ‏بسام شكر الذي أتى مكانه في المنسقية على قاعدة أنه الأقدر على الفعل في المنطقة. وقد عمل قزعون لمصلحة ‏المرشحة الأرمنية عن التيار ماري جان بلازيكجيان. أرسل تقارير دبّجها هو ومجموعته التي تضّم كلاً من: محمد ‏البسط، محمد الهاشم وفادي كيال تفيد بأنه يجب التركيز على بلازيكجيان، وضرورة حصر الأصوات بها وبعاصم ‏عراجي، واستثناء نزار دلول من التفضيلي. يضاف إلى ذلك “معلومات وصلت إلى بيت الوسط تتحدث عن أن ‏الأموال التي أرسلت الى البقاع صودرت لمصلحة بلازيكجيان، وأن أموالاً أخذت من رئيس بلدية مجدل عنجر لم ‏يردّها المعنيون إليه”. وجاهر ميشال ضاهر في زحلة بأنه اشترى كتلة أصوات من تيار المستقبل على حساب ‏عراجي، فيما قال آخرون إنه جرت مصادرة هويات لمواطنين على أساس أنها ستصبّ لمصلحة المستقبل، فيما ‏تبين لاحقاً أنها بيعت لنقولا فتوش‎.

أما في بيروت، وبعدما انقسمت الماكينة إلى ماكينات، فإن أول من يظهر إلى الواجهة هو منسق عام بيروت في ‏تيار المستقبل وليد دمشقية. وهو المتهم أولاً بالعمل لمصلحة المرشح الخاسر ربيع حسونة على حساب الوزير ‏نهاد المشنوق. وتردد أن دمشقية تعمّد إقفال هاتفه الخلوي في معظم ساعات يوم الانتخاب، ولا سيما أنه تعهّد ‏بتأمين موقف للناخبين الآتين من خارج بيروت للاقتراع، ولم يلتزم. وقد اتهمت مصادر في المنسقية مجموعة في ‏الداخل بأنها كانت تدير المعركة الانتخابية لمصلحة فؤاد مخزومي‎!

وفي الكورة، ارتفعت الصرخة ضد المنسق ربيع الأيوبي، الذي اتهمه المندوبون في القرى بعدم صرف كل ‏الأموال التي خصّصها التيار لهذه المنطقة. أحد المندوبين تحدّث عن أن كل قرية كورانية محسوبة على المستقبل ‏لم تحصل على أكثر من 30 ألفاً أو 40 ألف دولار، وإذا ما جمعت لا تصل إلى أكثر من 250 ألف دولار، فيما ‏الميزانية التي رصدت للمنطقة ككلّ تقارب الـ 600 ألف دولار. وكان الأيوبي قد ادعى بأنه دفع أكثر من 300 ألف ‏دولار لبلدة ددّة الكورة وحدها، لكن المندوبين أكدوا عدم صحة ما يشيعه الأيوبي‎.

الجمهورية

برّي لحكومة سريعاً لتلافي الخطر.. والحريري يُحاسب و”ينفض التيار‎”

الجمهوريةكتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : تجاوزَت البلاد قطوع الانتخابات النيابية، لكنّ التردّدات الناجمة من نتائج هذه الانتخابات لم تُطوَ بعد، وهي ‏مرشّحة للاستمرار في قابل الأيام وبقوّة في المشهد اللبناني، لأنّ النتائج التي أفرزَتها صناديق الاقتراع جاءت ‏مخيّبةً لفريق وصادمة لآخَر وغيرَ مفاجئة لثالث. لكنّ كلّ طرفٍ يصِرّ على تصوير ما ناله مِن مقاعد نيابية على ‏أنّه “نصرٌ مُبين” سياسيّ، في ظلّ أسئلة كثيرة بدأت تُطرَح في جميع الأوساط السياسية حول كيف سيتمّ فيها ‏تسييلُ هذا النصر مكاسبَ في الحكومة الجديدة التي ستنطلق آليةُ تأليفِها فور بداية ولاية المجلس المنتخب في 21 ‏من الجاري؟

تُرجِمت التردّدات الناجمة من نتائج الانتخابات في الساعات الماضية، اشتباكاتٍ سياسية على جبهات عدة، لعلّ ‏أبرزها جبهة “التيار الوطني الحر” ـ “القوات اللبنانية” المشتعلة على خلفية “عدّ الأرقام”، وجبهة تيار ‏‏”المستقبل” ـ الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة و”الاشتراكي” ـ “الحزب الديموقراطي اللبناني” من جهة ثانية، ‏على خلفية حادثةِ الشويفات الأخيرة والتي ذهبَ ضحيتها قتيلٌ اشتراكي على يد مسؤول أمن رئيس ‏‏”الديموقراطي” الوزير طلال أرسلان‎.‎

إقالات واستقالات
إلّا أنّ التوتّرات والسجالات السياسية لم تحُل دون مواصلةِ السياسيين قراءاتهم في نتائج معاركهم الانتخابية، ‏وخصوصاً الرئيس سعد الحريري الذي سارَع بعد الاحتفال بمهرجان النصر في “بيت الوسط” إلى إجراء ‏‏”نفضة” وإعادة هيكلةٍ داخل تيار “المستقبل”، مُتّخِذاً سلسلة قرارات تنظيمية‎.‎

وفي الوقت الذي تعدَّدت القراءات والتفسيرات لهذه “النفضة” في”المستقبل” والتي شَملت إقالات واستقالات قالت ‏مصادرُ مطّلعة في “التيار” لـ”الجمهورية” إنّ لكلّ مَن طاولته أسباباً إدارية ومالية وانتخابية‎.‎
وأضافت: “بمعزل عن القرار الذي اتّخَذه نادر الحريري بالاستقالة التي تقدَّم بها منتصفَ الأسبوع الماضي ‏وانتظر جواباً حتى مساء أمس الاوّل قبل أن يغادر الى باريس، فإنّ القرارات الأخرى لا تحتمل كثيراً من التفسير. ‏فهي محصورة بقراءة الرئيس الحريري لنتائج الانتخابات بعد إقفال صناديق الاقتراع، ما دفعَه إلى محاسبة ‏المسؤولين عمّا آلت إليه هذه النتائج‎”.‎

وقالت إنّ الحريري “سأل ماكينته الانتخابية: لماذا لم نسجّل نسبةً عالية من المشاركة في الانتخابات كما كانت ‏مقدَّرة مسبَقاً؟ ومَن هو المسؤول عن بقاء الناس في منازلهم؟ وأين ذهبَت أصوات الكتل السنّية الموالية الكبيرة في ‏أكثر من دائرة انتخابية، بدءاً من دائرة بيروت الثانية قبل الأولى؟

وأين هي الأرقام التي تحدّثتم عنها قبل فتحِ صناديق الاقتراع في دائرة الشمال الثانية، أي في البترون والكورة ‏وزغرتا؟ ولمن انتخبَت هذه القاعدة؟ والأمر نفسُه حصَل في زحلة والبقاع الغربي؟ ولماذا تظاهرَ في أكثر من ‏منطقة المندوبون المكلّفون تمثيلَ لوائح “المستقبل” على أقلام الاقتراع ومحيطها لنيل حقوقِهم وبدل أتعابهم؟ وأين ‏هي المخصّصات المحِقّة لهم؟‎”.‎

