الصحافة اليوم 5-3-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 5-3-2024

الصحافة اليوم

ابرز ما جاء في افتتاحيات ومواضيع الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء  5-3-2024 .

الاخبار:

جريدة الاخبارمفاوضات القاهرة: عقدة الضمانات

مقترح أميركي لـ«هدنة أحادية»: المقاومة متمسكة بالضمانات

لم يغادر وفد حركة «حماس» القاهرة بعد، بل لليوم الثاني، على التوالي، واصل وفد الحركة، برئاسة نائب رئيسها في قطاع غزة، خليل الحيّة، محادثاته مع المسؤولين المصريين، بحضور وفدين، أميركي وقطري. وكانت إسرائيل قد امتنعت عن إرسال وفدها المفاوض إلى العاصمة المصرية، بذريعة أن «حماس» لم تلبّ شرطاً إسرائيلياً أساسياً يتعلّق بكشف المقاومة عن عدد الأسرى الأحياء لديها وأسمائهم، ليجري تقسيمهم إلى فئات لاحقاً، ضمن عملية التفاوض.

كما تذرعت دولة الاحتلال بأنها تحتاج إلى لائحة كاملة بهؤلاء، حتى تتمكن من تحديد ما تسمّيه «المفاتيح» التفاوضية، والتي على أساسها يتمّ إقرار أعداد وفئات الأسرى الفلسطينيين الذين من الممكن أن يشملهم التبادل، سواء في المرحلة الأولى، أو في المراحل اللاحقة.

في المقابل، ترفض المقاومة الشرط/ الطلب الإسرائيلي، وتبرّر ذلك بأن لائحة كهذه، يجب على العدو أن يدفع ثمنها غالياً في المفاوضات، ولا يمكنه الحصول عليها مجّاناً.

ومع أهمّية هذين الموقفين المتقابلين، إلا أن جوهر الخلاف هو في الحقيقة حول المسار الذي ستنتجه أي صفقة مفترضة، وما سيُفضي إليه في نهايته.

فبينما يرى العدو أن صفقة المرحلة الأولى تشتمل هدنة مؤقتة، ومكاسب «إنسانية» لقطاع غزة، وإفراجاً عن بضع مئات من الأسرى الفلسطينيين، على أن يعاود، بعد انقضاء الهدنة المتفق عليها، عملياته العسكرية في قطاع غزة، وخصوصاً في منطقة رفح، ترى المقاومة أن ما تسمّى «مرحلة أولى»، يجب أن تكون مرحلة ضمن مراحل في اتفاق شامل، يُفضي في نهايته بالضرورة إلى وقف الحرب بشكل كامل، إضافة إلى تحقق مطالب أخرى من مثل انسحاب جيش العدو كلياً من القطاع، وإعادة الإعمار.

وما تطالب به «حماس»، الآن، عملياً، هو تعهّد وضمانة مُلزمة، من الإسرائيليين والأميركيين، بأن مسار الصفقة الحالية، سيؤدّي في نهايته إلى الغرض المذكور، وهو ما يرفض العدو التعهّد به، وكذلك الأميركيون.

وأمام تمسّك الطرفين بموقفيهما، والتصلّب الذي يبديانه، يحاول الوسيطان المصري والقطري، برعاية الولايات المتحدة، إيجاد صيغٍ أخرى وسطية، ربما تجد طريقها إلى النجاح في نهاية الأمر.

وفي هذا السياق، كشفت قناة «كان» العبرية أن «الوسطاء عرضوا على حماس إطلاق سراح عدد قليل من الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار لبضعة أيام، حتى تُبيّن جدّية اهتمامها بإطلاق سراح الأسرى».

لكن «الحركة ردّت بشكل سلبي على العرض، فيما الوسطاء ما زالوا يحاولون إقناعها بذلك». وأشار تقرير «كان» إلى أن «هذا المقترح ليس تغييراً في الإطار الذي تمّت الموافقة عليه في باريس، بل هو تحرّك أوّلي ضمن ذلك الإطار».

ونقلت القناة عمّن وصفتهم بالمصادر المطّلعة على المفاوضات قولها: «هذه خطوة يمكن أن تُظهر لإسرائيل أن حماس تعرف مكان الأسرى، وأنها جادّة بشأن الصفقة».

ما تطالب به «حماس» عملياً هو تعهّد وضمانة مُلزمة، بأن مسار الصفقة الحالية، سيؤدّي في نهايته إلى انسحاب جيش العدو كلياً من القطاع

وفي «مناورة» أخرى، علمت «الأخبار» أن الأميركيين يروّجون لإمكانية أن تكون هنالك «هدنة من طرف واحد»، تنفّذها إسرائيل خلال شهر رمضان، على أن تقوم هي بإدخال كميات مقبولة من المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة، بمساعدة مؤسسات دولية و«هيئات محلّية» في القطاع، ويحتفظ الجيش الإسرائيلي بموجب ذلك بـ«حقّ» مهاجمة المقاومين، ومواجهة أي «تهديد» تتعرّض له قواته التي ستُجري أيضاً إعادة تموضع بشكل يناسبها أمنياً.

وفي المقابل، لن تتضمن هذه «الهدنة» أي إدخال للخيام والمساكن الجاهزة، ولا تبادلاً للأسرى، ولا عودة للنازحين إلى الشمال، بل ستقوم إسرائيل خلالها بإنشاء شبكة من الفلسطينيين، ليتعاونوا معها في مسألة إدارة توزيع المساعدات، على شاكلة ما كانت تُعرف بـ«روابط القرى» في الضفة الغربية. وبحسب معلومات «الأخبار»، سعى العدو، خلال الأيام الأخيرة، إلى التواصل مع عشائر ومخاتير ووجاهات محلية في القطاع، لترويج خطّته لـ«الإدارة المدنية»، من باب حاجة سكان غزة إلى المساعدات الإنسانية. وفي هذا السياق، زار منسّق أعمال الحكومة في المناطق المحتلة في الجيش الإسرائيلي، غسّان عليان، دولة الإمارات، قبل أيام، حيث التقى مسؤولين إماراتيين هناك، وآخرين من جنسيات عربية أخرى، للتشاور بخصوص مسألة الإدارة المدنية لغزة، بعيداً عن «حماس» وحتى عن منظمة «الأونروا».

وعلى خط موازٍ، وصل الوزير في «مجلس الحرب»، بني غانتس، إلى واشنطن، في زيارة رسمية، حيث التقى نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، فيما من المتوقّع أن يلتقي لاحقاً مستشار الأمن القومي جيك سوليفان.

وعلى خلفية غضب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من غانتس وزيارته، أوعز الأول إلى سفارة تل أبيب في واشنطن، بعدم دعم الأخير خلال لقاءاته، وحتى عدم استقباله.

كذلك، أوعز بالأمر نفسه إلى السفارة الإسرائيلية في لندن، التي سيزورها غانتس بعد واشنطن.

كما تعرّض غانتس لهجوم لاذع من حلفاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي؛ إذ اعتبر وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، أن «غانتس هو الحلقة الأضعف في الحكومة»، وهو «يخدم مصلحة إدارة بايدن ويروّج خطتها لإقامة دولة فلسطينية».

كما اعتبر أن «الإدارة الأميركية تريد دق إسفين في حكومتنا». في المقابل، قال «البيت الأبيض» إن «بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية جعلوا من الصعب إيصال مزيد من المساعدات إلى غزة»، مضيفاً أن «هنالك وقائع لم تكن فيها إسرائيل قادرة أو راغبة في استمرار دخول شاحنات المساعدات»، في حين أن «الولايات المتحدة تطالبها بفتح معابر برية إضافية».

