الصحافة اليوم 27-10-2022 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 27-10-2022

الصحافة اليوم

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 27-10-2022 على موضوع توقيع التفاهم لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، كما تناولت الصحف سلسلة من المواضيع المحلية والاقليمية والدولية.

البناء:

اليوم يدخل لبنان بقوة مقاومته نادي النفط والغاز دون اعتراف وتطبيع… ودون توقيع / هوكشتاين في بيروت… والناقورة تشهد صباحاً تسليماً منفصلاً وفاتراً لأوراق الاعتماد والقبول / فرضية ولادة الحكومة لا تزال على الطاولة… ودعوة بري للحوار تخترق جدران المقاطعة

البناءوتحت هذا العنوان كتبت صحيفة “البناء” اللبنانية “يسجل لبنان اليوم، رغم كل محاولات التشكيك النابعة من الكيد السياسي والمزايدات الفارغة، طالما أن أصحابها الذين يلبسون ثوب الدفاع عن السيادة كانوا من أشدّ المدافعين عن اتفاق 17 أيار عام 1983، وأكثرهم وطنية متمسك باتفاق الهدنة، ويرفضون رؤية حقيقة أن لبنان انتزع صيغة مبتكرة تجاوزت كل احتمالات توقيع اتفاق او تفاهم مع كيان الاحتلال، او التسليم بأي نوع من أنواع الاعتراف بوجود الكيان ولو من حيث الشكل، فكان الاطار الاميركي الناظم لثروات النفط والغاز، بمثابة وثيقة طرف ثالث، يتبلغ من الطرفين الموافقة على الإطار، الذي ضمن للبنان عدم ربط حصوله على حصته من النفط والغاز بأي شكل من التطبيع او التسليم بقبول الأمر الواقع لترسيم الحدود في خط الطفافات، ما يعني بقاء الترسيم معلقاً، ودون أي اشارة الى اي ترتيبات أمنية أو لجان تنسيق، بصورة تفوّقت على ما ضمنه اتفاق الهدنة من ثوابت السيادة اللبنانية، وما ضمنه تفاهم نيسان أيضاً.
يذهب الوفد اللبناني اليوم الى الناقورة ليوقع بحضور الوسيط الأميركي رسالة القبول بالإطار الناظم، وبحضور ممثلي الأمم المتحدة لتوقيع رسالة اعتماد الاحداثيات الجغرافية لحقول النفط والغاز التي تضمنها الاطار الناظم، ويسلم كل طرف ما يتصل بدوره في تطبيق الإطار الناظم، ويعود دون أن يلتقي بالوفد الإسرائيلي، أو يوقع معه اتفاقاً، ودون أن ينتهي التوقيع باحتفال مشترك وصور تذكارية، كما كانت الرغبة الأميركية والطلب الإسرائيلي، اللذان رفضهما لبنان.
الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أمضى ليلته في بيروت وهو يضع اللمسات اللوجستية الأخيرة على تفاصيل ترتيبات اليوم، الذي استهلك مئات ساعات التفاوض وسنوات الانتظار، صمد خلالها لبنان، ونجح أخيراً عندما دخلت مقاومته على الخط بوضع الأمور في نصاب المعادلة التي رسمتها المقاومة في لحظة دولية واقليمية دقيقة، مفادها لا غاز لأحد من المتوسط دون ان ينال لبنان مطالبه، بينما الأميركي والأوروبي والإسرائيلي بأشدّ الحاجة لبدء استخراج الغاز، والخيار بين التزام هذه المعادلة او قبول الذهاب الى الحرب في توقيت لا تملك «إسرائيل» قدرة تحمل تبعات الحرب وخوضها، ولا تتحمل اميركا رؤية حرب جديدة في العالم تعطل تدفق الطاقة وهي تعجز عن التأقلم مع النتائج الكارثية لحرب أوكرانيا.
النجاح اللبناني الاستراتيجي يقابله العجز في المسائل الأقل أهمية وحيوية على أهميتها، فالفشل لا يزال سيد الموقف في مقاربة الملف الحكومي المتعثر مع اقتراب ساعة مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقصر بعبدا وإعلان انتهاء ولايته الرئاسية، بينما المجلس النيابي يفشل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
