طوفان الاقصى | الاخفاقات الصهيونية التي ادت الى الانهيار السريع – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

طوفان الاقصى | الاخفاقات الصهيونية التي ادت الى الانهيار السريع

83c81016-59cd-4519-8d4a-6058d6083812
علي علاء الدين

تفاجأ العدو الصهيوني بالهجوم الواسع والمخطط له بدقة من قبل المقاومة الفلسطينية، حيث لم يكن لديه أي معلومة استخباراتية ولا أمنية ولا عسكرية تقول له بأن الطوفان قادم من غزة، ما أدى الى انهيار خطوطه الدفاعية دفعة واحدة، فلا ابراج المراقبة ولا القواعد العسكرية القريبة ولا الكاميرات الحرارية ولا الدبابات المتواجدة على حدود القطاع ولا فرقة عسكرية باكملها استطاعت ان توقف المد الهجومي القادم من غزة برا وجوا وبحرا.

ولكن ما توقف عنده العديد من المحللين الامنيين والعسكريين الصهاينة هو تأخر وصول الدعم للقوات الصهيونية والمستوطنات المحاصرة، فبعد تدفق القوات الصهيونية الى المنطقة حصل تأخير كبير في عملية النقل، حيث انتظر العديد من المقاتلين ومن بينهم قوات النخبة ساعات عدة في نقاط التجمع قبل ان يتم ارسالهم الى المستوطنات.

وعلى أثر ذلك تحدث المعلقون الصهاينة عن 6  اخفاقات رئيسية أدت لحصول هذا الانهيار ولسقوط هذا العدد الكبير من الخسائر والذي لم يشهده الكيان منذ تأسيسه.

عبوات الضفة
الاخفاق الاول: غياب المعلومات الاستخباراتية
بعد احداث حوارة الاخيرة وصلاة المستوطنين في الشارع في الاعياد الصهيونية، وبعد العمليات البطولية المتكررة في الضفة الغربية والاشتباكات اليومية في نابلس وجنين والخليل، اتخذت قيادة العدو قرارا بنقل 3 كتائب مقاتلة من حدود غزة الى الضفة بموافقة استخباراتية، مبنية على تقدير بأن حماس ليس لديها نية للقتال وانها غير مستعدة لخوض قتال مع الكيان ما يعني فشلا استخباراتيا صهيونيا اميركيا.

الاخفاق الثاني: الجيش الصهيوني والاستخبارات العسكرية استغرقت وقتا طويلا لفهم ما يحدث
لم يدرك الجيش الصهيوني واستخباراته حجم الحدث وابعاده وان هناك مقاتلين من المقاومة الفلسطينية قد تسللوا الى المستوطنات وقتلوا وأسروا العديد من المستوطنين والجنود، الا بعد ان بدأت مقاطع الفيديو تنتشر لتظهر وجود الاسرى الصهاينة داخل غزة، وتظهر اعداد القتلى الصهاينة في المستوطنات، كما ان المحللين الصهاينة ذكروا بان الجيش لم يدرك بحصول هجوم من البحر الا بعد وقت طويل من الهجوم وبعد نشر كتائب القسام مشاهد لهذا الهجوم.

الاخفاق الثال : عدم وجود عدد كاف من القوات الصهيونية في المنطقة
الانهيار الكبير للتشكيل الدفاعي وفرقة غزة منذ بداية الهجوم، سلب الجيش الصهيوني القدرة على تلبية استغاثات المستوطنين الذين استطاعوا التواصل مع كبار المسؤولين الصهاينة، طالبين النجدة ولكن لم يكن هناك من يستطيع أن ينقذهم من مصيرهم المحتوم، حيث لم يكن هناك العدد الكاف من القوات لنشرها في المنطقة.

الاخفاق الرابع: سوء الاعداد ونقل القوات
على الرغم من نشر الاف الجنود النظاميين والاحتياط، فان الجيش الصهيوني لم يكن مستعدا لمثل هذا الحدث، حيث بدأ بتحريك وحدات وكتائب النخبة الى الجنوب لمحاولة تحديد مكان مقاتلي المقاومة الفلسطينية، الا انه ظهر ضعيفا جدا في تحريك قواته، فرغم وصول مقاتليه الى نقاط التجمع الا نهم انتظروا ساعات ليتم نقلهم الى نقاطهم القريبة من مكان الحدث وفي معظم الاحيان استعانوا باصدقائهم واقاربهم لنقلهم الى هناك  ما أعطى مقاتلي المقاومة الفلسطينية الوقت الكاف لتنفيذ مهامهم من قتل الجنود وأسر مستوكنين وتحصين تموضعهم من اجل المواجهة.

الاخفاق الخامس: الانتظار لساعات في نقاط التجمع
رغم وصول مقاتلي قوات النخبة وقوات الاحتياط الى نقاط التجمع المتفق عليها مع قيادة وحداتهم الا انهم انتظروا لساعات طويلة ولم يتم نقلهم رغم ادراك القيادة بأن مقاتلي حماس قد سيطروا على المستوطنات، حيث قام الجنود الصهاينة بتنظيم انفسهم كقوة ملحقة رغم عدم انتمائهم لنفس الوحدة، وهكذا قاد قادة القوات للمساعدة في الدفاع عن المستوطنات دون معرفة المقاتلين معهم.

مواجهات على حدود غزة
الاخفاق السادس: المؤسسة الامنية “حماس ليست مهتمة بالحرب”
خلال الاسبوع المنصرم، قدر مسؤولون كبار في المؤسسة الامنية الصهيونية خلال جلسة امنية ان حماس غير مستعدة للحرب وليست مهتمة بها، وقبل ستة ايام من طوفان الاقصى صرح رئيس مجلس الامن القومي الصهيوني تساحي هنغبي بثقة أن “حماس منضبطة للغاية”، وفي مقابلة مع اذاعة الجيش الاحد الماضي قال هنغبي “هناك هدوء لكن من الصعب تقدير المدة التي سيستمر فيها وأن حماس تتفهم الوضع”.

وكان مسؤول صهيوني رفيع المستوى قد ذكر في الايام الاخيرة ان المظاهرات العنيفة التي تقوم بها حماس بالقرب من السياج الحدودي ما هي الا محاولات لابتزاز الكيان من اجل زيادة حصة الفلسطينيين بشكل اكبر من حيث تصاريح العمال بالاضافة لزيادة المساعدات المالية التي تقدم الى سكان القطاع.

الخلاصة 

الاخفاقات التي وقع بها الجيش الصهيوني لا تعني بأن كتائب القسام لم تكن قد جهزت بشكل جيد لهذه العملية، فان اجتياز الحدود وتدمير الخط الدفاعي الاول عبر الصواريخ الموجهة والعبوات، بالاضافة لسرعة الوصول الى داخل المستوطنات والقواعد العسكرية القريبة عبر استخدام دراجات نارية واليات سريعة، بالاضافة لمباغتة العدو من الجو، وهو الذي كان يجهز دفاعته على ان الاختراق سيكون من تحت الارض، سرعت في انهيار الخط الدفاعي الاول للقوات الصهيونية، كما ان وصول المقاتلين الى قيادة فرقة غزة ضرب ما تبقى من معنويات للقوات الصهيونية المقاتلة، فادى الى انهيارها سريعا، كل هذا يعني ان المقاومة اخذت وقتها في التخطيط والتحضير والصبر على الاعتداءات الصهيونية المتكررة من اجل الوصول الى هذه النتيجة.

المصدر: موقع المنار + اعلام العدو