وأضافت المصادر: “على هذه الأسُس وبعد تحديد المسؤوليات، انتهى الرئيس الحريري الى حلّ المنسّقيات ‏الانتخابية وعزلِ المسؤولين عن إدارتها مباشرةً أو أولئك الذين تحمّلوا مسؤوليات محدّدة في أثناء التحضيرات ‏للانتخابات. ولذلك فإنّ أيَّ تفسير آخر لا يحتمل أن يؤخَذ على محمل الجد‎”.‎

جملة استحقاقات
وسط هذا المشهد، تستعدّ البلاد لمواجهة جملة استحقاقات، وفي مقدّمها جلسة انتخاب رئيس مجلس نواب جديد ‏ونائبِه، وهيئة مكتب المجلس التي تتألف من رئيس ونائب رئيس وأمينَي سر و3 مفوّضين، ليتمّ بَعدها انتخاب ‏اللجان النيابية ورؤسائها والمقرّرين، وذلك مع بدء العدّ العكسي لانتهاء ولاية مجلس النواب في 20 أيار، لتبدأ بعد ‏ذلك الاستشارات النيابية الملزِمة في القصر الجمهوري، تمهيداً لمرحلة التكليفِ وتأليف الحكومة العتيدة، قياساً ‏على الأحجام الجديدة، قبل الدخول في مرحلة إعداد البيان الوزاري‎.‎

برّي
في هذا السياق قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس: “مبدئياً ستُعقد جلسة انتخاب هيئة مكتب ‏المجلس النيابي ورئيسه ونائب رئيسه يوم الثلثاء في 22 من الجاري‎.‎
وسُئل عن انتخابات هيئة مكتب المجلس، فقال إنه اتّصَل برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتشاوَرا في ‏الأوضاع السائدة وصولاً إلى موضوع نيابة رئاسة مجلس النواب، وأشار إلى رئيس الجمهورية أنّه طالما إنّ كتلة ‏‏”التيار الوطني الحر” هي الكتلة الأكبر عدداً، فهذا يعطيها الحقّ في أن ترشّح أحد نوّابها الأرثوذكس لموقع نائب ‏رئيس المجلس‎.‎
وسُئل بري هل إذا اختار عون اسماً لهذا المنصب ستنتخبه؟ فقال: أنا أحترم موقفَ الرئيس وسأصوّت له‎”.‎

وقال بري إنّه أكّد لعون وكذلك لرئيس الحكومة سعد الحريري الذي زاره في عين التينة قبل أيام “أنّ الضرورة ‏الملِحّة توجب تشكيلَ حكومةٍ في أسرع وقت. وأضاف أمام زوّاره: “على الرغم من أنّ الوضع الإقليمي خطير ‏جداً فإنّ التأخير في تأليف الحكومة هو أخطر من الوضع الإقليمي، لأنّنا في الداخل لدينا خطرٌ كبير اسمُه الخطر ‏الاقتصادي الذي وصَل إلى وضعٍ مخيف وخطير‎.‎

عِلماً أنّ ما عقِد من مؤتمرات وما إلى ذلك، وآخرُها مؤتمر باريس ـ 4، فإنّ كلّ ما أُعطي فيها إنّما أُعطيَ بشروط. ‏لذلك المطلوب تأليف حكومة سريعاً لاحتواء ما يمكن احتواؤه وبناءِ ما يمكن لإطلاق العجَلة الاقتصادية‎”.‎
وردّاً على سؤال قال بري: “أنا مع تأليف حكومة وفاق وطني أو ما تسمّى حكومة وحدة وطنية تضمّ الجميع في ‏عملية الإنقاذ‎”.‎
وقيل لبري: “هناك من يقول إنه إذا تعذّرَ التوافق، فلتشكَّل الحكومة من أكثرية في وجه معارضة”، فردّ قائلاً: ‏‏”موقفي دائماً ضدّ عزلِ أيّ طرف ومع إشراك الجميع من دون استثناء‎”.‎
وهل ستؤلّف الحكومة وفق الأحجام التي أفرزَتها نتائج الانتخابات النيابية؟ أجاب بري: “بالتأكيد، وهذا ما يجب ‏أن يحصل‎”.‎

بعد 20 أيار
وقالت مصادر وزارية لـ”الجمهورية”: “نعتقد أنّ الكلام عن تركيبة الحكومة لن يُصبح جدّياً إلّا بعد 20 أيار، وأنّ ‏تكليفَ الرئيس الحريري تشكيلَ الحكومة أمرٌ شِبه محسوم‎”.‎
وشدّدت على “أنّ تشكيل الحكومة سيكون مستحيلاً إذا لم تُكن حكومة وحدة وطنية، ولو تطلّبَ تشكيلها سنتين أو ‏ثلاث سنوات، إذ لا يمكن بعد نتائج الانتخابات تشكيلُ حكومة من لون واحد، ومِن الأسهل على الرئيس الحريري ‏أن يذهب الى خيار حكومة الوحدة الوطنية من الذهاب الى أيّ خيار آخر. وبالطبع، هناك خريطة قوى نيابية ‏صارت واضحة، وحكومة الوحدة الوطنية ستتألف من هذه القوى التي بات لها حضورٌ نيابي يؤهّلها إلى أن يكون ‏لها حضور سياسي، وخصوصاً في الحكومة‎”.‎

إلّا أنّ هذه المصادر لفتت الى أنّ “هذا الأمر تعترضه صعوبات، أهمّها الخلاف على الحقائب”، وقالت: “لا ‏يعتقدنَّ أحد أنّ ذلك سهلٌ، حيث التجاذب على عدد من الحقائب متوقّع، وبشكلٍ أساسي على حقيبة وزارة المال، ‏إضافةً إلى حقائب الطاقة والصحة والأشغال والاتصالات والداخلية، الى أن يرسوَ التجاذب على تفاهمات تساعد ‏رئيسَ الحكومة في إنجاز عملية التأليف‎.‎
ولكي لا يتفاجأ الرأي العام، هذا الأمر لن يكون سهلاً، بل سيأخذ وقتاً، خصوصاً أنه يأتي في لحظة سياسية تشهد ‏توتّراً في علاقة عددٍ من التيارات والقوى السياسية، وهي قوى فاعلة وكبيرة ولا تتشكّل الحكومة من دونها. لذلك، ‏سيكون هذا الأمر عاملاً سلبياً في التشكيل، ونتمنّى أن يتمّ التأليف سريعاً لأنّ الوضع الاقتصادي يهتز، والوضع ‏الإقليمي على شفير حرب، ولا يعتبرَنَّ أحدٌ أنّ الحرب إذا وقعت لن ينال لبنان نصيبَه من نتائجها. فعلى الأقلّ يجب ‏تحصينُه، عبر تأليف حكومة قوية، ومجلس نواب قوي وتفاهُم سياسي بين جميع الاطراف‎.‎
لذلك مسؤوليتُنا جميعاً هي تأمين الحد الأقصى من الاستقرار لكي نوفّرَ على أنفسِنا وعلى البلاد مخاطرَ آتية، سواءٌ ‏من بوّابة المنطقة أو من بوّابة الأوضاع الاقتصادية‎”.‎

البيان الوزاري
إلى ذلك، اعتبَر نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أنّ “ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة أصبحت ‏ثابتةً وغيرَ قابلة للتغيير”، وقال: “مَن أراد أن يلعب على الألفاظ فيسحب عنوانَ المقاومة ليضع عنواناً آخر ‏ويُركّب ثلاثيةً جديدة فهو يضيّع وقتَه ويتسلّى بأحجيةٍ وكلمات لا معنى لها ولا أيّ مضمون. هذه الثلاثية هي التي ‏أثبتَت نفسَها، هي ليست أغنيةً ولا تركيبة لأحرف، هي ثلاثية حقيقية تعمَّدت بالتضحيات….ولولاها لَما كانت ‏الدولة القوية ولَما كانت قائمة‎”.‎

