السبت   
   08 11 2025   
   17 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 14:29

دراسة علمية توضح: لماذا يفقد الأطفال تركيزهم بسرعة؟

من المعروف أن الأطفال ينتقلون بسرعة من نشاط إلى آخر، حتى عندما يُفترض أن يركزوا على مهمة واحدة . لكن دراسة جديدة تشير إلى أن السبب وراء ذلك لا يعود فقط إلى الفضول، كما كان يُعتقد سابقًا.

ويقول الباحثون إن ذاكرة الأطفال لم تنضج بعد بما يكفي لمساعدتهم على التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة. ولتحقيق فهم أفضل، أجرى علماء من جامعة ولاية أوهايو تجربة شملت البالغين، حيث كُلّفوا بمهام معقدة تُرهق ذاكرتهم العاملة. ووجد الباحثون أن البالغين، عند إجهاد ذاكرتهم، بدأوا يتصرفون بطريقة تشبه سلوك الأطفال، وواجهوا صعوبة في الحفاظ على انتباههم.

قال فلاديمير سلوتسكي، أستاذ علم النفس والباحث المشارك في الدراسة: “لقد جعلنا من الصعب على البالغين التركيز من خلال ملء ذاكرتهم بأشياء لا علاقة لها بالمهمة التي يحاولون إنجازها. وعندما فعلنا ذلك، بدأ البالغون يستكشفون بشكل مفرط ويتشتت انتباههم، تمامًا كما يفعلالأطفال “.

تشتت الانتباه: بين الأطفال والبالغين

وأظهرت الدراسة أن تشتت انتباه الأطفال لا يعود فقط إلى الفضول، بل إلى ضعف تطور ذاكرتهم العاملة. وعندما أُرهق البالغون بمهام تُضعف ذاكرتهم، تصرفوا مثل الأطفال وفقدوا قدرتهم على التركيز.

في إحدى التجارب، استخدم الباحثون لعبة حاسوبية تهدف إلى جمع الحلوى، ولاحظوا أن البالغين الذين كانت ذاكرتهم مثقلة بالمعلومات استمروا في تغيير اختياراتهم، رغم معرفتهم بالخيار الأفضل. هذا السلوك يشير إلى أن الانشغال الذهني يُنتج نفس نمط تشتت الانتباه الذي يظهر لدى الأطفال، وفقًا لما نشرته US News.

ووفقًا للباحثة تشيان تشيان وان، فإن الانتباه قد يتشتت لدى البالغين، حتى عند أداء مهام دقيقة ، تمامًا كما يحدث عند الأطفال. وقد أجرت وان هذه الدراسة أثناء دراستها لدرجة الدكتوراه في جامعة ولاية أوهايو، وهي الآن باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا-ديفيس. وذكرت الدراسة التي نُشرت في Drugs.com النتائج نفسها، مؤكدة أن تشتت الانتباه ليس مقتصرًا على الأطفال فحسب.

وتشير النتائج إلى أن ما يبدو وكأنه تشتت في انتباه الأطفال قد يكون في الواقع نتيجة لدماغهم الذي لا يزال في طور النمو، وهذا قد يساعدهم على التعلم بطريقة أكثر مرونة من البالغين. وقالت وان: “قد تساعد هذه النتائج في تطوير أساليب تعليم تراعي الطريقة الطبيعية التي يتعلم بها الأطفال الصغار، بدلاً من أن تعمل ضدها”.

المصدر: dw.com