الأربعاء   
   10 12 2025   
   19 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 20:17

لجنة متابعة قضية الإمام الصدر: الملف الليبي بلا أي قيمة مضافة والإفراج عن هنيبعل القذافي صفقة سياسية مشبوهة

أكد القاضي حسن الشامي أن لجنة المتابعة الرسمية لقضية إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه وعائلة الإمام المغيب “لا تتهرّب من قول أي حقيقة لأنها سبق أن أجرت العديد من فحوصات الحمض النووي في أهم مختبرات العالم وأثبتت جميع تلك العينات أنها لا تعود للإمام الصدر ولا للشيخ يعقوب ولا للصحافي بدر الدين ما يؤكد أن المطالبة بتحرير الإمام ورفيقيه هو مطلب حق”.

وخلال مؤتمر صحافي عقدته لجنة المتابعة الرسمية لقضية إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه ومركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات للحديث عن آخر المستجدات والتطوّرات بشأن القضية، أوضح القاضي قائلاً “زرنا ليبيا 6 مرات، وزارنا الليبيون مرات عديدة، والتقينا قضاة النيابة العامة وشهود ومشتبه بهم في دول ثالثة. قابلنا كل أركان النظام السابق ما عدا عبد السلام جلود. وأغلبهم رفض الإفصاح عما لديه من معلومات تقود إلى معرفة مكان وجود الإمام ورفيقيه، لأنهم لا يريدون إدانة معمر القذافي”.

 وفي السياق، لفت الشامي إلى أن “الملف الليبي لا يشكل أي قيمة مضافة، وليس فيه أي نتيجة ولا يمثل تقدماً وأن ما ورد في صفحاته التي لا تتجاوز 135 صفحة كنا قد رأيناها وحفظناها عام 2012، و2016 ، لكننا ما زلنا نتعامل بحسن نية”.

وعن الوثائقي الذي بثّته قناة “بي بي سي” عن الإمام، أشار الشامي إلى أن “ما أورده الوثائقي عن تقنية خوارزمية للتعرّف إلى الوجوه لا يشكّل أي دليل ولا قيمة علمية له”، مضيفاً “لقد ذهبنا إلى إستوكهولم وحصلنا على استشارات من خبراء سويديين عالميين في هذا المجال، ودحضوا فيها ما ورد في  في الوثائقي، ولدينا تصوير بالفيديو ومستندات خطية”.

كما لفت إلى أن “القناة تعاملت معنا بطريقة غير محترفة وغير لائقة وكانت لديهم نية مسبقة ويضعون العربة أمام الحصان، ولم يحترموا حتى مراسلاتهم معنا ولا مع عائلة الإمام ولا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكان نهجهم غير علمي وغير منطقي، والوثائقي خرج ركيكاً يريد فقط زوراً إظهار أن “العلم أثبت شيئاً”.

كما دعا القاضي الصحافي قاسم حمادة “للإدلاء بما لديه أمام المحقق العدلي، ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونحن على ثقة بأنه لا مصداقية لكل ما ورد في الشريط، ولا لما قاله وكرره حمادة في مقابلاته اللاحقة التي تهرب فيها من الحقائق، وقد بانت الغاية حيث أعلن هو نفسه بفيديو نشره مؤخراً أنه بصدد تأليف كتاب عما قال إنه “يحسم قتل الإمام”، بدل أن يكون لديه الحد الأدنى من الحس الانساني والوطني، فيزودنا بالشعرة التي لديه أو يشهد أمام القضاء بما يزعمه ليتم التحقيق فيه ومتابعته”.

هذا وشدد الشامي أن “الرئيس نبيه بري داعم لعمل اللجنة منذ عام 2011 وحتى اليوم في كل المفاصل وعلى طول الوقت ولا خطوط حمراء لديه في هذه القضية”، مشيراً إلى ان “اللقاء مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كان أكثر من ممتاز وهو حريص على إبداء كل اهتمام بأي مطلب”.

إلى ذلك، وتعليقاً على إطلاق سراح هانبيال القذافي في تشرين الثاني/نوفمبر بعد توقيفه في لبنان عام 2015 على خلفية معلومات تتعلّق بقضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا عام 1978، قال الشامي “لم نتدخل يوماً في ظروف توقيفه ومن يوكل ومن يعزل، وكان ينال كل الرعاية الصحية واللوازم والزيارات ووسائل التواصل وهاتف خلوي”، متسائلاً “ترى لو كان توقيفه غير قانوني، لماذا قامت الهيئة العامة لمحكمة التمييز وهي مؤلفة من عشرة رؤساء غرف لمحكمة التمييز بإبطال قرار نقل الدعوى من يد القاضي زاهر حمادة، لعلة الإرتياب المشروع؟”.

من جهته، السيد صدر الدين الصدر نجل الإمام المغيب السيد موسى الصدر قال إن “الانطلاق في أي متابعة للقضية يقوم على ثابتة حياة الإمام الصدر واخويه وذلك لأن جميع المعطيات والمعلومات والتحقيقات تقاطعت على فرضية الاغتيال الفوري التي جرى الحديث عنها واجترارها على مدى 47 عاماً في الإعلام لأهداف معروفة”.

وأكد نجل الامام، خلال مؤتمر صحافي في نقابة الصحافة، أن “المتابعات والتحقيقات والمعلومات المتقاطعة أكدت انتقال الإمام من مكان احتجاز إلى آخر حتى عام 2011 على الأقل.”

واعتبر أن السلطات الليبية التي تولت الحكم بعد معمر القذافي ليست أفضل من النظام السابق، محمّلاً إياها المسؤولية الكاملة عن حياة الإمام وأخويه بسبب عدم تعاونها في القضية، رغم توقيع مذكرة تفاهم منذ أكثر من عشرة أعوام.

ولفت إلى أن الإفراج عن هنيبعل القذافي “يشكل انعكاساً بارزاً للخلل العميق في سير العدالة”، واصفاً هذا الإفراج بأنه “صفقة سياسية مشبوهة”، مشدداً على أن قضية الإمام الصدر وأخويه تبقى فوق كل المساومات والصفقات.

المصدر: موقع المنار