اليمن يرسم معادلة ردع.. 3 ضربات لمطار “بن غوريون” الإسرائيلي خلال أقل من 24 ساعة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

اليمن يرسم معادلة ردع.. 3 ضربات لمطار “بن غوريون” الإسرائيلي خلال أقل من 24 ساعة

صاروخ فلسطين 2 اليمني (5)

نفذت القوةُ الصاروخيةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفت مطارَ اللُّدّ، المعروف إسرائيليًا بـ”مطار بن غوريون”، في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فرطِ صوتيٍّ، بحسب ما أعلنته القواتُ المسلحةُ اليمنية.

وأكد المتحدثُ باسم القواتِ المسلحةِ اليمنية، العميد يحيى سريع، أنَّ الصاروخَ حققَ هدفَه بنجاح، وأجبر ملايينَ الصهاينةِ المحتلين على الهروبِ إلى الملاجئ، وتسبب في وقفِ حركةِ الملاحةِ في المطارِ لما يقارب الساعة. ويُعدُّ هذا الصاروخُ الثالثَ خلال أقلَّ من 24 ساعة.

وفي وقتٍ سابقٍ من مساءِ أمس، نفذت القوةُ الصاروخيةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً استهدفت مطارَ اللد بصاروخٍ باليستيٍّ من نوع ذو الفقار.

وأشار العميد سريع إلى أنَّ عملياتِ القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ تهدفُ إلى وقفِ العدوانِ على إخوانِنا الصامدين الصابرين في قطاع غزة، ووقفِ حربِ الإبادة، ووقفِ المجازرِ المستمرةِ بحقهم حتى هذه اللحظة، وعلى مرأى ومسمعٍ من العالمِ أجمع.

كما جددت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ تأكيدَها أنَّ هذه العملياتِ مستمرةٌ ولن تتوقفَ إلا بوقفِ العدوانِ على غزة، ورفعِ الحصارِ عنها. وتهيبُ بجميعِ أبناءِ الأمةِ بالوقوفِ المشرفِ رفضًا للإبادةِ الجماعيةِ بحقِّ إخوانهم، ورفضًا للتجويعِ والحصار.

اليمن يرسّخ معادلة الردع: تصعيد متواصل ضد الاحتلال وشلل في العمق الإسرائيلي

تتواصل الضربات العسكرية اليمنية المركّزة ضد الكيان الصهيوني في سياق تصعيد ممنهج بات يؤسس لمعادلة ردع استراتيجية جديدة في الإقليم، وسط مؤشرات متزايدة على فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية في التصدي للصواريخ الباليستية والفرط صوتية التي تنهال على أهداف حيوية داخل فلسطين المحتلة.

الضربات التي طالت مطار “بن غوريون” ثلاث مرات خلال أقل من 24 ساعة، حملت دلالات أمنية وسياسية عميقة، في ظل نجاح اليمن في فرض شبه حظر جوي على الكيان الإسرائيلي، بعد أن تمكن سابقاً من شل حركة الملاحة في البحرين الأحمر والعربي. ويرى مراقبون أن هذا التحول الاستراتيجي يحمل انعكاسات مباشرة على قدرة الاحتلال على التواصل مع العالم الخارجي، ويهدد مكانته كبوابة اقتصادية وأمنية في المنطقة.

الرسائل السياسية والعسكرية اليمنية تعاظمت تزامناً مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض، وتصريحاته التي زعم فيها تدمير القدرات العسكرية اليمنية. إلا أن استمرار العمليات اليومية ضد العمق الإسرائيلي كشف بوضوح عن قدرة صنعاء على تجاوز الحصار والتصعيد الأميركي الإسرائيلي، وتحويل الضغط إلى فرصة لتعزيز موقعها في معادلة الإقليم.

اللافت أن اليمن لا يزال يمارس عملياته ضمن قواعد واضحة، مع توجيه إنذارات متكررة لشركات الطيران الدولية بعدم الهبوط في مطارات الاحتلال، في وقت تتجاهل فيه بعض تلك الشركات التحذيرات.

ميدانياً، باتت الضربات اليمنية تمس البنية التحتية الاقتصادية للكيان، حيث تضمّن بنك الأهداف مواقع حيوية كمنطقة “حيفا”، والمفاعلات النووية، ومطارات رئيسية. ويعكس هذا التوسع النوعي اتساع الرقعة الجغرافية المستهدفة، والقدرة الاستخباراتية الدقيقة في تحديد مواقع التأثير القصوى على العدو.

في هذا السياق، تشير معطيات ميدانية إلى أن العمليات اليمنية تساهم في تقويض الأساس الوجودي للمشروع الصهيوني، من خلال زعزعة الأمن الداخلي، وشل قدرة الاحتلال على المناورة العسكرية والسياسية. كما أن الاستنزاف الاقتصادي والاجتماعي بات ملموساً، وسط اعترافات إسرائيلية بتراجع الثقة بمنظومة الردع، وقلق متصاعد لدى الجمهور الصهيوني.

سياسياً، لا تزال تداعيات الهجمات اليمنية تتفاعل على مستوى القرار الأميركي، وسط انقسام في واشنطن حول سبل احتواء التصعيد، في ظل فشل الضغوط العسكرية المباشرة على صنعاء، وتراجع الهيبة الأميركية في المنطقة بعد انسحاب فعلي من دعم العمليات الإسرائيلية. وقد انعكس ذلك في مواقف متذبذبة لترامب، الذي حاول مؤخراً تبني نهج مزدوج بين التهديدات والتلميح إلى تهدئة مؤقتة.

تأتي هذه التطورات في ظل حالة من الإرباك يعيشها كيان الاحتلال على صعيد إدارة الحرب والملف التفاوضي مع حركات المقاومة في غزة. إذ باتت صنعاء تمثل عنصراً مركزياً في مشهد الإقليم الجديد، ليس فقط كقوة ردع عسكري، بل كفاعل جيوسياسي يسهم في إعادة صياغة موازين القوى من البحر الأحمر حتى عمق فلسطين المحتلة.

المصدر: الاعلام الحربي اليمني