وأشار المتحدث باسم «البيت الأبيض» إلى أن «غانتس سيلتقي سوليفان وسيناقشان المساعدات العسكرية والعمليات في رفح واتفاق الرهائن»، معتبراً أن «اتفاق التبادل الجاري التفاوض بشأنه هو الأفضل ويصبّ في مصلحة الجميع بمن فيهم حماس».

أما الخارجية الأميركية، فقد علقت على الزيارة، بالقول: «إنه (غانتس) عضو في حكومة الحرب، وله صوت مهم في القرارات والقضايا التي لدينا مع إسرائيل، وهو شخصية مهمة يجب التعامل معها».

عقبات كبرى أمام الاتفاق: أميركا (لا) تفعّل ضغوطها

لم تتبلور إلى الآن صيغة اتّفاق جزئي على تبادل الأسرى بين العدو وحركة «حماس».

ولا يبدو، مما يتسرّب، أن ثمة إمكانية لتبلور مثل هذا الاتفاق في الأيام القليلة المقبلة، ما لم يتنازل العدو عن تصلّبه، بما يسمح بالتوافق على تسوية ما، هي الآن بين الأخذ والرد، والتشدّد الإسرائيلي في المطالب المبالغ فيها، ورفض «حماس» تقديم أي تنازلات.

من جهتها، تريد واشنطن هدنة من ستة أسابيع، تشمل شهر رمضان، الأمر الذي تأمل أن يخفّف من احتقان الجمهور العربي والإسلامي في دول تابعة لها، وكذلك الانتقادات للإدارة الأميركية، في مرحلة تعكف فيه الأخيرة على إيجاد حلول ومخارج للحرب، من بينها إيجاد بدائل لصانع القرار في «تل أبيب»، عبر «اللعبة السياسية» الداخلية في إسرائيل نفسها.

مع ذلك، لا تفعيلَ للضغط الأميركي ضد إسرائيل وحكومتها، ورئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، بما يضمن إنهاء الحرب، رغم أن الخيار العسكري لم يعد يقدّم فائدة إضافية للدولة العبرية وكذلك للولايات المتحدة والأتباع في الإقليم، فيما باتت الحرب مطلباً لذاتها على خلفية مصالح شخصية وأيديولوجية لدى نتنياهو وشركائه من اليمين الفاشي.

ولا يؤدي ضغط واشنطن على «تل أبيب»، إلى الآن، إلى تراجع تصلّب الأخيرة، ليس ربطاً بالحرب ذاتها فحسب، بل أيضاً بمواقف إسرائيل وشروطها المتطرّفة في أي صفقة تحتاجها الولايات المتحدة، لأن من مصلحتها إقليمياً وداخلياً أن تمرّر شهر رمضان بلا عمليات قتالية في غزة.

هكذا، ما زالت الذخائر والوسائل القتالية والدعم العسكري والتسليحي بلا حدود، بما يشمل «القطار اللوجستي» الذي يمكّن الجيش الإسرائيلي من مواصلة حربه.

كما أنّ أقوال أميركا لا تساوق أفعالها، وهي تريد ما يريده نتنياهو، وإن بأسلوب يتباين مع الأسلوب المتّبع حالياً، ولكنها لا تريد وليس من مصلحتها، ممارسة ضغوط تحدّ من قدرة إسرائيل على مواصلة القتال.

في الموازاة، يسعى الوسيطان العربيان، مصر وقطر، إلى فرض الشروط الإسرائيلية على «حماس»، كلٌّ وفقاً لقدرته على الضغط على الحركة. ورغم كل ما يُراد تظهيره من «إيجابية» لدى هذين الطرفين، وحرص «حماس» على مراعاتهما، إلّا أنّ دورهما واضح: مقاولة لدى الاحتلال ورعاته، بوسائل ضغط خاصة بكل منهما، يجري استخدامها بتطرّف، وإن غير ظاهر.

تعكف أميركا على مخارج منها إيجاد بدائل لصانع القرار الإسرائيلي عبر «اللعبة السياسية» الداخلية

في الصورة الأعم، فإن المفاوضات لا تُخاض على الصفقة الجزئية لتمرير شهر رمضان فحسب، بل إنها تمثّل قاعدة للاتفاق الأكبر الذي من شأنه أن ينهي الحرب لاحقاً.

ولهذه الأسباب، يأتي التجاذب والتصلّب حول شروطها من الطرفين، ومن المتدخلين في الحرب، ممن يسمّون وسطاء.

إذ تريد إسرائيل إطلاق أسراها مقابل أسرى فلسطينيين، مع رفع عدد الأولين وتخفيض عدد الأخيرين، والامتناع عن إطلاق أصحاب أحكام مرتفعة ووزن، أو ترحيلهم – في حال الإفراج عن بعضهم – إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كذلك، تعرب إسرائيل عن قبولها بإدخال مساعدات محدودة ومشروطة، على أن يجري تتبّعها، ويقتصر توزيع معظمها على جنوب القطاع، مع رفض العودة من دون شروط إلى شمال غزة، أو ما يرتبط بالإيواء هناك.

وبالطبع، لا تقبل إسرائيل بالانسحاب من القطاع، بل ترضى بإعادة تموضع، هي في الأساس هدف المرحلة الحالية في حربها.
وبالنتيجة، تريد إسرائيل الاحتفاظ بما أمكن من أوراق ضغط كاملة من دون نقصان، لمرحلة المفاوضات اللاحقة التي سيتحدّد بموجبها الترتيب السياسي والأمني لغزة.

في المقابل، لدى «حماس» شروط ومطالب نقيضة، وهي كذلك تعمل على جعل الاتفاق الحالي، مقدّمة يُبنى عليها الاتفاق اللاحق، ما يدفعها هي الأخرى إلى التمسّك بأوراق القوة لديها، وتحديداً ورقة الأسرى، الذين تحرص على إبقاء هوياتهم لديها ومصائرهم (ما إذا كانوا أحياء أو قتلى أو مفقودين)، بلا إيضاحات للعدو.
أيضاً، تعمل الحركة على دفع الجيش الإسرائيلي إلى تموضعات ميدانية تمهّد لمطلبها اللاحق والرئيسي، وهو الانسحاب الكامل، ولو ممّا أمكن من قطاع غزة، بينما يأتي تصلّبها في وجه الوسطاء، وتحديداً العرب منهم، لتحصيل ما أمكن من مكاسب في ما يتصل بإعادة الإعمار وعودة النازحين وإعادة بناء البنية التحتية، في اليوم الذي تتبلور فيه «صفقة تبادل أسرى»، تشمل الترتيب السياسي والأمني للقطاع.

على هذه الخلفيات، وأخرى، يمكن فهم صعوبات بلورة اتفاق جزئي لتبادل الأسرى.
بالطبع، للعامل الشخصي والأيديولوجي تأثير من ناحية إسرائيل، وتحديداً من ناحية نتنياهو، ولكن تحميله وحده مسؤولية تأخير الاتفاق، يُعدّ أمراً مبالغاً فيه.
مع ذلك كلّه، يبدو أنّ الأطراف جميعها، المتحاربة والمتدخّلة، معنية بأن يمرّ شهر رمضان بلا قتال، كلٌّ وفقاً لمصلحته الخاصة. والسجال الحالي، بما يشمل بثّ أخبار متفائلة وأخرى متشائمة وتهديدات ووعد ووعيد، هو جزء من العملية التفاوضية، ومن محاولة الأطراف تحصيل ما أمكن. وعليه، يأتي ترجيح البعض التوصل إلى هدنة، هي حتى الساعة غير محدّدة المعالم، قبل بدء شهر الصيام.

