تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 20 حزيران 2025 العديد من الملفات المحلية والاقليمية والدولية…
الاخبار:
ثلاثة سيناريوات على الطاولة | أميركا – إسرائيل: إيران ليست لقمة سائغة
تشهد المنطقة لحظة من التوتّر المتصاعد، تجلّت خصوصاً في التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وردّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، السيد علي الخامنئي، عليها.
ولم يكن تبادل الرسائل هذا، مجرّد استعراض مواقف، وإنّما نقطة تحوّل في المواجهة بين إيران والمحور الأميركي – الإسرائيلي، في ما يعكس رهاناً أميركيّاً على أن يؤدّي الضغط العسكري الإسرائيلي، مع التهديد بانخراط واشنطن في الحرب، إلى إحداث تحوّل في توجّهات القيادة الإيرانية ومواقفها.
ويُستعاد، في هذا السياق، سيناريو الثمانينيّات عندما أعلنت إيران موافقتها على وقف إطلاق النار في أعقاب التدخل الأميركي الذي أسفر عن تدمير عدد من قطع الأسطول الإيراني والمنشآت النفطية، وتبلوُر تقدير في طهران بأنّ الوضع الاقتصادي أصبح يهدّد النظام الإسلامي، في حينه.
الانخراط الأميركي ليس سوى وصفة تفجير لا تحمِل معها ضمانات إستراتيجية
على أنّ ثمّة فارقاً جوهريّاً بين إيران الثمانينيّات، وإيران 2025، التي أصبحت تمتلك ترسانة صاروخية متطوّرة، وبرنامجاً نوويّاً يجعل أيّ مواجهة معها محفوفة بتكاليف إستراتيجية وأمنيّة، وذلك فضلاً عن أنّ البيئة الإقليمية باتت مختلفة تماماً عمّا كانت عليه في السابق.
وفي هذه الأجواء، جاءت مواقف الخامنئي لتبدّد الرهان على تكرار «تجرّع السمّ» الذي ينتظرونه في كل من واشنطن وتل أبيب. وفي ضوء هذا التعقيد، تجد إسرائيل والولايات المتحدة نفسيهما أمام ثلاثة سيناريوات، لكلّ منها مخاطره وقيوده:
أولًا: الرهان على حافة الحرب
يقوم هذا السيناريو على استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، وربّما الأميركية، ضدّ مواقع إيرانية حسّاسة، بهدف فرض معادلة ميدانية تدفع طهران إلى التفاوض بشروط أدنى.
لكنّ ذلك الخيار يتطلّب إدارة دقيقة للتصعيد من دون الانجرار إلى مواجهة شاملة، ما يعني أنه محفوف بالمخاطر؛ إذ إنّ إيران قد تعتبره إعلان حرب، وتردّ عليه بهجمات مباشرة أو عبر حلفائها، ما قد يؤدّي إلى توسّع سريع في رقعة المواجهة.
كما أنّ التعويل على تراجع طهران السياسي، وعودتها إلى طاولة المفاوضات تحت النار، يبدو غير واقعي. من هنا، فإنّ لعبة الأعصاب، أو بتعبير أدقّ صراع الإرادات، أقرب إلى مقامرة غير محسوبة، في بيئة مشتعلة كمنطقة الشرق الأوسط.
ثانياً: إسقاط النظام – مغامرة غير واقعية
يتّسم هذا السيناريو بأقصى درجات التصعيد، عبر استهداف مكثّف للبنية التحتية العسكرية والمدنية الإيرانية بهدف إنهاك النظام أو دفعه نحو الانهيار الداخلي. لكنّ الرهان على تفكّك الدولة الإيرانية يتجاهل التماسك البنيوي الذي راكمته طهران على مدار عقود.
فبدل أن يُضعف العدوان، النظام، قد يُنتج التفافاً داخليّاً واسعاً حوله. كما أنّ ردّ إيران سيكون شاملاً وعنيفاً، وعبر كل الجبهات، مع تهديد مباشر للممرّات البحرية، سيستتبع حتماً ارتفاعاً في أسعار النفط.
ثالثًا: الانخراط الأميركي – نار باردة تحرق الجميع
يتمثّل السيناريو الأكثر حساسيّة في تدخل أميركي مباشر ضدّ إيران، سواء بشكل محدود أو واسع النطاق. وقد يُغري هذا الخيار بعض دوائر القرار في واشنطن، باعتباره فرصة لتقويض المشروع النووي الإيراني، وإعادة ضبط المشهد الإقليمي بما يخدم الأمن الإسرائيلي ويعزّز النفوذ الأميركي.
لكنّ الانخراط العسكري الأميركي يطرح جملة من التحدّيات أمام واشنطن؛ إذ قد يتحوّل تدخّلها إلى مستنقع استنزاف عسكري واقتصادي لها، في منطقة لم تَعُد تمثّل رأس أولويّاتها. كما أنّ استهداف إيران سيعرّض القوات الأميركية وقواعد الولايات المتحدة في الخليج والعراق وسوريا إلى ردود مؤلمة، بالتوازي مع ارتدادات داخلية على المزاج الانتخابي الأميركي.
أما بالنسبة إلى طهران، فإنّ أيّ ضربة أميركية ستقابَل بردود صاروخية مكثّفة، وعمليات ضدّ المصالح الأميركية والإسرائيلية في الإقليم. كما قد تُستخدم أوراق القوّة البحرية لإرباك حركة الملاحة في مضيق هرمز، ما سيُشعل أسعار الطاقة عالمياً.
وبالانتقال إلى إسرائيل، فهي ستجد نفسها الشريك الأول في الحرب، والأكثر عرضة للخطر، خاصة إذا قرّرت الولايات المتحدة الاكتفاء بضربة أُولى ثمّ الانكفاء. وحينها، ستكون تل أبيب وحدها في مواجهة ردود غير محسوبة ستطال عمقها الداخلي.
وعلى مستوى المنطقة وللعالم، يعني دخول أميركا في الحرب تفجير جبهات خامدة، من سوريا إلى اليمن، وانفلاتاً أمنيّاً يمتدّ من المشرق إلى البحر الأحمر، مع تداعيات اقتصادية قد تُنهك الدول الهشّة وتخلق فراغاً يُسرّع التمدّد الروسي – الصيني.
في الخلاصة، يَظهر أنّ أيّاً من السيناريوات لا يحمل حلّاً، لكن ذلك لا يعني أنّ الولايات المتحدة لن تنخرط في الحرب، بشكل أو بآخر، بل لا يزال هذا السيناريو هو المرجّح، خاصة وأنّ الامتناع عنه سيضع إسرائيل أمام خيارين: إمّا التورّط في حرب استنزاف لا تقدر عليها، أو التراجع عن سقف أهدافها مع الإقرار بعدم معالجة البرنامج النووي الإيراني في ظلّ بقاء منشأة «فوردو».
