عقد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب الدكتور حسن فضل الله مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب، أشار في مستهله الى “أن لبنان هو ضحيَّة دائمة للعدوان الاسرائيلي على شعبه وأرضه واقتصاده، وقد تسبب هذا العدوان بسقوط عشرا ت آلاف الضحايا من نساء وأطفال وشيوخ على مدى عمر الكيان الصهيوني الذي ارتكب المجازر واحتلَّ الأرض، واعتقل الأبرياء، وسلب الخيرات، ودمر الاقتصاد قبل نشأة “حزب الله” بعشرات السنين، وكل ذلك كان يحصل ضد بلدنا بدعم أميركي كامل تمويلا وتسليحا وتغطية سياسية، ليكون لبنان واحدا من أبرز ضحايا السياسات الأميركية المتعاقبة”.
أضاف :”إن “حزب الله” الذي ولد من بين عذابات الشعب اللبناني ليقاوم الاحتلال ويحرر الأرض ، قدم التضحيات الجسام دفاعا عن وطنه وفي سبيل حرية شعبه وكرامته، ودفاعا عن المقهورين بفعل السياسات الأميركية الظالمة، وكان قادته شهداء وعلى رأسهم الشخصية التاريخية المحبوبة من شرفاء وأحرار العالم السيد حسن نصر الله.
وتابع :”إن الموقف الأميركي من”حزب الله” هو بسبب مقاومته للاحتلال الاسرائيلي وللهيمنة على المنطقة، ولكن رغم كل الحروب التي تشن على بلدنا العسكريَّة والسياسية والاعلامية والاقتصادية والعقوبات والحصار وصرف مئات ملايين الدولارات لتشويه صورة “حزب الله” أو لإضعافه، فإن شعبيته تتزايد، وصورته الناصعة تتألق، ويخرج من كل حرب أكثر قناعة بخياراته، ولن يتراجع عن تمسكه بحقِّ شعوب أمتنا بحياة حرَّة عزيزة، وبمقاومة المحتلين وتحرير أرضه”.
واكد ان”حزب الله المقاوم هو جزء أساسي من الشعب اللبناني ولا يمكن لأي قوة في العالم مهما تغطرست وتجبرت أن تؤثر على حضوره في لبنان، وهو الحزب نفسه الذي يمثل النموذج الرائد في مجال العمل السياسي كأكبر حزب لبناني وعربي تنتخبه فئة كثيرة من الشعب اللبناني، ليكون ممثلا لها في المجلس النيابي والحكومة، لأنَّها تأتمنه على مصالح وطنها، ليبقى سيدا حرا مستقلا غير خاضعٍ لأيِّ وصاية خارجية مهما كان شكلها واسمها، وهو الحزب الذي لا يألو جهدا من أجل تقديم أفضل وأجمل وأرقى ما يستطيع في سبيل حفظ كرامة اللبنانيين والدفاع عن حقوقهم، وهو من القوى السياسية العاملة باخلاص من أجل إعادة بناء دولتهم على أسسٍ صحيحة، وحماية سلمهم الأهلي واستقرارهم الداخلي، وعيشهم الواحد في مواجهة دعاة الفوضى، والفتن والحروب الأهليَّة، وهو الحزب الذي يعمل وفق الدستور والقوانين، ويبذل كلِّ جهد ممكن في الحكومة والمجلس النيابي لإصلاح مؤسَّسات الدولة على المستويات كافة الاقتصادية والمالية والادارية والقضائية، والمشهود له بمساهماته الكبيرة في القوانين الاصلاحية، وبالكفاءة ونظافة الكف ومحاربة الفساد قولًا وعملًا، وقد سعى جاهدًا لمحاسبة الفاسدين وفق الأطر القانونية، في الوقت الذي كانت فيه الادارة الأميركية تحمي الفاسدين، وناهبي المال العام، وترفض تقديم أي مساعدة للدولة اللبنانية لكشف مهربي أموال الشعب إلى الخارج رغم معرفتها بكل التحويلات المالية التي جرت خلال مرحلة الانهيار المالي”.
