الثلاثاء   
   28 10 2025   
   6 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 11:47

غوتيريش يندّد بانتهاكات الفاشر والخارجية السودانية تتهم “الدعم السريع” بارتكاب إبادة جماعية

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالانتهاكات الخطيرة في مدينة الفاشر شمال دارفور، معبّرًا عن قلقه البالغ إزاء تفاقم الصراع في السودان، فيما اتهمت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية وجرائم إرهابية مروّعة بحق المدنيين في المدينة.

وقال غوتيريش، في بيان صادر عن مكتبه، إنّه يدين بشدة التقارير الواردة بشأن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في الفاشر، والتي تشمل الهجمات العشوائية واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي والهجمات ذات الدوافع العرقية، داعياً إلى ضمان إيصال المساعدات الإنسانية بأمان ودون عراقيل.

وأضاف الأمين العام أن مستوى المعاناة الإنسانية في السودان بلغ حدّاً لا يُطاق، مشدداً على ضرورة وقف التدخلات الخارجية التي تؤجّج النزاع، ومطالباً المجتمع الدولي بوقف تسليح الأطراف المتقاتلة ودعم المساعي نحو حلّ سياسي شامل.

في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بياناً فجر اليوم الثلاثاء، تدين فيه بأشد العبارات ما وصفته بالجرائم الإرهابية التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع في الفاشر، مؤكدة أن هذه القوات “تمارس عمليات قتل عنصري وترويع ممنهجة ضد المدنيين العزّل، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، في مشاهد صادمة يوثقها مرتكبوها بفخر ووقاحة”.

وأضاف البيان أن “مليشيا آل دقلو الإرهابية” – حسب وصف الخارجية – “خططت لهذه الإبادة الجماعية عبر حصار الفاشر وتجويع سكانها لعامين ونصف، لتتوّج ذلك بمجزرة جديدة تُضاف إلى سجلّها الأسود من الفظائع والانتهاكات الممتدة من الجنينة إلى ولايات الجزيرة”.

كما حمّلت الحكومة السودانية المجتمع الدولي مسؤولية الصمت والتقاعس، مشيرة إلى أن تسييس الأزمة وانحياز بعض الدول لمصالحها السياسية والاقتصادية تسبب بشكل مباشر في “مذبحة الفاشر”، مطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2736 لعام 2024 لوقف الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها.

من جهته، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إنّ “الشعب السوداني والقوات المسلحة سينتصران”، مشيراً إلى أن مغادرة القيادة العسكرية لمدينة الفاشر جاءت نتيجة “التدمير الممنهج الذي تعرّضت له المدينة”.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، الأحد الماضي، سيطرتها على مدينة الفاشر بعد حصار استمر أكثر من عام، ما يعني بسط نفوذها على كامل ولايات دارفور الخمس، وتقسيم البلاد فعلياً بين شرق يخضع لسيطرة الجيش وغرب تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

ويشهد السودان منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 15 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفق تقارير الأمم المتحدة.

المصدر: وكالات