إيران والمواجهة الصلبة مجدداً.. – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

إيران والمواجهة الصلبة مجدداً..

ظريف
احمد شعيتو

عندما وفت طهران بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي اعلنت واشنطن واوروبا رفع العقوبات عن ايران، كان ذلك في بداية العام 2016.. استفادت طهران من ذلك في مجالات هامة تبدأ بقطاع النفط والغاز مرورا بقطاع التجارة وليس انتهاء بالاستثمارات عدا عن استعادة اموال كانت مجمدة في الخارج.. لكن خطة العمل المشتركة في اطار استمرار آليات تطبيق الاتفاق النووي واجهت مناورات اميركية والتفافا على بعض امور الاتفاق.. قررت اميركا حجز ملياري دولار من الاصول الايرانية بحجج واهية، كما بقيت الاجواء التي تثيرها واشنطن ضد ايران تخلق ترددا لدى مؤسسات أوروبية في التعامل مع إيران خشية مشكلات قانونية أميركية.

ايران-وامريكاوربما تتقصد اميركا ذلك خوفا من تنامي الشراكة الاوروبية الايرانية في مجالات تبدأ اقتصادية و تتحول الى ابعاد اخرى ، لكن من جهة تجد الدول الاوروبية في ايران فرصة تجارية واستثمارية لا سيما في ظل مؤهلات وموارد ايران وهو بلد  يملك رابع أكبر مخزون للنفط في العالم وثاني أكبر مخزون للغاز كما يعتبر سوقا استثماريا واسعا، ومن جهة ثانية تندفع اوروبا نحو ايران املا في تخفيف حدة ازمتها الاقتصادية.

لذلك رأينا انه منذ توقيع الاتفاق النووي وحتى قبل  رفع العقوبات تسابق الاوروبيون في وفود سياسية واقتصادية الى ايران لدرس فرص واتجاهات الاستثمار واعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية. برلين ارسلت وزير اقتصادها على رأس وفد تجاري من ممثلي الشركات. وفد اقتصادي من مختلف الشركات الفرنسية زار طهران في ايلول الماضي  بعد ان سبقه وزير الخارجية الفرنسي..  وكان البارز زيارة رئيس الوزراء الايطالي ايضا على رأس وفد. وغير ذلك من الوفود الاوروبية والعالمية.

من المتوقع وحتى رغم الضغوط والمناورات الاميركية في عدة امور تجاه ايران ان تستمر في اغتنام فرص التعامل المتنامي مع دول العالم،  هي تواصل تنمية المشاريع الاستثمارية والتجارية ومشاريع الطاقة وغيرها على خطى التنمية الاقتصادية الشاملة.. من المتوقع ايضا ان  يستمر الاهتمام الاوروبي  والعالمي بتنمية العلاقات مع ايران ، الشواهد كثيرة وآخر شاهد على ذلك قول وزير الخارجية الالمانية بالامس بعد لقاء مع نظيره الايراني انا نرغب فی بناء علاقات قویة مع ایران فی جمیع المجالات لیس السیاسیة والاقتصادیة فقط، بل الثقافیة والاجتماعیة ایضا.

تُواجه ايران مسالة تجميد الملياري دولار، وفي وقت تصدر عن طهران مواقف تحذر من خرق الاتفاق النووي.   قدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية امس شكوى إلى محكمة العدل الدولية للمطالبة بالإفراج عن أموالها المجمدة في الولايات المتحدة بعد قرار الأخيرة الحجز على ملياري دولار لتعويض عائلات ضحايا هجمات أتُهمت طهران بدعمها بحسب ما أفادت المحكمة. وفي نص الدعوى المقدمة أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة قالت طهران إن “إيران والشركات العامة الإيرانية تتمتع بحصانة قضائية في محاكم الولايات المتحدة”.

الرئیس الایراني الشيخ حسن روحاني تحدث امس في هذا الخصوص عن القرصنة الامیركیة للملیاري دولار وقال ان المحاكم الامیركیة باصدارها احكاما غیر قانونیة قالت بان هذه الارصدة یجب ان توضع تحت تصرف امیركیین واسر ضحایا قتلوا فی لبنان ولیس من المعلوم ماذا كان یفعل الامیركیون فی لبنان وما علاقة الموضوع بایران. واكد باننا سوف لن نلتزم الصمت تجاه هذا الامر ولقد رفعنا شكوى رسمیة الي محكمة العدل الدولیة وسنتابع هذه الشكوى حتى الوصول الي نتیجة.

الإمام السيد علي الخامنئي خلال إحياء الذكرى السنوية الـ 27 لرحيل الإمام الخميني (قدس)

لقد اكدت ايران في عدة مناسبات ان من الضروري أن تفي الولايات المتحدة بالتزاماتها ليس على الورق فقط وأن تزيل العقبات فيما يتعلق بالنظام المصرفي. كان لافتا جدا موقف الامام الخامنئي الاخير عندما قال سماحته “اننا لا ننتهك خطة العمل الشاملة المشتركة، الا انه لو انتهكها الطرف المقابل – ونشاهد اليوم ان مرشحي رئاسة الجمهورية الاميركية يهددون بأنهم سيمزقونها – لو مزقوها فاننا نحرقها !”.

كما كان تحذير خلال الساعات الماضية من قبل المتحدث باسم الطاقة الذرية الايرانية “بهروز كمالوندي” للولايات المتحدة الأميركية من إختلاق الأزمات في مسار تنفيذ الإتفاق النووي مطالبا الإدارة الأميركية بالكف عن عرض مطالب خارج نطاق الإتفاق.

هذه المواقف الصلبة بدءا من اعلى قمة القيادة الايرانية وهذه الاجراءات والقرارات الايرانية، معطوفة على العمل الدؤوب في ظل الكفاءات والامكانيات والموارد اضافة الى الفرص الايرانية الناجمة عن الحاجة الاوروبية بل حتى الاميركية الى التعامل الاقتصادي وغير الاقتصادي مع ايران، كل ذلك يعني ان الجمهورية الاسلامية ثابتة وهي من يكسب الجولة ويواصل النجاح مقابل اي  خداع او مناورة او ضغوط، وهي تواجه بالقانون والسياسة والاقتصاد ، والوقائع تدل انها محور استقطاب مختلف قادة دول العالم منذ توقيع الاتفاق النووي الى اليوم كما تدل الوقائع ان ايران وفي كل المنعطفات التاريخية الكبرى كانت صامدة ومنتصرة حتى لو طال الوقت وهو ما ستكون عليه في مواجهة اي تحديات حالية ومقبلة.

المصدر: موقع المنار