السبت   
   13 12 2025   
   22 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 03:25

النائب حسين الحاج حسن يرد على تصريحات وزير الخارجية

‏ رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن أن تصريح وزير الخارجية يوسف رجي لقناة الجزيرة يمثّل بالحقيقة ‏القوات اللبنانية أكثر ممّا يمثّل الحكومة اللبنانية،‏ وأكد أن “إسرائيل” ليست راغبة بالسلام مع أحد، وهي ‏دولة معتدية وظالمة.‏
ودعا وزير الخارجية إلى تفعيل عمله الدبلوماسي قائلا:” أمّا بالنسبة للمساعي الدبلوماسية التي يقول عنها معالي الوزير لتفادي ‏الضربة، فأقلّ ما يمكن ألّا ‏تكون لديه السردية التي تتبنّى السردية الإسرائيلية والسردية الأمريكية في تبرير الضربات. أقلّ ‏ما ‏يمكن أن يفعله معالي الوزير هو أن يفعّل عمله الدبلوماسي أولًا، وأن يفعّل البعثات الدبلوماسية ‏اللبنانية لتشرح للعالم أنّ لبنان ‏التزم باتفاق وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية في 27 ‏تشرين الثاني 2024، أي منذ ما يزيد عن العام، وأنّ العدو ‏الصهيوني لم يلتزم بهذا الاتفاق ‏إطلاقًا وما زال يعتدي على لبنان.‏
وأضاف “بين كلام الوزير أمر لافت جدًّا، وهو أنّه يريد تحييد المؤسّسات، وكأنّه يبرّر لإسرائيل ضرب ‏اللبنانيين الآخرين. هذا ‏كلام برأيي خاطئ جدًا، نحن مع أن نجنّب لبنان أيّ عدوان إسرائيلي على ‏كل لبنان، لا أن نجنّب فئة من اللبنانيين من العدوان ‏ونتساهل مع العدوانية الإسرائيلية.‏ وتابع الحاج حسن “اليوم، بالمناسبة، كان هناك عدوان إسرائيلي على الجنوب، وكان معالي الوزير يصرح، فكان ‏باستطاعته أن ‏يذكر بتصريحاته أن اليوم كان هناك عدوان إسرائيلي جوي على عدد من قرى ‏الجنوب، على ما يبدو لم يكن عنده علم، مكتبه لم ‏يخبره أن اليوم كان هناك عدوان إسرائيلي”.
وردا على سؤال أجاب الحاج حسن: ” معالي الوزير ليس هو من حرّر الجنوب، وانما سلاح ‏المقاومة هو الذي حرّر الجنوب ‏عام 2000، في الوقت الذي كان فيه الوزير والحزب ‏الذي ينتمي إليه كانوا في موقع آخر.‏ فهذا الإنجاز لا يستطيع معالي الوزير أن ينسبه لنفسه أو لحزبه، وكذلك إنجاز التصدي البطولي عام 2006، وإنجاز التصدي ‏للتكفيريين في الجرود، حيث ‏كان الوزير وحزبه حينها يؤيدون التكفيريين ويقفون معهم.‏

وأكد أن حزب الله والمقاومة لهما إنجازات، لكن مثل كل الدول والشعوب التي تتعرض لضربات، هناك ‏ضربة تعرّضت لها ‏المقاومة وتعرّض لها حزب الله، نحن لا ننكرها، ولكن لا يحقّ لأحد أن ينكر ‏دور السلاح ودور المقاومة ودور حزب الله ودور ‏حركة أمل ودور المقاومين في تحرير ‏الجنوب عام 2000 والتصدّي للحرب الإسرائيلية عام 2006 والتصدي للتكفيريين عام ‌‏2017.‏ ورأى أنه من المفترض أن لا يبرّر معالي الوزير العدوان الصهيوني على لبنان، أمّا حديثه عن السلاح وحصرية السلاح، ‏فأعتقد أنّ الأولى أن يركّز معاليه على ‏انسحاب العدو، وعلى استعادة الأسرى، وعلى وقف العدوان.

