أكدت الجامعة التونسية للفنادق (جامعة مهنية مستقلة) زيادة عدد السياح الوافدين على تونس خلال النصف الأول من السنة الحالية بنسبة 29.3 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية، ليصل عدد الوافدين على السوق السياحية التونسية بحسب التقديرات إلى نحو 2.56 مليون سائح.
وتعود هذه الزيادة المهمة والانتعاشة الملحوظة التي شهدها القطاع السياحي التونسي إلى بوادر انتعاشة للسوق الأوروبية نحو الوجهة التونسية، إذ تنتظر تونس زيادة في عدد السياح الأوروبيين بنسبة 30 في المائة ليصل عددهم إلى قرابة مليوني سائح أوروبي خلال هذا الموسم، مقابل 1.5 مليون زائر أوروبي فقط خلال السنة المنقضية. فيما تأمل تونس في استقبال نحو 6.5 مليون سائح من كل الأرجاء خلال الموسم السياحي الحالي، وتعول على القطاع السياحي في دعم عائداتها من العملة الصعبة التي يحتاج إليها الاقتصاد التونسي بقوة.
وتتصدر فرنسا قائمة الزوار الأوروبيين إلى تونس خلال النصف الأول من العام، بتوافد 202 ألف و350 سائحاً، وتسجل بذلك نسبة زيادة لا تقل عن 43.2 في المائة. ثم تأتي ألمانيا في المرتبة الثانية أوروبيا بأكثر من 69 ألف سائح، وإيطاليا بأكثر من 36 ألف سائح. كما استعادت تونس جانباً من السوق البلجيكية، إذ سجل عدد الوافدين البلجيكيين على تونس تطوراً يناهز 99.4 في المائة، حيث سجل أكثر من 17 ألف زائر.
وعلى الرغم من تطور مؤشرات السوق الأوروبية وعودتها التدريجية إلى سالف نشاطها، فإن الأرقام المسجلة في السابق ما زالت بعيدة المنال، إذ إن السوق الألمانية على سبيل المثال كانت توفر ما لا يقل عن 400 ألف سائح سنويّاً، يُعدّون من «السياح الممتازين» من حيث مستوى الإنفاق، وهو ما لا يمكن تحقيقه في ظل الظروف الحالية، خصوصاً بعد الهجمات الإرهابية الدامية التي طالت العشرات من السياح الأوروبيين.
وفي الاتجاه ذاته، لا تعول تونس كثيراً على السوق السياحية الروسية التي عاشت طفرة مهمة خلال السنتين الأخيرتين وسجلت توافد نحو 623 ألف سائح، إذ عرفت تونس تراجعاً بنسبة 20 في المائة على مستوى عدد السياح الروس خلال النصف الأول من السنة الحالية، ليبلغ عددهم 149 ألف سائح فقط.
وفي المقابل، استقبلت تونس في ذات الفترة ما يناهز 9 آلاف سائح صيني بارتفاع قدر بنحو 350 في المائة، ويعود هذا التطور بالأساس إلى الإجراء الجديد الذي اتخذته الحكومة التونسية لفائدة السياح الصينيين من خلال حذف تأشيرة الدخول إلى تونس وإمكانية التعامل بالعملة الصينية كإحدى العملات الصعبة الدولية.
وتبقى السوق السياحية الوافدة من بلدان المغرب العربي، خصوصاً الجزائر وليبيا، من أفضل الداعمين للسياحة التونسية، إذ استأثرت السوق الجزائرية بنصيب الأسد من خلال توافد أكثر من 766 ألف سائح، مسجلة نمواً بنحو 61.2 في المائة، تليها السوق الليبية بأكثر من 619 ألف زائر، مسجلة بدورها تطوراً لا يقل عن 30.6 في المائة.
المصدر: الشرق الاوسط