العدوّ يكثّف الضغط جنوباً… والمقاومة تواصل إيذاءه

غزة | في اليوم الـ 150 من الحرب المستمرة على قطاع غزة، وعلى وقع المفاوضات المستمرة التي تتعجّل الوصول إلى وقف إطلاق نار قبيل حلول شهر رمضان، زاد جيش العدو من الضغط تجاه الحواضر العمرانية الآمنة، في شمال غرب مدينة خانيونس، حيث تضرب الدبابات الإسرائيلية حصاراً خانقاً على مدينة حمد السكنية، وتجبر العائلات النازحة منها على الخروج من تحت مدفع دباباتها.
كذلك، تصعّد الطائرات الحربية من قصفها الجوي على المنازل الآمنة في شمال القطاع ووسطه، لتتجاوز إثر ذلك حصيلة الشهداء في خلال 24 ساعة فقط، الـ 100 شهيد.
وفي الشمال أيضاً، يواصل جيش العدو تشديد الحصار، مانعاً شاحنات المساعدات الغذائية والطبية من العبور بطريقة تضمن التوزيع المنظّم، الذي من شأنه أن يحدّ من المجاعة القائمة.في المقابل، وفيما تراجع الحضور الميداني في حيّ الزيتون، بعدما تقهقرت الدبابات الإسرائيلية إلى أطراف الحيّ وتحديداً إلى تخوم حيّ تل الهوا جنوب المدينة، باتت مدينة خانيونس تتصدّر المشهد المقاوم، حيث أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها الذين عادوا من خطوط القتال في حيّ الأمل غرب المدينة، أبلغوا عن تفجير واستهداف ما مجموعه ست آليات إسرائيلية، هي 4 دبابات وجرافتان، بقذائف «الياسين 105».
كما أعلنت «القسام» إطلاق قذيفة «تي بي جي» مضادة للتحصينات على قوة إسرائيلية راجلة كانت تتحصن في أحد المنازل، ما تسبب بمقتل وإصابة جميع أفرادها.

باتت مدينة خانيونس تتصدّر المشهد المقاوم

وفي نهار اليوم ذاته، أكدت «القسام» أنها تمكنت من قنص جنديَّين، في محور القتال في خانيونس، ما تسبّب بمقتلهما على الفور.
وعمليات القنص هذه، سلّط الإعلام العبري الضوء عليها، إذ زعمت صحيفة «هآرتس» العبرية أن «قناصة القسام يستخدمون مناظير أميركية بيعت إلى إيران من نوع «إيليمنت أوبتيكس»، ويقومون بتثبيتها على بنادق «الصياد» الإيرانية الثقيلة».
كذلك، أعلنت «القسام» أنها تمكنت من الاستيلاء على طائرتَي «درون» إسرائيليتين كانتا في مهمة استخبارية في منطقة المعسكر غرب خانيونس.
وبدورها، أعلنت «سرايا القدس» أنها نفذت عملية قصف مكثفة بقذائف «الهاون» على القوات المتوغلة في منطقة الزنة شرق المدينة. أيضاً، أكدت «كتائب شهداء الأقصى» أنها قصفت تحشدات العدو بوابل من قذائف «الهاون» في محور التقدم بالقرب من مدينة حمد، شمال غرب خانيونس.

وفي محور القتال في شمال وادي غزة، بيّن مقطع مصوّر نشرته «القسام» سير المعارك على تخوم حيّ تل الهوا جنوب غرب المدينة.
وأظهر المقطع المقاومين وهم يهاجمون دبابات العدو بقذائف «الياسين 105»، وقذائف «الهاون النظامية». أيضاً، أعلنت «القسام» تمكنها من تفجير ناقلة جند من نوع «نمر» بقذيفة «الياسين»، في جنوب الحيّ نفسه، فيما أعلنت «السرايا» أنها تمكنت، بدورها، من تنفيذ عملية استحكام مدفعي بقذائف «الهاون» الثقيل والنظامي في المناطق الشمالية للقطاع. كما أعلنت أنها قصفت «سديروت» و«نيرعام» ومستوطنات «غلاف غزة»، برشقات صاروخية مكثفة.
وفي محيط موقع «أبو مطيبق» شرق قاطع الوسطى، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» أنها استهدفت تجمعاً لجنود العدوّ وآلياته بعدد من قذائف «الهاون».

هوكشتين لا يحمل ضمانات من إسرائيل: يجب احتواء المواجهة جنوباً بأيّ ثمن!

عاد المبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت، في محاولة جديدة للتوصل إلى إطار ديبلوماسي يمنع التصعيد الكبير بين لبنان وكيان الاحتلال. ولا يمكن فصل هذه العودة، وهي الثالثة له منذ عملية «طوفان الأقصى»، عن مفاوضات الهدنة في غزة، والتي تضغط الولايات المتحدة للتوصل إليها قبل بداية شهر رمضان، علماً أنها، في المضمون، لا تحمِل تغييراً جوهرياً عمّا حمله معه في المرة الماضية، منطلقاً من فكرة أن «بلاده تضغط لعقد الهدنة، وعليه يُمكن البدء منذ الآن بوضع مسوّدة اتفاق للحل جنوباً يُعلن عنه فور الإعلان عن هدنة في غزة».

لكن، فُهِم ممّا بين السطور أن «هوكشتين جاء لانتزاع ضمانات من لبنان يسوّقها لدى العدو الإسرائيلي»، وهو أمر «غير قابل للبحث» وفقَ ما قالت مصادر مطّلعة، اعتبرت أن «الأهم مما قاله في الكواليس هو البيان (المكتوب) الذي تلاه من عين التينة ويحمل تهديداً واضحاً».

وتزامنت زيارة هوكشتين مع تصاعد التوتر جنوباً، بعد محاولتَي تسلل من قوتين إسرائيليتين تصدّت لهما المقاومة، كما سبقت الزيارة تحذيرات أميركية من توغُّل بري إسرائيلي في لبنان قد يبدأ في الأشهر القليلة المقبلة إذا فشلت الجهود الديبلوماسية في دفع حزب الله إلى التراجع عن الحدود، علماً أن المعلومات تفيد بأن «لبنان تلقى نفياً بشأن هذه الأخبار».

ورأت مصادر معنيّة بالملف أن «هوكشتين، على المستوى الشخصي، يسعى جدياً لصياغة اتفاق يرعاه على غرار ما حصل في الترسيم البحري»، وأن جزءاً من زيارته يحمِل رسالة واضحة بأن «لا دور للآخرين في هذا الاتفاق، وتحديداً الفرنسيين».

وكررت المصادر أن هوكشتين لا يزال يعمل على ورقة تتضمن أفكاراً تشمل ترتيبات أمنية على جانبَي الحدود وفقاً لمندرجات القرار 1701، لجهة تأمين انتشار أوسع للجيش اللبناني في كل المنطقة الحدودية الى جانب القوات الدولية بعد تعزيز الجيش بمعدات وتجهيزات عسكرية جديدة، على أن يترافق ذلك مع اتفاق على إنهاء أي ظهور عسكري لحزب الله في المنطقة، مقابل انسحاب العدوّ من نقاط برية محل تنازع.

وهو أرفق مقترحاته بأفكار تتعلق بتوفير برنامج دعم اقتصادي للمناطق الجنوبية، وتعهّدات بضمان استئناف الشركات العالمية التنقيب عن النفط والغاز.

