أغلق المئات من سكان كريات شمونة المدخل الجنوبي للمدينة، احتجاجًا على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الحرب الأخيرة، في تحرك يعكس تصاعد الغضب الشعبي من غياب المعالجات الحكومية الفعّالة. ويؤكد المستوطنون أنّ مدينتهم تعيش أزمة عميقة تطال سبل العيش واستمرارية المصالح التجارية.
وذكرت صحيفة “ذا ماركير” العبرية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يأخذ 2.9 مليار شيكل من ميزانية إعادة إعمار الشمال لتلبية احتياجاته السياسية في سنة الانتخابات. وأضافت الصحيفة أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ينضم إلى هذا المسار، ويستغل مشروع إعادة إعمار الشمال لتحويل الميزانيات إلى المستوطنين، بدل توجيهها إلى البلدات المتضررة.

من جهتها، وصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” المشهد في كريات شمونة ظهر أمس، بالقول إن صمتًا مدوّيًا يسود مركز المدينة، حيث تكشف جولة في المراكز التجارية، بين محالّ أغلق بعضها وواصل بعضها الآخر العمل، أن الحرب تحوّلت هناك إلى حرب على القدرة على البقاء والحفاظ على المدينة.
وأشارت الصحيفة إلى أن نحو نصف المصالح التجارية فقط عاد إلى العمل الكامل، فيما تُطالَب هذه المصالح بدفع الضرائب حتى عندما لا يتجاوز الدخل اليومي نصف ما كان عليه قبل الحرب.
المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع مع محلل الشؤون الصهيونية في قناة المنار حسن حجازي
وفي تقرير آخر لـ”يديعوت أحرونوت”، جاء أن كريات شمونة تواجه ما يشبه “موجة ثانية” من الرحيل، في ظل شعور عام لدى السكان بأن “الدولة غير موجودة، ولن يبقى ما يمكن إصلاحه”.
وأفاد التقرير بأنه بعد أكثر من عام على وقف إطلاق النار، سئم سكان المدينة، إذ إن من أصل 26 ألف نسمة قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لم يعد نحو عشرة آلاف إلى كريات شمونة.
ويرصد التقرير غضبًا عارمًا من وعود الحكومة التي لا تتحقق، ومع تصاعد القلق على المستقبل يخرج السكان للتظاهر محذّرين من أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو، فلن يبقى أحد في المدينة. وينقل عن بعضهم القول إن السلطات “أعادتنا إلى مدينة مدمَّرة وتركتنا نتدبّر أمرنا”، داعين الوزراء إلى الحضور ورؤية الضائقة على أرض الواقع.
اعلام العدو يسلط الضوء على رفض المستوطنين العودة إلى كريات شمونة
وفي السياق، سلط اعلام العدو الضوء على المأساة التي تعاني منها مستوطنة كريات شمونة اكبر مدن شمال فلسطين المحتلة بعد رفض عودة أكثرية المستوطنين اليها.
تقرير: احمد عمار
المصدر: اعلام العدو