وإذا كانت الرغبة في «ضربة حاسمة» تصطدم بواقع إيراني أكثر تعقيداً من ذي قبل، فإنّ الرهان على إسقاط النظام يواجه بدوره قيوداً ومخاطر. أمّا الانخراط الأميركي، فليس سوى وصفة تفجير لا تحمِل معها ضمانات إستراتيجية. ولذا، فإنّ المنطقة، اليوم، ليست على حافة اشتباك فقط، بل على حافة تحوّل قد يُعيد رسم خريطتها بالكامل.
عن أوراق إيران البحرية: هذا ما ينتظر أميركا في «هرمز»
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على إيران، وتمكّن الأخيرة من إخراج ما يمكن وصفه بـ «صندوق عجائب» الترسانة الصاروخية الخاصة بها، تشخص الأنظار نحو الفصل القادم من التصعيد، والذي يمكن أن يشهد انخراطاً مباشراً من الولايات المتحدة، وما قد يترتّب عليه من ردود لم تخرج حتى الآن من جعبة الجمهورية الإسلامية، رغم تلويحها بها أكثر من مرة، وفي طليعتها «ورقة» إغلاق مضيق هرمز.
استراتيجية إيران البحرية
يكاد مضيق هرمز يعدّ العنصر الأهم في الإستراتيجية البحرية لإيران؛ إذ يعدّ، بحسب موقع «ستراتفور»، ممرّاً مائياً حيوياً يربط منطقة الخليج ببحر العرب، ويمر عبره يومياً ما لا يقل عن 30% من إمدادات النفط الخام العالمية، ونسبة مماثلة من إمدادات الغاز المسال عالمياً.
كما أنّ الجمهورية الإسلامية «لطالما استخدمت وجودها البحري الكبير في مياهه، كأداة ضغط وتهديد خلال فترات التوتّر مع الولايات المتحدة وإسرائيل، سواء عبر إغلاقه أو عبر مهاجمة السفن التجارية والعسكرية الأجنبية، واعتراضها بوسائل أخرى».
«المرجّح أن تعتمد إيران تكتيكات مختلفة غير متماثلة، من بينها ما سبق أن اختبرته في حالات تصعيد مماثلة»
وفي تقرير بعنوان: «جيوبوليتيك التجارة: التهديدات الأمنيّة في مضيق هرمز وإستراتيجيات الحرب الأكثر ترجيحاً»، عرّج الموقع على مبادرة إيران خلال السنوات الماضية إلى تعزيز حضورها العسكري في الممر البحري، وعلى القدرات التي طوّرها الحرس الثوري الإيراني في المنطقة، ولا سيّما على صعيد تكتيكات الحرب اللّامتماثلة، وأدواتها من أسراب الزوارق الهجومية السريعة، والطائرات المسيّرة، فضلاً عن تقنيات زرع الألغام، والحرب الإلكترونية، والقدرات الصاروخية المضادة للسفن، إضافة إلى أساليب الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية للموانئ، والتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لحرف مسار السفن، والاستيلاء على ناقلات النفط الإستراتيجية، وفق تكتيكات ما عُرف بـ«حرب الناقلات» إبّان المواجهة مع العراق في ثمانينيّات القرن الماضي، وذلك بهدف «خلق حالة من عدم الاستقرار من دون التسبّب بحرب شاملة». وفي الموازاة، تنشر القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني سفناً حربية وغواصات هناك، مدعومةً بقواعد الصواريخ المنتشرة في المناطق المطلّة على الخليج، وقواعد بحرية أخرى في بندر عباس، وقشم، وأبو موسى، وجاسك، وتشابهار، وفق الموقع.
وبالحديث عن أثر تطورات العدوان الإسرائيلي واحتمالات تدخّل واشنطن فيه، على الموقف الإيراني، يبدو أكيداً أنّ «التصعيد الأميركي ضد إيران من شأنه أن يؤدّي إلى رد فعل انتقامي من جانبها ضد إسرائيل، وفي منطقة مضيق هرمز، وإن لم يكن بالضرورة ضد دول الخليج، إلا في حالات سماح الأخيرة للولايات المتحدة بشنّ ضربات عسكرية ضد إيران انطلاقاً من أراضيها، أو منحها الإذن لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي للقيام بذلك»، بحسب «ستراتفور»، الذي يوضح أنّ هذا الرد قد يشمل «تعطيل طرق الملاحة والتجارة الدولية عبر المضيق، عبر مهاجمة ناقلات النفط والأصول العسكرية الأجنبية المتمركزة فيه».
على أنّ «المرجّح أن تعتمد إيران تكتيكات مختلفة غير متماثلة، من بينها ما سبق أن اختبرتْه في حالات تصعيد مماثلة، وإن بوتيرة مكثّفة وأقسى، مثل التحرّش بالسفن التجارية أو الاستيلاء عليها، وكذلك زرع الألغام البحرية، إضافة إلى استهداف ناقلات النفط، بطائرات مسيّرة أو صواريخ». كما يلمّح الموقع إلى أنّ رهانات طهران في هذا المجال، تنصبّ على أن يسهم ارتفاع أسعار النفط في هذه الحالة، في «إجبار واشنطن على التأثير في صانع القرار الإسرائيلي، وإجباره على التهدئة» مع الجانب الإيراني.
البحرية الأميركية: معضلة مخاطر الرد الإيراني
إزاء ذلك، شرع «مسؤولو البنتاغون في دراسة جميع الطرق التي يمكن أن تردّ بها الولايات المتحدة على إيران»، في حال انخراط الأولى في الحرب، بحسب ما كشفته صحيفة «نيويورك تايمز»، متحدّثة عن وجود خشية حقيقيّة لدى «البنتاغون» من «الأصول البحرية الإيرانية، المتمركزة في هرمز، والقادرة على الحدّ من حرية حركة السفن التابعة للبحرية الأميركية» هناك.
وأرجعت الصحيفة، نقلاً عن مصادر عسكرية أميركية، تلك الخشية إلى سبب جوهري، يتمثّل بترسانة إيران من الألغام البحرية، التي «يمكن أن تحاصر قطع الأسطول البحري» التابع للولايات المتحدة في الخليج، علماً أنّ هذه الألغام من أنواع وأحجام مختلفة، ومنها ما يعدّ ذا قوة تدميرية عالية، وتصل زنته إلى مئات الأرطال؛ وأخرى أكثر تطوراً، تستخدم أجهزة استشعار مغناطيسية وصوتية وزلزالية. والجدير ذكره، هنا، أنّ إيران تمكّنت، عام 1988، خلال حربها مع العراق، من زرع قرابة 150 لغماً في المضيق، ما أسفر في إحدى المرّات عن إلحاق أضرار بالغة بفرقاطة الصواريخ الموجهة الأميركية «يو إس إس صمويل ب. روبرتس».
وعن شكل الهجوم الذي يمكن أن تشنّه إيران في حال اتجاه الأمور نحو التصعيد، يرجّح الباحث في «معهد الشرق الأوسط»، برايان كاتوليس، أن يكون شبيهاً بنمط الهجوم الإيراني ضد القوات الأميركية عقب اغتيال قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني، وإن «مضروباً بمئة ضعف»، مؤكداً أنّ «إيران لا تزال تتمتّع بقدرات فتّاكة (ضد أعدائها) من الناحية العملياتية، ولا سيّما في ظل انتشار قوات أميركية في كافة أرجاء المنطقة».