وبحسب بعض من التقاهم الموفد الأميركي، فقد كان واضحاً أن الأخير لا يحمل جديداً من الجانب الإسرائيلي، وأنه تحدث عن سلبيات وإيجابيات تتجاذب المفاوضات حول الهدنة في غزة، وأن ما يسعى إليه في لبنان هو ألّا يحصل خلال فترة التجاذب هذه أيّ خطأ يقود الى حرب كبيرة.
وقال: «نريد الوصول بأيّ ثمن الى آلية تمنع تدحرج الأمور على الجبهة اللبنانية إلى مواجهة كبيرة، لأنه في حال حصولها فإن أحداً لا يمكنه التحكم بمسار الحرب لاحقاً».
وقال إن لديه «أفكاراً تتيح التوصل الى اتفاق أمني ينتج حالة من الاطمئنان على جانبَي الحدود، بما يرضي لبنان وإسرائيل معاً».
ونفت المصادر أن يكون قد ناقش الأمور الداخلية، ولا سيما الملف الرئاسي، مشيرين إلى أنه مازح البعض بسؤالهم عن موعد انتخاب الرئيس الجديد.

وتضاربت التفسيرات حول مقاصد هوكشتين بما خصّ انفلات الأمور جنوباً.
ورأى البعض أنه «حمل تهديداً ضمنياً للبنان حينَ قال إن الهدنة في غزة لا تعني بالضرورة هدنة في الجنوب، وأنه في حالة نشوب حرب عبر الحدود الجنوبية للبنان فإنها لن تكون قابلة للاحتواء»، بمعنى أن «الولايات المتحدة لن تكون قادرة على منعها».
لكنه لم يظهر هذا الموقف في اجتماعه مع نواب المعارضة أو مع النائب السابق وليد جنبلاط، وهو ما أثار امتعاض بعض من التقوه من المعارضين لحزب الله.

لقاءات وبيان مكتوب

وكان هوكشتين قد وصل إلى لبنان صباح أمس، آتياً من كيان الاحتلال، حيث بحث مع المسؤولين في سبل خفض التصعيد.
ونُقِل عنه أن السقف في إسرائيل لا يزال تصعيدياً، ولا يزال هناك من يعتبر أن إعادة المستوطنين إلى الشمال لا يُمكن أن تتحقق من دون عملية عسكرية واسعة في لبنان، والبعض يدعو الى ذلك، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة تمنع ذلك، وهناك حرص على الوصول الى حل سياسي انطلاقاً من القرار 1701»، وقد سمع الموفد الأميركي من الجانب اللبناني أن «لبنان ملتزم بالقرار، وعلى الولايات المتحدة أن تُلزِم إسرائيل به».

بدأ هوكشتين جولته بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعلم أنه «انطلق في حديثه من نقطتين أساسيتين: منع التصعيد والعمل على عودة النازحين على جانبَي الحدود».

لكنه لم يحمِل من إسرائيل أيّ تعهدات في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في الجنوب أو الحديث عن وحدة الساحات، أي انسحاب الهدنة في غزة على لبنان، بل فهِم أنه «يريد الحصول على ضمانات بأن حزب الله سيوقف عملياته طالما أن الهدنة ستحصل عاجلاً أو آجلاً، كما يريد صياغة اتفاق مع لبنان ليحمله ويسوّقه لدى إسرائيل، يبدأ من وقف العمليات العسكرية، ثم الانتقال الى نقاش الترتيبات في ما يتعلق بانتشار الجيش اللبناني واليونيفيل ووضعية حزب الله العسكرية في المناطق الحدودية، وصولاً إلى الحل الشامل الذي يعني ترسيم الحدود البرية وحل النقاط العالقة، انطلاقاً من الـ B1 إلى مزارع شبعا والانسحاب من شمالي الغجر»، علماً أن لا ضمانة من العدو لـ«القبول بكل ذلك».
وكانَ لافتاً في هذا الإطار ما قاله من عين التينة إن «أيّ هدنة في غزة لن تمتدّ بالضرورة تلقائياً إلى لبنان، ولذلك يجب العمل على إنجاز الحل في غزة وفي لبنان.
والتصعيد أمر خطير، ولا يوجد شيء اسمه حرب محدودة. وفي حالة نشوب حرب عبر الحدود الجنوبية للبنان، فإنها لن تكون قابلة للاحتواء». وقال هوكشتين، في بيان مكتوب، إنه في لبنان «لدعم الحل الدّيبلوماسي لإنهاء التصعيد على الحدود الجنوبيّة، بما يسمح للبنانيّين بالعودة إلى منازلهم، وكذلك الأمر بالنّسبة إلى الإسرائيليّين».
وأكّد أنّ «التصعيد لن يفيد أيًاً من الجانبَين الإسرائيلي واللبناني، ولا يوجد شيء اسمه حرب محدودة، والولايات المتحدة تؤمن بأن الحل الديبلوماسي هو الأفضل، ويحقّ للجميع العيش بسلام»، لافتاً إلى أنّ «الولايات المتحدة تستمر في العمل مع الحكومة اللبنانية لتأمين الرخاء والديمومة للشعب اللبناني، لأن التصعيد لن يساعد لبنان في إعادة البناء والتقدّم». وقال إن بلاده تعمل «للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق الأسرى، وكي تنسحب الهدنة في غزة على الجنوب أيضاً».

كذلك التقى هوكشتين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وجنبلاط وقائد الجيش العماد جوزف عون ونائب رئيس المجلس الياس بوصعب ووزير الطاقة وليد فياض ونواباً من حزبَي الكتائب والقوات اللبنانية وحلفائهما.

بوحبيب مستبعد

كان لافتاً أمس استبعاد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب عن جدول لقاءات المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين. وعلمت «الأخبار» أن هذا الأمر أثار استياء بوحبيب، الذي اعتبر الأمر انتقاصاً له وللدولة اللبنانية.
إذ لا يُعقل أن يلتقي الزائر الأميركي نواباً من المعارضة وعدداً من الشخصيات ويستثني وزارة الخارجية من جولته، بينما رأت مصادر سياسية أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتحمل جزءاً من المسؤولية، إذ كان بإمكانه دعوة بوحبيب للانضمام الى اللقاء الذي جمعه بهوكشتين.

صنعاء تلوّح بـ«مفاجآت كبيرة»: تحشيد متبادل لمعركة برية

صنعاء | شهد عدد من المحافظات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء حراكاً عسكرياً لافتاً خلال الأيام الماضية، في الوقت الذي واصلت فيه «أنصار الله» عملياتها العسكرية في البحر الأحمر، مستهدفة سفينة جديدة كانت متّجهة إلى إسرائيل.
تزامن ذلك مع تحركات أميركية يقودها قائد القيادة المركزية، مايكل كوريلا، في المنطقة، وتكثيف السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفين فاجن، تواصله مع خصوم حركة صنعاء في الداخل اليمني.

ونفّذ عدد من التشكيلات العسكرية التابعة للقوات المسلّحة اليمنية في محافظتي مأرب والبيضاء، مناورات عسكرية في محاور حساسة، كجبهات الحديدة الواقعة على البحر الأحمر، وأيضاً في محيط مدينة مأرب.

وتعدّ المحاور العسكرية في مأرب والبيضاء رأس حربة لأي تصعيد عسكري برّي يمكن أن يحصل، بدعم أميركي، خلال الفترة المقبلة.

وقابل تلك العروض والأنشطة، تواصل تحرّكات الميليشيات التابعة للتحالف السعودي – الإماراتي استعداداً للسيناريو المذكور.

ويقول مراقبون في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن التحرّكات التي يقودها كوريلا، الذي يقوم بجولة تشمل عدداً من دول حوض البحر الأحمر، تأتي في إطار المحاولات الأميركية لإقناع الدول المشاطئة للبحر بالتراجع عن موقفها الرافض للانضمام إلى تحالف «حارس الازدهار»، ولا سيما أن ملف البحر الأحمر يشكل أولوية في الجولة التي شملت مصر وإسرائيل والأردن ونقاط وجود القوات الأميركية في سوريا.

