السبت   
   15 11 2025   
   24 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 11:33

منظمة حقوقية تحذّر من تصعيد استعماري خطير شرق القدس ضمن مخطط E1

حذّرت منظمة البيدر الحقوقية من التصعيد الاستعماري المتسارع الذي يشهده شرق القدس، خاصة ضمن مخطط E1 الاستعماري، معتبرة أن هذه التحركات الدؤوبة تستهدف بلدات عناتا وحزما وجبع والتجمعات البدوية المحيطة بها، وتهدف إلى تغيير الجغرافيا الفلسطينية بشكل خطير يُهدد التواصل الجغرافي للضفة الغربية.

وأوضحت المنظمة في بيان صدر اليوم السبت أن مستعمرين شرعوا مؤخرًا بإقامة بؤرة استعمارية جديدة على أراضي بلدة عناتا، بالقرب من تجمعي أبو غالية والعراعرة البدويين، وتزامن ذلك مع تحركات مماثلة على أراضي حزما وجبع شمال شرق القدس، ضمن إطار مشروع استعماري ممنهج يجري تنفيذه تدريجيًا.

وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تأتي في سياق مخطط E1، الذي يسعى لربط مستعمرة “معاليه أدوميم” بمدينة القدس، الأمر الذي من شأنه قطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، وإحاطة القدس الشرقية بطوق استعماري يُعيق مستقبلها كعاصمة محتملة لدولة فلسطينية مستقلة.

وبيّنت المنظمة أن بلدات عناتا وحزما وجبع، بالإضافة إلى التجمعات البدوية المنتشرة في محيطها، تقع في قلب المنطقة الممتدة بين شمال شرق وشرق القدس ومستعمرة “معاليه أدوميم”، وتشكل المعبر الوحيد الذي يربط شمال الضفة بجنوبها، ما يجعل الأنشطة الاستعمارية الأخيرة أكثر خطورة ويوسع آثارها السلبية.

ونوهت المنظمة إلى أن مخطط E1، الذي يمتد على مساحة تصل إلى 12 كيلومتراً مربعاً، طُرح منذ تسعينيات القرن الماضي، لكنه واجه اعتراضاً دولياً واسعاً. ورغم ذلك، يُنفذ تدريجياً اليوم عبر إقامة بؤر صغيرة غير معلنة، يجري ربطها لاحقاً بالطرق الالتفافية والمعسكرات والحواجز العسكرية، ما يؤدي إلى عزل القدس الشرقية وتحويل التجمعات البدوية إلى جزر معزولة.

وأفادت المنظمة بأن سكان التجمعات البدوية في المنطقة يعتمدون على الزراعة والرعي كمصدر رزق رئيسي، إلا أن تصاعد النشاط الاستعماري يحول دون وصولهم إلى أراضيهم، ويتم الاستيلاء على مساحات واسعة بذريعة “أراضي دولة” أو “مناطق تدريب عسكري”، إضافة إلى هدم المنازل والمنشآت بحجة البناء غير المرخص، في إطار سياسة ترحيل تدريجي تخالف اتفاقية جنيف الرابعة.

وحذّرت المنظمة من أن ما يجري في مخطط E1 يُشكل “نقطة اللاعودة” في مسار حل الدولتين، لأن ربط مستعمرة “معاليه أدوميم” بالقدس عبر عناتا وحزما وجبع والتجمعات البدوية سيؤدي إلى فصل الضفة الغربية إلى منطقتين معزولتين، ويقوض بشكل خطير إمكانية قيام دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.

ودعت منظمة البيدر الحقوقية إلى توثيق وتحديث الخرائط الميدانية لإظهار الترابط بين البؤر الاستعمارية الجديدة ومخطط E1، وإلى تحرك دولي عاجل لوقف المشروع وفرض تجميد فوري للبناء الاستعماري شرق القدس. كما شددت على أهمية حماية التجمعات البدوية من خلال توفير الدعم القانوني والإنساني العاجل، وتفعيل الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية (تموز/يوليو 2024)، والضغط لفرض عقوبات على الجهات المنفذة للمشاريع الاستعمارية في الأراضي المحتلة.

وأكدت المنظمة أن ما يجري في عناتا وحزما وجبع ومحيط التجمعات البدوية هو جزء من مخطط أوسع لإعادة رسم خريطة الضفة الغربية وفق المصالح الإسرائيلية، ما يؤدي إلى تحويل البلدات والتجمعات إلى فسيفساء معزولة تحت الزحف الاستعماري، ويضعف فرص تطبيق حل الدولتين بشكل حقيقي وفاعل.

المصدر: مواقع