وفي هذا السياق، يلفت الخبير في الشؤون الإيرانية، فالي نصر، إلى وجود اعتبارات سياسية تتوخّاها القيادة الإيرانية من الردّ المحتمل على الولايات المتحدة، مبيناً أنّ «المسؤولين الإيرانيين يريدون تذكير ترامب بأنهم، وبصرف النظر عن مدى ضعفهم أو قوتهم (بفعل الهجمات الإسرائيلية)، لا يزالون قادرين على إيجاد طرق لإلحاق الأذى بالقوات والمصالح الأميركية» لبلاده.
ويرى الباحث في «معهد كارنيغي»، كريم سجادبور، من جهته، أنّه «بإمكان الإيرانيين إلحاق أضرار بالغة بالأطراف الأخرى، سواء من خلال الألغام في مضيق هرمز، أو تدمير منشآت نفطية في دول إقليمية، وإطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه إسرائيل»، محذّراً من «ردّ فعل عنيف» من جانب تلك الأطراف في هذه الحالة. وفي الاتّجاه نفسه، تنقل «نيويورك تايمز» عن ضابط سابق في البحرية الأميركية، سبق له أن خدم على متن كاسحة ألغام تابعة لها في الخليج، قوله إنّ «إيران تملك القدرة على جعل عملية إزالة الألغام في مضيق هرمز، والتي غالباً ما تستغرق أسابيع، باهظة الكلفة وخطرة على البحرية الأميركية».
أما بخصوص شكل الردّ الأميركي المتوقّع على إيران، تتفاوت التقديرات في هذا الخصوص؛ إذ يرى جوزيف فوتيل، وهو القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، في حديث إلى الصحيفة، أنّ الأمر قد يفضي إلى «تبلور مناخ دولي ضاغط على إسرائيل، لحثّها على إنهاء حملة القصف» داخل الأراضي الإيرانية، في حين يبدو القائد السابق للبحرية الأميركية في الشرق الأوسط، كيفن دونيغان، أكثر ميلاً إلى توقّع ما سمّاه «ردّاً أميركياً عسكرياً واسع النطاق» ضد المصالح الاقتصادية الإيرانية، معتبراً أنّ «الهجمات عبر ترسانة الصواريخ والطائرات المسيرة، بخاصة القصيرة المدى، لا تزال تُشكل أكبر تهديد انتقامي للقواعد والمنشآت الأميركية» من جانب الإيرانيين، وخصوصاً أنّ تلك الترسانة «لم تتعرّض للاستنزاف، عبر الضربات على إسرائيل»، على حدّ قوله.
كرّر نفس طلبات أميركا من لبنان بـ«لطف»! توم باراك: لا ضمانات ولا تطمينات
توماس باراك ليسَ عاموس هوكشتاين ولا هو بالتأكيد مورغان أورتاغوس، ولا حتى فيليب حبيب. لكنّ فيه من كل هؤلاء شيئاً ما.
أصوله اللبنانية، تتيح له معرفة بعض الجوانب التي تفيد الوسطاء عادة. وهو وجد نفسه أمام «مهمّة مستعجلة»، كون واشنطن أرسلته في لحظة إقليمية حرجة جداً لـ «الحؤول دون توسّع رقعة النزاع».
لم يعمل سفيراً سابقاً في بيروت، لكنه صار مبعوثا بهامش أكبر للمناورة، ويختلف عمّن سبقوه، بأنّ «السياسية» ليست هي الأساس في تفكيره، وهو لا ينسى أنه رجل أعمال مقرّب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والأخير أختاره مستشاراً له، ثم عيّنه سفيراً في تركيا، ليتبين أن أنقرة كانت مدخله نحو الملف السوري.
ومهمّة لبنان، تقرّرت في اللّحظة التي تقرّر فيها إزاحة أورتاغوس، التي تركت خلفها الكثير من الأوساخ، ما جعل أصدقاء أميركا في السلطة الجديدة في لبنان، يقودون هم، حملة لإطاحتها.
ليقع الاختيار على باراك، الذي حرص على إبلاغ بعض ممّن التقاهم في بيروت أمس، بأنّ تولّيه الملف اللبناني، هو مهمة مرحلية ومؤقّتة، إلى حين صدور قرار جديد من الإدارة بتعيين مبعوث جديد، للبنان، أو ترك أمره إلى السفارة ووزارة الخارجية كما يرغب نافذون في واشنطن.
أبلغ المبعوث الأميركي اللبنانيّين بأنّ مهمّته مؤقّتة، حتى تعيين خليفة لاورتاغوس في الخريف المقبل
ولأن الرجل اطّلع من مسؤولين في الإدارة، ومن أصدقاء لبنانيّين على ما أسماه أحدهم بـ«فظائع» مورغان، كان الرجل واضحاً في أنه يريد إضفاء صورة مختلفة جداً عن التي كانت موجودة.
فلم يسبق أي تهويل، إلا من جماعات لبنانية تمتهن هذا النوع من العمل السياسي. بينما قدّم الرجل نفسه بوصفه «الرجل الهادئ». لكن الاهتمام بالشكل، لا يلغي حقيقة المهمّة التي جاء فيها بارام، إذ إنه وفي في المضمون، كرّر باراك حرفياً ما سبقَ وأن قالته أورتاغوس عن ملف سلاح حزب الله والإصلاحات. طبعاً، مع إضافة تتعلّق بالتطورات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على إيران، والخشية من عودة الحرب إلى جبهة لبنان مع كيان الاحتلال.
وقالت مصادر مطّلعة على جانب من لقاءات باراك، إنّ «النقطة المتصلة بالتطورات الأخيرة، أي الحرب المشتعلة بين إيران والعدو الإسرائيلي، كانت محلّ نقاش مع الرؤساء الثلاثة» جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام.
لكنّ الرجل، استفاض في الحديث عنه مع رئيس مجلس النواب، وهو خاطبه بأنه «يمثّل وجهة نظر حزب الله أيضاً». وسمع منه موقفاً حاسماً كما نقله زوّار عين التينة :«لبنان ليس في وارد الدخول في حرب مع إسرائيل».
وبحسب المصادر، فإنه يمكن اختصار زيارة المسؤول الأميركي في عنوانين: ضرورة حصر السلاح في يد الدولة، لأنّ هذا الأمر هو المدخل الوحيد لحلّ كل الملفات الأخرى، وضرورة تحييد لبنان الحرب الإقليمية، مؤكّداً أنّ «تدخّل حزب الله في الحرب الإيرانية -الإسرائيلية، سيكون قراراً سيئاً للغاية».
ونقل بعد لقائه برئيس الجمهورية بأنّ «الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب يرغب في مساعدة لبنان على تجاوز الظروف والتحدّيات التي يواجهها»، مشدّدًا على «الدعم الأميركيّ للجيش اللبنانيّ وللإجراءات التي يتّخذها الحكم في لبنان على الصُّعُد الأمنيّة والاقتصاديّة والماليّة».