أما على مستوى التحرّكات الأميركية في الداخل اليمني، فيوضح مصدر ديبلوماسي يمني مطلع، في حديث إلى «الأخبار»، أن السفارة الأميركية كثّفت تواصلها مع قيادات الأحزاب السياسية الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، وقادة الفصائل العسكرية في المحافظات الجنوبية، مشيراً إلى أن التحرّك الجديد يأتي في إطار محاولات واشنطن دمج كل الميليشيات تحت قيادة وزارة دفاع حكومة عدن.

ويلفت المصدر إلى أن السفارة الأميركية كُلفت بمتابعة عملية الدمج التي وُضعت كشرط لتقديم واشنطن دعماً عسكرياً لحكومة عدن، في إطار خطة تصعيد أميركية تتعارض مع التوجهات السعودية في اليمن.

قائد القيادة المركزية الأميركية يتحرّك في المنطقة وسفير بلاده يكثّف التواصل مع خصوم صنعاء

من جهته، يؤكد مصدر عسكري في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن «التحركات الأميركية والبريطانية الأخيرة الهادفة إلى التصعيد العسكري مرصودة من قبل قوات صنعاء، وتعكس مدى الانتكاسة الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن»، لافتاً إلى أن التوجه الأميركي الأخير يأتي بالتزامن مع تحرّكات في مجلس الشيوخ الأميركي لرفع سقف العمليات العسكرية الأميركية في اليمن، محذّراً من أن أي تصعيد محتمل تتحمّل مسؤوليته السعودية والإمارات كون تلك الميليشيات تابعة لهما.

وبموازاة ما تقوم به واشنطن، ثمة تحركات بريطانية تمثّلت في تكثيف التواصل مع ميليشيات موالية للإمارات، بهدف تجنيدها لتنفيذ أجندات التحالف الغربي في الساحل الغربي والمحافظات الجنوبية.

في مقابل تلك التحركات، لوّحت صنعاء باستخدام خيارات في حوزتها، لرفع سقف التصعيد ضد العدوان الأميركي – البريطاني.

وأكد عضو «المجلس السياسي الأعلى»، محمد علي الحوثي، في منشور على منصة «إكس»، أن «صنعاء تدرس خيارات جديدة»، مضيفاً أن «المفاجآت القادمة ستكون كبيرة».

ومن بين هذه الخيارات، بحسب مصدر عسكري، تحدّث إلى «الأخبار»، التوجه نحو تعطيل حركة الملاحة البريطانية والأميركية بشكل كلّي في البحر الأحمر وخليج عدن، بعدما اقتصرت العمليات على السفن التي تعود إلى شركات بريطانية وأميركية أو مرتبطة بإسرائيل خلال الفترة الماضية.

وفي سياق استمرار العمليات البحرية، أعلن الناطق باسم القوات المسلّحة اليمنية، العميد يحيى سريع، تنفيذ عملية استهداف للسفينة الإسرائيلية «إم إس سي سكاي» في خليج عدن، مضيفاً أن العملية «جرت باستخدام عدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة».

وأشار سريع إلى أن العملية جاءت بعد ساعات من تنفيذ هجوم نوعي بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ضد سفن حربية أميركية في البحر الأحمر.

وكانت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» قد أكدت، مساء أمس، في بيان، أنها تلقّت تقريراً عن حادثة على بعد 91 ميلاً بحرياً جنوبي شرقي عدن.

وقالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، من جهتها، إن السفينة تحمل علم ليبيريا ومرتبطة بإسرائيل، مشيرة إلى أنها تعرّضت لإصابة وأطلقت نداء استغاثة، وأن النيران اشتعلت فيها وحاول طاقمها إخمادها.
وتعدّ هذه العملية الثانية ضد سفن تجارية ممنوعة من العبور من البحر الأحمر من قبل حكومة صنعاء، خلال 24 ساعة.
في المقابل، استهدفت الطائرات الأميركية والبريطانية، مساء أمس، بثلاث غارات منطقة يسنم في مديرية باقم في محافظة صعدة، وفق مصادر تحدثت إلى «الأخبار».

اللواء:

صحيفة اللواءمهمَّة «الفصل المستحيل» في ساعات هوكشتاين: دور لبري وانفتاح على حزب الله

«الوفاء» ترجئ الجواب على «مبادرة الإعتدال» والإحتلال يقصف بنت جبيل والمقاومة تضرب «مارغليوت»

لم يُسقط المسؤول في أمن الطاقة الدولية، موفد الرئيس الاميركي جو بايدن الى لبنان آموس هوكشتاين من حساباته عدم توفر النجاح للحل الدبلوماسي، فألحَّ بطريقة دبلوماسية الى ان اندلاع الحرب في لبنان ليس بالامكان السيطرة عليها او وقفها.

الا ان الوسيط، الذي امضى 5 ساعات، ببرنامج لقاءات معدّ بإحكام بمشاركة السفيرة الأميركية في بيروت ليز جونسون، بدا بالغ الحرص على مهمته الدبلوماسية، المرتبطة بمسار غزة، حيث لمس ان محاولة الفصل التي يلجأ اليها، عبر لقاءات ومغريات، ووعود بالكهرباء واستخراج الغاز واستعادة نقاط متنازع عليها مع اسرائيل في حرب الـ2006، بدت كأنها من النوع الصعب او المستحيل، فغادر مساءً بعد لقاءات وسّعت لتشمل نواباً من المعارضة المسيحية، استجابة لحسابات تتعلق بالتوازنات الداخلية، والاعتبارات الانتخابية للمرشح الرئاسي لولاية جديدة جو بايدن، فضلاً عن لقاء النائب السابق وليد جنبلاط، ولم تقتصر اللقاءات على الجانب الرسمي، فاستهلها مع الرئيس نبيه بري، ثم الرئيس ميقاتي، وشملت قائد الجيش العماد جوزاف عون.

وحسبما نقل ان هوكشتاين، ذكّر الرئيس بري بدوره في انجاز «التفاهم البحري» وأن بإمكانه بعد وضع «اتفاق الاطار» للترسيم البحري ان يكون له دور في الترسيم البري، بدءاً من النقطة «بي وان» في الناقورة وصولاً الى الغجر، مع التوقف عند النقاط السبع، المشار اليها بالقرار 1701.

‎ولخصت مصادر سياسية مهمة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين في لبنان، بأنها لتبريد سخونة الجبهة الجنوبية، واحتواء كل محاولات التصعيد، في الوقت الفاصل بين تنفيذ وقت اطلاق النار في غزة، وارساء تفاهمات معينة على جانبي الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل استنادا لمضمون القرار الدولي رقم١٧٠١، لئلا ينزلق اي تصعيد غير محسوب، الى مواجهة او حرب واسعة النطاق، قد يكون لبنان المتضرر الرئيسي منها.

‎ووصفت المصادر طبيعة زيارة هوكشتاين، بأنها تأتي في خضم التصعيد العسكري الحاصل جنوبا، بين حزب الله وإسرائيل، ما استوجب عودته سريعا الى لبنان، لتهدئة الاوضاع، انطلاقا من سياسية الادارة الاميركية، بمنع توسيع الحرب الإسرائيلية نحو بلدان اخرى مجاورة ومنها لبنان، واعادة احياء الاتصالات والمشاورات الديبلوماسية، للتوصل إلى تفاهمات اوترتيبات امنية، على جانبي الحدود، والانطلاق قدما لاتمام مساعي ترسيم الحدود وحل المشاكل المتبقية منها.