مساعي تشكيل الحكومة الجديدة لم تتوقف واحتمال النجاح، وفقاً لمصادر متابعة، لا يزال قائماً، وكلما ضاقت المسافة الفاصلة عن نهاية الولاية الرئاسية، تزداد الجهود زخماً رغم تراجع نسبة التفاؤل، وتقول المصادر إن هذه الجهود لا تراوح مكانها بل تُحرز تقدماً، ما يفتح الباب لجعل بقاء فرضية ولادة الحكومة على الطاولة طرحاً واقعياً، كذلك في الملف الرئاسي حيث لم يعد على الطاولة سوى دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار من أجل التوافق على اسم رئيس يستطيع تأمين نصاب الحضور بـ 86 نائباً، وتجميع 65 نائباً على الأقل لانتخابه، وهو ما بدا انه غير متوفر لكل الأسماء التي تم تداولها في جلسات الانتخاب، ما يعني استبعادها عن التداول عملياً ولو بقيت منعاً للإحراج ضمن التداول، وبعد موقف متحفظ للقوات اللبنانية عبر عنه رئيس حزب القوات سمير جعجع، قالت مصادر قواتية إن التجاوب مع الدعوة سيغلب على الأرجح فرضية مقاطعتها، وربما تقترح القوات تشاوراً ثنائياً يديره رئيس المجلس بين الكتل بدلاً من جمع الكتل على طاولة واحدة، بينما أعلن رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، التجاوب مع دعوة بري، رغم وضعه إطاراً سياسياً معاكساً لتبرير مواقف حزبه في قلب إعلانه للاستجابة لدعوة الحوار.
وعلى مسافة خمسة أيام من نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون والدخول في الفراغ المزدوج الرئاسي والحكومي إن لم تؤلف حكومة جديدة في ربع الساعة الأخير، تتجه الأنظار اليوم الى الجنوب حيث تشهد منطقة الناقورة توقيع تفاهم ترسيم الحدود الاقتصادية بين لبنان والعدو الإسرائيلي كل على حدة، برعاية الأمم المتحدة والوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الذي وصل مساء امس الى بيروت، وبدأ جولته بلقاء مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب.
وأعلنت السفارة الأميركية في لبنان في بيان أمس عن وصول الوسيط الأميركي إلى بيروت، لوضع اللمسات الأخيرة على «الاتفاقية التاريخية لوضع حدود بحرية دائمة بين لبنان و»إسرائيل»». ولفتت الى أن «هوكشتاين سيجتمع بالرئيس ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، «للتعبير عن امتنانه لكل منهم على روح التشاور والانفتاح التي ظهرت خلال المفاوضات».
ووفقاً للبيان سيتوجه هوكشتاين إلى الناقورة، لاتخاذ الخطوات النهائية لدخول اتفاق الترسيم حيز التنفيذ، إذ سيقدم الطرفان إحداثيات بحرية إلى الأمم المتحدة بحضور الولايات المتحدة. كما سيتوجه هوكشتاين إلى «إسرائيل»، حيث سيلتقي رئيس الوزراء يائير لبيد، و»يشكره وفريقه على دبلوماسيتهم من أجل التوصل لحل بشأن هذا الملف الحساس».
ووفق معلومات «البناء» فإن الوسيط الاميركي سيتوجه الى بعبدا صباح اليوم مع وفد مرافق ويسلم عون النسخة الرسمية النهائية من نص التفاهم الذي تم التوصل اليه بين كل الأطراف، بحضور الوفد اللبناني الذي تولى المفاوضات برئاسة بوصعب.
وتوقع شخصية لبنانية رسمية يتم تحديدها قبل توجه الوفد الى الناقورة على رسالة موجهة الى الولايات المتحدة والامم المتحدة، تتضمن موافقة لبنان على التفاهم الذي تم، ويرفق بالرسالة نص التفاهم. وبعد ذلك يلقي هوكشتاين كلمة مكتوبة كما يلقي بوصعب كلمة مكتوبة وينتهي اللقاء.
ويرأس عون بعد مغادرة هوكشتاين، اجتماعاً للوفد اللبناني الذي سيتوجه الى الناقورة لتسليم قيادة القوات الدولية الرسالة اللبنانية، بحضور هوكشتاين ووفد من الأمم المتحدة، ويعود الوفد من دون عقد اي اجتماع او لقاء مع اي طرف آخر. ولكن حتى مساء أمس لم يعرف من الذي سينقل الرسالة الى الناقورة وسيتم تحديده صباح اليوم في ضوء اللقاء مع الموفد الأميركي، ويفترض أن يتم الأمر ذاته بالنسبة للكيان الاسرائيلي.