ومن عين التينة، قال في تصريح مقتضب «جئتُ لمساعدة لبنان كيلا تتكرّر الحرب»، أمّا في ما يتعلّق بالخروق الإسرائيليّة «فلو كان بإمكاني حلّ الأمر في دقيقتين لما كنتُ هنا».
أمّا رئيس الحكومة فكتب بعد لقائه باراك على منصة «إكس»: «أكّدت أثناء اللقاء تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم، وشدّدتُ على أنّ الحكومة اللبنانيّة عازمة على مواصلة تنفيذ خطّتها الإصلاحيّة وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها»، و«أطلعت المبعوث الأميركيّ على الخطوات التي قامت بها الحكومة، وعلى التنسيق المستمرّ مع الجانب السوريّ لمعالجة الملفات العالقة، وفي مقدّمتها ضبط الحدود بين البلدين، تمهيداً للوصول إلى ترسيم الحدود».
وعلمت «الأخبار» أنّ باراك «أبلغ الرؤساء أنّ تعيين خليفةٍ لأورتاغوس لن يكون قريباً وأنه سيحصل في الخريف المُقبل، وأنه سيتابع في هذه المدّة الملف اللبناني ربطاً بالملف السوري، بصفته المبعوث الخاص إلى سوريا».
بينما ركّز هؤلاء في كلامهم معه على «ضرورة استمرار الجهود الأميركيّة لإلزام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها، خصوصاً لجهة الانسحاب من الأراضي اللّبنانيّة المحتلة، ما يتيح استقراراً يسمح للبنان بالشروع في إعادة الإعمار»، من دون أن يقدّم الرجل وعوداً في هذا الإطار، كما لم يعطِ أي ضمانات على عدم قيام إسرائيل بعدوان جديد في ظل الحديث عن تحضيرات لتنفيذ عملية استباقية ضد حزب الله.
وبينما ركّز الرؤساء الثلاثة الذين التقاهم على تصدير جو إيجابي عن المحادثات السريعة التي قام بها في بيروت، إلا أنّ جولته هذه لم تترك أثراً مريحاً، بل مخاوف عند البعض من إمكانية أن يكون لبنان عرضة للخديعة مجدّداً، كما كان يحصل حين كانَ هوكشتاين يتولّى الملف اللبناني، مستذكراً التصعيد الذي كان يحصل بعد كل جولة»، حتى إنّ البعض وصف أسلوبه بالـ «الهدوء الملغوم»!
الشيخ قاسم: لسنا على الحياد ونتصرّف بما نراه مناسباً
أعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ حزب الله لا يقف على الحياد بين حقوق إيران المشروعة وباطل أميركا وإسرائيل. معلناً أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان ستتصرّف بما تراه مناسباً في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي – الأميركي.
وقال قاسم في بيان له أمس، إنّ «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمثّل الإضاءةَ العالمية البارزة في نُصرة المستضعفين، ودعمِ المقاومة، وتقديمِ الدعم الكامل لتحرير فلسطين والقدس» وأضاف :«لم يتحمَّل المستكبرون الطغاة وعلى رأسهم أميركا هذا النموذجَ الإنساني، ولا صمودَ إيران في مواجهة كلِّ أشكال العدوان والحصار، ولا نهضةَ إيران وتحقيقَ مستوى متقدّم من القدرات الدفاعية، بالاعتماد على قواها الذاتية والتفافِ شعبها حول قيادة المرجع الديني الكبير والولي الفقيه الإمام الخامنئي، ولم يتحمّل الطغاةُ أن تُلهمَ إيرانُ المقاومين التوَّاقين إلى تحرير أرضهم وخصوصاً في فلسطين ولبنان والمنطقة، وأنْ تدعمَهم متحمّلةً كلَّ الأثمان والتّبعات لوقوفها إلى جانب الحق وقضية العصر فلسطين».
وأضاف الشيخ قاسم «إنَّ تهديدَ رئيس أميركا بالعدوان على الإمام الخامنئي، هو عدوانٌ على كلِّ شعوب المنطقة وأحرار العالم. إنَّ أميركا تأخذ المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار، وتأخذ العالم إلى أزمات مفتوحة، ولن ينالها إلَّا الخزي والعار والفشل.
أعاد بيان قاسم
إلى الواجهة
النقاش في
إسرائيل حول ما يمكن
لحلفاء إيران
توفيره دعماً لها
من حق إيران أن تدافع عن نفسها، ومن حق شعوب المنطقة وأحرار العالم أن يكونوا مع القائد العظيم ومع إيران في خندقٍ واحد».
وقال :«لسنا على الحياد في حزب الله والمقاومة الإسلامية بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها، وبين باطل أميركا وعدوانها ومعها الغُدَّة السرطانية إسرائيل والمستكبرين.
نحن إلى جانب إيران في مواجهة هذا الظلم العالمي، لأنَّنا مع استقلالنا وتحرير أرضنا وحريّة قرارنا وخياراتنا. لسنا على الحياد، ولذا نُعبِّر عن موقفنا إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها، ونتصرّفُ بما نراه مناسباً في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأميركي».
ودعا قاسم «الأحرار والمستضعفين والمقاومين والعلماء وأصحاب الرأي السديد إلى رفع الصوت عالياً، وإبراز مظاهر القوة والشجاعة والدَّعم، بالالتفاف حول قيادة الإمام الخامنئي» لافتاً إلى أنّ «أيام العدوان الإسرائيلي الماضية أثبتت صلابةَ الشعب الإيراني وتحدِّيه لكلِّ الضغوطات.
كما أظهرت عجزَ إسرائيل وخسائرها الفادحة التي تُصيبها للمرة الأولى منذ سبعٍ وسبعين سنة لاحتلال فلسطين، ولهاثها إلى طلب دعم أميركا في عدوانها، ومع ذلك فهذا لا يعفينا من مسؤولية أن نكون إلى جانب إيران ومعها بكل أشكال الدعم التي تساهم في وضع حدٍّ لهذا الجبروت والطغيان».
وسارعت وسائل إعلام العدو إلى تناقل تصريحات الشيخ قاسم، ونشرت تقارير إخبارية تحت عنوان : «هل سينضمّ حزب الله إلى الحملة؟». الأمر الذي أعاد إلى الواجهة النقاش داخل الكيان حول ما يمكن لحلفاء إيران توفيره دعماً لها في هذه المعركة.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عاد أمس إلى إطلاق تصريحات وضعها في خانة «إنّ حلفاء إيران في حالة ردع».
وقال في تصريحاته «لقد أعطيت التعليمات بتصفية (الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد نصر الله)، وانهار حزب الله، هذا الحزب سقط على ركبتَيه، عندها سقط (الرئيس السوري السابق بشار الأسد)، لأنّه لم يكن لديه جيشاً، من كان يحمي الأسد هو حزب الله، ولذلك انهار، لكنّ إيران لديها جيش».
