في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم آثار التغير المناخي، تواجه بلغاريا أزمة مياه حادة تهدد سبل عيش الآلاف من سكان القرى، خاصة في مناطق مثل غورنا ستودينا وإلينا. مع انخفاض منسوب المياه في السدود وتدهور البنية التحتية القديمة، أصبحت الحياة اليومية معاناة مستمرة للسكان الذين يعتمدون على نظام تقنين صارم للمياه.
وتعاني بلغاريا، أفقر دول الاتحاد الأوروبي، من شبكات مياه قديمة يعود بعضها إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى سوء الإدارة وسرقة المياه، مما يفاقم أزمة نقص المياه الناجمة عن تغير المناخ. وفقًا لإميل غاتشيف، الباحث في الأكاديمية البلغارية للعلوم، “نصف كمية المياه تُفقد قبل أن تصل إلى الصنابير”.
في منتصف يوليو/تموز 2025، أثر انقطاع المياه على أكثر من 156 ألف شخص في بلغاريا، التي تحتل المرتبة الأسوأ في الاتحاد الأوروبي من حيث فقدان المياه في شبكات التوزيع. ويحذر الخبراء من أن فترات الجفاف الطويلة وانخفاض منسوب الأمطار في الربيع أديا إلى انخفاض مخزون السدود إلى خمس طاقتها فقط.
في قرية غورنا ستودينا، التي يبلغ عدد سكانها 200 نسمة فقط بعد أن كانت تضم أكثر من 2000 في الستينيات، أعلنت حالة الطوارئ منذ أواخر يونيو/حزيران. يقوم العمدة بلامين إيفانوف بنشر جداول توزيع المياه بينما يتلقى مكالمات مستمرة من سكان غاضبين.
في إلينا، بالقرب من سد يوفكوفتسي، تظهر لقطات جوية مجرى نهر جاف تمامًا، مما يهدد أحد أهم مصادر المياه في منطقة فيليكو تارنوفو. يقول الخبراء إن الأزمة ليست محلية بل نظامية، وتتطلب تدخلًا عاجلاً لإنقاذ البلد من أزمة مياه طويلة الأمد.
المصدر: وكالات