مواكبة | التزام جزئي بوقف اطلاق النار في السودان وتواصل اجلاء الأجانب ونزوح جماعي داخلي – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

مواكبة | التزام جزئي بوقف اطلاق النار في السودان وتواصل اجلاء الأجانب ونزوح جماعي داخلي

نازحين من السودان

لقي اتفاق وقف إطلاق النار المعلن لمدة ثلاثة أيام في السودان التزاما جزئيا في العاصمة الخرطوم مع بدء سريانه الثلاثاء فيما تتسارع عمليات إجلاء الرعايا الأجانب. وبعد عشرة أيام من بدء المعارك التي خلفت أكثر من 459 قتيلاً وأكثر من 4 آلاف جريح بحسب الأمم المتحدة، استهدف الجيش الثلاثاء بالطائرات مواقع لقوات الدعم السريع في ضواحي الخرطوم، ورد الأخير باستخدام أسلحة ثقيلة، وفق ما أفاد شهود عيان.

وتعذر على الفور التأكد من تراجع حدة القتال العنيف الذي اندلع في إقليم دارفور الشاسع (غرب) منذ بدء الأعمال العدائية في 15 نيسان/أبريل.

قائد ميداني لدى قوات الدعم السريع: ملتزمون بالهدنة ونبشر الشعب السوداني بتأمين الطرق والمناطق

من جهته، قال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير خالد عمر يوسف الإثنين إنه سيتم خلال الهدنة إجراء “حوار حول ترتيبات لوقف نهائي لإطلاق النار”، مضيفا “الولايات المتحدة بتنسيق معنا تواصلت مع القوات المسلحة والدعم السريع”. وأوضح أن ذلك أتى عقب “مفاوضات مكثفة على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية”. هذا، تراجعت حدة القتال في عدة أحياء بالعاصمة منذ بدء عمليات إجلاء الأجانب السبت.

ويهدد النزاع “بحريق كارثي داخل السودان قد يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها”، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وفي غضون ذلك، رحّب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالهدنة وحثّ “الطرفين على احترامها بشكل كامل”

واتهم الجيش قوات الدعم السريع بخرق الهدنة عبر استهداف قواتها القصر الجمهوري بسلاح المدفعية، وقالت القوات المسلحة إنها رصدت تحركات أرتال وتعزيزات عسكرية لقوات الدعم تتجه من غرب السودان للخرطوم لتنفيذ عمليات واسعة النطاق.

وقال الجيش السوداني إنه رغم التزامه بالهدنة فسيحتفظ بحقه الكامل في التعامل مع الخروق ومحاولات قوات الدعم السريع استغلال الهدنة لإنقاذ ما وصفه بموقفها الميداني المتدهور.

وأعلن الجيش السوداني، أنه افشل محاولات قوات الدعم السريع القيام بعمليات تحشيد إضافية لقواتها من كردفان ودارفور عن طريق شارع الصادرات ومحاولة إمداد قواتهم بالذخائر من منطقة مستودعهم بالجيلي. ولفت الجيش الى أن مناطق واسعة من العاصمة، شهدت حوادث نهب لممتلكات المواطنين، ونهب لمخازن شركة دال وسيقا وشركة إل جي بمدينة بحري، إضافة لنهب لبعض سيارات توزيع المواد الغذائية لبعض الشركات في الحاج يوسف ونهب سيارات خاصة لمواطنين في منطقة شارع الستين وأحياء متفرقة بالعاصمة.

في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بخرق وقف إطلاق النار، وقالت إن هذا الخرق يهدد المواطنين والمقيمين والأجانب. وقال الناطق باسم قوات الدعم السريع إن طائرات الجيش لا تزال تحلق في سماء الخرطوم، وهو ما يمثل إخلالا بالهدنة.

وجددت الدعم السريع التزامها بالهدنة وكل شروطها من أجل فتح ممرات إنسانية للمدنيين والرعايا الأجانب، وحذرت من القصف المدفعي العشوائي للجيش، مؤكدة أنه يعرّض حياة المواطنين والمقيمين للخطر ويعوق الهدنة. وأعرب وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني جبريل إبراهيم عن أمله في تطوير الهدنة لوقف دائم لإطلاق النار وبدء عملية سياسية شاملة، فضلا عن استغلال الهدنة لدفن الجثث وإخلاء الجرحى وفتح ممرات آمنة.

دمار في السودان

 

وأعلنت حكومة شمال دارفور حالة الطوارئ بالتزامن مع حظر التجوال من الساعة العاشرة مساء وحتى الخامسة صباحا. ونشرت حسابات سودانية على فيسبوك، اليوم الثلاثاء، مشاهد من استمرار الاشتباكات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور. وكانت مدينة الأبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان (جنوب غربي الخرطوم) قد شهدت موجة من الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع.