اللواء:
الموفد الأميركي محذراً: تدخل حزب الله في الحرب قرار سيء للغاية
لبنان لبدء عودة النازحين بالتعاون مع المفوضية.. وتأخر منحة العسكريين عن نهاية الشهر
مع تزايد المخاوف من انعكاسات سلبية للتطورات الدراماتيكية على ساحة الأجواء والأرض في الحرب التي امضت اسبوعاً بين اسرائيل وايران، على الاستقرار اللبناني، كانت جولة محادثات غير مسبوقة بين الموفد الاميركي الى سوريا الذي أتى الى لبنان في مهمة محدودة، تتخطى الاستطلاع والمسؤولين الكبار في الدولة اللبنانية.
فقد اجرى الموفد الاميركي توماس باراك محادثات مع الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام.. ووصف مصدر مطلع لـ «اللواء» ما جرى بأن مهمة باراك هي مهمة حدودية سواءٌ في الجنوب أو الشرق والشمال لجهة ضبط الوضع، والتقدم خطوات باتجاه انهاء ملف نزع السلاح غير الشرعي، سواءٌ أكان لبنانياً أو غير لبناني.
وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية واكبت جولة باراك، انه خلافاً للاجواء التي تم تسريبها قبل زيارته بأنه سيحمل انذارات وتهديدات ومهل زمنية للبنان لإنجاز المطلوب منه، لا سيما على صعيد سلاح حزب لله، فإن الرجل كان مستفسراً ومستمعاً بهدوء، عن الاولويات التي تهم لبنان،واكد ان الرئيس ترامب مهتم بتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، مشيراً في هذا المجال الى ضرورة ان تكون العلاقات مستقرة وسليمة بين الدول المتجاورة لا سيما في حالة لبنان وسوريا وتركيا. وهنا سأل اين وصلت العلاقات بين لبنان وسوريا، واستفسر باراك ايضا عمّا قطعه لبنان على صعد الاصلاحات الادارية والمالية والاقتصادية وتحقيق حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية؟.
وحسب معلومات «اللواء» فإن الرئيس عون شرح للموفد الاميركي بالتفصيل ان اولويات لبنان هي انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من النقاط التي ما زال يحتلها في الجنوب، وتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره في مناطق الحدود لأن اسرائيل هي التي تؤخر الانتشار الكامل. اما بشأن حصرية السلاح فإن الأمور كانت سائرة نحو الحل بالحوار مع حزب لله ومع الفلسطينيين لا سيما السلاح الفلسطيني في المخيمات، لكن الحرب الايرانية الاسرائيلية لتوقف كل شيء. اما موضوع الاصلاحات فهو قيد التنفيذ تدريجيا وبالتوازي بين الحكومة ومجلس النواب.
وبالنسبة للعلاقة مع سوريا شرحت المصادر انه تم ابلاغ باراك ان الاولوية هي لترسيم وتثبيت الحدود البرية والبحرية بين البلدين بما فيها مزارع شبعا وتلال كفر شوبا المحتلة، ولموضوع عودة النازحين الى بلادهم لأنه لم يعد من مبرر بتاتاً لبقائهم في لبنان بهذه الاعداد.
ووعد باراك بنقل وجهة نظر الجانب اللبناني الى الرئيس ترامب لا سيما لجهة معالجة الانسحاب الاسرائيلي والدعم الاقتصادي واستمرا ر دعم الجيش ليتمكن من انجاز كامل مهامه.
وفي السياق عينه، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان المسؤول الأميركي لم ينقل مواقف شديدة للهجة في خلال لقائه رئيس الجمهورية انما كان مهتما بنقل الموقف الأميركي من الرئيس ترامب لجهة دعم استقرار والجيش والقيام بما يلزم من اجل تعزيز الأستقرار في المنطقة.
واكدت المصادر ان اللقاء بينهما كان ايجابيا وان الرئيس عون اكد اهمية قيام دعم اميركي لقوات اليونيفيل وان الجيش يتعاون مع هذه القوات وانه عزز انتشاره في مناطق الجنوب مكررا القول انه فكك نسبة ٨٥ في المئة من المنشأت المسلحة.
ورأت ان ملف حصرية السلاح والذي تقوم بشأنه إتصالات لن يجمد بفعل الصراع الإسرائيلي- الايراني انما اتت التطورات لتحجب الإهتمام به مع ان الإتصالات بشأنه قائمة.
وفي ملف الاصلاحات، تحدث رئيس الجمهورية عن المراحل التي قطعها ملف الإصلاحات وان هناك قوانين أقرت واخرى لم تقر ومنها موجود في مجلس النواب البعض منها تعده الحكومة.
وعلم ان المسؤول الأميركي سيعود الى بيروت بعد ثلاثة اسابيع،
وعلم انه لدى استفسار المسؤول الأميركي عن إمكانية انخراط حزب لله في الصراع الإسرائيلي- الإيراني فان الجواب أتى ان الحزب لن يدخل في هذا الصراع.
ونقل عن الرئيس بري ارتياحه لاجواء المحادثات مع الموفد الاميركي، واكد بري ان لا عودة للحرب.
ووصف باراك جولته الرئاسية «بالممتازة»، ناصحاً بعدم افساح المجال امام حزب لله للمشاركة، واعتبر ان مشاركة الحزب في الحرب الاسرائيلية – الايرانية سيكون قرارا سيئا للغاية.
كما تطرق الموفد الاميركي الى ملف الحدود الشرقية والشمالية بين لبنان وسوريا.
في بعبدا
استهل باراك لقاءاته الرئاسية في بعبدا، اذ نقل الى الرئيس عون تحيات الرئيس دونالد ترامب وتأكيده على الرغبة الاميركية في مساعدة لبنان على تجاوز الظروف مؤكدا على الدعم الاميركي للجيش اللبناني.
مشددا على اهمية استقرار الاوضاع على الحدود الجنوبية والحدود السورية.
ونوّه بـ«الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية للجيش اللبناني آملا مواصلته»، شارحا ما تقوم به الحكومة في مجال الإصلاحات المالية والاقتصادية بالتعاون مع مجلس النواب، وتطرق البحث أيضا الى الخطوات التي يتخذها لبنان تحقيقا لمبدأ حصرية السلاح، فأكد الرئيس عون ان «الاتصالات قائمة على الصعيدين اللبناني والفلسطيني».
وحول سوريا أكد رئيس الجمهورية «وجود شقين في هذا الإطار، الأول، يتعلق بموقف لبنان الداعي الى عودة النازحين السوريين الى بلادهم بعد زوال أسباب نزوحهم»، مؤكدا «أهمية الدعم الأميركي لهذا الموقف. والشق الثاني يتناول العلاقات الثنائية حيث يتطلّع لبنان الى تفعيلها، والمحافظة على الهدوء والاستقرار على الحدود اللبنانية – السورية، وترسيم الحدود البحرية والبرية بما فيها مزارع شبعا».
اللقاء مع بري
وفي عين التينة، دام الاجتماع بين الرئيس بري وباراك قرابة الساعة، بعده قال باراك: جئت لمساعدة لبنان وكي لا تتكرر الحرب.
وذكر الرئيس بري ان اسرائيل تخرق يوميا القرار الامن 1701، وهي لا تطبق اتفاق وقف النار لجهة الانسحاب من الاراضي اللبنانية، التي لا تزال تحتلها، ووقف الاعتداءات اليومية.