وأفادت وكالة «رويترز» أن «حكومة تصريف الأعمال وافقت على التنازل عن 40% من حصة «توتال إنرجيز» في كونسورتيوم لاستكشاف الرقعة 9 في المياه البحرية اللبنانية إلى شركة «داجا 215». إلا أن المعلومات أفادت لاحقاً أن شركة توتال الفرنسية لم تتنازل عن حصة الـ40% التي تملكها في الكونسورتيوم الذي يفترض أن يعمل في البلوك رقم 9، بل قامت بنقلها إلى شركة تابعة لها تدعى داجا 215».
وإذ يسبق توجه وفد الاحتلال الإسرائيلي الى الناقورة اجتماع موسع لحكومة العدو، أفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، بأنّ «وزارة الطاقة الإسرائيلية تسمح لشركة «إنرجين» بالبدء في استخراج الغاز الطبيعي من حقل كاريش».
وأكّد الرئيس الأميركي جو بايدن، بعد لقائه رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ في البيت الأبيض، أنّ «اتفاق ترسيم حدود بحرية دائمة بين لبنان و»إسرائيل» تاريخي وتطلب شجاعة من الجانبين». ولفت إلى أنّ «اتفاق الحدود البحرية سيسمح بتطوير حقوق الطاقة للبلدين ويخلق فرصاً اقتصادية للبنان ويوفر الأمن لـ»إسرائيل»».
ووفق تقييم مصادر سياسية لإنجاز التفاهم، فتشير لـ»البناء» الى أن «لم يكن الملف لينجز لولا توافر ظروف دولية تمثلت بالحاجة الأوروبية والأميركية للغاز في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، ولا منح لبنان حقوقه الكاملة لولا الموقف اللبناني الموحد الذي عبر عنه الرؤساء الثلاثة مدعوماً بموقف المقاومة الذي فرض معادلة قاسية على العدو الإسرائيلي تقضي بمنعه من استخراج الغاز من كاريش وما بعد بعد كاريش قبل إنجاز التفاهم ومنح لبنان حقوقه ورفع الفيتو الأميركي عن الشركات للعودة الى التنقيب والاستخراج في الحقول اللبنانية». وشددت المصادر على أن «تفاهم الترسيم لا ينطوي على أي اتفاقية ولا معاهدة ولا أي شكل من اشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ولا أي تعاون اقتصادي في حقل قانا كما ادعى البعض، ولا علاقة للبنان بأي تعويض مالي للعدو من شركة توتال الفرنسية التي تعمل في حقل قانا».
وأوضحت المصادر أن لبنان كان يمكن أن يحصل أكثر من الخط 23+ لولا الأخطاء الفادحة المتعمدة التي ارتكبتها بعض الحكومات الماضية، لا سيما حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في 2007 حيث فرطت بالحقوق والثروة اللبنانية من خلال ترسيم الحدود بين لبنان وقبرص والتلاعب بالنقاط وبالحدود البحرية وعدم العودة عن الخطأ وتصحيح الأمر رغم مرور سنوات وتحذيرات أطراف لبنانية من مخاطر وتداعيات ذلك، كما رفض الحكومتين وقتذاك إرسال الاتفاقية الى مجلس النواب للاطلاع عليها وإقرارها ما أدى الى ذهاب قبرص الى ترسيم حدودها مع «إسرائيل» وفق الترسيم مع لبنان واستغلت لاحقاً الأمر لرسم الخط 1، فضلاً عن تأخير إقرار مراسيم النفط والفساد والإهمال».
وتلاقى الحصار النفطي والمالي والاقتصادي الخارجي على لبنان مع مماطلة البنك الدولي في الإفراج عن تمويل تفعيل خط الطاقة العربي الذي وعد به الأميركيون العام الماضي أي الغاز من مصر والكهرباء من الأردن ما يزيد ساعات التغذية الكهربائية، ويتحجج البنك الدولي بتأخره هذا بالإصلاحات لكنه يخفي شروطاً سياسية وبهدف الضغط على لبنان للتنازل بموضوع ترسيم الحدود ولقطع الطريق على النفط والغاز والفيول من إيران.
ووفق معلومات «البناء» فإن الأميركيين سيفرجون جزئياً عن الحصار الكهربائي للبنان في الأيام القليلة المقبلة بعد نهاية العهد للإيحاء بأن عهد الرئيس عون سبب الأزمات وعقبة أمام الانفراج الاقتصادي، وأمس أعلن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، وصول باخرة فيول محملة بـ30 ألف طن من الفيول. وأشار، في حديث لقناة تلفزيوني إلى أنّ «حمولة الباخرة قد ترفع التغذية بالكهرباء إلى 3 ساعات يوميًا»، لافتًا إلى أنّ «الأولوية في التغذية بالكهرباء ستعطى للمرافق العامة ومحطات المياه للمساعدة بمواجهة الكوليرا«.
