الأربعاء   
   08 10 2025   
   15 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 18:32

ثمانية قتلى في قصف لقوات الدعم السريع على مستشفى في الفاشر المحاصرة

قُتل ثمانية أشخاص على الأقل في قصف شنّته قوات الدعم السريع على مستشفى مدينة الفاشر في إقليم دارفور غربي السودان، وفق ما أفادت مصادر طبية محلية، في وقت تشن فيه القوات المهاجمة أعنف هجماتها حتى الآن على المدينة في محاولة لانتزاعها من قبضة الجيش السوداني.

وتشهد الفاشر منذ أسابيع تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، في إطار الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023، والتي أودت بحياة عشرات آلاف الأشخاص وتسببت بنزوح الملايين، فيما يعاني نحو 25 مليون سوداني من الجوع الحاد، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وقال مصدر طبي رفض الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية، إن قسم النساء والتوليد في مستشفى الفاشر “أُصيب بقصف نفذته طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع”، ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة سبعة آخرين، مضيفاً أن القصف تسبب بتدمير أجزاء من المباني والمعدات الطبية.

ويُعد المستشفى من آخر المنشآت الطبية العاملة في المدينة بعد أن أُجبرت معظم المرافق الصحية على الإغلاق جراء القصف المتكرر. وتشير الأمم المتحدة إلى أن 80% من العائلات المحتاجة للرعاية الصحية في الفاشر غير قادرة على الوصول إليها، فيما تواصل الفرق الطبية المنهكة العمل بإمكانات شحيحة للغاية.

وأفاد أطباء يستخدمون اتصالات عبر الأقمار الصناعية لتجاوز انقطاع الشبكات بأنهم اضطروا إلى استخدام الناموسيات بدلاً من الشاش لتضميد الجروح بسبب النقص الحاد في المستلزمات الطبية.

وبعد 18 شهراً من الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، تعاني المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة من انعدام شبه تام للغذاء والوقود والأدوية، إذ نفدت حتى أعلاف الحيوانات التي استخدمها السكان للبقاء على قيد الحياة، وارتفع سعر الكيس الواحد منها إلى مئات الدولارات.

وأُجبرت معظم المطابخ العامة التي كانت توفر الطعام للفقراء على الإغلاق بسبب نفاد المواد الغذائية، وفق ما ذكرت لجان المقاومة المحلية ومجموعات الإغاثة الشعبية.

ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة الصادرة الثلاثاء، فقد فرّ أكثر من مليون شخص من الفاشر منذ اندلاع الحرب، أي ما يعادل 10% من إجمالي عدد النازحين في السودان. كما انخفض عدد سكان المدينة بنسبة 62%، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

ويقول سكان إن الضربات اليومية تجبرهم على قضاء معظم أوقاتهم داخل مخابئ حفروها في باحات منازلهم هرباً من القصف، فيما أظهرت صور أقمار اصطناعية حللها مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية أن قوات الدعم السريع أنشأت جداراً بطول 68 كيلومتراً حول المدينة، تاركة مخرجاً واحداً يخضع لابتزاز المدنيين مقابل السماح لهم بالعبور.

وحذّرت الأمم المتحدة مراراً من هجمات ذات طابع عرقي في الفاشر، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع سيطرت على عدة مخيمات للنازحين تعاني المجاعة، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى.

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الخميس إن “الفاشر تقف على حافة كارثة إنسانية أكبر، بعد أكثر من 500 يوم من الحصار والقتال المستمر”، داعياً إلى إجراءات عاجلة لفك الطوق المسلح عن المدينة وحماية المدنيين.

المصدر: أ.ف.ب.