نحّاس
وأعلن النائب المنتخب نقولا نحّاس لـ”الجمهورية”: “إنّ مرشّح “تكتّل العزم” الطبيعي لرئاسة مجلس النواب هو ‏الرئيس نبيه بري‎”.‎
وردّاً على سؤال حول تسمية الحريري في الاستشارات الرئاسية الملزمة، أجاب: “المهم بالنسبة إلينا هو ‏المشروع وليس الشخص، والترشيح سيكون على أساس مبادئه الإصلاحية ورؤيته لبناء الدولة وإعادة صوغِ كلّ ‏السياسات التي أوصَلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم. فمن هو مستعدّ لحملِ هذه الأمانة ولديه الفرصُ لينجح أكثر ‏ويملك القدرة على التغيير ونقلِ لبنان إلى مرحلة جديدة يكون مرشّحَنا لرئاسة الحكومة‎”.‎
ولفتَ نحّاس إلى “أنّنا ننتظر عودةَ الرئيس نجيب ميقاتي من الخارج لاستكمال المشاورات التي بدأت في شأن ‏توسيع “التكتل” والاتّفاق على المواقف المناسبة في شأن الاستحقاقات النيابية والحكومية المقبلة‎”.‎

جلسة الأربعاء
من جهةٍ ثانية يَعقد مجلس الوزراء جلسةً بعد غدٍ الأربعاء في قصر بعبدا. وذكرَت مصادر مطّلعة لـ”الجمهورية” ‏أنّ الجلسة ستبحث في ملفات أساسية كملفّ الكهرباء، بغية وضعِها على سكّة الحلّ قبل أن تدخل الحكومة في 20 ‏أيار الجاري مرحلة تصريف الأعمال بالتزامن مع نهاية ولاية المجلس النيابي الذي منحَها الثقة‎.‎
وأضافت: “لن يكون سهلاً على الحكومة أن تتجاوز في هذه المرحلة ما هو مسموح به في حال “تصريف ‏الأعمال” الضيق والضروري عملاً بما ينصّ عليه الدستور، ولذلك تمّ التفاهم بين رئيسَي الجمهورية والحكومة ‏في لقائهما الجمعة الماضي على عقدِ جلسةٍ استثنائية ثانية لمجلس الوزراء قبل 20 الجاري ما لم تنهِ جلسة بعد غدٍ ‏الأربعاء بتَّ الملفات‎”.‎

اللواء

الإنتخابات تُحدِث هزّة في التيار الأزرق.. وأسئلة حول مصير “التسوية الكبرى‎”‎ برّي يُبلِغ عون عدم ممانعته من تسمية نائب الرئيس.. و”توتُّر أخوي” بين باسيل وجعجع
اللواءكتبت صحيفة “اللواء ” تقول : بقيت “الهزة التنظيمية” في تيار المستقبل، من استقالة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري من ‏مهامه ومسارعة رئيس التيار لتعيين محمّد منيمنة في المنصب الشاغر بالوكالة، وكذلك إعفاء المنسق العام ‏للانتخابات وسام الحريري من مسؤولياته بعد الاطلاع على “مجريات الحراك الانتخابي في كافة الدوائر” ‏واعفاء مدير المتابعة في مكتب الرئيس ماهر أبو الخدود من مهامه‎.‎

إلى الإعلان عن حل هيئة شؤون الانتخابات والماكينة الانتخابية اللوجستية بصورة عامة ومن بينها: منسقية ‏بيروت، منسقية البقاع الغربي وراشيا، منسقية البقاع الأوسط، منسقية الكورة، ومنسقية زغرتا، في مواجهة ‏الاهتمام السياسي، وسط أسئلة تتعلق بانعكاسها على “التيار الازرق” وعلى التسوية السياسية ككل، وإن بدت ‏وكأنها اجراء داخلي، تنظيمي له علاقة بالتهاون في المهمات الانتخابية الأمر الذي أدى إلى خسارة عدد من النواب ‏وفقاً لمصادر مطلعة وهو الأمر الذي جرت متابعته في عواصم دولية وإقليمية، تتركز على الأسباب التي أدّت الى ‏نقصان عدد الكتلة على نحو ما حصل‎.‎

واليوم، يداوم الرئيس الحريري في السراي الكبير، استعداداً لجلسة مجلس الوزراء الخميس، حيث بات من المؤكد ‏ان ملف الكهرباء، سيكون على جدول الأعمال‎.
جلسة الانتخاب الثلاثاء

رسمياً، تبلغ مجلس النواب، بموجب كتاب من وزارة الداخلية، نتائج الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي، ‏بحسب ما أعلن الأمين العام للمجلس عدنان ضاهر، الذي دعا النواب الجدد الـ76 للتوافد إلى مبنى البرلمان للتعرّف ‏والاطلاع على كيفية عمل المجلس والحصول على نسخ من النظام الداخلي والدستور اللبناني‎.‎

وكشف ضاهر لـ”اللواء” ان الرئيس نبيه برّي سبق واتصل برئيس السن النائب ميشال المرّ وتشاور معه بموعد ‏جلسة بدء ولاية المجلس المنتخب، واتفق معه على ان تعقد جلسة انتخاب الرئيس الجديد للمجلس المنتخب، ومن ثم ‏نائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس وأعضاء اللجان النيابية مبدئياً يوم الثلاثاء في 22 الشهر، علماً ان كلاً من ‏عملية انتخاب الرئيس ونائب الرئيس ستجري بصورة منفصلة عن الأخرى، بحسب المادة 44 من الدستور‎.‎

ورجحت مصادر نيابية ان تتأخر عملية انتخاب اللجان إلى موعد لاحق، في حال تبين ان مسألة انتخاب نائب ‏الرئيس وهيئة المكتب لن تكون بسهولة ويسر انتخاب الرئيس المعقود اللواء الرئيس برّي من دون منافس‎.‎

الا ان الرئيس برّي كشف مساء أمس امام زواره، انه اتصل برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبحث معه ‏مسألة انتخاب نائب رئيس المجلس، كون ان “التيار الوطني الحر” يملك أكبر كتلة نيابية، وتبعاً لذلك فهو يملك ‏الارجحية في اختيار الاسم، مشيراً إلى انه إذا سمى التيار العوني شخصية نيابية لنيابة الرئاسة فسنصوت لها‎.‎

ولم يكشف برّي جواب الرئيس عون له، وان كانت أوساط الثنائي الشيعي تفضل ان يكون النائب ايلي الفرزلي، ‏لكي يستعيد منصبه قبل العام 2005، مع العلم ان هناك اسماً آخر يتردد داخل “تكتل لبنان القوي” وهو النائب ‏الياس بو صعب، الا إذا كان التيار يسعى إلى اعطائه حقيبة وزارية، وهي حقيبة التربية، طالما ان مسألة الفصل ‏بين النيابة والوزارة لم تعد مطروحة لديه من أجل “تطويب” حقيبة الخارجية لرئيسه الوزير جبران باسيل، وذلك ‏بخلاف “القوات اللبنانية” و”حزب الله” اللذين يتمسكان بالفصل بين النيابة والوزارة، ويطبقان هذا المبدأ عليهما ‏بالفعل وليس بالقول فقط‎.‎
وأكّد الرئيس برّي، امام هؤلاء الزوار، على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، من أجل مواجهة الوضع ‏الاقتصادي الذي وصفه “بالخطير والدقيق‎”.‎
واوضح انه يحبذ ان تكون الحكومة حكومة وفاق وطني أي حكومة وحدة وطنية لكي يتسنى للجميع المشاركة‎.‎