الوضع الإنساني

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية بالسودان نعمة عابد إنه تم إحصاء 459 قتيلا قضوا في المعارك الدائرة في السودان، وأضاف أن التقديرات تشير إلى أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير. وذكرت نقابة الأطباء في السودان أن عدد الوفيات منذ بداية الاشتباكات ارتفع إلى 291، بينما سجلت 1699 إصابة بين المدنيين، وأضافت النقابة أن 13 مستشفى تم قصفه في الاشتباكات، وأن 19 مستشفى تعرض للإخلاء القسري. وأضافت النقابة أنه يوجد العديد من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، ولم تتمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل وتردي الوضع الأمني في البلاد.

وفي اجتماع عقد في جنيف، أعلن ممثلو الوكالات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة أن 15 مليون سوداني يحتاجون للدعم الإنساني العاجل، وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن نقص الغذاء والمياه والأدوية والوقود يشتد، خاصة في الخرطوم.

نازحين من المعارك في السودان

وفرّ عشرات الآلاف -بمن فيهم سودانيون ومواطنون من دول مجاورة- في الأيام القليلة الماضية إلى مصر وتشاد وجنوب السودان، على الرغم من الاضطرابات والظروف المعيشية الصعبة فيها. وأشارت مصادر سودانية إلى أن حركة المواطنين في العاصمة حذرة. وأضافت أنّ حركة النزوح التي رصدها هي الأكبر منذ اندلاع الأزمة قبل 11 يوماً لافتاً إلى ارتفاع أسعار تذاكر الحافلات بمعدل 10 أضعاف.

استمرار عمليات إجلاء الأجانب من السودان

ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان دولا كثيرة إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية برا وبحرا وجوا. وبحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس، غادر أكثر من 6000 شخص الخرطوم في عمليات الإجلاء.

ولا يزال في السودان آلاف المواطنين الأميركيين، يحمل بعضهم جنسية أخرى. وفي البداية، قالت واشنطن إنه من غير المرجح إجلاء المزيد في الايام المقبلة. ولكن أعلن البنتاغون الإثنين إن المسؤولين ينظرون في إمكان استخدام طرق برية للخروج من السودان.

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الإثنين أن أكثر من ألف من رعايا الاتحاد غادروا السودان. وأعلنت ألمانيا انها ستسير مساء الثلاثاء آخر رحلة إجلاء من السودان في اتجاه الأردن. وقالت اوكرانيا الثلاثاء إنها اجلت 138 شخصا بينهم 87 من مواطنيها إلى مصر.

وقالت الخارجية الهولندية إنها أجلت “نحو 100 مواطن هولندي، نصفهم على متن طائرات هولندية” التي أقلت أيضا 70 شخصا آخرين. في حين وصلت أول مجموعة مؤلفة من 17 يونانيا إلى اثينا الثلاثاء ، بحسب وزارة الدفاع اليونانية. بينما تم إجلاء المزيد من اليونانيين إلى الاردن على متن طائرة هولندية.

واعلنت النمسا وبلغايا والمجر ورمانيا إجلاء مواطنيها من هناك بمساعدة أجنبية. واعلنت بريطانيا الثلاثاء إطلاق عملية “اجلاء واسعة النطاق” لمواطنيها بعد عملية الأحد لإجلاء موظفي سفارتها وعائلاتهم. وأعلنت النروج من جهتها إجلاء دبلوماسييها من الخرطوم.

ومن جهتها أفادت الخارجية المصرية مساء الثلاثاء بإجلاء 446 مواطنا من طريق البر، بالإضافة إلى 189 آخرين بينهم سوداني مصاب “جوا”. وبحسب الوزارة، تم إجلاء 1539 مصريا حتى الآن. وغادر أكثر من 50 لبنانيا و 105 ليبيين على متن سفينة سعودية.

وأعلنت الخارجية اللبنانية إجلاء 52 شخصاً فجر الإثنين من بورتسودان على متن سفينة للبحرية السعودية الى جدة. وأعلنت السلطات الجزائرية الاثنين أنها أجلت طاقم سفارتها وعددا لم تحدده من مواطنيها. وتم إجلاء أكثر من 200 مغربي إلى بورتسودان لإعادتهم إلى بلدهم.

وتعتزم نيجيريا المباشرة بإجلاء قرابة 3000 من مواطنيها، غالبيتهم طلاب على متن حافلات إلى مصر اعتبارا من صباح الثلاثاء، وفق مسؤولين. ويقدر المسؤولون عدد الرعايا النيجيريين الساعين للمغادرة بنحو 5000.

هنود رعايا السودان

وبدأت أنقرة عملياتها فجر الأحد حيث نقلت نحو 600 من رعاياها برا من اثنين من أحياء الخرطوم ومدينة ود مدني الجنوبية. كما أفادت الهند الاثنين بأن 500 من مواطنيها وصلوا إلى بورتسودان وأن “آخرين في طريقهم” إلى المدينة الساحلية. وأعلنت الصين إجلاء أول دفعة من مواطنيها الذين يقدر عددهم بأكثر من 1500 في السودان. واعلنت الفيليبيين الثلاثاء إجلاء 50 من مواطنيها من الخرطوم على أن يسافروا برا إلى مصر. وهناك 700 فيليبيني في السودان.

المصدر: مواقع