وحسب مصادر التقت هوكشتاين، فإن زيارة الوسيط الأميركي حملت معها تأكيدا جديدا بشأن أهمية اعتماد حل ديبلوماسي بشأن التطورات في الجنوب، وهذا أمر أساسي ومنفصل عن هدنة غزة إذ أن هوكشتاين لم يشأ التأكيد ان تهدئة جبهة غزة تنسحب على جبهة الجنوب، والواضح أن المسؤول الأميركي يحاول العمل على إرساء حل ديبلوماسي متكامل في الجنوب، وفهم أن نواب المعارضة توقفوا مجددا عند تطبيق القرارات الدولية وعدم جعل لبنان ساحة حرب.

والمحت بعض مصادر المعلومات ان هوكشتاين بدا اقل حدة تجاه حزب الله، معتبرا ان على قيادة الحزب ان تنظر بايجابية الى الحل الدائم بتهدئة طويلة ومستدامة عند الخط الازرق، لان وقف النار المؤقت ليس حلاً.

هوكشتاين الواقعي في عين التينة

ووصفت اوساط عين التينة ما نقله هوكشتاين من تصورات بأنها كانت اكثر محاكاة للواقع الحاصل على الارض.
وفهم من الاوساط ان ادارة بادين نصحت الاطراف اللبنانية وتستمر في نصحها بعدم اعطاء الفرصة لبنيامين نتنياهو ووزير يوآف غالانت للذهاب الى توسيع الحرب.
وفي ما بدا ان دعوة لفصل مستقبل الاستقرار بين غزة والجنوب اقترح هوكشتاين ان يصار خلال الشهر ونصف من عمر «الهدنة الانسانية المقترحة» الى تثبيت الاستقرار على جبهة الجنوب، بصرف النظر عن مسار ما بعد الهدنة على جبهة غزة.
وتوقف عند انتهاء الحرب عام 2006، وصولاً الى القرار 1701، الذي كان يتعين وضعه موضع التنفيذ من قبل الجانبين اللبناني والاسرائيلي، لكن هذا لم يحدث.
ومن الممكن، حسب (اي الوسيط الاميركي، وضعه على الطاولة بعد سريان هدنة غزة (6 اسابيع).

فقد تقصد المسؤول الاميركي ان يستهل زيارته الحالية من عين التينة، حيث التقى الرئيس بري، ومن هناك، اعطى الاولوية للحل الدبلوماسي الذي تفضله ادارته على اي حل آخر.. معتبراً ان هدنة غزة، واطلاق الاسرى يمكن ان ينسحبا على جنوب لبنان ايضاً.
وفي السراي اطلع هوكشتاين الرئيس ميقاتي على المستجدات الاخيرة، وجهوده للتوصل الى وقف الاعمال العسكرية.
وحول اللقاء مع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جبنلاط، كرر هوكشتاين نظرته بأن غزة مسار وجنوب لبنان مسار آخر وهما مختلفان.
وتراوح وصف اللقاء بأنه لا سلبي ولا ايجابي على «نص نص».

مع المعارضة

والتطور الآخر، هو توجه هوكشتاين الى مجلس النواب مساء امس، حيث عقد بحضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون، اجتماعاً مع نواب المعارضة: جورج عدوان، جورج عقيص (القوات اللبنانية)، سامي الجميل، الياس حنكش (حزب الكتائب)، ميشال معوض (رئيس حركة الاستقلال).

وقال عدوان بعد اللقاء: اولوية هوكشتاين عدم توسيع القتال، «ولم يفتشوا شو بينعمل. وابلغناهم: تطبيق القرار 1701، وان تجزئة القرار 1701 ليس لمصلحة لبنان، ويجب تنفيذه بحذافيره».

كما زار هوكشتاين، ترافقه جونسون اليرزة، واجتمع الى قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتناول البحث: التطورات على الحدود الجنوبية.
وقال النائب الجميل: حذرنا من اي تسوية تضحي بلبنان، وهذا ما سيواجه بكل الامكانيات المتاحة، لاننا لن نقبل ان يعيش ابناؤنا بالمؤقت وأن نبقى غرباء في بلدنا.

موفد في المطار

والتطور البارز، مسارعة الوسيط هوكشتاين الى مطار رفيق الحريري الدولي، ليتسنى له اللقاء مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض، في صالون الشرف، بناء لموعد حددته السفيرة جونسون، باعتبار ان فياض يغادر الى باريس للمشاركة في مؤتمر حول الطاقة في زيارة عمل، واستمر اللقاء 45 دقيقة، تطرق الى استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن عبر سوريا، ودور هوكشتاين المساعد على هذا الصعيد.

لكنه ربط دوره بالاستقرار العام في لبنان، مما ينعكس ايجاباً على زيادة التغذية بالتيار الكهربائي، والالتزام بملف التنقيب عن الغاز والنفط في لبنان.

في حارة حريك

وزار وفد من تكتل الاعتدال الوطني كتلة الوفاء للمقاومة، حيث التقى رئيسها النائب محمد رعد وفد الاعتدال.

و‎افادت مصادر مواكبة لحراك كتلة الاعتدال الوطني لـ«اللواء» أن نواب الكتلة شرحوا بالتفصيل لوفد من كتلة الوفاء للمقاومة نقاط المبادرة وأن الوفد أجاب: نحن لدينا مرشح، وقد نعطي الجواب على المبادرة من دون تحديد موعد لذلك. وفهم من المصادر أن اللقاء لم يكن سلبيا أو ايجابيا، ولا بد من انتظار جواب حزب الله، وموقف الحزب لم يختلف عن موقف تيار المردة.

‎وكشفت أن تكتل الاعتدال الوطني يعقد اليوم أو بعد غد اجتماعا لتقييم حراكه على أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري لاحقا لوضعه في الأجواء، وأشارت إلى أن التكتل مصرٌّ على أن مهمته تقوم على تدوير الزوايا.

الدستوري يوقف العمل بمواد في الموازنة

مالياً، والى حين البت بالمراجعة بتاريخ 12/2/2024 قرر المجلس الدستوري في جلسته امس وقف مفعول المواد: 10 و39 و40 و56 و69 و83 و86 و87 و91 من قانون الموازنة.

الوضع الميداني

ميدانياً، استفاق اللبنانيون على معلومات عن افشال محاولتي تسلل اسرائيلية الى داخل الاراضي اللبنانية، عبر طرق برية بين رميش وراميا تصدت لها المقاومة وافشلت العملية.

واطلق مساء امس دفعة من الصواريخ على المواقع الاسرائيلية.
وليلاً، قصف الطيران الاسرائيلي بلدة السلطانية، كما استهدفت غارة اسرائيلية منزلاً في بليدا.

ونعى الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية ثلاثة شهداء متطوعين قضوا بالقصف الاسرائيلي المباشر على بلدة العديسة، وادانت وزارة الصحة العدوان الاسرائيلي على المسعفين.

واعلن الجيش الاسرائيلي ليلاً قصف بنت جبيل والسلطانية وصديقين رداً على استهداف قاعدة مرغليون، حيث قتل شخصان واصيب اخرون بجروح.

كما اعلن حزب الله استهداف مستعمرة «غرتس هازيف» الاسرائيلية القريبة من «نهاريا» بصواريخ كاتيوشا.