ويبدو ان هذا الموقف من الحكومة يختلف عن موقف أوساط التيار العوني التي لا ترى مانعاً من تشكيل حكومة ‏من الأكثرية النيابية، إذا تعذر تأليف حكومة وحدة، لكن على أساس ان يكون في المجلس الجديد موالاة تحكم ‏ومعارضة تحاسب وتنتقد‎.‎

انقسام وخلافات
ومهما كان من أمر، فإن نتائج الانتخابات ومع “خطابات الانتصار” التي كانت عالية النبرة، أظهرت لبعض ‏القوى السياسية حجم الانقسام والخلاف الذي استحكم بين هذه القوى، بخاصة بين “التيار الوطني الحر” ‏و”القوات اللبنانية”، وبين “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”الحزب الديموقراطي اللبناني” والذي فاقمه الحادث ‏الاليم في الشويفات الذي اودى بحياة الشاب علاء ابو فرج، وظهرت حدة الخلافات في السجالات بين رئيس التيار ‏الحر الوزير جبران باسيل وعدد من اركان القوات، كما السجالات بين النائب وليد جنبلاط وبعض معاونين وبين ‏الوزيرطلال ارسلان‎.‎

وفي جديد تصاعد الخلاف بين التيار والقوات، نشرت قناة “او تي في” عبر موقعها الالكتروني فيديو يظهر ‏كاميرا المراقبة الموجودة امام مكتب التيار في بعبدات تسجلّ هوية المعتدي على صورة الوزير باسيل، وهو يدعى ‏إ. ف. وهو من مناصري “القوات اللبنانية” بحسب ما افادت القناة‎.‎

كما رد الوزير ملحم الرياشي على خطاب الوزير باسيل يوم السبت الماضي في الاحتفال الذي اقامه التيار الحر ‏لمناسبة الفوز في الانتخابات، بتغريدةعبر “تويتر” فقال: “يا جبران يا خيي، الجمهورية القوية هو شعار معركة ‏الحكيم الرئاسية يعني مش حاسدينك، أما ما زيد عن المال واللاجئين والعد… فأقول لك عن جد، ما كنا ميشال ‏عون وانا نمازح فيه ابراهيم كنعان في زمن المفاوضات الصعب بحركة اليد: كل شي بيرجعلك! ضحاك ما ‏بتحرز‎”.‎

وكان باسيل الذي اهدى انتصاره للرئيس عون، قد غمز من قناة “القوات” قائلاً: “نحن نشعر بالفرح لأن “خينا” ‏كبر، ولكن عليه ان يعرف ان يعد النواب داخل الكتل، وان يصرف النظر عن محاولات تحجيمنا”، مشيراً إلى انه ‏‏”حصد مرتين أكثر في عدد النواب ومرتين أكثر بعدد الأصوات في كل لبنان، ونقول لمن لا يعرف عدد النواب ‏والاصوات كيف تريدنا ان نعطيك وزارة كوزارة الطاقة، يوجد فيها عدد وحسابات، وحتى لا تعرف تعد اعداد ‏النازحين السوريين”، وانتقد تسمية القوات لكتلتها باسم “الجمورية القوية”، معتبراً ذلك استنتساخاً “لتكتل لبنان ‏القوي‎”.‎

جنبلاط – أرسلان
اما بالنسبة للتوتر السياسي بين الوزير طلال أرسلان والحزب التقدمي الاشتراكي، على خلفية حادث الشويفات، ‏والذي عبر عنه وزير المهجرين بهجومه العنيف على النائب وليد جنبلاط، داعياً اياه إلى “ضب الزعران عن ‏الاوادم”، معتبراً القتيل علاء أبو فرج بأنه “ضحية الخطاب البذيء اللاأخلاقي والتحريض والحقد في النفوس”، ‏فقد كان اللافت ان ردّ الحزب الاشتراكي جاء هادئاً، معلناً انه “لن ينجر إلى سجالات ومهاترات، ولن يدخل في ‏نقاشات عقيمة الهدف الوحيد منها تحوير الأنظار عن الواقعة الاساسية التي حدثت في الشويفات، لكنه لفت الى ان ‏‏”تغاضي أرسلان عن ذكر واقعة حمايته واخفائه للمرتكب الأساسي لهذه الجريمة بحد ذاتها تنسف مضمون كل ‏مؤتمره الصحافي، رحم الله الأمير مجيد ارسلان‎”.‎

ومساء، شجب جنبلاط، في تغريدة له، على “تويتر” استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتعرض لكرامات ‏النّاس واعراضهم وقال انه “واثق بأن القانون سيأخذ مجراه في قضية حادثة الشويفات، لكن كفى هذا السيل من ‏المزايدات والتحريض والاساءات من هنا وهناك وتمثلوا بمسيرة واخلاقية الشهيد علاء أبي فرج‎”.‎

تجدر الإشارة هنا، إلى ان قيادة الجيش أعلنت أمس عن توقيف طارق السوقي ووائل البنا، عند حاجز في بلدة ‏حربتا في البقاع، لارتباطهما الذي حصل في الشويفات، والمطلوبين بشكل أو بآخر، وضبط بحوزتهما مسدسان ‏حربيا ومبلغ من المال وعدد من الأجهزة الخلوية، بالاضافة الى بطاقات تسهيل مرور ورخص حمل أسلحة ‏منتهية الصلاحية‎.‎

قرارات الحريري
وسط هذه الأجواء، اضفت القرارات التنظيمية التي اصدرها الرئيس سعد الحريري، على صعيد البنى التحتية في ‏تيّار المستقبل، مزيدا من السخونة على الجو السياسي في البلاد الذي خلفته الانتخابات النيابية التي جرت يوم ‏الأحد الماضي، وأعطت في المقابل للمرشحين الذين يشكون من التعسف في نتائج الانتخابات نتيجة عمليات ‏التزوير والفرز، مزيدا من المصداقية على اعتزامهم تقديم طعون بالنتائج لدى المجلس الدستوري، خصوصا وان ‏قرارات الحريري جاءت في معظمها على خلفية فشل الهيئات الانتخابية داخل تيّار المستقبل في إدارة العمليات ‏الانتخابية، مما أدى إلى تقليص عدد نواب كتلة التيار بنحو 13 نائبا، فضلا عن ضعف الإقبال على الاقتراع ولا ‏سيما في بيروت الثانية، رغم الجهود الشخصية والمضنية من قبل الرئيس الحريري شخصيا‎.‎

وقضت قرارات الحريري بحل هيئة شؤون الانتخابات والهيئات التنظيمية القيادية في منسيقية بيروت وعدد من ‏المناطق، وإعفاء ماهر أبو الخدود من مهامه كمدير دائرة المتابعة في مكتب الحريري، وكذلك إعفاء وسام ‏الحريري من مسؤولياته في هيئة شؤون الانتخابات‎.‎