في غضون ذلك، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر اليوم، ويتناول التطورات الأخيرة على الساحتين المحلية والإقليمية، وسيجري تقييماً لملف الترسيم من المنظار الوطني وأهميته في فرض معادلات المقاومة على العدو بالسلاح وتحصين الموقف الوطني واستفادة الدولة بالمفاوضات مع الأميركيين وغير المباشرة مع العدو في تحصيل الحقوق، فضلا عن أبعاد الترسيم الاقتصادية في إنقاذ لبنان من أزماته مقابل تضعضع جبهة العدو وانقسامها على نفسها واعتراف الكثير من قادة الكيان وإعلامه بأن «إسرائيل» خضعت وتنازلت خوفاً من حزب الله.
كما يتحدث السيد نصرالله عن آخر التطورات في فلسطين في ظل ارتفاع وتيرة العمليات الفدائية الشعبية في فلسطين ضد العدو.
ويتطرق السيد نصرالله وفق معلومات «البناء» الى ملف تأليف الحكومة وسيدعو كافة الأطراف الى تسريع وتيرة المشاورات لتأليف حكومة فيما تبقى من وقت لتحصين البلد من الفراغ الرئاسي والفوضى المتوقعة، كما يعرج على الملف الرئاسي في ضوء نتيجة الجلسات الأربع للمجلس النيابي وسيؤيد دعوة الرئيس نبيه بري للحوار للتوفيق بين الكتل لإنتاج رئيس توافقي.
وتواصلت المساعي الحكومية في آخر محاولة لاستنقاذ الحكومة من الموت السريري خلال 4 أيام، وإذ كشفت مصادر «البناء» عن عودة حزب الله واللواء عباس ابراهيم الى تكثيف الجهود بالتوازي مع دخول السفيرة الفرنسية في بيروت على خط الاتصالات للتوفيق بين بعبدا والسراي الحكومي لتأليف حكومة جديدة لاستشعار الجميع بخطر وتداعيات الفراغ الحكومي الذي سيتزامن مع شغور رئاسي، متوقعة أن تظهر النتائج لآخر محاولة يوم الجمعة المقبل لكون اليوم سينشغل الرؤساء بملف الترسيم. لكن حتى مساء أمس لم تكن العقد قد ذللت كلياً رغم الحديث عن تقدم، لكن العقدة الأساسية وفق معلومات «البناء» تبقى برفض النائب جبران باسيل منح الثقة لحكومة ميقاتي وإن شارك فيها، الأمر الذي يلقى اعتراضاً كبيراً من الرئيس المكلف لكون الحكومة لن تحظى بميثاقية مسيحية برفض كتل التيار الوطني الحر والقوات والكتائب منحها الثقة.
وبقيت جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية معلقة على تمسك كتل القوات والكتائب اللبنانية واللقاء الديموقراطي بمرشح التحدي ميشال معوض بإيحاءات خارجية تراهن على أن يدفع ضغط الفراغ وتداعياته على البلد بحزب الله وحركة أمل وحلفائهما والتيار الوطني الحر الى السير بمرشحين محسوبين على الحلف الأميركي السعودي.
وانطلاقاً من هذا الواقع أعلن الرئيس بري أن لا جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم، على أن يحدد موعد الجلسة المقبلة لاحقاً.
على صعيد آخر، انطلقت أمس، قافلتان في عودة طوعية للنازحين السوريين في لبنان، من بلدة عرسال والنبطية، باتجاه الحدود السورية. وضمت القافلة حوالي 100 عائلة سورية سارت باتجاه الأراضي السورية، بإشراف وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار وضباط الأمن العام اللبناني والجيش اللبناني ومديرية المخابرات.
وفي كلمة له، أكد حجار أن «العملية تسير من دون أي عوائق»، داعياً النازحين إلى «التسجيل لدى الأمن العام للعودة الطوعية إلى قراهم ومنازلهم». وأضاف «الأسبوع القادم يوجد قافلة أخرى، ومستمرون بعملية عودة كل النازحين». من جانبه، أعلن وزير المهجرين بحكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، ان عدد النازحين العائدين إلى سورية سيبلغ ستة آلاف شخص، وسيتوزعون على دفعتين”.

