حدث اليوم | “التحرير الثاني”.. يوم انتصر لبنان على الإرهاب – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

حدث اليوم | “التحرير الثاني”.. يوم انتصر لبنان على الإرهاب

b35194fa-1d7d-4b0d-ad4d-825606f37a30

بعد سبعة عشر عاماً على الانتصار الكبير الذي حققه لبنان بشعبه ومقاومته بتحرير جنوبه من الاحتلال الاسرائيلي، كان الأخير على موعد مع “تحرير ثاني”، انتصار عظيم آخر، تمثل بتحرير جرود سلسلة لبنان الشرقية من الجماعات الارهابية في عملية عسكرية نوعية تمّت بالتعاون مع الجيش اللبناني. ما الذي جرى؟ وكيف توصلت المقاومة والجيش إلى اتخاذ القرار الحاسم بضرورة شنّ هذه العملية التي شكلت مرحلة مفصلية في الصراع مع الارهاب لجهة تداعياتها الايجابية على الأمن اللبناني؟

في آب/اغسطس من العام 2014، استطاعت الجماعات الإرهابية في سوريا أن تستغل واقع النازحين والتأييد السياسي والإنساني لهم، لتؤمن خلال سنتين قدرة عسكرية، تمكنت من خلالها أن تنفذ هجوماً على مواقع الجيش اللبناني لتقتل عدداً من الضباط والجنود، وتأسر 30 عسكرياً لبنانياً تمّ احتجازهم لدى جبهة النصرة وتنظيم “داعش”.

لاحقاً، عام 2015 وبنتيجة التفاوض أُفرج عن 16 من هؤلاء العسكريين، بعد أن أعدمت جبهة النصرة 4 منهم وتوفي عسكري خامس متأثراً بإصابته، كما أبقى تنظيم “داعش” الارهابي مصير 9 عسكريين مجهولاً.

وأعلنت التنظيمات الارهابية عن سيطرتها واحتلالها لأراضي لبنانية في عرسال وجرودها وجرود رأس بعلبك والقاع، وحاولت التوسع خارج هذه المنطقة واحتلال قرى لبنانية، إلا أنها جوبهت بمقاومة عنيفة من الجيش اللبناني وحزب الله، بحيث أدّت هذه المقاومة إلى منع تمدد هذه الجماعات إلى خارج مناطق سيطرتها، إلا أن نية التوسع والسيطرة عكستها أكدتها خطط هذه الجماعات التي لم تترك فرصة سانحة إلا واقتنصها لاحتلال المزيد من الأراضي، لذا كان وجودها تهديداً للأمن القومي اللبناني.

منذ العام 2014، لم تكن المعطيات السياسية سانحة لقيام الجيش اللبناني أو حزب الله بعملية لتحرير الأراضي أو استرجاع الأسرى. خلال هذه المدة نفّذت الجماعات الإرهابية العديد من العمليات داخل الأراضي اللبنانية. وهنا لم يكن أمام القوى اللبنانية أي خيار سوى تحرير الأرض من هذه الجماعات الارهابية المتواجدة فيه.

في العام 2017، حانت ساعة الصفر للقيام بهذه المهمة بعد أن تولى العماد ميشال عون رئاسة الجمهورية، فجرى رسم خطة تحرير كافة الجرود اللبنانية والسورية الواقعة في المنطقة الحدودية بين البلدين والمقدرة مساحتها بنحو 500 كم2.

 بهمّة الرئيس عون تمت مباركة عملية حزب الله والجيش السوري في تموز/يوليو 2017، والتي انتهت بتحرير ما يقارب 200 كم2 وإخراج مسلحي جبهة النصرة إلى إدلب، ليبقى مساحة 140 كم2 محتلة من الأرض اللبنانية ونحو 180 كم مربع من الأراضي السورية المحاذية للأرض اللبنانية، قيد الاحتلال.

في 19 آب/أغسطس 2017، بدأت المقاومة بعملية تحرير 20 كم2 من الأراضي اللبنانية وتحرير كافة الأراضي السورية المحاذية للأرض اللبنانية بالتعاون مع الجيش السوري. بينما تولى الجيش اللبناني تحرير 120 كم2 محتلة من الأراضي اللبنانية وبخلال أيامٍ قليلة تمكّنت القوات المهاجمة من تضييق الخناق على ارهابيي “داعش” الذين حوصروا في مساحة لا تتعدى 40 كم2، وفي 26 آب/اغسطس 2017 أعلنت المقاومة والجيش السوري وقف اطلاق النار بغاية انهاء الوجود الارهابي بأقل خسائر وتحرير الأسرى اللبنانيين لدى هذا التنظيم. من جهته، أعلن الجيش اللبناني وقف عملياته العسكرية لتحقيق المفاوضات نتائجها المرجوة.

وبالفعل، أدّت المفاوضات إلى معرفة مصير الأسرى اللبنانيين لدى “داعش”، إذ تبيّن أنهم أعدموا في العام 2015.  كما تمّ الاتفاق على اطلاق أسير حزب الله لدى “داعش”، بالمقابل وافقت قيادة الجيش على نقل إرهابيي داعش إلى دير الزور ولم تمانع الدولة السورية هذه الخطوة.

وفي 28/8/2017، استعادت الدولة اللبنانية جثامين شهدائها العسكريين وخرج إرهابيو “داعش” من الأراضي اللبنانية إلى دير الزور، فتحقق التحرير الثاني للأرض اللبنانية.

تحرير الجرود.. من أهم إنجازات المقاومة بعد تحرير 2000

يُعد تحرير جرود سلسلة جبال لبنان الشرقية من الجماعات التكفيرية الإرهابية واحدة من أهم إنجازات المقاومة، بعد دحر الاحتلال الصهيوني عن الجنوب عام 2000. هذا النصر تحقق من خلال سلسلة عمليات عسكرية خاصة بدأت في العام 2014 في جرود بريتال، وتوجت بعمليات كبيرة بدأت في العام 2015 في جرود بعلبك ونحلة ويونين وعرسال.

العملية العسكرية الثانية تلت ما قبلها بفارق زمني بسيط، وحررت مناطق حفرت في الذاكرة نظرا لضراوة المواجهة وتضحياته، وبأس رجال الله. تاريخ العملية 12-05-2015، بقيت حتى تاريخ 06-06-2015، في منطقة جرود نحلة ويونين وبعلبك، المساحة الإجمالية التي تم تحريرها هي 180 كم2 ضمن الأراضي اللبنانية.

وبعد سنتين من الصبر وتحمل ظروف الطقس القاسية صيفا وشتاء، جاء دور “عملية أمير المؤمنين” الثالثة.

تاريخ العملية 21-7-2017 ، مساحة الأراضي اللبنانية التي تم تحريرها 55 كم2، الأراضي السورية 6 كم2، العدو كان جبهة النصرة وسرايا أهل الشام.

أما مسك الختام فكانت عملية “وإن عدتم عدنا”، والتي تمت بالتوازي مع عملية فجر الجرود التي قام بها الجيش اللبناني.

تاريخ العملية 17-08-2017، المساحة المحررة من الأراضي السورية 200 كم2، والأراضي اللبنانية 139 كم2.

بفضل هذه التضحيات والإنجازات للمقاومة، كان التحرير الثاني، إذ أثبتت المعركة بمراحلها الأربعة، وبنتائجها أن المقاومة هي فعل مصدر قوة للبنان في كل الظروف والأوقات.

المصدر: موقع المنار