لكن البارز، على صعيد هذه القرارات، كان في تقديم مدير مكتب الحريري نادر الحريري استقالته من كافة ‏المسؤوليات التي كان يتولاها في مكتب الحريري، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي للحريري الذي أضاف بأن ‏الرئيس الحريري شكر نادر على الجهد الذي بذله طوال فترة توليه المنصب، متمنيا له التوفيق في كل ما يتطلع ‏اليه، وتقرر بناء عليه تكليف محمّد منيمنة تولي مهام مدير مكتب الرئيس الحريري بالوكالة‎.‎
وكان منيمنة التحق بفريق عمل الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 1999، وعمل مساعدا لمدير المراسم اللواء ‏الشهيد وسام الحسن، ثم التحق بمكتب الرئيس الحريري بعد استشهاد الحسن كمدير المراسم إلى حين تعيين ‏حكومته الثانية، حيث أصبح أمين سر مكتب الحريري‎.‎

واكد مصدر مسؤول في “تيار المستقبل” ان “كل ما يدور حول استقالة نادر الحريري من قصص وروايات ‏مؤامراتية وتسلم مناصب ومسؤوليات جديدة هي من نسج خيالات مطلقيها. والقضية باختصار ان نادر الحريري ‏قرر ان يستقيل من كامل مهامه في ادارة مكتب الرئيس سعد الحريري، واتخذ خيارا خاصا بتغيير مسار عمله ‏وحياته. وقد قبل الرئيس الحريري استقالته مؤكدا دعمه في خياره الجديد، ومتمنيا له التوفيق، وقدم له الشكر على ‏جهوده التي بذلها خلال فترة عمله‎”.‎

لكن مصادر مطلعة، لم تستبعد ان تكون استقالته نادر جاءت على خلفية الانتخابات الأخيرة، باعتبار انه كان ‏المسؤول عن التحالفات التي نسجها في عدد من المناطق، ولم تأت نتائجها مطابقة للتوقعات‎.‎

ونقلت محطة‎ “lbc” ‎عن مصادر في تيّار المستقبل ان أسباب استقالة نادر الحريري لا تتوقف عند نتائج ‏الانتخابات وإنما تعود لايام سابقة ابان أزمة استقالة الحريري من رئاسة الحومة من الرياض‎.‎
اضافت: “بين الحريريين خلافات قديمة، وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم بها الحريري استقالته فسبق له ان ‏تقدّم بها سابقا وفي مرّة ثانية سافر إلى باريس وغاب أسبوعين وهذه الثالثة، مشيرة الى ان الاستقالة حصلت ‏الخميس الا انه لم يعلن عنها سوى نهار السبت، كاشفة ان مروحة الاستقالات والاقالات لم تنته بعد‎.‎

ولاحقا، أكدت الأمانة العامة لتيار “المستقبل” رداً على ما يتردد من شائعات واخبار مفبركة حول القرارات ‏التنظيمية للتيار، عدم صحة ما يتم تداوله من هذه الاخبار والشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وان ‏القرارات الصحيحة حصرا هي التي تصدر عن الرئيس الحريري وتعلنها الأمانة العامة رسمياً‎.‎

وفي السياق نفسه، نفى أمين عام تيّار “المستقبل” أحمد الحريري الشائعات التي تمّ تداولها عبر مواقع التواصل ‏الاجتماعي بأنه استقال من منصبه في التيار‎.‎
وقال الرئيس الحريري: النظريات والتكهنات حول اللي صار كثيرة، باختصار بقول الاقالات إللي حصلت الها ‏سبب واحد هو المحاسبة. جمهور المستقبل قال كلمته وأنا سمعتها، وتطلعات النّاس وآمالها ما رح تخيب أبداً. سبق ‏وقلت للكل سعد الحريري 2018 غير. وبيبقى كلمة شكر من القلب لجهود نادر الحريري‎.‎

وفي سياق متصل، أعلن النائب المنتخب هنري شديد انه سيكون في عداد كتلة “المستقبل”، مشيرا إلى ان ‏‏”القوات” التي كان وقع معها اتفاقا لأن يكون في كتلتها لم تعطه اصواتا تفضيلية، وردت المسؤولة في “القوات” ‏شانتال سركيس على شديد مؤكدة ان القوات اعطته كل الأصوات التي تمون عليها، خلافاً لمزاعمه‎.‎

الحويك
وبالنسبة للطعون أكد النائب عماد الحوت عضو لائحة “بيروت الوطن” لـ”اللواء” أن هناك عددا هاماً من ‏الوثائق المدعمة ومجموعة من أفلام الفيديو والصور، وإفادات من موظفين تثبت ان هناك تزويراً في انتخابات ‏دائرة بيروت الثانية. ناهيك عن رفض طلبات للمندوبين وعدم قبول تصاريح من مندوبين أخر، وتمزيق تصاريح ‏أيضاً‎.‎
وشدّد على ان كل هذ الإثباتات والقرارات ستقدم إلى المجلس الدستوري، آملاً أن يبت هذا المجلس بالطعون بعيداً ‏عن التجاذبات السياسية‎.‎

وإذ كانت أرقام ماكينة الجماعة الإسلامية تُشير إلى تقدّم ملحوظ للحوت يُشدّد على طلب إعادة الفرز لتبيان الخيط ‏الأبيض من الخيط الأسود‎.‎
ويتساءل عضو لائحة “بيروت الوطن” عن المقاييس والاعتبارات والمعايير التي اعتمدت لاعتبار أن هناك ‏أوراقاً لاغية وبيضاء، فهل يعقل أن يكون في دائرة بيروت الثانية وحدها 3809 أوراق لاغية‎.‎
وشدّد الحوت على اننا “لن نسكت عن المطالبة بحقوقنا، فما مات حق وراء، مطالب.

البناء

 أستانة 9 اليوم بحضور الجميع… والانتخابات العراقية تواجه ضعف المشاركة وارتباك النتائج‎ فلسطين تستعدّ للمواجهة… وواشنطن تباهي بالتعاون الخليجي الإسرائيلي عشية افتتاح ‏السفارة‎ حردان لحكومة تستعيد الثقة بالأفعال لا بالأقوال… والحريري يبدأ الفكّ والتركيب في ‏‏”المستقبل‎”

البناء كتبت صحيفة “البناء ” تقول : بينما تواجه المفوضية العليا للانتخابات في العراق أدق أوقاتها وأكثرها حرجاً صباح اليوم، مع حلول موعد ‏حدّدته سلفاً لإعلان نتائج الانتخابات النيابية، سجلت مصادر سياسية واسعة الاطلاع في العراق قلق ‏الجميع من دخول العراق مرحلة من الفوضى السياسية في ضوء حجم المشاركة الضئيلة في الإنتخابات ‏التي بقيت دون الثلاثين في المئة في العديد من المحافظات من جهة، والتشكيك بعملية الفرز ‏الإلكترونية التي اعتمدتها المفوضية وصل إلى الدعوة لإلغاء العملية الانتخابية في كردستان من قبل كتلة ‏التغيير، وفي العراق كله، كما قال أياد علاوي رئيس الكتلة الوطنية العراقية‎.‎

بالتزامن مع الاختبار العراقي المفتوح على احتمالات كثيرة في ظل تضارب توقعات النتائج، لم تصل أكثر ‏التوقعات تفاؤلاً إلى تظهير وجود أغلبية قادرة على تسمية رئيس حكومة ينجح بتوفير أغلبية تدعم ‏تشكيلته الحكومية فرئيس الحكومة حيدر العبادي الذي يتطلّع مع تحالف يقوده السيد مقتدى الصدر ‏لتشكيل هذه الأغلبية تحدّثا عن نيلهما معاً مئة وعشرة مقاعد أي أقل من الأغلبية اللازمة بخمسة ‏وخمسين مقعداً، بينما شككت مصادر لائحتي الفتح ودولة القانون المدعومتين من الحشد الشعبي ‏والرئيس السابق للحكومة نور المالكي بالمعلومات المسرّبة، مؤكدة أن ما لديها من معطيات يؤكد أن ‏لوائح الفتح لا زالت في المقدّمة‎.‎