الأخبار:

التحرير بالردع

جريدة الاخباروتحت هذا العنوان كتبت صحيفة “الأخبار” اللبنانية ” ثمانية عشر عاماً، أكثر من 2000 شهيد مقاوم (لا يوجد للأسف إحصاء دقيق لعدد شهداء هذه الحقبة، وإن كانت المقاومة الإسلامية أعلنت وحدها انتماء 1276 منهم إليها)، آلاف العمليات الغُوارية المختلفة الأنواع (ثمة إحصاءات وثّقت نحو 20 ألف عملية تبدأ برمايةٍ من سلاح خفيف وصولاً إلى اقتحام مواقع الاحتلال والعمليات الاستشهادية)، منطقةٌ غزاها الاحتلال الإسرائيلي، اتسعت مساحتها إلى 3430 كلم مربعاً عام 1982 لتستقر، بفعل ضربات المقاومين، على 955 كلم مربعاً عام 1985، استعادت انتماءها وحريتها. ذاك كان المسار المكثف للتحرير الأول عام 2000. التحرير بالاستنزاف.

في التحرير الثاني، عام 2017، ستتغير – نزولاً – المعطيات الرقمية ذات الصلة بالزمن والتضحيات، وسيكون هناك متغير نوعي على صعيد الطبيعة العسكرية للعمل المقاوم. نتحدث هنا عن خمسة أعوام من المواجهة، بين عامي 2013 و2017، ارتقى خلالها نحو 200 مقاوم شهيد (وفقاً لإحصاءات غير رسمية)، يضاف إليهم 23 شهيداً من الجيش اللبناني والقوى الأمنية بحسب إحصاءاتهم. ارتقى هؤلاء في إحدى عشرة عملية عسكرية هجومية نظامية (يُعطف إليها «فجر الجرود» لتصبح اثنتي عشرة) أسفرت في تراكم نتائجها عن تحرير ما يقرب من 480 كلم مربعاً على الجانب اللبناني من الحدود، ونحو 1430 كلم مربعاً على الجانب السوري؛ أي ما مجموعه 1910 كلم مربعة. الإشارة إلى المساحة السورية المحررة هنا ضرورية لأنها تدخل في صلب تحرير المساحة اللبنانية بالمعنى الجيوعسكري.
مشهدية التحرير الثالث تنهض على خصائص تجعله ينتمي مفهومياً – أو يكاد – إلى نموذج مختلف، وربما جديد. في المعيار الزمني، أربعة أشهر فقط هي المسافة الوقتية التي استغرقتها معركة التحرير بين انطلاقها ونهايتها. وهي معركة وصلت إلى خواتيمها المظفرة من دون أي تضحية على الصعيد البشري، أو حتى خسائر على المستوى الاقتصادي. المساحة المحررة تبلغ – بالمعنى التقني الضيق – 370 كلم مربعاً، هي المنطقة «المتنازع عليها» بين خطي هوف و23، لكنها بالمعنى السياسي والاستراتيجي الأعم تتجاوز التسعة عشر ألف كلم مربع، هي مساحة المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة التابعة للبنان. ذلك أن المكتسبات اللبنانية – المعلنة رسمياً – من تلك المعركة جمعت بين انتزاع السيادة ببعدها الجغرافي على منطقة «النزاع» المشار إليها، وانتزاعها ببعدها الاقتصادي على عموم المنطقة الاقتصادية الخالصة بعد رفع قرار الحظر الأميركي على الاستثمار فيها.