وشدد رئيس المجلس على اهمية حضور قوات اليونيفيل في الجنوب والتمديد لها لأهمية دورها في تطبيق القرار 1701، واتفاق وقف اطلاق النار، وتعاونها مع الجيش اللبناني، وان لبنان لن يدخل الحرب.
وشدد على الدور الاميركي لالزام باسرائيل بالوفاء بالتزاماتها وتطبيق القرار 1701، والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة ووقف الخروقات كمدخل لكي ينعم لبنان بالاستقرار، ويشرع بورشة اعادة الاعمار.
في السراي: سلام للضغط على إسرائيل
وفي السراي الحكومي، حضر الملف الحدودي مع سوريا لجهة الترسيم والضبط بين الرئيس نواف سلام والموفد الاميركي.
وطالب سلام مساعدة الولايات المتحدة لبنان بالضغط على اسرائيل من اجل الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.
موقف حزب لله
وفي اول موقف منذ بدء الحرب، اعلن الامين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم اننا لسنا على الحياد، في حزب لله، والمقاومة الاسلامية بين حقوق ايران المشروعة واستقلالها وبين باطل اميركا وعدوانها ومعها القوة السرطانية اسرائيل، مضيفا: نتصرف بما نراه مناسباً في مواجهة هذا العدوان الاسرائيلي- الاميركي الغاشم، ونحن مع ايران بكل اشكال الدعم.
ملف النازحين
وحضر ملف عودة النازحين السوريين المتواجدين في لبنان خلال محادثات المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، مع الرئيسين عون وسلام، بحضور المنسق المقيم للامم المتحدة ومنسق الشؤون الانسانية في لبنان عمران ريزا، وممثل المفوضية ايفو فريجسن.
وكشف غراندي ان المفوضية باتت تقدم مساعدات مالية مباشرة للعائلات السورية العائدة الى سوريا.
وتمسك لبنان بعودة النازحين بعد زوال الاسباب التي ادت الى نزوحهم.
وفي السراي الحكومي، اطلع غراندي على خطة عودة النازحين التي اقرتها الحكومة، وبحث مع الرئيس سلام بحضور نائب رئيس الحكومة طارق متري الهجرة غير الشرعية الى لبنان.
وكشف متري عن الحوافز المقدمة من الجهات المانحة للسفر وتسهيل اعادة الاندماج في سوريا، مطالبا المفوضية بالعمل مع لبنان لبدء المرحلة من العودة الكريمة للسوريين مطلع الشهر المقبل.
اللجان المشتركة الاثنين
نيابياً، يعقد مكتب المجلس النيابي اجتماعاً بعد ظهر الاثنين، كما تعود اللجان النيابية المشتركة الى الاجتماع عند العاشرة من صباح الاثنين لمناقشة بنود مدرجة على جدول الاعمال، ومنها مشروع قانون معجل يقضي بفتح اعتماد اضافي الموازنة العامة لعام 2025 لاعطاء منحة مالية شهرية للعسكريين العاملين في الخدمة الفعلية، فضلا عن اقرار اتفاقية مع البنك الدولي.
الاعتداءات
على الارض، استهدفت مسيّرة اسرائيلية فجر أمس دراجة نارية في كفرجوز في النبطية، وادت الغارة الى سقوط شهيدين.
كما شنت مسيّرة اخرى غارة بصاروخين على سيارة في بلدة حولا الحدودية.
كما استهدفت بقنابل صوتية زوارق الصيادين في صور.
البناء:
ترامب يؤجل اتخاذ قرار الانضمام إلى الحرب الإسرائيلية ضد إيران أسبوعين
إيران تنجح بتقديم صورة الردع في الجولة 15… وموقف بوتين يثير التساؤلات
نافذة لإحياء المسار التفاوضيّ من جنيف بين وزراء الرباعية الأوروبية وإيران
كتب المحرّر السياسيّ
تدخل الحرب الإسرائيلية على إيران يومها السابع دون أن تتمكن من رسم سياق واضح لصيغة نهايتها، بعدما صار مستقبل ما تسمّيه تل ابيب بالإنجازات المحققة متوقفاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام إلى الحرب، بينما ترامب يعلن أنه يؤجل اتخاذ قراره لأسبوعين، قال إنها فرصة للدبلوماسية، بينما يقول كثيرون إنها فرصة للقوات الأميركية لإكمال الاستعدادات، ويقول متابعون لمسار الحرب إنها فرصة لتقييم دقيق للمخاطر والفرص، فرص تحقيق إنجاز عسكري سواء في القدرة على تدمير المنشآت النووية وفي مقدّمتها التحقق من صحة الترويج لإمكانية تحقيق ذلك فعلياً، مع ظهور دراسات تشكّك بصحة الحديث عن القدرة على تدمير منشآت فوردو بإحدى قنابل العمق التي تحملها القاذفة بي 2، والتدقيق بسيناريو ما بعد الضربة الأولى ومدى صحة الكلام عن تزعزع نظام الجمهورية الإسلامية. أما التدقيق بالمخاطر فيتضمن استكشاف حجم الضرر الذي أصاب القدرة الإيرانية، وهل لا زالت قادرة على استهداف القواعد الأميركية في المنطقة رداً على دخول أميركا إلى الحرب، وهل تستطيع إقفال مضيق هرمز وما هي التداعيات الفعلية لذلك، وصولاً إلى الكلام عن نوايا إيرانية بالذهاب إلى إنتاج سلاح نوويّ رداً على ما تعتبره تهديداً وجودياً يفرض تعديل عقيدتها النووية، كما ألمح عدد من المسؤولين الإيرانيين سابقاً.
إيران لم تنتظر ترامب ومهلته، حيث واصلت قوات الحرس الثوري ردودها الرادعة على ضربات كيان الاحتلال واستهدافاته، حيث تميّزت الجولة الخامسة عشرة من الردّ بضرب عمق تل أبيب بصواريخ ثقيلة تسببت بإحراق وتدمير العديد من المباني، وسقوط أكثر من 200 جريح، بينما سقط أحد الصواريخ في بئر السبع في أحد المباني العسكرية المجاورة لمستشفى سوروكا التي ينقل إليها الجنود الجرحى في اشتباكات غزة.
سياسياً تحدّث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحرب رافضاً مجرد السماع بأن هناك من يفكّر باغتيال المرشد السيد علي الخامنئي، ومحذراً أميركا من الانخراط في الحرب، مؤكداً استعداد موسكو لتحسين وضع الدفاعات الجوّية الإيرانية إذا رغبت إيران بذلك، مما أثار تساؤلات في الغرب حول وجود موقف روسيّ وصينيّ ربما يمهّد للدخول بطريقة فاعلة على خط الحرب إذا دخلتها أميركا، ولو دون مشاركة قوات الدولتين مباشرة، خصوصاً أن بكين وموسكو تملكان حدوداً بحرية عبر قزوين كما هو حال روسيا، وحدوداً بريّة عبر باكستان كما هو حال الصين.