في غموض المشهد العراقي تبرز الدعوة لحكومة وحدة وطنية، ومناخ المصالحات وحفظ التوازنات، خصوصاً ‏أن مصير سلاح الحشد الشعبي من جهة والموقف من الاحتلال الأميركي لن يجرؤ أحد على مراجعتهما ‏في المجلس الجديد، مع استحالة تشكيل أغلبية اللون الواحد‎.‎

مناخ المصالحات يحضر في استانة في الجولة التاسعة التي تنعقد اليوم، بعد الانتصارات التي سجلها ‏الجيش العربي السوري، ونجاحه في تحرير كل الجزر الواقعة بين شريطَيْ الحدود الشمالي والجنوبي، ‏حيث القرار العسكري رغم وجود عناوين سورية للتشكيلات المسلحة، يبقى بيد الرعاة الدوليين ‏والإقليميين، ولذلك تركّز موسكو، كما نقلت مصادر متابعة عن مسؤولين روس مشاركين بالتحضير للقاء ‏أستانة، على تثبيت التهدئة وفق شروط جديدة شمالاً وجنوباً، عبر تأمين انتشار الجيش السوري حتى ‏الحدود السورية الأردنية والحدود التركية السورية، بعد فتح الطرقات الدولية التي تربط دمشق بدرعا وصولاً ‏إلى عمان وتحييد الجماعات المسلحة عن المحيط المشرف على هذه الطريق، ومثلها طريق حماة حلب ‏وصولاً إلى الحدود التركية السورية وخروج الجماعات المسلحة من محيط هذا الطريق الدولي‎.‎

اليوم أيضاً تخرج فلسطين إلى الساحات تمهيداً ليوم تاريخي غداً، سيكون الحدث فيه هو مسيرات العودة ‏الفلسطينية التي يتوقع أن يشارك فيها مئات آلاف الفلسطينيين في الداخل والخارج، بينما تحتفل ‏الحكومة الإسرائيلية ومستوطنوها بذكرى اغتصاب فلسطين، بمشاركة عربية ورعاية أميركية بانتقال ‏السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وسط تجمّعات للمستوطنين تهاجم باحات المسجد الأقصى، ‏وتؤكد مصادر فلسطينية على صلة بالتحضيرات لمسيرات العودة أن المواجهة التي ستبدأ غداً ستكون ‏بداية لتاريخ جديد‎.‎

في لبنان قضيتان تتصدّران الواجهة، انتخاب نائب رئيس مجلس النواب، بعد تبلور مرشح التيار الوطني ‏الحر، وموقف التيار من التصويت لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، أو الذهاب لخيار الأوراق البيضاء، ليتقرر ‏ما إذا كان الإجماع على الرئاسة سينسحب إجماعاً على نائب الرئيس أو تذهب اللعبة الانتخابية إلى ‏مواجهة بين مرشحين أو أكثر‎.‎

القضية الثانية تشكيل الحكومة الجديدة، مع ترجيح عودة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة ‏الجديدة، فالتجاذبات المحيطة بتشكيل الحكومة كثيرة ومعقدة، ما يجعل التشكيل مساراً طويلاً من ‏التفاوض، يبدأ باعتماد مبدأ حكومة تمثل التوازنات التي حملتها الانتخابات والكتل الجديدة التي تتشكّل ‏بضوئها، خصوصاً وجود عدد وازن من النواب المسيحيين والسنة خارج تكتلات تيار المستقبل والتيار ‏الوطني الحر والقوات اللبنانية، ويطال التجاذب مصير وزارة المالية ومثلها مطالبة القوات اللبنانية بتعزيز ‏حصتها الوزارية كماً ونوعاً، والتجاذب الحريري مع النائب وليد جنبلاط في حديث جنبلاطي عن حلف يجمع ‏الحريري بالوزير طلال إرسلان، فيما تصاعدت الأنباء عن تغييرات في وضع تيار المستقبل مع حملة إقالات ‏واستقالات، كان أبرزها خروج نادر الحريري من دوره البارز إلى جانب الرئيس الحريري، ضمن ما وصفته ‏مصادر متابعة بعملية فكّ وتركيب تأتي ترجمة لقرار الرئيس الحريري الوجود والحضور لإدارة ملفاته بنفسه ‏بعد تجربة الإدارة عن بُعد وبالواسطة التي أثبتت فشلها في الانتخابات‎.‎
في التشكيل الحكومي ووظيفة الحكومة الجديدة، قال رئيس المجلس الأعلى للحزب السوري القومي ‏الاجتماعي، إن القضية هي كيف تكون لنا حكومة تستعيد ثقة المواطنين، فحكومة استعادة الثقة لا تزال ‏حاجة وضرورة، لكن المطلوب حكومة تستعيد الثقة بالأفعال لا بالأقوال‎.‎

حردان: نريد حكومةً تُعيد ثقة المواطن بالدولة‎

شدّد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان على أهمية ‏تثبيت الاستقرار وحمايته وتحصين الوحدة الوطنية وتقويتها، وتعزيز السلم الأهلي وصونه، مؤكداً ضرورة ‏التمسك بعناصر قوة لبنان، المتمثلة بمعادلة “الجيش والشعب والمقاومة”، لأنّ هذه المعادلة هي التي ‏حمت لبنان وهي التي تحمي السيادة والكرامة ومصالح اللبنانيين‎.‎

وأمام عشرات الوفود والشخصيات والفاعليات التي أمّت دارته لتهنئته بفوزه في الانتخابات، قال حردان: ‏اللبنانيون جميعاً يداً واحدة وارادة واحدة مطالبون بحماية عناصر قوّة لبنان، فلبنان يجب أن يبقى قوياً ‏وقادراً في مواجهة كلّ التحدّيات، وهو من خلال ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة استطاع ويستطيع ‏مجابهة الخطر الذي يمثله العدو “الإسرائيلي” وخطر المجموعات الإرهابية التي ترعاها “إسرائيل” والتي ‏تهدّد لبنان في أمنه استقراره وسلمه الأهلي‎.‎

وقال حردان: الحكومة الحالية رفعت شعار “استعادة ثقة المواطنين بالدولة”، لكن هذا الأمر لم يحصل، ‏لذلك نتطلع إلى أن تكون الحكومة المقبلة قادرة على استعادة الثقة، من خلال تثبيت دعائم الاستقرار، ‏لأنه وحده يسمح للثقة بأن تعود تدريجياً، ومن خلال تحقيق الإنماء المتوازن في المناطق، لأنه لا استقرار ‏دون إنماء متوازن. إنّ الاستقرار الاجتماعي يتطلب الاستفادة من القروض لإقامة مشاريع أساسية وحيوية ‏تحقق الإنماء المتوازن واستقرار البلد في آن‎.‎

