الجمعة   
   05 12 2025   
   14 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 00:25

15 قتيلا بينهم أطفال في هجمات جديدة بجنوب وغرب كردفان وسط تحذيرات أممية من تفاقم الكارثة الإنسانية​

قُتل 15 شخصا على الأقل، بينهم أطفال، في هجمات نُسبت إلى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايتي جنوب وغرب كردفان يومي الأربعاء والخميس، وفق مصادر محلية وإغاثية.

وأفاد مسؤول محلي في بلدة كالوقي بجنوب كردفان لوكالة فرانس برس بأن تسعة أشخاص، بينهم أربعة أطفال، قضوا في قصف نفذته طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال، موضحا أن القذيفة الأولى أصابت روضة أطفال والثانية سقطت على المستشفى الذي نُقل إليه الجرحى.​

وفي غرب كردفان، ذكرت غرفة الطوارئ، وهي مجموعة معنية بتنسيق جهود الإغاثة، أن طائرة مسيرة تابعة للجيش قصفت الأربعاء بلدة ناما، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل، منددة بالهجمات المتواصلة التي أسفرت عن تعطيل الحياة وترويع وتشريد المدنيين وتدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية

وتتعذر معرفة حصيلة دقيقة للضحايا في الإقليم بسبب انقطاع الاتصالات في معظم أنحاء البلاد وانهيار جزء كبير من المنظومة الصحية، في وقت تشهد فيه ولايات كردفان معارك مكثفة منذ أسابيع، بعد إحكام قوات الدعم السريع سيطرتها على إقليم دارفور المجاور الغني بالنفط والأراضي الزراعية، الذي يربط الخرطوم بغرب السودان.​

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن مكتبه وثّق مقتل ما لا يقل عن 269 مدنيا في شمال كردفان منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول، جرّاء الغارات الجوية والقصف والإعدامات الميدانية، محذرا من أن انقطاع الاتصالات والإنترنت يرجّح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير.

واعتبر تورك أنه “أمر صادم” أن يتكرر التاريخ في كردفان بعد فترة وجيزة من الفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر، مشددا على أنه لا يجوز السماح بتكرار ما حدث هناك، ومتهما طرفي النزاع بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.​

بدوره، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن المدنيين في كردفان يواجهون مخاطر متزايدة مع ارتفاع وتيرة العنف، مشيرا إلى أن القتال يعرقل الوصول إلى الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية، ويمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وأسواقهم.

وفي ظل هذه التطورات، أعلنت قوات الدعم السريع الاثنين “تحرير” مدينة بابنوسة النفطية في غرب كردفان، بصفتها آخر معاقل الجيش في الولاية، بينما نفى الجيش ذلك الثلاثاء مؤكدا أن وحداته صدت الهجوم.​

وأدّت الحرب في السودان، التي دخلت عامها الثالث، إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، في أزمة تصفها الأمم المتحدة بأنها “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” حاليا، مع تزايد التحذيرات من مجاعة وشيكة في عدة أقاليم بينها كردفان ودارفور.​

المصدر: أ.ف.ب