سياسياً أيضاً يبدو اجتماع اليوم في جنيف بين وزير خارجية إيران ووزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومفوّضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أو ما يعرف بالرباعية الأوروبية، وينظر المراقبون للاجتماع باهتمام باعتباره أهم محاولة اختبار للموقف الإيراني وموقف “إسرائيل”.
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه برّي في حديث تلفزيوني أن «لبنان لن يدخل الحرب 200 بالميّة، لأنّ لا مصلحة له في ذلك ولأنه سيدفع الثمن، وإيران ليست بحاجة لنا بل «إسرائيل» هي التي تحتاج دعماً».
وأوضح برّي أن اللقاء مع المبعوث الأميركي توم براك ممتاز وهو دبلوماسي مخضرم ولا يُستفزّ، ولم يطلب وضع جدول زمني لحصر السلاح، ويتمّ التعاطي مع لبنان كجزءٍ مما يحصل في المنطقة.
وفي حديث آخر لفت بري الى أنه مرتاح جداً للقاء مع الموفد الأميركي توماس براك، موضحاً أن الموفد الأميركي براك دبلوملسي محترف وملمّ بشؤون المنطقة ويعرف جيداً التفاصيل في لبنان وما يدور مع “إسرائيل”.
وأشار بري رداً على سؤال، إلى أن “التعيينات الدبلوماسيّة ممتازة ولا غبار عليها، أما التعيينات القضائيّة فأصبحت “قضاء وقدر” ولا أريد التعليق عليها”.
وذكرت معلومات صحافية أن بري وبراك طرحا جملة من الأفكار بناء على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وشدد برّي على وقف الاعتداءات الإسرائيلية.
وكان براك جال على المرجعيات الرئاسية وبحث معهم وفق معلومات “البناء” ملف سلاح حزب الله والمخيمات الفلسطينية والقرار 1701 والحدود اللبنانية الجنوبية والشرقية، إضافة الى الإصلاحات المالية والاقتصادية وما أنجزت الحكومة والمجلس النيابي من قوانين لإعادة نهوض الدولة وإعادة الإعمار. ووفق المعلومات فإن براك لم يطلق سقوفاً عالية بل كان كلامه أشبه بالتمنيات والتوصيات والنصائح والاقتراحات، لكنه كان متشدداً بموضوع عدم مشاركة حزب الله بالحرب الإيرانية – الإسرائيلية وحثّ الدولة اللبنانية على اتخاذ الإجراءات اللازمة للجم أي عناصر أو منظمات تدخل على الخط لتفجير الوضع الأمني على الحدود واستفزاز “إسرائيل” ودفعها للتصعيد، وقد لاقت تمنياته تجاوباً من المسؤولين الذين أكدوا أن الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني يقومون بواجباتهم لضبط الحدود فيما السلطات السياسية لا سيما رئيس الجمهورية يتولى الحوار مع حزب الله لتوفير ظروف ملائمة لبحث مسألة حصرية السلاح بيد الدولة. كما طلب المسؤولون وفق معلومات “البناء” من المبعوث الأميركي ممارسة أقصى الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للانسحاب من الجنوب ووقف اعتداءاتها وخروقها للقرارات الدولية.
ووفق مصادر متابعة لجولة المبعوث الأميركي فالملاحظ أن أداء ومواقف براك اللبناني الأصل يختلفان تماماً عن أداء المبعوثة السابقة المقالة من منصبها مورغان أورتاغوس، ولذلك فإن مقاربة أميركية جديدة للوضع اللبناني ولو بالشكل بالحدّ الأدنى يقدم الحلول الدبلوماسية للعدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان على الحلول الحربية.
وسمع المبعوث الأميركي، وفق المصادر، شرحاً مسهباً حول ثلاث مسائل: تنفيذ لبنان موجباته من القرار 1791 وإعلان وقف إطلاق النار عبر الجيش اللبنانيّ الذي أدّى دوره بحرفيّة تامة، والمسألة الثانية التجديد للقوات الدولية، والثالثة الملفات الإصلاحية، إلى جانب العلاقات اللبنانية – السورية وضرورة التعاون في مختلف الملفات المشتركة.
ووفق المصادر فقد كان الجميع على قناعة بأن الملف اللبناني لا سيما مسألة سلاح حزب الله وحصرية السلاح بيد الدولة، مؤجلة بعدما أصبحت مرتبطة بتطورات ونتائج الحرب الأميركية – الإيرانية، وما رفض براك تحديد مهلة لمعالجة السلاح.
وأكّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ “تهديد رئيس أميركا بالعدوان على المرجع الديني الأعلى والولي الفقيه الإمام الخامنئي (دام ظله)، والعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هو عدوان على كلّ شعوب المنطقة وأحرار العالم”.
وقال: “لسنا على الحياد في حزب الله والمقاومة الإسلامية بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها، وبين باطل أميركا وعدوانها ومعها الغُدَّة السرطانية “إسرائيل” والمستكبرون. نحن إلى جانب إيران في مواجهة هذا الظلم العالمي، لأنَّنا مع استقلالنا وتحرير أرضنا وحريّة قرارنا وخياراتنا. لسنا على الحياد، ولذا نُعبّر عن موقفنا إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها، ونتصرّف بما نراه مناسبًا في مواجهة هذا العدوان ”الإسرائيلي” – الأميركي الغاشم”.
ودعا الأمين العام لحزب الله “كلّ الأحرار والمستضعفين والمقاومين والعلماء وأصحاب الرأي السديد” إلى “رفع الصوت عاليًا، وإبراز مظاهر القوّة والشجاعة والدَّعم، بالالتفاف حول القيادة الأشرف والأنبل للإمام الخامنئي (دام ظله)، ومع الشعب الإيراني الشجاع والمعطاء”، قائلًا: “اتحادُنا هو السبيل لتعطيل مشاريع الهيمنة، وهو الذي يُساهم في تعطيل أهداف العدوان”.
وجزم قاسم بأنّ “أميركا الطاغية و”إسرائيل” المجرمة لن تتمكّنا من أنْ تُخضِعا الشعب الإيراني وحرس الثورة الإسلامية”، موضحًا أنّ “هذا شعب لا يُهزم، وقد أثبتت أيام العدوان “الإسرائيلي” الماضية صلابة هذا الشعب وتحدِّيه لكلّ الضغوط. كما أظهرت عجز “إسرائيل” وخسائرها الفادحة التي تُصيبها للمرة الأولى منذ 87 سنة لاحتلال فلسطين، ولهاثها إلى طلب دعم أميركا في عدوانها”، مستدرِكًا بالقول: “مع ذلك، فهذا لا يعفينا من مسؤولية أنْ نكون إلى جانب إيران ومعها بكلّ أشكال الدعم التي تساهم في وضع حد لهذا الجبروت والطغيان”.
