أقرت أوساط العدو الصهيوني بعدم وجود أي حل فعلي لوقف استمرار إطلاق الصواريخ اليمنية باتجاه الكيان الإسرائيلي، مشيرة إلى أن حرب السعودية على اليمن لم تُجدِ نفعاً، وأن الولايات المتحدة الأميركية انسحبت حفاظاً على ماء وجهها، تاركة الاحتلال الإسرائيلي يتخبط أمام شعب مؤدلج لا يمكن كسر إرادته أو ثنيه عن عناده، ولم ينجح أحد في هزيمته حتى الآن.
وأكدت هذه الأوساط أن لا حل يمنع إطلاق الصواريخ اليمنية على الكيان المؤقت، لافتة إلى أن الغارات الأميركية التي أوقفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم تفلح، وأن الاحتلال تُرك وحيداً يغرق في مستنقع متعاظم. ولفتت إلى أن غارات الاحتلال الحالية، ولا حتى المستقبلية، لن تنجح في تحقيق هدفها، رغم ما تسببه من أعباء معنوية واقتصادية، فضلاً عن حالة عدم الاستقرار التي تفرضها على رحلات مطار بن غوريون.
وأشارت إلى أن السؤال المطروح حالياً في تل أبيب هو ما إذا كان يمكن التعايش مع هذا الواقع الجديد رغم تكلفته الباهظة، وما إذا كان رئيس حكومة العدو وقادة أجهزته الأمنية والعسكرية سيواصلون دفن رؤوسهم في الرمال بانتظار انتهاء حرب غزة، التي لا أحد يعلم إلى أي تسوية ستنتهي.
وفي هذا السياق، قال ألون أبيتار، الخبير الصهيوني في الشؤون الفلسطينية، إن القوات المسلحة اليمنية حددت هدفاً واضحاً، ووضعت شرطاً لوقف إطلاق الصواريخ، مفاده أنه طالما استمرت العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في غزة، فإن الكيان سيتعرض للقصف. وأضاف: “نحن نتعرض مراراً لهذه الصواريخ، وقد ألحق الضرر الأساسي بالطيران الإسرائيلي والأجنبي في مطار بن غوريون، وهو ضرر اقتصادي كبير. لذا، وطالما استمرت المعركة العسكرية، فإن الجيش اليمني سيواصل إطلاق الصواريخ. وكلما ضرب جيش الاحتلال منشآت استراتيجية في اليمن، فإن ذلك لا يدفعهم إلى التراجع، فهم ليسوا مجرد مصدر إزعاج، بل إن القضية أعمق من ذلك بكثير. أذكّر أن السعوديين أداروا حرباً ضد القوات المسلحة اليمنية لأكثر من سبعة أعوام، ولم يتمكنوا من كسرهم أو مواجهتهم بفعالية”.
وفيما اعتبرت أوساط أخرى أن المعضلة الأساسية تكمن في التداعيات المحتملة لاستمرار إطلاق الصواريخ، أكدت أن “الجرّة لن تسلم في كل مرة”، إذ قد تنجح إحدى الضربات مستقبلاً في إيقاع قتلى وجرحى، ما سيمنع نتنياهو من تبرير عجزه، ويدفعه، تحت ضغط الإحراج، إلى البحث عن حلول لن تكون سوى مسكنات مؤقتة لتمرير العاصفة.
من جهته، قال ألموغ بوكر، مراسل القناة 12 الصهيونية: “كما ترون، فإن قصة اليمن لا تتركنا. ومجدداً، يُطلق صاروخ من اليمن، وليس للمرة الأولى هذا الأسبوع. يجب أن نكون حذرين للغاية، فهذه الصواريخ تخترق أحياناً منظومات الدفاع الجوي وتوقع أضراراً. وحتى شظايا الاعتراض، عندما تسقط، تُلحق أضراراً كبيرة، وإذا أصابت أحداً خارج مجال محصن فقد تودي بحياته. لذا، من الضروري أن نبقى في حالة إنصات تام لصفارات الإنذار”.
بدوره، لخّص المسؤول السابق في وحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الصهيونية، حنان غيفن، المعضلة بالقول: “نحن نحاول فقط تقليص النيران التي تطلقها القوات المسلحة اليمنية عبر استهداف البنية التحتية لهم، لكن لا نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك، لأن لديهم أيديولوجيا عميقة وعناداً لا يمكن كسره”.
المصدر: موق المنار