الأربعاء   
   25 06 2025   
   29 ذو الحجة 1446   
   بيروت 18:29

“سباق تسلح” بمسيّرات متناهية الصغر.. الصين تطور مسيرة مسلحة بحجم بعوضة

يبدو حلم جميع أجهزة الاستخبارات مثل بعوضة كبيرة الحجم لها جناحان صغيران يشبهان الريش وجسم ضيق ويقف على ثلاث أرجل. ومع ذلك فهي ليست بعوضة ولكنها مسيرة صغيرة طورتها الجامعة الوطنية الصينية لتكنولوجيا الدفاع.

ومن المقرر استخدامها في العمليات العسكرية السرية ومهام الاستطلاع، حسبما ذكرت أكبر صحيفة يومية تصدر باللغة الإنجليزية في هونغ كونغ. وقد تم عرض طائرة الاستطلاع في تقرير تم بثه مؤخرا على القناة العسكرية التابعة للتلفزيون الصيني الذي تسيطر عليه الدولة.

وقد تم تقديم المسيرة التي بالكاد يمكن إدراكها من قبل الباحث في المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والطيران ليانغ هيكسيانغ الذي يعمل أيضا على روبوتات تشبه البشر من بين أشياء أخرى. “هنا في يدي روبوت يشبه البعوض. الروبوتات المصغرة الإلكترونية مثل هذه مناسبة بشكل خاص للاستطلاع المعلوماتي والعمليات الخاصة في ساحة المعركة”، كما قال ليانغ هيكسيانغ لقناة CCTV7.

وأظهر تقرير CCTV أيضا نموذجا أوليا لمسيرة صغيرة بأربعة أجنحة يمكن التحكم فيها عبر الهاتف الذكي.

سباق من أجل أصغر المسيرات

ما يثير الدهشة في تقرير CCTV ليس فقط التقدم الواضح الذي أحرزه الجيش الصيني في مجال تكنولوجيا الروبوتات. بل المثير للدهشة أيضا أن يتم عرض طائرة تجسس بدون طيار بحجم البعوضة على الملأ.

فعلى مدى سنوات يتنافس المطورون العسكريون في جميع أنحاء العالم على إنتاج أصغر وأقوى المسيرات الممكنة. يمثل الإنتاج تحديا حيث يجب تركيب المكونات المختلفة مثل الميكروفونات والكاميرات ونظام التحكم ومصدر الطاقة وغيرها في أصغر مساحة ممكنة. وفي الوقت نفسه يجب أن تكون المسيرة هادئة وقوية وذات مدى طويل ومتينة.

ويتطلب تطوير مثل هذه المسيرات الصغيرة معرفة متخصصة من مختلف التخصصات مثل الروبوتات وعلوم المواد وتكنولوجيا الاستشعار، وهي خبرات متخصصة متوفرة بشكل أساسي في المنشآت العسكرية.

أوجه تشابه مذهلة مع النموذج الأمريكي

ليس الجيش الصيني وحده من يدفع تطوير المسيرات الصغيرة إلى الأمام على نطاق واسع. وتشير أسماؤها إلى النحل أو الدبابير أو البعوض حيث أن الطبيعة غالبا ما توفر نماذج للروبوتات الإلكترونية الصغيرة.

تتشابه المسيرة الصغيرة التي قدمتها شركة NUDT الصينية بشكل لافت للنظر مع ”RoboBee“ التي قدمها باحثو جامعة هارفارد لأول مرة في عام 2013. ومع ذلك فقد تم تطوير المسيرة التي يبلغ طولها حوالي ثلاثة سنتيمترات لمراقبة الزراعة والبيئة والنسخة الصينية أصغر بكثير.

يمكن لبعض نماذج RoboBee المستقلة أن تسبح تحت الماء وتطير من هناك. أو “تجثم على الأسطح بمساعدة الكهرباء الساكنة”، حسب موقع معهد هارفارد ويس على الإنترنت.

مسيرات نانو قوية للمهام القتالية

هذه المسيرات الاستطلاعية الصغيرة ليست قوية بما يكفي للمهام القتالية. فالمسيرات يجب أن تتحمل الرياح والطقس ويجب أن تكون الصور والبيانات دقيقة ويجب أن تدوم البطارية لفترة طويلة ويجب أن تصل أدوات التحكم إلى مسافة كافية للجنود لاستخدامها من موقع آمن.

ولهذا السبب يتحمس العسكريون أكثر للمسيرة “بلاك هورنت” بحجم راحة اليد والتي تم تطويرها في النرويج واستخدمت بالفعل في الاستطلاع الآمن خلال المهام القتالية لعدة سنوات. كما قامت القوات المسلحة الألمانية بشراء هذه المسيرة التي تشبه طائرة هليكوبتر صغيرة من أجل “الاستطلاع البصري منخفض الضوضاء في المدى التكتيكي القريب”.

وهي “تمكن الجنود من القيام باستطلاع فوري ومموه حتى بدون تدريب خاص”، حسب القوات المسلحة الألمانية.

كما تمتلك ”الدبور الأسود” تقنية الأشعة تحت الحمراء وهي “خفيفة جدا وصامتة تقريبا. ومع مدة تحليق تصل إلى 25 دقيقة يمكن لمسيرة النانو بحجم الجيب أن تقدم مقاطع فيديو حية وصور فردية عالية الدقة وبالتالي اكتشاف الفخاخ المتفجرة على سبيل المثال.

ويعمل الجيش الأمريكي أيضا على تطوير مسيرات صغيرةخاصة به، حسب سلاح الجو الأمريكي في عام 2021، لكن الجيش الأمريكي لم يكشف بعد عن مدى تقدم التطوير أو أي منها قيد الاستخدام بالفعل.

المصدر: dw.com