وحول عمل لجنة الميكانيزم ‏قال: انها لم تفعل ‏شيئًا، أنا أحكم على النتائج، لا على النوايا. ماذا فعلت لجنة الميكانيزم حتى الآن؟ ‏أشار إلى أن المشكلة الأساسية مع العدو في لبنان يمكن أن تُرى في الجارة السورية، “ففي الدولة السورية الشقيقة ‏التي ليس فيها ‏سلاح وليس فيها مقاومة، والعدوان ما زال مستمرًا. نتنياهو يصرّح أنّه يريد ‏منطقة عازلة، ويريد أن يبقى في جبل الشيخ وفي ‏سهل اليرموك، ويريد منطقة منزوعة السلاح ‏من دمشق حتى الجولان، الذريعة التي تتذرّع بها إسرائيل في لبنان بوجود السلاح ‏والمقاومة ليست موجودة في سوريا، ‏ومع ذلك يستمر الاحتلال ويستمر العدوان، موضحا أن ما نقوله نحن أنّه عندما ينسحب ‏العدو ويتوقّف العدوان، وتُعاد الأسرى، ويبدأ الإعمار، يفترض ‏بلبنان أن يناقش استراتيجية أمن وطني ودفاع وطني، وعلى ‏أساسها يمكن لأيّ أمر أن يتفق عليه ‏اللبنانيون.‏

وقال “كيف يمكن الدفاع عن لبنان في المستقبل عندما يأتي الإسرائيلي ويريد أن يفرض عليك ‏الشروط نفسها التي يريد أن ‏يفرضها على سوريا؟ يدخل نتنياهو إلى الأراضي السورية ويقول ‏إنّه يريد أن يبقى هناك، هو وكاتس وآخرون من المسؤولين ‏الإسرائيليين، سواء في الجولان أو ‏جبل الشيخ أو سهل اليرموك وصولًا إلى دمشق، كيف يمكن لهذا المنطق أن يستقيم عندما ‌‏يُجرّدك البعض من سلاحك؟”، مشيرا إلى أن المتاح أن يحافظ الإنسان على كرامته، على سيادته، على وطنه، لا أن يستسلم ‏أمام ‏الضغوط وأمام التهويل.، والمتاح أن تكون للإنسان رؤية للمستقبل، لا أن يسير في مسار تفاوضي لا أول له ولا آخر، قد ‏يصل ‏في يوم من الأيام إلى الاستسلام لكل المطالب الإسرائيلية والأمريكية التي لم تتوقف يومًا ‏وهذه تجربة سوريا أمامنا. هناك ‏تفاوض بين سوريا وإسرائيل يجري منذ عام، اجتماعات على ‏مستوى وزاري، إلى أين أفضى؟

وأوضح أن نتنياهو في اليومين الأخيرين قال أنّه ليس مستعجلًا على اتفاق أمني مع سوريا، ويريد فرض ‏منطقة عازلة ويريد البقاء ‏في جبل الشيخ، بماذا يجيب الآخرون على هذه الأسئلة؟ من حقي أن أطرح أسئلة على الذين يضغطون ويريدون تجريد لبنان ‌‏من قوته من دون أي ضمانات في المستقبل.، مؤكدا أننا التزمنا بوقف إطلاق النار منذ 27 تشرين الثاني 2024، ولبنان التزم، ‌‏والعدو هو الذي لم يلتزم. ماذا يجيبنا الدبلوماسيون؟ ماذا يجيبنا رئيس لجنة الميكانيزم الأمريكي ‏والمبعوثون الأمريكيون؟ من ‏التزم ومن لم يلتزم؟ الذي التزم هو لبنان، بما فيهم المقاومة، والذي لم يلتزم هو الإسرائيلي ‏والأمريكي، لذلك أقول إنّ هذا ‏المنطق من التنازلات المتتالية لن يؤدي إلى نتيجة.‏

وقال الحاج حسن: “سمعنا أيضًا تصريح السفير الأمريكي عيسى الذي يقول أنّ هناك فصلًا بين التفاوض والحرب ‏الاسرائيلية على ‏حزب الله، وهذا يدلّ على أنّه ليس هناك أفق للتنازلات، فكلما تنازلت أكثر يطلب ‏منك الأمريكي المزيد، ويطلب منك الإسرائيلي ‏المزيد، هناك التزام كامل من قبل لبنان، وليس ‏هناك أي التزام من قبل الأمريكيين والإسرائيليين”.‏