تغطية | 11 قتيلاً اثر اشتباكات عين الحلوة وهدوء حذر يسود المخيم – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

تغطية | 11 قتيلاً اثر اشتباكات عين الحلوة وهدوء حذر يسود المخيم

مواجهات في مخيم عين الحلوة

يسود مخيم عين الحلوة جنوب شرق صيدا، حالة من الهدوء المشوب بإطلاقات نارية طفيفة، على بعض المحاور في حيي الطوارئ وحطين، منذ إعلان النائب في مجلس النواب اللبناني عن مدينة صيدا أسامة سعد، التوصل لاتفاق يثّبت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، والبدء بإجراءات عملية لسحب المسلحين، وتشكيل لجنة تحقيق باغتيال العميد العرموشي.

وكانت المعارك قد اندلعت في مخيم عين الحلوة فجر الأحد 30 تموز/ يوليو، إثر إقدام أحد الأشخاص، على محاولة اغتيال القيادي الإسلامي محمد أبو قتادة، في حي الصفصاف، ما أدى إلى مصرع الشاب المدني عبد فرهود في أثناء مروره من الحي، وإصابة آخرين بينهم أطفال.

وتصاعدت المعارك، عقب اغتيال مسلحين، قائد الأمن الوطني في مدينة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي ظهر الأحد، مخلفةً دماراً كبيراً داخل أحياء المخيم، ولا سيما أحياء الطوارئ والتعمير، التي شهدت معارك طاحنة، إضافة إلى حيي حطين والرأس الأحمر، كما امتدت المعارك إلى منطقة جبل الحليب مخلفةً أضراراً مادية وحرائق في بيوت وممتلكات اللاجئين الفلسطينيين.

وقُتل 11 شخصا وجرح 40 آخرون في المواجهات منذ السبت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.

وكانت مصادر طبية قد أشارت في وقت سابق إلى مقتل 8 أشخاص خلال 3 أيام من المواجهات.

واندلعت اشتباكات عنيفة مساء السبت في عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وأكثرها كثافة سكانية، بين عناصر من حركة فتح وآخرين ينتمون إلى مجموعات إسلامية. وقد أسفرت بداية عن مقتل عنصر من المجموعات الإسلامية، قبل أن يقتل قيادي في حركة فتح و4 من رفاقه الأحد في كمين.

مواجهات في مخيم عين الحلوة

وجاء في بيان لمديرة شؤون الأونروا في لبنان دوروثي كلاوس “قُتل 11 شخصا وأصيب 40 آخرون” منذ السبت، “من بينهم أحد موظفي الأونروا”. وتابعت كلاوس “تعرضت مدرستان تابعتان للأونروا لأضرار”، مشيرة إلى “تعليق جميع خدمات الأونروا في المخيم بشكل موقت”.

وأضافت “نحث جميع الأطراف المسلحة على احترام حرمة جميع مباني ومرافق الأونروا وفقًا للقانون الدولي”. وأعلنت في تصريح صحفي صدر عنها مساء الاثنين، أنّ الأحداث في مخيم عين الحلوة، أجبرت أكثر من ألفي شخص على الفرار من المخيم بحثاً عن الأمان في أماكن أخرى.

كما كشفت “أونروا” عن تعرضت مدرستين تابعتين لها لأضرار، وحثّت كافة الأطراف المسلحة في المخيم، على احترام حرمة جميع مباني ومرافق الوكالة وفقًا للقانون الدولي.

بالفيديو | آثار الدمار في حيي الصفصاف وحطين في مخيم عين الحلوة

وأعلن الناشطون الإسلاميون ليل الاثنين التزامهم بوقف اطلاق النار بدءاً من ليل الاثنين – الثلاثاء، بينما أعلنت حركة فتح التزاماً مماثلاً، ولكن بشرط تسليم قتلة العميد أبو أشرف ‎العرموشي. وبالتزامن، أعلن رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، تمديد قرار إقفال فروع الجامعة اللبنانية في صيدا. وكان قرار الإقفال صدر أمس، بسبب تطورات الأوضاع الأمنية في المدينة.