أما المؤونة العملياتية لمعركة التحرير هذه – وهنا مدعاة لتمعن استراتيجي دقيق – فقد اقتصرت على: أربعة خطابات، ثلاث مسيّرات، وفيلم قصير. من الواجب طبعاً الإشارة إلى الاستعدادين الجزئيين، الشعبي والسياسي، لتغطية واحتضان القرار الإستراتيجي الذي عبّرت عنه الأسلحة المستخدمة أعلاه، والأهم – الاستعداد العسكري الكامل الذي استند إليه القرار داخل تشكيلات المقاومة.
الخطابات الأربعة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله (10 حزيران، 13 تموز، 9 آب و17 أيلول) أعلنت عملياً حرباً مع وقف التنفيذ، حددت هدفها (انتزاع الحق في الثروات الغازية والنفطية اللبنانية واستثمارها)، ثبّتت مُهَلاً زمنية لتحقيقه، وأشهرت القدرة والإرادة، الثابتتي الصحة والصدقية بالتوالي في وعي العدو، على خوض هذه الحرب. المسيّرات وفيلم الإعلام الحربي كانا أشبه بإشارات تحفيزية على التقاط المعنى. بقدرٍ موازٍ في الأهمية، تضافرت استثنائياً جملة عوامل في صناعة فرصة نموذجية بالنسبة للمقاومة لاقتحام المشهد، أو قل اختطافه: مشروعية الهدف (أسس لها إلى حد كبير «الفلتة» أو البراعة التفاوضية اللبنانية – لا يهم – في ربط النزاع مع الخط 29 حيث يستقر «كاريش»)، الجداول الزمنية المُلزمة تجارياً لعمليات الاستخراج في الحقل المذكور، الوضع الأمني المنتفض في الضفة الغربية، والأهم على الإطلاق البيئة المهتزة لأمن الطاقة العالمي في ظل الحرب الروسية – الأطلسية في أوكرانيا. التراكض الدولي الذي حصل بين حزيران وأيلول سعى إلى إطفاء فتيل أشعلت المقاومة طرفه الأول، وكان يتصل في الطرف الآخر باحتمال مرجح لانفجار إقليمي مرعب في لحظة إسرائيلية ودولية حرجة. بمعانٍ كثيرة، كنا أمام نموذجٍ صافٍ من استخدام السطوة العسكرية في سبيل تحقيق أهداف جغرافية وسياسية واقتصادية لا تخلو من بعد استراتيجي. كان ذلك التحرير بالردع.
من جهة، يسهل الوقوف على محطات كثيرة استخدمت المقاومة فيها قدرتها الردعية مقابل العدو؛ لكن جميع هذه المحطات أتت في سياق تكريس معادلات وقواعد اشتباك حمائية. الغاية منها كانت ذات طابع سالب: منع العدو من ممارسة أنواع محددة من الاعتداءات ورسم حدود جغرافية وموضوعية يحظر عليه تجاوزها.

من جهة أخرى، يسهل، أيضاً، تحديد شواهد تاريخية استُخدمت فيها سطوة عسكرية رادعة لتحقيق أهداف موجبة (منتزعة) سياسية أو جغرافية أو اقتصادية من دون قتال؛ إلا أن السمة الجامعة لهذه الشواهد هي أن الجهة الساطية (القاهرة أو المُستَولية) كانت على الدوام تتمثل في دول كبرى أو عظمى أو مقتدرة – دولياً أو إقليمياً- مارست الإستضعاف ضد جهة (دولة أو حكومة محلية أو منظمة) أضعف قدرةً وأوهن شأناً.
بين النموذجين، يصعب العثور- حتى لا نتورط بالنفي القاطع – على علاقة ردعية مارس فيها الطرف الأقل قوة – وفقاً لكل موازين القوى المعتبرة، خلا الإرادة – سطوته العسكرية على الطرف الأقوى وتمكن من ارضاخه وانتزاع مكتسبات مادية محددة منه. ما فعلته المقاومة في لبنان كان من النوادر العسكرية التاريخية على هذا الصعيد. انتصارها الأخير كان مزيجاً من حربٍ نفسية وحربِ إرادات و«حرب أدمغة» – المصطلح الشهير الذي سبكه العدو الإسرائيلي إبان صراعها معه في تسعينيات القرن الماضي – لكنه اكتسى حينها فهماً يتصل بالتكتيك الميداني، فيما يمكن ترجمته حالياً بفهمٍ يتصل بالذكاء السياسي الاستثنائي في ضبط ظرف سياسي واستراتيجي واقتصادي شديد الخصوبة وتلقيحه بتهديد جدي بما يكفي لاستيلاد نصر كالذي حصل.
وكما في التحريرين الأول والثاني، كان انتصار المقاومة الأخير صافياً حد النقاء. ليس فقط أن التنازل الذي انتُزع من العدو كان تحت ضابطة «من دون قيد أو شرط»، إنما – والأهم – أنه اتسم بصبغة المعادلة الصفرية. أجاد يوفال شتاينتس، وزير الطاقة الإسرائيلي السابق، في توصيف ماهية التفاهم الذي حصل بين لبنان وإسرائيل. رأى الرجل، الذي اعتزل السياسة قبل أشهر، ولذلك يبتعد توصيفه عن ريبة الانحياز السياسي، أن ما حصل لم يكن تسوية، وإنما تنازل أحادي الاتجاه ومن دون مقابل، بنسبة 100 في المئة، من الجانب الإسرائيلي لمصلحة الجانب اللبناني.
في الواقع، الحديث عن «تحقيق» مكاسب إسرائيلية جراء التفاهم يحتاج إلى تدقيق. إسرائيل لم تنتزع شيئاً لم تكن تمتلكه؛ «مكاسبها» انحصرت في حماية أصول تمتلكها من خلال إبعاد شبح التهديد عنها، وفي سبيل ذلك دفعت الأثمان التي طلبها الطرف المقابل، رغم أنها كانت تدّعي حقاً فيها.