البناء:

البناءمزيد من التفكك بتداعيات زيارة غانتس لواشنطن… والإعلام الحربي يتداعى

اليمن يستهدف سفينتين أميركية وإسرائيلية… وقلق على مصير كابلات الإنترنت

هوكشتاين يؤكد وحدة الساحات… والمقاومة ترفع وتيرة عملياتها كماً ونوعاً

كتب المحرّر السياسيّ

امتلأت الصحف وقنوات التلفزة في كيان الاحتلال بالنقاشات والتحليلات المتصلة بزيارة عضو مجلس الحرب بني غانتس إلى واشنطن وبرنامج لقاءاته مع نائبة الرئيس كمالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، واستبعاد سفارة الكيان عن ترتيبات الزيارة، وسط إجماع على اعتبار الزيارة تحدياً للشراكة بين غانتس وبنيامين نتنياهو في مرحلة ما بعد طوفان الأقصى، وتمهيداً لدور سياسي قادم لغانتس على حساب هذا التحالف، ما سبب غضباً ظاهراً لنتنياهو عبرت عنه تعليماته لوزارة الخارجية بالتضييق على الزيارة وعدم تقديم أي تسهيلات للوفد المرافق لغانتس.

بينما وصف مقرّبون من نتنياهو الزيارة بالخيانة في ظرف الحرب وتوجيه ضربة لمفهومي الوحدة والقرار السيادي، بينما اعتبرت تعليقات أخرى الزيارة رسالة أميركية تحذيرية لنتنياهو وسعي لإفهامه بأن خيارات واشنطن متعددة إذا لم يأخذ بالاعتبار الرغبات الأميركية سواء في العملية العسكرية أو المسار التفاوضي.

وقال معهد دراسات “الأمن القومي” الإسرائيلي إنّ قرار القيادة العليا في الإدارة الأميركية لقاء عضو “كابينت الحرب”، بيني غانتس، يشير إلى “سعي واشنطن للتعبير عن خطورة تصرفات “إسرائيل” في الحرب على غزة، ولا سيما في ما يتعلق بالوضع الإنساني، واليوم التالي للحرب”..

وفي جانب موازٍ من مسارات التصدّع في مؤسسات الكيان العسكريّة، كشفت القناة 14 الإسرائيلية إعلان عدد كبير من المسؤولين في قسم المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري استقالاتهم، على الرغم من استمرار الحرب في قطاع غزة، ومن ضمنهم الرجل الثاني في القسم وضباط آخرون.

ومن أبرز المتقاعدين – وفقاً للقناة – الرجل الثاني في القسم والناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الأجنبي والدولي ريتشارد هاكيت، كما قدّمت 3 من المسؤولات استقالاتهن بدعوى أن الأمور العملياتية والشخصية لا تسير على ما يرام، وبسبب عدم تقدّمهن في السلم الوظيفي.

على جبهة البحر الأحمر أعلن الجيش اليمني نجاحه باستهداف سفينتين جديدتين من لائحة “ممنوع من العبور”، واحدة إسرائيلية وأخرى أميركية، وقد نقلت وكالة “رويترز” عن شركة أمبري للأمن البحري، أنه “تم استهداف سفينة حاويات تابعة لـ”إسرائيل” ترفع علم ليبيريا على بعد 88 ميلاً من ‎عدن”، بينما تزايدت المخاوف من انقطاع المزيد من كابلات الإنترنت في قاع المياه في مضيق باب المندب بعدما تأكدت إصابة ثلاثة منها، فيما نفت حركة أنصار الله نيتها استهداف الكابلات، مبدية استعدادها للتنسيق لتسهيل مهمة إصلاح أي كابلات متضرّرة بنتيجة العسكرة التي فرضها الأميركيون على منطقة البحر الأحمر.

على جبهة لبنان مزيد من العمليات النوعية للمقاومة، كان آخرها منتصف الليل برشقات صاروخيّة على منطقة الجليل الغربي أدت الى انقطاع الكهرباء، بعد استهداف مستعمرة مرغليوت أسفر عن قتلى وجرحى باعتراف إعلام جيش الاحتلال.

ويتزامن التصعيد من جانب المقاومة مع وجود المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين في بيروت ، وقيامه بجولة لقاءات كان أهمها لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأكد هوكشتاين “دعم بلاده الحل الدبلوماسي لإنهاء التصعيد على الحدود الجنوبية”، وأوضح أن “أي هدنة في غزّة ليس بالضرورة أن تمتدّ تلقائياً الى لبنان”، وتابع “نعملُ لهُدنةٍ في غزة، ونسعى لتمتد التهدئة من غزة الى لبنان، ومهمتنا هي تسويةٍ دبلوماسيةٍ في لبنان”.

وفيما تتأرجح المفاوضات على خط القاهرة – باريس بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي على وقع اشتداد حدة المواجهات الميدانية على الجبهتين الغزاوية والجنوبية، خطفت الأضواء الزيارة المفاجئة والسريعة للموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان، في محاولة جديدة لفصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة، قبيل التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق ما علمت «البناء»، حيث طرح هوكشتاين عرضاً يحمل حلاً يعتمد تجزيء الملف الحدودي، أي تثبيت ما تم الاتفاق عليه من النقاط الذي يتحفظ عليها لبنان وتأجيل النقاط الأخرى ومزارع شبعا الى وقت لاحق. لكن أهم ما قاله هوكشتاين هو أن وقف إطلاق النار في غزة ليس بالضرورة وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية، ما ينطوي على تهديد باستكمال العدوان الإسرائيلي على لبنانـ وفق ما لفتت أوساط سياسية لـ»البناء».

واستهل الدبلوماسي الأميركي نشاطه بزيارة عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وللمستجدات السياسية والميدانية.

وبعد اللقاء الذي استمرّ زهاء ساعة ونصف قال هوكشتاين: “انا هنا من أجل الحث للوصول الى حل دبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان و”إسرائيل””.

وأضاف: “إن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بالعمل من أجل الوصول الى حل طويل الأمد من خلال مسار سياسي. وهذا ما يمكن أن يسمح للنازحين اللبنانيين بالعودة إلى منازلهم، والأمر نفسه على الجانب الآخر من الحدود”.

وأضاف: “إن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار هو غير كافٍ وكذلك الحرب المحدودة لا يمكن احتواؤها، وأن الوضع الأمني على طول الخط الأزرق يجب أن يضمن أمن كل طرف، أن الولايات المتحدة الأميركية تؤمن بأن الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لوضع حدّ للعمليات الحربية القائمة وبالتالي الوصول الى الاستقرار الطويل الأمد، ومن حق الجميع العيش بأمان واستقرار”.

وشدّد هوكشتاين على أن “ما نقوم به ليس جهداً أميركياً منفرداً. إننا نعمل مع شركائنا في العالم لخلق فرصة تعزز الاستقرار والازدهار للبنان وشعبه ومؤسساته ولاقتصاده”.

وأشارت مصادر إعلامية الى أن “هوكشتاين طرح خلال لقاءاته الرسمية توحيد الرؤية لتطبيق الـ1701 وتثبيت النقاط السبع على الخط الأزرق حالياً ليعاد لاحقاً البحث في النقاط الأخرى العالقة من نقطة الـ «B1» في الناقورة الى الغجر”.

وقبيل مغادرته لبنان، التقى هوكشتاين قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، ثم كليمنصو والتقى رئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، وانتقل الى السراي الحكومي، وبحث مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأوضاع العامة وتطبيق القرار 1701، ثم توجّه الى مجلس النواب حيث التقى ممثلين عن كتل المعارضة وهم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل والنائب جورج عدوان والنائب ميشال معوض.

وعلمت “البناء” أن هوكشتاين سمع من المسؤولين اللبنانيين الموقف نفسه الذي سمعه في السابق، بأن على “إسرائيل” تطبيق القرار 1701 أولاً وأن توقف عدوانها على لبنان، وتنسحب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل دون قيد أو شرط وفق القرارات الدولية.

وشدّد المسؤولون اللبنانيون على أن الحل لضمان الأمن على الحدود وفي المنطقة هو وقف العدوان على غزة، وبالتالي إن الطلب من حزب الله وقف العمليات العسكرية وجبهة الإسناد لغزة والانسحاب من الحدود باتجاه الليطاني قبل وقف الحرب على غزة غير منطقي. والحل يكون بوقف إطلاق النار في غزة ثم باقي الجبهات.

