بقلم: يوسف شعيتو
قراءة: كوثر الموسوي
في الحساباتِ الانسانيةِ والقواعدِ البشريةِ والمبادئِ الاخلاقيةِ التي سارت عليها الاممُ فانَ لكلِّ احتلالٍ مقاومةً ولكلِّ اعتداءٍ مواجهةً ولكلِّ حِفظِ كرامةٍ تضحية، امّا في بعضِ المشاريعِ اللبنانيةِ فكلُّ هذه القواعدِ تَسقُطُ في استعجالِ ارضاءِ الاميركيين والرضوخِ للاملاءاتِ المُهينة، فيما العالقونَ على هوامشِ التاريخِ لا تزالُ اَخبارُهم تنبئُ بانَ من يدومُ صيتاً وصوتاً ليس الا الوطنيَّ الشريف..
وفي صورةٍ مُشرِّفةٍ لا تُعجبُ المعكِّرين والمعوكَرين، كانت مراسمُ وداعِ شهداءِ الجيشِ اللبناني الذينَ ارتقَوا في انفجارِ مخزنٍ للاسلحةِ في وادي زبقين على ما ذَكرت قيادةُ الجيشِ بالامس ـ ودَّعَهم اهلُهم ووطنُهم بالتاكيدِ على وحدةِ الدمِ التي سقَت أبقى المعادلاتِ بينَ الجيشِ والشعبِ والمقاومة..
أمّا من تخلى عن شرفِه المِهْنيِّ والسياسيِّ والوطنيِّ فأخذَ يدقُ الاسافينَ بينَ الجيشِ والمقاومةِ غيرَ آسفٍ على وحدةٍ وطنيةٍ مترجماً التزامَه العلنيَ باملاءاتِ موظفينَ اميركيينَ لا يكادونَ يَملأونَ ادنى مناصبِ التاثيرِ في واشنطن عبرَ التحريضِ الفاشلِ بينَ الجيشِ واهلِه والمقاومة.
أما الموقف الذي فجرَه اليوم بنيامين نتنياهو بقولِه إنَ كيانَه ساعد َحكومة لبنان ضد سلاح حزب الله فإنه يوضع في رسم ِمن سابق َالريحَ لاصدار قرارِه المشؤوم ذات جلسة ٍمبتورة..
وعلى من يريدُ احراقَ البلدِ من اجلِ اضغاثِ أحلامٍ او انتقاماً وثاراً لمشاريعِه المنهارةِ بفعلِ الوحدةِ الداخلية، يأتي الردُ من اهلِ الحكمةِ بانَ التكاتفَ اساسٌ لتجاوزِ المرحلة، لانَ ما يدومُ هو لغةُ العقل، وما يذهبُ جُفاءً فهو زَبَدُ الاقوالِ والقراراتِ الجوفاء..
اما من قررَ ملاقاةَ الاحتلالِ الى منتصفِ الطريقِ في المشروعِ التقسيميِّ للمنطقة، فلْيَعلم انَ لبنانَ عصيٌّ على ذلك ما دامَ انَ هناك مقاومينَ منصهرينَ بحبِّ الوطن، كحالِ المقاومينَ الشجعانِ في غزةَ الذين التحفوا الرمالَ دثاراً لساعةٍ يُعدونَ لها حينَ يقررُ جيشُ العدوِ تنفيذَ قرارِ بنيامين نتنياهو باحتلالِ القطاعِ بالكامل، وهم قد مَهّدوا له المستنقعَ في مواجهةِ “عربات جدعون” ..
أمّا في المؤسسةِ العسكريةِ الصهيونيةِ فقد اكتملت الصورةُ بأنَ ارغامَ نتنياهو رئيسَ اركانِ الجيشِ ايال زامير على توسعةِ الحربِ ليس سوى دقٍّ للمسمارِ الاخيرِ في نعشِ المشروعِ القائمِ وراءَ الابادةِ المتواصلةِ في غزة، وسيَشهدُ العالمُ على ذلكَ يقولُ اهالي القطاعِ المتمسكونَ بارضهم.
المصدر: قناة المنار