وكان براك استهلّ جولته بلقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. وأفادت مصادر قصر بعبدا أنّه أبلغ عون توليه الملف اللبناني موقتًا ريثما يتم تعيين موفد أصيل. وطالب براك بالإسراع في ملف سلاح حزب الله من دون تحديد مهلة لذلك، بحسب المصادر، وإن الجانب اللبنانيّ طالب بالانسحاب من المناطق التي لا تزال محتلة وبوقف الخروق وإطلاق الأسرى. وأشارت أيضاً إلى عودة الحديث إلى مبدأ خطوة في مقابل خطوة، أي أن تنفذ “إسرائيل” خطوة يقابلها لبنان بخطوة في موضوع السلاح. وطالب برّاك الجانب اللبناني بالمزيد من التنسيق مع الجانب السوري في موضوع الحدود وترسيمها، ولم يتطرق في شكل مباشر إلى مسألتي مزارع شبعا وبلدة الغجر. وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للموفد الأميركي، أن لبنان يتطلع الى دعم الولايات المتحدة الأميركية في ما يقوم به لإعادة النهوض على مختلف المستويات، وفي مقدمة ذلك تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس التي تحتلها ووقف الأعمال العدائية والتمديد للقوات الدولية في الجنوب “اليونيفيل” التي تعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني على تطبيق القرار 1701 وصولاً إلى الانتشار حتى الحدود المعترف بها دولياً، مؤكداً أن لبنان قرّر زيادة عديد الجيش في جنوب الليطاني حتى عشرة آلاف جندي.
وأشار الرئيس عون الى ان وجود الجيش اللبناني في المناطق الحدودية يطمئن الأهالي ويعزّز دور مؤسسات الدولة في المدن والقرى الجنوبية. وأشار إلى أن وحدات الجيش المنتشرة جنوب الليطاني تواصل تطبيق القرار 1701 تطبيقاً كاملاً لجهة إزالة المظاهر المسلحة ومصادرة الأسلحة والذخائر ومنع أي وجود مسلح غير الأجهزة الأمنية، لكن تعذّر عليها حتى الان استكمال مهمتها نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ومحيطها. وشرح الرئيس عون للموفد الأميركي ما تقوم به الحكومة في مجال الإصلاحات المالية والاقتصادية بالتعاون مع مجلس النواب، مؤكداً أن مسيرة الإصلاحات بدأت ولن تتوقف بالتزامن مع مكافحة الفساد وتفعيل مؤسسات الدولة وأجهزتها لتواكب التطور في مختلف المجالات. وتطرق البحث أيضاً إلى الخطوات التي يتخذها لبنان تحقيقاً لمبدأ حصرية السلاح، فأكد الرئيس عون أن الاتصالات قائمة في هذا المجال، على الصعيدين اللبناني والفلسطيني معرباً عن أمله في أن تتكثف بعد استقرار الوضع الذي اضطرب في المنطقة نتيجة احتدام الصراع الإسرائيلي- الإيراني.
وتناول الرئيس عون والموفد الأميركي العلاقات اللبنانية – السورية، فأكد رئيس الجمهورية على وجود شقين في هذا الإطار، الأول يتعلق بموقف لبنان الداعي إلى عودة النازحين السوريين الى بلادهم بعد زوال أسباب نزوحهم، مؤكداً أهمية الدعم الأميركي لهذا الموقف، والشق الثاني يتناول العلاقات الثنائية حيث يتطلّع لبنان إلى تفعيلها لا سيما لجهة المحافظة على الهدوء والاستقرار على الحدود اللبنانية – السورية من جهة، وترسيم الحدود البحرية والبرية بما فيها مزارع شبعا. واقترح لبنان على الجانب السوري تشكيل لجان مشتركة للتنسيق في مختلف المجالات لا سيما في المجال الأمنيّ.
كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، برّاك والوفد المرافق بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون. وتناول اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة، تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. وكرّر الرئيس بري تأكيد أهمية حضور ودور قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان والتمديد لها، لأهمية دورها في تطبيق القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار وتعاونها مع الجيش اللبناني في هذا الإطار. وشدّد رئيس المجلس على الجهد الأميركي لإلزام “إسرائيل” بضرورة الوفاء بالتزاماتها بتطبيق بنود القرار 1701 والانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف الخروق كمدخل أساسي لكي ينعم لبنان بالاستقرار ويشرع بورشة إعادة الإعمار.
ونُقِل عن برّاك قوله إن زيارته لبيروت جاءت لمساعدة لبنان وكي لا تتكرّر الحرب، لافتًا إلى أنّه “لو كان لديه حل للنزاع الإسرائيلي اللبناني لما أتى إلى بيروت”، مشيراً إلى “أننا نحمل رسالة في ظلّ الوضع المعقّد في العالم ونؤمن أنّه مع القيادة الجديدة ستبدأ عملية السلام والتحسّن وملتزمون بمساعدة لبنان ولدينا أمل”.
وبحث الموفد الأميركي مع رئيس الحكومة نواف سلام في تطورات الوضع في لبنان والمنطقة. وأكد الرئيس سلام تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم. وأكد أن الحكومة اللبنانية عازمة على مواصلة تنفيذ خطتها الإصلاحية، وعلى بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. كما شدّد على أهمية دور اليونيفيل واستمراره لضمان تطبيق القرار ١٧٠١، وطالب بمساعدة لبنان في الضغط على “إسرائيل” من أجل انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة. وأطلع الرئيس سلام المبعوث الأميركي على الخطوات التي قامت بها الحكومة، والتنسيق المستمرّ مع الجانب السوري لمعالجة الملفات العالقة، وعلى رأسها ضبط الحدود بين البلدين، تمهيدًا للوصول إلى ترسيم الحدود.
ميدانياً، شنت مسيرة إسرائيلية غارة بصاروخين على سيارة في بلدة حولا قرب جبانة المرج، كما إلقت قنابل لمنع أحد من الاقتراب، وأسفرت الغارة عن سقوط شهيد وفق وزارة الصحة. واستهدفت مسيّرة اسرائيلية ليل (الاربعاء – الخميس) دراجة نارية في منطقة كفرجوز النبطية ما أدى إلى سقوط قتيلين. وزعم المتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي ان جيش الدفاع قضى على قائد وحدة الصواريخ المضادة للدروع في مجمع شبعا في حزب الله.
كما ألقى جيش الاحتلال قنابل مضيئة فوق الوزاني، كما استهدف الجيش الإسرائيلي منطقة المحافر على أطراف بلدة عيترون بالقذائف الحارقة.
واستنكر “لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية” بشدّة، “نشر وسيلة إعلامية جديدة إسمها «red tv» لخبر مسيء، تدّعي فيه أنّه خلال اللقاء التضامني مع الجمهورية الإسلامية بمواجهة العدوان الصهيوني، والذي نظّمه اللقاء في السفارة الإيرانية في بيروت، تمّ عرض فيديو تحريضي ضد المملكة العربية السعودية ودعوة إلى قصفها”.
وقال اللقاء، في بيان الخميس 19 حزيران/يونيو 2025، إنّه “لم يُعرَض أيّ فيديو على الإطلاق خلال اللقاء التضامني في السفارة الإيرانية، ولم يتم ذكر المملكة العربية السعودية خلال مداخلات المتحدّثين”.
وأضاف أنّ “كلّ ما ذُكِر في خبر المحطة المذكورة هو كذب وافتراء، يتحمّل تبعاته المسؤولون عنها أمام القانون».
المصدر: صحف