إذا كان من شيء يدل على حراجة وضع تل أبيب الذي انبثق منه موقفها من التفاهم، فليس هناك أدل من تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، حول أن «الاتفاق كان ضرورياً قبل الانتخابات»! ضروري؟ لماذا؟ إسرائيل التي أمْلَتْ على العالم منذ الأزل النزول عند حساسيات ظرفها السياسي الداخلي وتحديداً الانتخابي، لم تتمكن من التلاعب حتى بالوقت في مُضيِّها قدماً نحو تقديم تنازلات عن أصول أساسية كالحدود والنفط قبل أيام من انتخابات مصيرية.

قبل 14 عاماً أرسى تقرير فينوغراد نبوءة وجودية بالنسبة للدولة العبرية. في مقدمة التقرير الذي وثّق لهزيمة حرب لبنان الثانية رأى معدّوه أن «إسرائيل لن تتمكن من أن تصمد في هذه المنطقة، ولن تتمكن من البقاء بسلام أو هدوء، من دون أن تعتقد هي نفسها، وأن يعتقد محيطها، بأن الجيش الإسرائيلي قادر على الانتصار، وأن لديها قيادة سياسية وعسكرية وقدرات عسكرية وحصانة اجتماعية تتيح لها أن تردع، وعند الحاجة أن تهزم كل جيرانها الذين يسعون إلى تدميرها وأن تمنعهم بالقوة من تحقيق رغبتهم».
سياقات التحرير الثالث، وبشكل آكد الانتفاضة البطولية المشتعلة في الضفة الغربية هذه الأيام، و«سيف القدس» من قبلها، وكل التراكمات التي سجلها زمن الانتصارات منذ نحو عقدين، جميعها شواهد تصرخ بأن آجال تحقق تلك النبوءة لم تعد بعيدة. من ينتمون إلى محور المقاومة في محيطها، يعتقدون جازمين أن إسرائيل لم تعد قادرة على الانتصار، أما هي نفسها، فلننتظر حتى تستقر محاولاتها المستمرة منذ سنوات في العثور على تعريف جديد للانتصار!”.

عون يختار اليوم مدنياً إلى جانب العميد شحادة: وقائع لقاء الناقورة بحضور هوكشتين

وتحت هذا العنوان كتبت “ليل أمس، وصل إلى بيروت الوسيط الأميركي في ملف الحدود البحرية عاموس هوكشتين. ولكن، هذه المرة، بصفة جديدة هي «المنسق الرئاسي الخاص». وهو سيمضي أقل من 24 ساعة بدأها مساء أمس بلقاء مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، على أن يزور اليوم الرؤساء الثلاثة قبل أن ينتقل بعد الظهر إلى الناقورة، حيث يجري تسليم الرسائل الموقعة من لبنان وكيان الاحتلال، قبل أن ينتقل إلى تل أبيب لعقد اجتماع مع رئيس وزراء العدو يائير لابيد.

وكما كان لبنان يسير بين النقاط حتى اللحظات الأخيرة في المفاوضات التي أنتجت مضمون التفاهم البحري، كان ليل أمس يشهد مفاوضات إضافية تخللها بعض التعقيد حول طريقة الإعلان عن التفاهم. ولمزيد من الشرح، كانت الاتصالات الجارية منذ يومين، تركز على الجانب الشكلي، وعن تفاصيل ما سيحصل في الناقورة اليوم. مع كمية من التفاصيل الضرورية بالنسبة للبنان للتأكيد بأن ما يجري لا يعدو كونه لقاء لتبادل الرسائل مع الوسيط الأميركي والأمم المتحدة، وليس فيه أي نوع من التطبيع، وليست له تتمة مع العدو.

