الاحتلال يستهدف منتظري المساعدات ويواصل عدوانه على مختلف مناطق قطاع غزة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الاحتلال يستهدف منتظري المساعدات ويواصل عدوانه على مختلف مناطق قطاع غزة

العدوان على غزة

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مجزرة جديدة بحق المدنيين الفلسطينيين، من خلال استهداف مباشر لمواطنين احتشدوا بانتظار المساعدات الإنسانية، تزامنًا مع استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي وإطلاق النار في مختلف مناطق قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، في ظل كارثة إنسانية خانقة، وانقطاع تام لخدمات الاتصال والإنترنت لليوم الثاني على التوالي.

وأكدت مصادر طبية في مستشفيات غزة استشهاد 35 مواطنًا منذ فجر اليوم، بينهم 25 ارتقوا خلال انتظارهم المساعدات الغذائية، في قصف دموي نفذته قوات الاحتلال على مواقع متفرقة. وأوضح مستشفى القدس أنه استقبل 6 شهداء وأكثر من 95 إصابة جراء استهداف الاحتلال لمواطنين قرب محور نتساريم جنوب غربي مدينة غزة، أثناء تجمعهم لتلقّي المعونات.

وفي مدينة رفح جنوب القطاع، أطلقت قوات الاحتلال النار باتجاه مدنيين كانوا ينتظرون المساعدات شمال غرب المدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوفهم، في مشهد يتكرر للمرة الثانية خلال أيام، في إطار سياسة ممنهجة لتجويع الفلسطينيين وقمعهم حتى في لحظات بحثهم عن أبسط مقومات الحياة.

وخلال الأيام الماضية، استهدفت قوات الاحتلال عدة نقاط توزيع مساعدات في رفح ووسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد العشرات وسقوط العديد من الجرحى. خطوة وصفتها منظمات أممية بأنها تمهيد لتهجير السكان قسرًا، ضمن ما يبدو أنه تنفيذ فعلي لاستراتيجية تطهير عرقي ممنهج.

وفي هذا السياق، كشف المكتب الإعلامي الحكومي، أمس الثلاثاء، عن ارتفاع عدد شهداء مراكز توزيع المساعدات “الإسرائيلية-الأمريكية” إلى 163 شهيدًا و1,495 مصابًا، جميعهم من المدنيين المُجوّعين الباحثين عن لقمة عيشهم تحت الحصار والتجويع.

وأكد المكتب في بيان رسمي أن هذه الأرقام الصادمة تفضح الوجه الحقيقي لما يُسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)”، التي تحوّلت إلى أداة في يد جيش الاحتلال تُستخدم للإيقاع بالمدنيين في كمائن الموت، تحت ستار العمل الإنساني.

في جنوب قطاع غزة، شنّت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على وسط مدينة خان يونس، كما استهدفت منطقة بطن السمين بقصف مدفعي وإطلاق نار من الدبابات، ما تسبب في دمار واسع وسقوط شهداء. وواصلت الآليات العسكرية إطلاق النار على المنطقة خلال اليوم، في ظل تحليق مكثف للطيران الحربي.

وفي بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، جرى انتشال جثمان الشهيد إياد محمد جمعة أبو مطلق بعد استهداف مباشر للمنطقة. كما نفّذ الاحتلال غارة جوية على منطقة مواصي القرارة غرب خان يونس، في إطار توسع العدوان على الأحياء السكنية الجنوبية.

في وسط القطاع، استهدف الطيران الحربي محيط شارع البيئة في دير البلح، بالتزامن مع غارات على مخيم النصيرات، من بينها غارة نفذتها طائرة مروحية، وأخرى من طائرات مسيّرة شرقي المخيم. وأسفرت هذه الغارات عن استشهاد مواطنين وإصابة ثالث قرب دوار أبو فياض شمال غربي المخيم. كما أُلقيت قنابل على المواطنين في شارع جولس شرقي النصيرات، فيما سُجلت غارات إضافية شمالي المخيم، تسببت في سقوط مزيد من الشهداء والجرحى.

وفي مخيم البريج، أصيب شاب برصاص الاحتلال، كما استهدفت الآليات العسكرية المنطقة الشرقية للمخيم بإطلاق نار مباشر.

في مدينة غزة، أطلقت آليات الاحتلال نيرانها بكثافة تجاه المناطق الشرقية، تزامنًا مع قصف مدفعي عنيف على أطراف المدينة. كما شنت الطائرات الحربية غارة على منطقة الصفطاوي شمال المدينة، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين قرب مدرسة أسامة بن زيد.

وفي بلدة جباليا شمال القطاع، تواصل القصف الجوي والمدفعي على المناطق الشرقية، فيما استُهدفت بلدة بيت لاهيا بغارة جوية أسفرت عن سقوط شهداء. كما شنت الطائرات الحربية غارة جوية جديدة على شمالي مخيم النصيرات.

تزامن هذا العدوان مع انقطاع شامل لخدمات الإنترنت والاتصال في مدينة غزة وشمال القطاع لليوم الثاني، ما فاقم من عزلة السكان، وعطّل جهود الإغاثة والتوثيق، ومنع آلاف العائلات من طلب النجدة في وقت تتعرض فيه لمجازر يومية وسط دمار شامل.

وفي هذا السياق، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) من أن “الأعمال العدائية المتواصلة والجوع يغذيان حالة يأس شديدة لدى أكثر من مليوني شخص في غزة”، مجددًا دعوته إلى وقف فوري للعدوان والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون شروط أو استهداف.

المصدر: موقع المنار