وتابع فضل الله :”إن من تسبب بمآسي الشعب اللبناني هو الاحتلال الاسرائيلي خصوصا في حربه الأخيرة، وبعد كل ارتكاباته لا يزال يمارس عدوانه واحتلاله ويخرق يوميا وقف اطلاق النار على مرأى ومسمع من لجنة الاشراف على آلية تطبيقه التي ترأسها الولايات المتحدة الأميركية، إذ رغم ما قدَّمته الادارة الأميركية من تعهدات إلى الحكومة اللبنانية بشأن تطبيق هذا الاتفاق، فإنها لم تف بأي منها، وتسمح للعدو الاسرائيلي بمواصلة أعمال القتل ضد المنيين اللبنانيين، وهو ما يتمادى به العدو يوميا وليس آخره ما يحصل الآن على أرض الجنوب، والادارة الأميركية نفسها هي من تسهم بشكل كبير في منع اعادة الاعمار من خلال ضغوطها على الدول الراغبة في تقديم المساعدة إلى لبنان”.
وقال فضل الله :”إنَّ ملف إعادة الاعمار هو من الأولويات الوطنية ولبنان أمام فرصة حقيقية للاستفادة من استضافة الجمهورية العراقية الشقيقة للقمة العربية في ظلِّ حماسة كبيرة تبديها الحكومة العراقية لوضع هذا الملف على جدول الأولويات في القمة، والدعوة لانشاء صندوق اعادة الاعمار في لبنان وغزة والاستعداد العراقي لتقديم المساهمة الأولى فيه، والدولة اللبنانية هي المعنية المباشرة بهذا الملف بحيث يفترض ألا تتقدم عليه أي أولوية أخرى،وهي المدعوة إلى بذل كل جهد ممكن، وعدم تفويت هذه الفرصة، بل المسارعة إلى ملاقاة الأشقاء في العراق الذين لم يبخلوا في تقديم العون إلى لبنان خصوصا في مجال الطاقة لتأمين الكهرباء للشعب اللبناني”.
وأشار فضل الله الى “الحملة الدعائية التي ترافق بعض الاجراءات في مطار بيروت الدولي”، وقال:” فبعد أن سقطت التوظيفات السياسية حيال الحدود الشرقية، لأنَّ المروجين للأكاذيب لم يعد لديهم ما يفبركونه، مع أن شيئا فعليا لم يتغير، سوى ما حصل على الجانب الآخر على الحدود، وبعد انكشاف كذبة تهريب السلاح عبر مرفأ بيروت، ولأنَّ حجم التضليل الاعلامي الذي مورس في المرفأ لا يمكن له أن يصدَّق في المطار، جرى اختراع عنوان آخر، وهو تهريب الذهب بدل تلفيق تهمة تهريب السلاح، وهو ما رأيناه من خلال ربط احباط محاولة تهريب كميات من الذهب بحزب الله، والادعاء أنَّ هناك تغييرات تطال موظفين لهم علاقة بجهة معينة.
أضاف :”إننا في الوقت الذي ننفي بشكل قاطع أي علاقة لنا بهذه المحاولة، ندعو الجهات الرسميَّة المعنيّة من رئيس الحكو،مة إلى الجهات القضائ،ية للاعلان للرأي العام عن كلِّ التفاصيل المتعلقة بهذا الخبر، لأنَّه لم يعد موضوعا قضائيا بل تحول إلى توظيف سياسي مع أن ما تم ترويجه أي صلة حزب الله بتهريب الذهب وطرد موظفين محسوبين عليه لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وهو يأتي في اطار توظيف بعض الاجراءات في سياق تشويه الحقائق، وتقديم أوراق اعتماد وهمية.