اجتماعات ليل أمس هي الحاسمة، وسيعلن صباح اليوم على أساسها أسماء أعضاء الوفد اللبناني الذي سيتوجه إلى الناقورة. وهو وفد جرت اتصالات كثيرة لجعله لا يتخذ الطابع السياسي كما يرغب العدو عادة. ومع أن هوكشتين نفسه، كان أعرب في وقت سابق عن اعتقاده بأن لا حاجة للقاء الناقورة إذا كان لبنان يرفض اجتماعاً مشتركاً، إلا أنه بعد إصرار الرئيس نبيه بري على حصول اللقاء لتثبيت إطار الاتفاق، عاد ليدرس إمكانية الاستفادة من اللقاء لقليل من الاستثمار السياسي والإعلامي، وهو الأمر نفسه الذي يهتم به رئيس وزراء العدو الذي يقول صراحة إنه يريد استخدام لقاء الناقورة إعلامياً ضمن حملته قبل أيام من موعد الانتخابات في إسرائيل.

لذلك، عرض رئيس حكومة العدو تكليف مستشار الأمن القومي إيال حالوتا على رأس وفد وزاري – عسكري، وحاول هوكشتين رفع مستوى التمثيل السياسي من الجانبين، مشيراً إلى أنه سيكون موجوداً بصفته موفداً رئاسياً أميركياً. وألمح إلى ضرورة أن يرفع لبنان مستوى تمثيله، وجرت الإشارة مراراً إلى ضرورة اختيار شخص ذي صفة سياسية لكن الجواب كان سلبياً. ولكن، لأن لقاء الناقورة يتطلب وجود شخصية مدنية إلى جانب الشخصية العسكرية، اتجهت الأمور إلى تكليف منسق عام الحكومة لدى قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) العميد منير شحادة حضور اللقاء إلى جانب آخرين، يرجح أن يكون بينهما أحد المدراء العامين في الدولة وربما ممثل عن وزارة الخارجية، لأسباب تتعلق بمسار الخطوات المفترض إنجازها في الناقورة بعد ظهر اليوم.

وبحسب البرنامج المفترض، فإن هوكشتين سيصل إلى الناقورة ومعه مساعدون بينهم السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، كما ستحضر ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان الديبلوماسية البولندية يوانا فرونتسكا بعد تلقيها أول من أمس رسالة تفويض من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة. وإلى جانب الوفد اللبناني المفترض أن يقتصر على ثلاثة أشخاص فإن إسرائيل سترسل وفداً كبيراً يصل عدده إلى سبعة على الأقل، برئاسة مندوبة عن رئيس الحكومة تعمل في مكتب مستشار الأمن القومي إلى جانب مدراء من وزارة الطاقة وضباط من جيش الاحتلال.

وسيجري ترتيب اللقاء في الخيمة التي تجتمع فيها عادة اللجنة الثلاثية اللبنانية – الإسرائيلية – الأممية، ويلقي هوكشتين خطاباً شاكراً البلدين على جهودهما، بعد أن يسلم صباحاً الرئيس عون الرسالة الأميركية التي تتضمن بنود التفاهم، يقوم عون بالرد إيجاباً عليها، مع توقيع رئيس الوفد اللبناني الذي سيسلم الرد في الناقورة إلى هوكشتين، على أن يسلم موفد وزارة الخارجية نسخة عن الإحداثيات الخاصة بالمناطق البحرية والاقتصادية لإيداعها في الأمم المتحدة.

وبحسب الإجراءات المتفق عليها، فإن اللقاء لن يكون مفتوحاً أمام وسائل الإعلام، وسيسمح فقط لمصور فوتوغرافي بالتقاط صورة لرئيس الوفد اللبناني وهو يسلم الأوراق إلى هوكشين ومنسقة الأمم المتحدة وأخرى لرئيس الوفد الإسرائيلي، على أن ينتهي اللقاء من دون أي تواصل مباشر بين الجانبين.

يلقي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة الرابعة عصر اليوم في افتتاح معرض «أرضي»، في «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية، سيشكّل ملفّ الترسيم محورها الرئيسي، ويتطرق فيها إلى آخر المستجدات السياسية لا سيما في ما يتعلق بالحكومة وانتخابات رئاسة الجمهورية”.

المصدر: الصحف اللبنانية