ولفتت الأوساط السياسية لـ”البناء” الى أن “زيارة هوكشتاين الآتي من “إسرائيل” تهدف الى مزيد من الضغوط على لبنان وحزب الله لتحقيق المصالح الإسرائيلية من خلال التهديد بالحرب الشاملة على الجنوب وعلى لبنان، وليس من أجل المصالح اللبنانية».

لكن نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم حذّر من أنه “إذا ارتكب الاحتلال أي حماقة بحق لبنان فستكون هزيمته نسخة مطوّرة عن هزيمة تموز وستكون مدوّية للاحتلال وانتصارًا مدويًا للمقاومة”، مضيفاً: “أوقفوا العدوان على غزة تتوقف عندئذ الحرب في المنطقة. ومن أراد أن يكون وسيطًا معنا عليه أن يتوسط أولًا لوقف العدوان على غزة”.

وأشار الشيخ قاسم في كلمة له في احتفال حزبي، إلى أن “لدينا منطلقات من جنوب لبنان لدعم فلسطين، والمنطلق الأول هو الواجب الإنساني الديني والأخلاقي، ومنطلقنا الثاني لدعم فلسطين هو وجود مصلحة حقيقية مباشرة للبنان ولكل دول المنطقة كي لا تتوسّع “إسرائيل” لتحتل أراضينا”.

ولفت إلى أن العدو لا يحتاج إلى ذريعة لكي يعتدي؛ بل يحتاج إلى الظرف المؤاتي. وعندما تكون المقاومة جاهزة تمنع عنه هذا الظرف وتردعه.
وقال: “لمن لا يقتنع بما نقوم به من واجب نذكّره بمخططات الاحتلال السابقة للتوطين، وهو يواصل البحث عن الظرف المناسب لذلك”.

وإذ أكّد أنّ المقاومة هي التي تمنع العدو من تنفيذ مخططاته، دعا الجميع إلى أن يكونوا في هذا الخندق، وقال: “يلوموننا لأننا في محور الشرف والكرامة والقناعة نقوم بنصرة المستضعفين وتحرير الأرض، ويهدّدوننا بالعدوان ونهدّدهم بالثبات والمقاومة”.

بدوره، أشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الى انّ “تصدّينا للعدوّ الإسرائيليّ هو من أجل حماية أهلنا حتى لا يتحوّل جنونه ساعة يُريد لأنّ يُباغتنا”، معتبراً أنه “أسقطنا عنصر المفاجأة لديه وأثبتنا أننا جاهزون ومتربّصون له وبه وأعلنّا تضامننا بهذه الجهوزية مع المظلومين والمقهورين في غزة”.

وخلال حفل تكريميّ في بلدة الخرايب، قال رعد: “صحيح أن هذه الحسابات تتطلّب تضحيات ودماء وآلاماً لكن مُنتهى هذه التضحيات هي النّصر المؤزّر، إن شاء الله”، معتبراً ان “مواجهتنا مع العدوّ الإسرائيلي في هذه المرحلة هي مواجهة دقيقة وتتّسم بحساسيّة فائقة لأنّ حساباتها معقّدة وأيّ جموح أو جنوح أو تكاسل يمكن أن يُفضي إلى النتائج غير المحسوبة وغير المرغوبة، لذلك نحن نُضحّي ونبذل الدماء والأرواح ونعرف إلى أين نمضي وسنصل في نهاية المطاف إلى ليّ ذراع العدوّ وسننتصر عليه بإذن الله سبحانه وتعالى”.

كما شدّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق على أن “المقاومة استعدت لكل احتمالات التصعيد لتصنع نصراً هو أعظم من نصر تموز 2006، كما أنها استعدّت لرفع آثار العدوان وإعادة الإعمار حتى تعود البيوت المدمّرة أجمل مما كانت”.

وكانت الجبهة الجنوبية سجلت المزيد من الأحداث الأمنية، إذ أعلن الإعلام الحربي في حزب الله أنه “أثناء محاولة قوة إسرائيلية معادية التسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية في منطقة وادي قطمون مقابل رميش، ‌‌قام ‌مجاهدو المقاومة الإسلامية باستهدافها بالأسلحة الصاروخية وحققوا فيها إصابات مباشرة”.

كما أعلن انه “أثناء محاولة قوة إسرائيلية معادية من لواء غولاني بالتسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية من جهة خربة زرعيت مقابل بلدة راميا اللبنانية ‌قام ‌مجاهدو المقاومة الإسلامية بتفجير عبوة ناسفة كبيرة بالقوة المتسللة ثم استهدفوها بعددٍ من قذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة”. وفي بيان آخر، أعلن حزب الله قصف ثكنة زرعيت ومحيطها بأسلحة المدفعية”.

وأعلن الإسعاف الإسرائيلي “اننا نتعامل مع 3 إصابات بعد إطلاق صاروخ من لبنان نحو مرغليوت في الجليل الأعلى”، وتحدّثت وسائل إعلام اسرائيلية عن قتيل و7 جرحى بينهم 2 بحالة خطيرة و4 متوسطة و1 طفيفة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه مرغليوت.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس بـ”انقطاع الكهرباء على نحو واسع في الجليل الغربي عقب إطلاق رشقة صاروخية كثيفة من جنوب لبنان”.

وكانت قوات الاحتلال أطلقت النار في الهواء وعلى مسافة قريبة من مزارعين كانوا يرشّون المبيدات على مزروعاتهم في محيط بلدة الوزاني قضاء مرجعيون. وطال القصف الفوسفوري والدخاني الجهة الشرقية لبلدتي حولا ومركبا المشرفتين على وادي هونين ومستعمرة مرغليوت.

كما قصفت قوات الاحتلال بالقذائف الفوسفورية منطقة بئر المصلبيات على مدخل بلدة حولا الشمالي قضاء مرجعيون. واستهدفت الأحياء السكنية لبلدة مركبا. وأغار الطيران الحربيّ على خلة وردة المتاخمة لبلدة عيتا الشعب وعلى أطراف بلدة شيحين وبلدة أم التوت بالقطاع الغربي. وهرعت فرق الدفاع المدني التابعة لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية الى مكان الغارتين وتبين أن لا إصابات في الأرواح.

وزفّت المديرية العامة للدفاع المدني – الهيئة الصحية في بيان، ثلّة من عناصرِها الذين ارتقوا بعدوانٍ صهيوني مباشر استهدف مركز الدفاع المدني في بلدة العديسة الجنوبية بعد ظهر اليوم الاثنين ٤ آذار/ مارس ٢٠٢٤. والشهداء هم:
الشهيد المُسعف حسين محمد ابراهيم من بلدة العديسة – جنوب لبنان، مواليد 1970.

الشهيد المُسعف علي حسن سويدان من بلدة عدشيت القصير – جنوب لبنان، مواليد 1962.

الشهيد المُسعف عباس أحمد حجيج من بلدة عدشيت القصير – جنوب لبنان، مواليد 1993.

وتابع البيان “وقد ارتقى الشهداء الثلاثة بغارةٍ إسرائيليةٍ مباشرة على مركز الدفاع المدني – الهيئة الصحية في العديسة، تقصّد خلالها العدو إيقاع أكبر قدرٍ من الخسائر، في اعتداء هو الثالث من نوعه على مراكز الدفاع المدني خلال هذه الحرب، رغم كل المواثيق الدولية التي ترعى حماية الفرق الطبية والإسعافية حتى خلال الحروب”.

المصدر: صحف