وأردف: المناطق تحتاج إلى إنماء، ولا يجوز الاستمرار في حصر الإنماء بالعاصمة وإبقاء مناطقنا إضافةً إلى ‏أحزمة البؤس في العاصمة مناطق فقيرة ومحرومة. واليوم، ثمة إضرابات في كلّ المؤسّسات، من التعليم ‏إلى الكهرباء والمياه إلى الوظائف العامة حتى في المستشفيات. ونحن نعتبر أنّ غياب الحلول والمعالجات ‏لا يساهم في عملية التحصين‎.‎

وأضاف حردان: نريد حكومةً تعيد بالفعل لا بالكلام ثقة المواطن بالدولة. الكلام لا يعيد الثقة، وللأسف لم ‏يعد له أيّ مصداقية. المصداقية تتعزّز حين تترجم الأقوال أفعالاً. لذلك، المناطق اليوم بحاجة إلى تلبية ‏مطالبها، ويجب أن تترجم التعهّدات للمواطنين على أرض الواقع‎.‎

وتحدث حردان عن واقع المناطق الجنوبية، بوصفها مناطق تشكل نموذجاً فريداً للوحدة، وللمناعة الوطنية ‏في مواجهة الخطاب التفكيكي الطائفي، الذي للأسف، بات موجوداً في كلّ لبنان، لكن هذه المنطقة ‏تغلبت عليه، ونتائج الانتخابات دليل على ذلك. إنّ النموذج الذي قدّمته هذه المنطقة هو تعبيرٌ حقيقي ‏عن إرادة أبنائها، وهذا النموذج نريده لكلّ لبنان‎.‎

وتوجّه إلى الوفود والفاعليات قائلاً: “نحن إلى جانبكم ومعكم، سندافع عن حقوق هذه المنطقة وسنعمل ‏لتأمين كلّ ما تحتاجه، ونحن بوجودكم ودعمكم نشكّل قوّة ضاغطة لتحقيق المطالب، فهذا البلد كغيره من ‏البلدان علينا أن نكون أقوياء لأننا أصحاب حقّ. فعندما نكون أصحاب حقّ إلى جانب قوّتنا نصل إلى تحقيق ‏حقّنا‎”.‎
‎”
‎عاصفة” إقالات داخل “المستقبل‎”

وكأن القوى السياسية غير راغبة بطي صفحة الانتخابات النيابية ولا إقفال الحساب الانتخابي ‏والسياسي، ولم تشفع عطلة نهاية الأسبوع وبرودة الطقس دون ارتفاع سخونة المشهد السياسي ‏الداخلي وانفجار كافة المحاور، لا سيما على جبهة بيت الوسط – كليمنصو والمختارة – خلدة، وعلى خط ‏الرابية معراب، أما البارز فكان عاصفة الإقالات داخل التيار الأزرق التي أطاحت بمجموعة واسعة من قيادات ‏الصف الأول والمستويات العليا والمتوسطة في “التيار” وطاولت شخصيات من “العائلة الحاكمة” لا سيما ‏مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري ومسؤول الماكينة الانتخابية في المستقبل ومدير مكتب وزير ‏الداخلية ماهر أبو الخدود‎.‎

ماذا يحصل داخل “المستقبل”؟ سؤال ضجّت به الأوساط السياسية والشعبية وسط توقعات بأن تتبع ‏حملة الإقالات المتتالية حملات أخرى خلال الأيام القلية المقبلة ربما تشمل نواباً ووزراء. مصادر سياسية ‏أشارت لــ “البناء الى أن “جملة الإقالات جاءت بطلب سعودي إماراتي كشرط مقابل تسوية مالية ‏للرئيس سعد الحريري في إطار حملة تطهير أرادتها السعودية في صفوف المستقبل الذين تربطهم علاقة ‏جيدة بحزب الله وتعاونوا معه ضد المملكة وأفشلوا خطتها إبان احتجاز الرئيس سعد الحريري في 4 تشرين ‏الثاني الماضي”. ولفتت المصادر الى أن “السعودية طلبت من الحريري هذا الأمر منذ ذلك الحين وأصرّت ‏قبيل الانتخابات النيابية غير أن الحريري طلب تأجيل هذا الأمر الى ما بعد الانتخابات كي لا يؤثر على ‏وحدة التيار وأدائه في العملية الانتخابية”. وأوضحت المصادر بأن “نتائج الانتخابات التي تسببت بنكسة ‏للتيار هي أحد أسباب ما يجري داخل المستقبل، لكن هناك أسباب خارجية”. ولفتت الى أن “إقالة نادر ‏الحريري لا يعني تجميد التواصل مع حزب الله الذي سيستمرّ عبر قنوات أخرى”. ووضعت المصادر استقالة ‏نادر الحريري بعملية استيعاب وامتصاص النقمة السعودية على الحريري وتمّت بالتنسيق بين الحريري ‏وإبن عمته لتخفيف الضغط السعودي على الحريري، ولم تستبعد تعيين نادر في مناصب أخرى في الظلّ ‏وبعيداً عن الإعلام بانتظار انحسار الضغط الخليجي ليعود الى مناصب وزارية ونيابية في المستقبل‎”.‎

ووضعت مصادر قيادية مستقبلية ما يجري داخل “التيار” في إطار إعادة تقييم داخلي تجريه قيادة ‏المستقبل بعد الانتخابات، لتحديد مكامن الخلل والتقصير لتجديد القطاعات والتنسيقيات والمسؤولين عن ‏الملفات الأساسية في التيار”. وكشفت لـ “البناء” أن “التحقيقات الداخلية مستمرة في مختلف ‏المستويات بعد ورود شكاوى عديدة عن تقصير وأخطاء فردية وربما تصل الى حد الفساد وتلقي رشى ‏وغيرها فضلاً عن الصراعات الداخلية وقد تطال مئات الأشخاص”. ونفت المصادر أن “تكون للأمر علاقة ‏بأزمة احتجاز الحريري أو بحسابات خاصة بمصالح السعودية في لبنان”، موضحة أن “لا رابط بين إقالة نادر ‏الحريري والحنق السعودي عليه، إذ إنه واحد من أصل عشرات تمّت إقالتهم لأسباب داخلية محضة تتعلق ‏بأداء التيار في الاستحقاقات‎”.‎

ولفتت المصادر الى أن “الحريري لم يُمنَ بهزيمة كما يُشاع بل تمكن في الأسابيع الاخيرة قبل الانتخابات ‏من استنهاض القواعد الحزبية والشعبية من خلال جولاته وحصد 21 مقعداً، رغم عدد اللوائح الكبيرة ‏المنافسة في طرابلس وبيروت وصيدا والبقاع”، مشيرة الى “أن تقديرات المستقبل كانت حصوله على ‏‏24 مقعداً كأقصى حد‎”.‎

وأعلنت الأمانة العامة في التيار قرار رئيس الحكومة “إعفاء السيد وسام الحريري منسق عام الانتخابات ‏من مسؤولياته في هيئة شؤون الانتخابات”، و”السيد ماهر أبو الخدود مدير دائرة المتابعة في مكتب ‏الرئيس من مهامه في التيار”. ونفت الأمانة “استقالة الأمين العام للتيار أحمد الحريري”. وأشارت الى أنّ ‏‏”القرارات الصحيحة حصراً هي التي تصدر عن الرئيس وتعلنها الأمانة العامة رسمياً‎”.‎