مواجهات في مخيم عين الحلوة

تشييع العرموشي ومرافقه في مخيم الرشيدية وهدوء حذر في مخيم عين الحلوة

وشيّعت حركة “فتح” وقوات “الأمن الوطني الفلسطيني” قائدَ الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد أبو أشرف العرموشي ومرافقه موسى فندي، إلى مثواهما الأخير في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، عصر اليوم الاثنين 31 تموز/ يوليو، ووريا الثرى في مقبرة المخيم.

وانطلق موكب التشييع من مستشفى الهمشري في مدينة صيدا جنوبي لبنان، بسيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، ورافق الموكب أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات وعدد من قيادات الساحة اللبنانية في الحركة.

وشارك المئات من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الرشيدية في استقبال موكب المشيعين، الذي تقدمته الدراجات النارية، فيما جرى استقبال المُعزّين في قاعة الأشبال التابعة لحركة “فتح” في مخيم الرشيدية.

مواجهات في مخيم عين الحلوة

وعقد الاثنين لقاء موسع في مقر “التنظيم الشعبي الناصري”، بدعوة من الأمين العام للتنظيم النائب أسامة سعد، بحضور وفد منظمة التحرير الفلسطينية تقدمه أمين سر فصائل المنظمة في لبنان فتحي أبو العردات، وفد فصائل قوى التحالف الفلسطيني تقدمه أمين سر التحالف أيمن شناعة، والقوى الإسلامية، و”أنصار الله”، والأحزاب اللبنانية الوطنية والإسلامية.

ولفت بيان لمكتب سعد، أن “البحث تناول أوضاع مخيم عين الحلوة وسبل وقف إطلاق النار فيه، ووضع حد للاشتباكات التي دمرت المئات من المنازل وشردت الآلاف من العائلات”.

وقال سعد: “لقد تفاهمنا على تثبيت وقف إطلاق النار، وسيكون هناك عمل ميداني من قبل كل الفصائل من أجل تحقيق هذا الهدف بأسرع وقت ممكن وبشكل فوري. كما ستجتمع هيئة العمل المشترك الفلسطيني لتشكيل لجنة تحقيق لتحديد القتلة الذين ارتكبوا الجريمة النكراء التي استهدفت اللواء العرموشي، واستهدفت أمن المخيم، وأمن شعبنا الفلسطيني، والأمن اللبناني، وأمن مدينة صيدا”.

مواجهات في مخيم عين الحلوة

وتابع “أكد المجتمعون على ضرورة تسليم القتلة إلى السلطات اللبنانية، واجتماع يوم غد سيحدد اللجنة التي ستقوم بالكشف عن القتلة. وأكد كل الفصائل الحاضرة اليوم وكل الأحزاب استعدادهم الكامل لمعاونة هذه اللجنة وتزويدها بالمعلومات والمعطيات التي من شأنها الكشف عن القتلة لتسليمهم على الفور للسلطات اللبنانية لاتخاذ الإجراءات بحقهم. إن تسليم مرتكبي الجريمة من شأنه أن يطمئن شعبنا الفلسطيني في المخيم، وفي مدينة صيدا الحاضنة على الدوام للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.

اضاف: “نحن نسعى إلى ترجمة وقف إطلاق النار لكي يشعر أهلنا أن هناك مسؤولية جدية من قبل الفصائل الفلسطينية والقوى اللبنانية للوصول إلى تحقيق الأمن لشعبنا الفلسطيني وشعبنا اللبناني”.

بالفيديو | مشاهد من المواجهات في احياء الطوارئ والتعمير والرأس الأحمر في مخيم عين الحلوة

وتم التوصل الأحد إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار، لكنه لم يحل دون وقوع مناوشات محدودة طوال الليل ازدادت حدتها الإثنين. وسقطت قذائف عدة خارج حدود المخيم خلال اليومين الماضيين. كذلك، أجلى مستشفى محاذ للمخيم مرضاه إلى مستشفيات أخرى في صيدا التي أغلق عدد من المحال فيها أبوابه خشية التصعيد.

ويقطن في مخيم عين الحلوة أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأمم المتحدة، انضم اليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا. وغالباً ما يشهد المخيم عمليات اغتيال وأحيانا اشتباكات.

ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات بموجب اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات.

المصدر: مواقع