الأحد   
   02 11 2025   
   11 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 02:28

الرئيس السيسي يفتتح المتحف المصري الكبير رسمياً

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء السبت، الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير بعد أكثر من عقدين من العمل وتأجيلات متكررة، مؤكداً أن المتحف يمثل أكبر صرح في العالم مخصصاً لحضارة واحدة، ويفتح فصلاً جديداً في تاريخ مصر الحديث.

جاء ذلك خلال حفل افتتاح ضخم حضره عشرات الوفود الرسمية والرؤساء والملوك، وتخللته عروض فنية وإضاءة خارجية امتزجت فيها ألوان العلم المصري بالأخضر والأحمر، كما أضيئت جدران المتحف والسماء بالألعاب النارية احتفاء بهذه المناسبة.

وأشار السيسي في كلمته إلى أن تشييد المتحف جاء بجهود وتعاون دولي واسع مع شركات ومؤسسات عالمية، واصفاً الصرح بأنه شهادة حيّة على عبقرية الإنسان المصري، وليس مجرد مكان لحفظ الآثار.

وكان رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قد وضع سابقاً وصفاً بارزاً للمتحف بأنه “صرح عالمي وهديّة من مصر للعالم”، مبرزاً أن الحلم بدأ منذ 30 عامًا، وتحقق الجزء الأكبر من الإنجاز خلال السنوات السبع أو الثماني الماضية بعد فترة توقف نتيجة الاضطرابات التي شهدتها مصر منذ 2011.

يمتد المتحف على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع وتجاوزت تكلفته مليار دولار، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية نصفها سيُعرض فعلياً أمام الزوار للمرة الأولى، بما فيها المجموعة الكاملة لكنوز الفرعون توت عنخ آمون التي يعود اكتشافها إلى عام 1922. ولأول مرة ستجتمع حوالي خمسة آلاف قطعة جنائزية لهذا الفرعون تحت سقف واحد في قاعة مخصصة داخل المتحف.

يستقبل الزوار في مدخل واسع يتوسطه تمثال ضخم للفرعون رمسيس الثاني، بوزن 83 طناً وارتفاع 11 متراً، فيما تتوزع قاعات العرض الفسيحة وصالات الواقع الافتراضي والمعارض التفاعلية ومتحف الأطفال داخل المبنى الذي يتميز بجدرانه الحجرية ذات اللون الرملي.

ويتيح المتحف للزوار من خلال نافذة زجاجية متابعة أعمال الترميم، بما يشمل القطع الفريدة والمركب الشمسي الذي يعود عمره إلى 4500 عام وعثر عليه قرب هرم خوفو.

وتأتي ولادة المتحف المصري الكبير بعد تأجيلات عديدة بسبب احتجاجات “الربيع العربي” وجائحة كورونا والتوترات الإقليمية، وكان من المقرر افتتاحه في يوليو 2025 قبل إرجائه مرة أخرى نتيجة أزمات المنطقة.

ويحذر خبراء في قطاع السياحة المصري من أن نجاح المتحف كوجهة عالمية يعتمد على استقرار السياحة وتطوير البنية التحتية في البلاد، في ظل صراعات إقليمية وضغوط اقتصادية تؤثر على قدرة القطاع في تحقيق انتعاشة حقيقية.

وظهر قطاع السياحة المصري انتعاشاً نسبياً خلال السنوات الأخيرة، إذ شهدت البلاد استقبال 15 مليون زائر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بزيادة 21% عن الفترة ذاتها من العام السابق، وبلغت إيرادات القطاع 12.5 مليار دولار. ويتوقع المسؤولون وصول عدد زوار المتحف إلى 15 ألف زائر يومياً مستقبلاً.

وتشمل خطط الحكومة لتطوير منطقة الأهرامات بناء مطار سفنكس الدولي الجديد، وتشييد فنادق ومرافق سياحية وتجارية حديثة لجذب المزيد من الوفود العالمية وتنمية شمال شرق القاهرة بشكل شامل.

المصدر: أ.ف.ب.