شهد ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، اليوم الجمعة، حشودًا مليونية غاضبة تدفقت نصرةً لخاتم الأنبياء والمرسلين، محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، ودعمًا للمسجد الأقصى المبارك، وإسنادًا لصمود الشعب الفلسطيني، وذلك تحت شعار: “لا أمن للكيان… وغزة والأقصى تحت العدوان”.
ورفع المشاركون في المسيرة أعلام اليمن وفلسطين، إلى جانب رايات حربية ولافتات استنكرت تدنيس الاحتلال للمسجد الأقصى، والإساءات المتكررة التي طالت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ونددت بالجرائم الصهيونية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. كما شددت الشعارات على تمسّك الشعب اليمني بموقفه الثابت والمبدئي في نصرة القضية الفلسطينية.
وعبّر المتظاهرون عن سخطهم إزاء اقتحام آلاف اليهود للمسجد الأقصى خلال الأسبوع الفائت، وأداء طقوس ورقصات استفزازية في ساحاته، فضلاً عن إساءاتهم العلنية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدين أن تلك الممارسات تُجسد بوضوح طبيعة العقيدة اليهودية المعادية للإسلام والمسلمين ومقدساتهم.
وأكد المشاركون أن خروجهم في هذا اليوم هو استجابة لأمر الله تعالى، وجهاد في سبيله، وابتغاء لمرضاته، وتعبير عن الوفاء لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ونصرة للمسجد الأقصى، ودعم للمقدسات الإسلامية، ومساندة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع جرائم الإبادة منذ أكثر من ستمائة يوم.
وردد المحتشدون هتافات التلبية لله عز وجل، وأكدوا ثباتهم إلى جانب غزة، وجدّدوا تفويضهم الكامل لقائد أنصار الله، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كما أكد بيان “مسيرات العهد والبيعة والوفاء والولاء لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم” أنّ شعب الإيمان والحكمة لن يكتفي إزاء الإساءات اليهودية المتكررة، سواء للرسول الأعظم أو للمسجد الأقصى، ببيانات الشجب والاستنكار، بل سيواجهها بالخروج المليوني، والنفير العام، واستعدادًا وتجهيزًا للمواجهة.
وشدّد البيان على أن الرد لن يكون بالكلمات وحدها، بل سيمتد إلى العمليات العسكرية، عبر الصواريخ والطائرات المسيّرة والمجنّحة، وبالتعبئة العامة، والمقاطعة الاقتصادية لأعداء الأمة، وبكافة الوسائل المشروعة، جهادًا في سبيل الله.
ودعا البيان شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك كلٌّ بما يقدر عليه، قائلاً: “لا أحد منكم أقلّ شأنًا أو أضعف حالًا من غزة، التي تقاوم أعتى إمبراطوريات الشر، مدعومة بلا حدود من أمريكا والغرب الكافر وصهاينة العالم، ولم تركع ولم تستسلم”. كما حذر البيان من التراخي أو التواطؤ، بقوله: “إياكم أن تكونوا من المتربصين”.
وخاطب البيان العدو الصهيوني بالقول: “إن أسوأ فكرة قد تخطر ببالك هي أنك ستتمكن من دفعنا إلى التراجع أو التوقف أو التخلي عن موقفنا الإيماني والإنساني والجهادي في مساندة غزة، مهما تماديت في الإجرام. فلتتعظ من مصير الأمريكي وهزيمته”.
وأشار البيان إلى أن استهداف العدو للمرافق الخدمية والاقتصادية يعزّز قناعة اليمنيين بأن هذا الكيان هو “أحقر وأقذر عدو”، ويستحق أن يُجاهد في سبيل الله، مؤكدًا في الوقت ذاته أن العمليات التي تنفذها قوى المقاومة ضد الكيان الصهيوني هي عمليات “مؤثرة ومؤلمة”.
خرجنا اليوم نصرة ووفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. نحن فداءٌ لرسول الله وللمسجد الأقصى
ونقول للأعداء الصهاينة.. شعبنا اليمني متشوق لقتالكم.. ويريد أن يشرب من دمائكم🎥 أحد الأشبال المشاركين في #ميدان_السبعين#لن_نترك_غزة #لا_أمن_للكيان pic.twitter.com/fnoisFVOs9
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) May 30, 2025
ووجّه البيان خطابًا مباشرًا للقوات المسلحة اليمنية، قائلاً: “لا تسمحوا لهذا الكيان بأن يشعر بأي درجة من الأمان، طالما أن غزة تُباد، والأقصى يُستباح. اضربوهم بلا رحمة، وواصلوا تطوير قدراتكم وتوسيع عملياتكم. فالله معكم، يهديكم ويعلمكم وينصركم ويسدّد ضرباتكم، ونحن معكم بما نملك – بإذن الله – حتى يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن غزة”.
واختُتم البيان برسالة تضامن موجهة إلى “إخواننا في غزة وفلسطين”، جاء فيها: “اصبروا وصابروا، فإنكم تجاهدون في سبيل الله، ولن يُضيع الله صبركم وجهادكم، بل سيمنّ عليكم بالنصر القريب. نحن معكم، ولن نتخلى عنكم؛ فجراحكم جراحنا، ودماؤكم دماؤنا، وأطفالكم أطفالنا، ونساؤكم نساؤنا، وبيوتكم بيوتنا، ونصركم نصرنا. وما النصر إلا من عند الله”.
ويُشار إلى أنّ هذا اليوم، كما في كل جمعة، شهد خروج مئات المسيرات في العاصمة صنعاء و14 محافظة يمنية، نصرةً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ودعمًا للأقصى المبارك والشعب الفلسطيني، تحت شعار: “لا أمن للكيان… وغزة والأقصى تحت العدوان”.
المصدر: المسيرة نت