في موضوع الاعلانات والصور على طريق المطار، فنحن كنا دائما في مناسباتنا الوطنية والدينية نعتمد على حملات عبر شركات الاعلان المرخصة وعندما ينتهي وقت المناسبة ينتهي الاعلان وهذا ما كان يحصل دائما وهو محل اتفاق بيننا وبين الاخوة في حركة أمل، لكن جرى توظيف مساهمتنا في ازالة الصور والشعارات وكأن شيئا تغير في لبنان، ونحن سنواصل اعتماد السياسة ذاتها في مناسباتنا لجهة التعاقد مع شركات الاعلان ولم يتبدل عندنا شيء.
إن كل هذا التضليل للرأي العام هو بهدف المس بمعنويات الناس ولكن شعبنا دائما معنوياته عالية ولن تؤثر عليه الأكاذيب”.
وأكد فضل الله “حرصنا على أمن المطار وعلى تطبيق القوانين على الجميع، وعلى توفير بيئة مستقرة وآمنة لهذا المرفق الحيوي”، وقال : ولطالما كنَّا نحث الجهات المعنية على تحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها في تطبيق القانون ومنع المخالفات، وقد ساهمنا بشكل كبير في مساعدة الجهات الرسميَّة المعنية لإنجاح مهمتها سواء داخل المطار أو على الطريق المؤدية إليه، لأنَّ فيه مصلحة للبنان، ونحن ممن نعمل ليكون لدينا سياح ويعود المغتربون وتوفير أفضل الظروف لما فيه مصلحة البلد، وفي الوقت نفسه، فإنَّ حملات التضليل التي تمارس في هذا الموضوع ومحاولات الاستغلال تعطي نتائج عكسية، فما هي المصلحة في محاولة استفزاز الناس، هل هذا يعود بالنفع على البلد ؟ وهذا ما يجب أن يتنبه إليه المعنيون كي يحافظوا على سلامة هذه الاجراءات واستمراريتها وفعاليتها”.
وردا على سؤال حول الموقف الرسمي اللبناني من تصريحات الرئيسين الأميركي والفرنسي ضد حزب الله، قال:”للأسف هناك ازدواجية في المعايير في البلد، وهذا ما لا يجعل الدولة تطمئن جميع فئات الشعب اللبناني. حينما تكون المؤسسات الرسمية، أي الدولة من خلال مؤسساتها—لأننا حين نقول “الدولة”، فنحن جميعا الدولة — لكننا نتحدث هنا عن السلطة، ونحن دائما نميز بين الدولة والسلطة.السلطة الرسمية في لبنان، حين تصدر تصريحات، سواء من الرئيس الأميركي أو الرئيس الفرنسي، تمس فئة كبيرة من الشعب اللبناني وتمس بسيادة البلد، نرى صمتا. بينما إذا كان هناك شيء تغريدة، نجد أن الديبلوماسية الحزبية تستنفر، لأن لدينا في البلد ديبلوماسية حزبية، للأسف. هذا لا يعطي للناس صورة إيجابية عن الدولة”.
وقال فضل الله :”نحن نريد من مؤسسات الدولة أن تكون متوازنة، وأن تدافع عن سيادة البلد، وأن تدافع عن كل الشعب اللبناني، لا أن تكون لطرف دون طرف. والتصريحات الاميركية والفرنسي تسيء للدولة اللبنانية، ويشكل إهانة لها، وليس لجهة دون جهة أخرى”.
وردا على سؤال حول اجراء الانتخابات البلدية في قرى الجنوب الحدودية، قال:” وزارة الداخلية تقوم ببعض الإجراءات من أجل تأمين سلامة الانتخابات في المنطقة الحدودية وإن شاء الله، أهل الجنوب على قدر التحدي، وكل الذين سيشاركون، أيا تكن اللائحة التي ينتمون إليها، وأيا يكن توجههم، هم ذاهبون ليؤكدوا تمسكهم بالأرض، بهذه القرى، وبهذه البلدات وإن شاء الله، تمر الانتخابات على خير وسلامة”.
المصدر: قناة المنار + الوكالة الوطنية للإعلام