الخميس   
   26 06 2025   
   30 ذو الحجة 1446   
   بيروت 08:17

مشاهد ملحمية.. هكذا قتلت القسام 7 جنود صهاينة في كمين خانيونس

في إطار سلسلة عمليات “حجارة داود”، عرضت كتائب القسام مشاهد للكمين المركب الذي استهدف ناقلتي جند إسرائيليتين قرب مسجد علي بن أبي طالب في منطقة معن جنوب خانيونس بقطاع غزة، وأسفر الهجوم عن مقتل سبعة جنود من بينهم ضابط.

وجاءت العملية بعد أن فجّر المجاهدون عبوة ناسفة من نوع “شواظ” مزروعة داخل قمرة قيادة إحدى ناقلات الجند، ما أدى إلى احتراقها بالكامل مع طاقمها، كما تم استهداف ناقلة الجند الثانية بعبوة “العمل الفدائي”.

ورصد المجاهدون هبوط طائرات مروحية إسرائيلية في المنطقة لإجلاء القتلى والجرحى، حيث استمرت عمليات الإخلاء لساعات طويلة. تأتي هذه العملية في سياق تصعيد المقاومة ضمن مواجهات “طوفان الأقصى” جنوب القطاع.

وكشف تحقيق أولي أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، أن مقاومًا فلسطينيًا نفّذ عملية نوعية استهدفت ناقلة جند مدرعة من طراز “بوما” في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل سبعة جنود، بينهم عناصر من كتيبة الهندسة القتالية 605.

وبحسب تفاصيل التحقيق، فقد تقدم المقاوم الفلسطيني نحو الناقلة خلال ثوانٍ معدودة، وصعد فوقها وألقى عبوة ناسفة من الفتحة العلوية المفتوحة، بينما كان الجنود بداخلها، ما أدى إلى مقتلهم على الفور، في حين انسحب المنفّذ من الموقع دون أن يُصاب.

وأوضحت الرواية العسكرية أن الحادثة وقعت أثناء تنفيذ الفرقة 188 عملية ميدانية في المدينة، حيث جرى اشتباك مسلح استدعى تدخل سلاح الجو الإسرائيلي لتنفيذ غارة جوية في موقع قريب من تمركز القوة البرية.

وسبق الكمين بساعات انفجار عبوة ناسفة وإطلاق قذيفة RPG على قوة أخرى من نفس الكتيبة، ما أسفر عن إصابة جنديين، أحدهما إصابته خطيرة.

وتشير نتائج التحقيق إلى أنه، ووفق التعليمات المعمول بها، طُلب من الجنود الاحتماء داخل ناقلة الجند خلال تنفيذ الغارة الجوية القريبة، لتفادي إصابات محتملة من الشظايا. وفي تلك اللحظات، اقترب المقاوم الفلسطيني ونفّذ الهجوم من مسافة صفر.

وأكد التحقيق عدم وجود مواد متفجرة إضافية داخل المدرعة، باستثناء الذخيرة الفردية التي كانت بحوزة الجنود، في حين تخضع المركبة حاليًا لفحوص فنية متخصصة لتحليل طبيعة الضرر، وسط بحث الجيش الإسرائيلي في إمكانية سحب هذا الطراز القديم من الخدمة.

في اليوم السادس والعشرين بعد الستّمئة من الحرب الدموية المتواصلة على قطاع غزة، أثبتت المقاومة الفلسطينية مجددًا قدرتها على توجيه ضربات نوعية وموجعة للاحتلال، إذ أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ كمين مركّب ضد وحدة هندسة قتالية تابعة لجيش الاحتلال في خان يونس جنوب القطاع، أسفر عن مقتل ضابط وستة جنود، فيما لم يتأخر اعتراف الجيش الإسرائيلي بفشل عمليته وإقراره بمقتل جميع أفراد القوة المستهدفة.

العملية نُفذت عصر الثلاثاء، وتمثّلت بإحراق مركبة تقل جنودًا صهاينة، أعقبه استهداف قوة إنقاذ حضرت إلى الموقع ذاته، في مشهد أعاد التأكيد على عجز الاحتلال عن حماية جنوده حتى في العمق العسكري.

وكشفت إذاعة جيش الاحتلال أن ناقلة الجنود المدرعة من نوع “بوما” اشتعلت فيها النيران بعد أن اقترب منها أحد المقاومين وألصق بها عبوة ناسفة أدت إلى انفجار هائل، جعل من عملية الإجلاء مهمة شديدة التعقيد، اضطرت معها القوات إلى سحب المدرعة بمن فيها إلى داخل الأراضي المحتلة، واستغرق التعرف على هويات الجنود القتلى ساعات طويلة.

الصدمة في “تل أبيب” كانت واضحة، فقد اعتُبرت العملية من أصعب الأحداث التي واجهها الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة. بدا ذلك في تصريحات قادة الاحتلال، حيث أقر إسحاق هرتسوغ بأن صباح الثلاثاء كان “مؤلمًا”، في حين وصف وزير الحرب يسرائيل كاتس الحادثة بأنها “مؤلمة ومفجعة”، ما يعكس حجم الارتباك والتأثير النفسي الذي أحدثه كمين خان يونس في البنية العسكرية والسياسية الإسرائيلية.

لكن الانعكاسات لم تتوقف عند حدود الخسائر البشرية، بل تعدّتها إلى النقد الداخلي العلني لإدارة الحرب، إذ كتبت صحيفة معاريف أن “الوقت قد حان لإعادة الحسابات”، وأنه يجب الاعتراف بأن “إدارة الحرب في غزة تمثّل فشلًا ذريعًا من قبل الحكومة الإسرائيلية وزعيمها بنيامين نتنياهو”، معتبرة أن “إسرائيل لا تنتصر في غزة، بل تغرق في الوحل”.

المصدر: موقع المنار