لا يوم للشهيد… – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

لا يوم للشهيد…

أحياء
سمية علي

لا يوم للشهيد. بالرغم من ارتباط تاريخ 11 تشرين الثاني بحدث كبير شكّل تحولاً مفصلياً في مسار الصراع بين المقاومة الإسلامية والعدو الاسرائيلي في لبنان، حدثٌ صنعه الاستشهادي البطل أحمد قصير عام 1982، فكان لا بدّ من تخليد الذكرى والوقوف عندها في كل عام، تأكيداً على مرتكزات تخصنا وتخص عدونا، بالرغم من ذلك كلّه إلا أن الحقيقة هي أن مصطلح اليوم بمحدوديته الزمنية يضيق به فعل الشهداء.

لنتحدث عنهم أكثر. وهنا لم أجد منطلقاً أفضل لذلك إلا قول الامام الخميني (رض) “كل ما لدينا من عاشوراء”. الأخيرة حدثٌ كبيرٌ ايضاً، خالدٌ ما دامت الأرض والسماء، وهنا لا نعني بخلودها استذكار أحداث الواقعة كل عام على قدسيتها، بل نعني أثرها وتجليها مع كل انتصار لمظلوم على ظالم، مع كل ثورة، مع التضحيات، مع الشهداء، هم امتدادها الأجمل، هم تجلّ لخلودها، فكل ما لدينا إذاً منهم ولهم.

لا يوم للشهداء. لهم كل ما حدث. في لحظة البذل العظيم طوعوا الحاضر، أخضعوا جبروت الاحتلال على اختلاف وجوهه، فأصبح المشهد برسمهم إذ لا مكان فيه للهزيمة والاستسلام، لا طريق معبدة أمام القهر. مع كل قطرة دم تنبت رصاصة تخترق بنيانه، هو فعلٌ تراكمي يحيله “فراشاً مبثوثاً”. هنا صدحت الزغاريد أن أبشروا بالنصر الذي صنعناه.

لا يوم للشهداء. لهم كل ما يحدث. لا نهاية لصراع الحق والباطل، إنها الحقيقة التي لا لبس فيها. يتوالد هذا الصراع وتتوالد معه فلسفة الشهادة من جيل إلى جيل. ما الحق إلا هم. يحملونه في أرواحهم، قسمات وجوههم، في قبضاتهم التي يرمي بها الله أعداءه، في ألسنتهم التي تهتف “يا أبا عبدالله”، تستحضر أسمى وجوه العطاء والتسليم لله، فكيف يهزمون، ولو اجتمعت عليهم جيوش الأرض كلها؟

لا يوم للشهداء. لهم كل ما سيحدث. إنه الوعد: “ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين”. هم أهل الحق، ناصروه والمنتصرون به. كأنه أي الحق، ومع كل قطرة من دمهم يقترب من كماله، وكأن صاحب الزمان المهدي المنتظر سيحملها كلها في كفه ويرتفع النداء: امتلأت الأرض بعدلنا.

المصدر: موقع المنار