لكن السؤال كيف يتحدّث الحريري عن انتصار انتخابي في الوقت الذي يقوم بكل هذه الإقالات لأبرز ‏المسؤولين عن الملف الانتخابي والعلاقات السياسية لتقصيرهم في مهماتهم الانتخابية وتحميلهم ‏مسؤولية النتائج؟ فهل يحتاج المنتصر الى فعل ذلك؟
وفي الوقت الذي يعيش “المستقبل” والبيت الحريري الداخلي هزة انتخابية وسياسية وتغييرات لا تبدو ‏السعودية بعيدة عنها طالت شخصيات مقربة من الحريري نفسه وعلى مسافة أسبوع من انطلاق ‏استشارات التكليف الملزمة، كان رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة ، يستقبل القائم بأعمال ‏السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري وسفير الإمارات في لبنان حمد سعيد الشامسي‎ !‎

وفي الموازاة، لا تبدو علاقة رئيس المستقبل ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط آيلة الى التهدئة، ‏فلم يستسغ جنبلاط ادعاء الحريري الانتصار الانتخابي، فغرّد عبر “تويتر”، قائلا: “أما وقد انتهت الانتخابات ‏فغريب كيف أن بعض الخاسرين يدّعون النصر والبعض الآخر يلجأ إلى الضجيج الإعلامي بدلاً من احترام ‏القانون”، فسرعان ما أدرك الحريري أنه المعني وردّ عبر “تويتر” متوجّهاً إلى جنبلاط،: “يا ليت يا وليد بيك ‏تحلّ عن المستقبل شوي وما تحطّ كل مشاكلك علينا وشكراً‎”.‎
‎”
‎التيار” – “القوات”: المعركة الحكومية آتية‎

الى ذلك، لا تزال نتائج الانتخابات وعدد المقاعد محلّ سجال وقراءة سياسية مختلفة بين التيار الوطني ‏الحر و”القوات اللبنانية”، فبعد رسائل رئيس “القوات” سمير جعجع الانتخابية ذات الأبعاد السياسية إلى ‏بعبدا والرابية، ردّ رئيس ” التيار” الوزير جبران باسيل على رئيس “القوات”، وأكد في كلمة له خلال ‏احتفال “التيار” بالانتصار في الانتخابات النيابية ، بالقول: “إذا كنت لا تجيد عدّ نوّاب ولا تجيد عدّ الأصوات، ‏كيف نعطيك وزارة فيها عدّ وحسابات كوزارة الطاقة؟‎”.‎

وردّ وزير الإعلام ملحم الرياشي ، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على باسيل قائلاً: “ما زيد ‏عن المال و اللاجئين والعدّ، أقول لك يا جبران لم أكن أنا ورئيس الجمهورية ميشال عون نمازح فيه النائب ‏إبراهيم كنعان في زمن المفاوضات الصعب بحركة اليد “كل شي بيرجعلك ضحاك ما بتحرز‎”.‎

وقالت مصادر سياسية إن معركة تشكيل الحكومة بين “التيار” و”القوات” آتية لا محال في ظل تضخّم ‏حجم “القوات” واعتبارها مساوية لحجم التيار البرتقالي، مشيرة الى أن القوات ذاهبة الى صدام مع ‏التيار الحر والمستقبل والرئيس ميشال عون لفرض نفسها في الحكومة بحصة وازنة‎.‎

هدوء حذر في الشويفات‎

إلى ذلك، وضع الجيش اللبناني يده على ملف أحداث الشويفات وسط حالة من الهدوء الحذر تعيشها ‏المدينة، وأعلنت قيادة الجيش في بيان أنها “أوقفت المدعوين طارق السوقي ووائل البنا، لارتباطهما ‏بالإشكال الذي حصل في وقت سابق في بلدة الشويفات وبالمطلوبين بشكل أو بآخر، وضبط بحوزتهما ‏مسدسان حربيان ومبلغ من المال وعدد من الأجهزة الخلوية، بالإضافة إلى بطاقات تسهيل مرور ورخص ‏حمل أسلحة منتهية الصلاحية. ولا تزال التحقيقات معهما مستمرة بإشراف القضاء المختص‎”.‎

وأكد جنبلاط في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى “أنني أشجب وأدين استخدام وسائل ‏التواصل الاجتماعي للتعرّض لكرامات الناس وأعراضهم وأنني على كامل الثقة بأن القانون سيأخذ مجراه ‏في قضية حادثة الشويفات ، لكن كفى هذا السيل من المزايدات والتحريض والإساءات من هنا وهناك ‏وتمثلوا بسيرة وأخلاقية الشهيد علاء أبي فرج‎”.‎

وكان رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” وزير المهجرين طلال أرسلان، قد شنّ هجوماً لاذعاً وعنيفاً ‏على جنبلاط والمختارة هو الأول من نوعه منذ سنوات. وفي مؤتمر صحافي عقده في دارته في خلدة، ‏قال: “يا وليد بيك إذا كنت تريد التهدئة والمعالجة فنحن حاضرون، وأنا أنتظر قرارك النهائي، ومهما حاولت ‏تطويقي وابتزازي والتهويل، فلم يعد ينفع ذلك، لأن الزمن الأول تحوّل، نريد أن تكلّمنا وجهاً لوجه أنت أو ‏تيمور بيك جنبلاط، لأنني لا أريد أن تدخل الأوباش إلى منزلي‎”.‎

بري – الحريري: تعقيدات التشكيل تابع‎…

وفي ظل مربعات الاشتباك المحلية والتعقيدات الاقليمية، يصبح السؤال مشروعاً: أي حكومة وحدة وطنية ‏ستبصر النور في هذه الأجواء الملبدة بالغيوم؟ وأي انطلاقة لحكومة العهد الأولى مع هذه الخطابات ‏الطائفية والتصعيدية؟ وماذا عن خطط رئيس الجمهورية والعهد والحكومة لمعالجة الأزمات الحياتية ‏والاقتصادية المتفاقمة مع تنامي خطر الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان؟

مصادر حزبية قالت لـ “البناء‎” ‎إن “اللقاء المسائي الطويل الذي جمع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري ‏والحكومة سعد الحريري لم يخرج برؤية واضحة حول المرحلة المقبلة باستثناء إعلان الحريري تأييده لبري ‏لرئاسة المجلس وتأييد برّي لتسمية الحريري لتشكيل الحكومة، لكنها لفتت الى أن “لا اتفاق على ‏شكل الحكومة الجديدة ولا على وزارة المال ولا التوازنات وتوزيع الحقائب والبيان الوزاري، على أن تبحث ‏تعقيدات التشكيل بعد استحقاق رئاسة المجلس‎”.‎
وحول نيابة رئاسة المجلس أبلغت أوساط مستقبلية “البناء” بأن كتلة المستقبل ستصوّت إلى الوزير ‏السابق النائب الياس بو صعب‎.‎

نصرالله يطلّ اليوم‎

ويطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر اليوم في كلمة له في الذكرى السنوية الثانية ‏لاستشهاد القائد الجهادي مصطفى بدر الدين‎.‎
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين خلال احتفال تأبيني، أن من أهم ‏نتائج الانتخابات النيابية أن كل ما دفعه آل سعود، وما فعله الأميركي والإسرائيلي على المستوى الدولي ‏والسياسي والعقوبات المالية والاقتصادية، والضغط الإعلامي والدعائي، ذهب هباءً منثورًا‎”.‎
وأعلن عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب هاني قبيسي بأننا لن نقبل بأن يكون نزع سلاح المقاومة ‏هدفاً سياسياً او انتخابياً للبعض يريد تأدية دور مكلف به من الخارج، ولن نقبل أبداً أن يرفض كتابة كلمة ‏مقاومة في أي بيان وزاري‎”.

 

المصدر: صحف